حقــــول أولاد عبو ببرشيد في مرمى النيران والحصيلة فاقت ألف هكتار
محمد منفلوطي_هبــــة بريس
السبت 20 ماي 2017
لازال شبح الحرائق يخيم على واقع الفلاحة والمحاصيل الزراعية بمنطقة أولاد عبو إقليم برشيد، ولازالت تخوفات الفلاحين وخاصة الصغار منهم قائمة لاسيما بعد ارتفاع درجات الحرارة وهبوب رياح الشركي.
ففي هذا السياق استفاقت ساكنة دوار أولاد سي عيسى بمنطقة أولاد عبو بإقليم برشيد صباح اليوم السبت على وقع حريق مهول أتى على ما يقارب 70 هكتارا من المحاصيل الزراعية، مخلفا خسائر فادحة في الممتلكات انضافت إلى خسائر سابقت بقدر بالملايين وأتت على ما يقارب الألف هكتارا في حوادث حريق متفرقة شملت العديد من الدواوير.
وكشفت مصادر هبة بريس، أن حريق اليوم اندلعت شرارته ليلا وسط ذهول العديد من ساكنة المنطقة، فيما لازالت فرق البحث والتحري التابعة لعناصر الدرك الملكي تباشر عملها لفك هذا اللغز المحير، في الوقت الذي انتقل فيه رجال الوقاية المدنية على بعد 60 كيلومتر قادمين من مدينة برشيد مما يتطلب من الجهات المعنية إحداث مقر دائم لهذه الفئة بجماعة أولاد عبو كي يتسنى لهم القيام بواجبهم على الوجه الأكمل، لاسيما وأن المنطقة تعرف موجة حرارة غير مسبوقة وفي غياب تدخل عاجل من قبل عناصر الوقاية المدنية يبقى تدخل الساكنة بدائيا يلجؤون إليه لاخماد النيران، سؤال كثيرا يبقى مطروحا في غياب أي تدخل فوري من قبل الجهات المعنية ليبقى الفلاح البسيط هو كبش الفداء.
حادث اليوم يعيد طرح ملف التأمين عن المخاطر المحدقة بالمنتوجات الفلاحية ببلادنا على الطاولة مجددا، وهو المشكل الذي بات يهدد اليوم استثمارات مهنيي القطاع وتقف حاجزا أمام نجاح استراتيجية مخطط المغرب الأخضر الذي تراهن عليه الحكومة مستقبلا لتطوير جودة المنتوج الفلاحي ورفع قدرته التنافسية.
متتبعون للشأن الفلاحي بالمنطقة ، دعوا إلى مواصلة تفعيل التوجهات الإستراتيجية التي جاء بها مخطط المغرب الأخضر مع اعتماد سياسات تروم تدبير المخاطر المحدقة بالمنتوج الفلاحي عبر بلورة نظام تأميني كفيل بتحسين مناخ الأعمال بالقطاع، متسائلين عن دور كل من المديرية الجهوية والاقليمية للفلاحة بسطات البيضاء في عملية مشروع تجميع المحصول الوطني من الحبوب الذي يندرج في إطار برنامج المغرب الأخضر، وعن مدى انخراطها في انجاح مشروع" التنمية الفلاحية" الذي يشمل عدة أنشطة مرتبطة بالجوانب التقنية تهدف الرفع من الانتاجية على رأسها التأمين ضد الجفاف والحرائق وغيرها وتأطير الفلاحين وادماجهم وبالتالي الرفع من مداخيلهم.
مصدر مسؤول بشركة تأمين رفض الكشف عن اسمه، اكدت في اتصال هاتفي بـــــــ"هبة بريس" أن الأمر يعود بالأساس إلى غياب ثقافة التأمين عن الحرائق من قبل الفلاحين الذين لم يستوعبوا خطورة الأمر بعد، مشيرا أن إدارته تعمل على تأمين المخاطر على المحاصيل الزراعية من جفاف وحرائق وغيرها دعما للفلاحين البسطاء، داعيا السلطات المحلية وعناصر الوقاية المدنية إلى التنسيق وتكاثف الجهود لوقف هذا النزيف من خلال تنظيم حملات تحسيسية والعمل على نصب خيام لعناصر الوقاية المدينة بمختلف النقط الحساسة.
وأضاف المتحدث ان التعويض عن الحرائق يصل إلى 10 درهم للهكتار الواحد في الوقت الذي يؤدي فيه الفلاح 50 درهم كقيمة ائتمانية عن الحرائق، مناشدا كافة الفلاحين بالتوجه لأقرب وكالة تأمين لوضع ملفاتهم والتأمين عن محاصيلهم وآلياتهم الفلاحية.