مَن وراء قرار إغلاق المعلمة التاريخية والتربوية «مدرسة أمير الأطلس مولانا الحسن» بأزرو؟
دفاتر أخبار المؤسسات: مدارس، ثانويات، نيابات، أكاديمياتهذا الركن بدفاتر dafatir خاص بالمستجدات الجهوية والإقليمية والمحلية من أخبار وأنشطة مدارس وثانويات وأكاديميات ونيابات التربية الوطنية بالمغرب
مَن وراء قرار إغلاق المعلمة التاريخية والتربوية «مدرسة أمير الأطلس مولانا الحسن» بأزرو؟
الاتحاد الاشتراكي يوم 18 - 11 - 2014
لا حديث لساكنة أزرو ، في الآونة الأخيرة، خصوصاً داخل الأوساط التربوية، إلاّ عن قرار جائر شفوي تمّ بموجبه إغلاق مدرسة «أمير الأطلس مولانا الحسن»، ولا يستبعد المراقبون أن يكون القرار قد تم بنية مبيّتة تستهدف طمس معالم تاريخية ظلّت مفخرة لساكنة المنطقة على امتداد الزمن، ومنذ أربعينيات القرن الماضي، شاهدة على بطولاتهم والتحامهم ووطنيتهم وتشبثهم بملكهم، وحتى على فترات القهر والطغيان في عهد الاستعمار.
فبعدما حاول المستعمر طمس معالم الحضارة والثقافة المغربيتين من مناطق بالأطلس المتوسط، عبر إنشاء مدارس على النمط الأوروبي لتلقين أبناء المعمّرين وعملائهم الثقافة واللغة الفرانكفونية، وتذويب اللغة العربية والثقافة الإسلامية كهوية حضارية، بادرت إرادة المقاومة المحلّية إلى تشييد مدرسة تعنى بالثقافة المغربية الإسلامية واللغة العربية آنذاك، فمن متبرّع بالأرض ومتبرّع بالأموال أو مواد البناء العينية، إلى متطوّع بالعمل والبناء، لتكتمل معالم المعلمة التربوية وتفتح أبوابها في بداية الموسم الدراسي لسنة 1946، تدرّجت في اختيار الأسماء حسب الظرفية التاريخية، إلى أن اختير لها اسم « مدرسة أمير الأطلس مولانا الحسن « بقرار من الديوان الملكي تحتفظ جمعية الآباء بنسخة منه.
وما زادها مكانة زيارة المغفور لهما الملكين الراحلين محمد الخامس وولي عهده آنذاك الحسن الثاني، في ليلة القدر من أحد أشهر رمضان الأبرك، هذه الزيارة التي جعلت منها مركزاً متميّزاً لأدوار طلائعية، وإلى جانب وظيفتها التربوية ظلت المدرسة نقطة تجمعات المقاومين والفدائيين ومركز مشورة لهم.
كَبُرت المدرسة وكَبُرَت معها أحلام الناشئين والمنشِئين، تعلّقت بها قلوب المتعلمين والوطنيين لما تحمله من دلالات رمزية وأبعاد تاريخية، وبعد تصدّع في أحد جدرانها حوّلت السلطات التربوية طواقمها الإدارية والتربوية إلى حجرات مهجورة بإحدى المدارس المجاورة، قبل أن يأتي المخطط الاستعجالي الذي أعاد لهذه الحجرات رونقها وزين مدخلها، وأضاف إليها بعض المرافق لتصبح مدرسة قائمة الذات بما يحفظ لها وضعها الاعتباري ويستمرّ عطاؤها المتميّز والمستمدّ من جدّية المؤسسين الأبرار لهذه المفخرة المحليّة بالمنطقة.
كل ذلك قبل أن ينزل القرار /الصاعقة على القلوب قبل الرؤوس، حين عمد النائب الإقليمي الجديد، إلى إغلاقها وضمّها إلى المدرسة المجاورة على الرغم من أن عدد المتعلمات والمتعلمين وكذا الأطر التربوية بها يفوق بكثير عددهم بالمدرسة المستقبلة، دون اعتماده على أية وثيقة مرجعية ، معتبرا ذلك انجازا تاريخيا في عهده، ولم يعثر أي متتبع على أدنى جواب شاف لمصلحة من تبنى هذا القرار؟ وهل من ضغوط وراء هذا القرار الغامض؟.
ولا غرابة مادامت الأسباب الكامنة وراء قرار الإغلاق تجرّ وراءها العديد من التساؤلات العالقة ليُفتح باب التأويل على مصراعيه، فمن يُرجِعه إلى نية مبيّتة في محاولة طمس المعالم التاريخية والنضالية لسكّان المنطقة بدافع غير بريء ، ومن يُرجِعه إلى محاولة بعض الجهات الاستفراد ببقعة أرضية فلاحية في اسم جمعية آباء المؤسسة، لتتناسل التأويلات والاجتهادات إلا أنها تجمع على كون هذا القرار ستكون له انعكاسات وخيمة تستهدف معالم أخرى من الموروث التاريخي للمنطقة، وسؤال على من يأتي الدور يا ترى؟ وهل يستطيع النائب الإقليمي بحذفه ليافطة «أمير الأطلس مولانا الحسن» من على مدخل المؤسسة أن يحذفه من الذاكرة الجماعية للمنطقة؟ ثم هل الوزارة الوصية على علم بهذا الموضوع وحيثياته؟ وهل ستتدخل لانقاذ الوضع قبل فوات الأوان؟.