التحاق الأطفال بالتعليم الأولي .. هواجس الآباء أمام دموع الصغار
ماجدة أيت لكتاوي
الأحد 18 شتنبر 2016
تتجدد هواجس وتخوفات الآباء والأمهات ممن يستعد أطفالهم للالتحاق بمقاعد الدراسة لأول مرة، سواء تعلق الأمر برياض الأطفال الخاصة بالتعليم الأولي أو فصول المدرسة الابتدائية؛ ذلك أن الأيام الأولى للدخول المدرسي ترتبط، في الغالب، بنوبات بكاء لا يسلم منها إلا القليل من الأطفال.
أحمد أوزي، المتخصص في علم النفس التربوي، أكد أن بكاء الطفل عند التحاقه لأول مرة بأقسام رياض الأطفال بالتعليم الأولي ليس رفضا للروض أو المدرسة؛ ولكنه تصرف يأتي مع عدم إدراك الطفل الصغير لمفهوم الزمن، ذلك أنه يعيش الزمن الراهن والحالي ولا يدرك المستقبل أو الماضي.
الدكتور أوزي، أوضح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن تسليم الطفل للمربية يعتبره الصغير فقدا لأعز الأشخاص على قلبه، ويعتبر أن والديه أو أحدهما سيذهبان دون رجعة بسبب عيشه اللحظة الراهنة، مشيرا إلى أنه سيتفاجأ عند رؤية والديه نهاية اليوم وقد عادا لاصطحابه.
وأكد المتخصص في علم النفس التربوي أن تكرار هذه العملية ستعمل على تعويد الطفل على الأمر، حتى يفهم أن والديه سيعودان لأخذه لا محالة.
وأفاد مؤسس ومدير مجلة "علوم التربية" بأن البلدان المتقدمة تشرك الأبوين والإخوة الأكبر سنا في عملية استئناس الطفل بالمدرسة، حيث يسمح لهم بمرافقته لبعض الوقت والبقاء رفقتهم. كما تنظم تلك البلدان حفلات لاستقبال الآباء؛ وذلك حتى يسهل على الطفل الانتقال المفاجئ من عالم معروف لديه ومدرك إلى آخر غريب ومبهم المعالم.
وأبرز المتحدث لجريدة هسبريس أن التعليم الأولي خطوة مهمة في تكوين شخصية الطفل الذي كان محور الأسرة ومركز اهتمامها إلى مدرسة تعد بمثابة مجتمع مصغر فيه بعض العنف والصراع والتقاسم والتشارك والتدبير وغيرها من المفاهيم الجديدة التي تبعد الطفل عن أنانيته وتجعله يستوعب قوانين المجتمع.
واعتبر الباحث أن رياض الأطفال ليست للقراءة والكتابة، مشيرا إلى أن العضلات الدقيقة في جسم الأطفال لا يكتمل نموها إلا في سن السادسة من العمر، مؤكدا أنه من الصعب تكليف الأطفال الأصغر عمرا بحمل القلم والكتابة، لافتا إلى أن التعليم الأولي يساعد في تعلم مبادئ تجعل من الانتقال نحو المدرسة خطوة سلسة، كما تنصب الأنشطة فيها على تعلم إدراك الألوان وتمييز الجهات والأشكال عبر اللعب.
وعزا الدكتور أوزي ضعف التعليم بالمغرب إلى عدم تعميم التعليم الأولي، فضلا عن ممارسته من طرف أشخاص غير مكونين بيداغوجيا، داعيا الدولة إلى تبني التعليم ما قبل المدرسي الذي يحبب للطفل الذهاب للمدرسة ويسهم في إنجاح مساره التعليمي برمته أو العكس. =========== هسبريس