أعماق المعاقين ..إبداعات بحاجة إلى نبشها. - منتديات دفاتر التربوية التعليمية المغربية
تسجيل جديد
أبرز العناوين



دفاتر تدريس ذوي الحاجات الخاصة هذا الركن بدفاتر dafatir خاص بتدريس ذوي الحاجات الخاصة

أدوات الموضوع

الصورة الرمزية nadiazou
nadiazou
:: مراقبة عامة ::
تاريخ التسجيل: 19 - 10 - 2013
المشاركات: 12,032
معدل تقييم المستوى: 1386
nadiazou في سماء التميزnadiazou في سماء التميزnadiazou في سماء التميزnadiazou في سماء التميزnadiazou في سماء التميزnadiazou في سماء التميزnadiazou في سماء التميزnadiazou في سماء التميزnadiazou في سماء التميزnadiazou في سماء التميزnadiazou في سماء التميز
nadiazou غير متواجد حالياً
نشاط [ nadiazou ]
قوة السمعة:1386
قديم 09-11-2015, 08:56 المشاركة 1   
Thumbs up أعماق المعاقين ..إبداعات بحاجة إلى نبشها.

أعماق المعاقين ..إبداعات بحاجة إلى نبشها.




أ. روحي عبدات.




إن تقبل الشخص المعاق واحترام حقوقه لهو السلوك المفتاحي من المجتمع أمام الطاقات الكامنة التي تظهر في ظل الظروف المجتمعية الإيجابية إلا أن رفضه والاستهزاء بقدراته كفيل بإحباط الكثير من المواهب والطاقات الإبداعية .

تعتبر الموهبة مجموعة من السمات الكامنة لدى الإنسان والتي تؤهله للقيام بمجموعة من المهارات بمستوى متميز وإبداعي يختلف عن أقرانه، ولهذه الموهبة أبعاد وراثية يكتسبها الشخص عن والديه، إلا أن للجانب البيئي دوراً هاماً جداً في صقل هذه الموهبة وتنميتها والنبش في ثناياها لإخراجها إلى السطح. وعندما نقول الشخص نقصد به المعاق وغير المعاق، فهو يمتلك الموهبة والقدرات الإبداعية الكامنة بغض النظر عن جوانب القصور في قدراته الجسدية أو الحسية لا شك أن هناك علاقة قوية بين الإبداع والإعاقة، حيث أن ردة فعل الشخص المعاق نحو إعاقته تكون على شكل إحدى احتمالين:

الأول إما أن يأخذ بالتقوقع على الذات والهروب من المجتمع، واليأس، وبذلك تكون قد انتصرت الإعاقة عليه، وجعلته سلبياً لا حيلة له، غير قادر على اكتشاف الذات والتعرف على القدرات.

والاحتمال الثاني أن يأخذ بالانطلاق نحو المجتمع والآخرين، تعبيراً عن عدم الاستسلام ومقاومة الإعاقة ومن ثم الانتصار عليها، حيث يبدأ باكتشاف الذات والقدرات التي يمتلكها وتنميتها، لتخرج على شكل إبداعي ينافس فيه الآخرين من أفراد المجتمع، وبذلك تكون قد شكلت له إعاقته دافعاً قوياً لإثبات الذات أمام الآخرين، وكأن لسان حاله يريد أن يقول: أنا هنا، موجود ولي قدرات وأستطيع المشاركة بعملية التنمية لمجتمعي، وأريد أن تكون لي بصماتي الواضحة في مختلف المجالات أسوة بالآخرين.

ولا يعني ذلك بالضرورة أن يكون كل معاق مبدعاً، بل إن الأشخاص المعاقين كسائر البشر تتراوح قدراتهم وفق التوزيع الطبيعي العام، وليس من المفيد تسويق المعاقين للمجتمع على الدوام بأنهم أناس موهوبون بالمطلق، ومختلفون، تسكنهم طاقات إبداعية صنعتها إعاقاتهم، لأننا بذلك قد ندخل في الخلط الذي كان سائداً في العصور السابقة عن المعاقين بوصفهم كائنات أسطورية غريبة الأطوار، وأبعد ما تكون عن سمات الطبيعة البشرية.

فالمعاق ليس شخصاً خارقاً (سوبر) في كل الأحوال، إلا أن الإعاقة والظروف التي عايشها قد تجعل منه في بعض الأحيان شخصاً قوياً قادراً على التحدي، وبالتالي تعويض النقص الجسدي أو الحسي على شكل مهارات أخرى فنية أو رياضية أو أدبية أو قيادية.

ومن أجل اكتشاف الموهبة عند المعاقين والتعرف عليها، والتي قد تكون أصعب من اكتشافها عند الأشخاص غير المعاقين، فإنه لا بد من تعريضهم للكثير من الخبرات وإتاحة الفرصة لهم للتعبير عن الذات في شتى المجالات الرياضية والفنية والأدبية، وملاحظة أي المجالات يبدعون فيها أكثر من أجل صقلها وتنميتها، مع أن بدايات ظهور الموهبة قد تكون عبارة عن مجرد أفكار عشوائية سخيفة قد لا تلاقي استحساناً من الآخرين، الأمر الذي قد يعرضها وأصحابها للإستهزاء وبالتالي تدفن في مهدها ولا تظهر على السطح، وهو الأمر الذي يتطلب الصبر على الشخص المعاق حتى تتبلور إبداعاته بشكل يكون فيه قادراً على المنافسة مع الآخرين.

وللوالدين دور كبير في الحفاظ على هذه الإبداعات وتنميتها، والاعتراف بأن الإبداع قد يكون في مجال واحد فقط أو أكثر وبالتالي فإن تحميل الطفل المعاق ما لا يحتمل وبناء توقعات عالية عليه، قد يؤدي إلى إحباطه، ناهيك عن أن الكمال غير موجود في الطبيعة البشرية التي لا بد أن تخطئ عدة مرات قبل أن تصيب وتتعلم من أخطائها، وتصل إلى مستوى العمل الإبداعي المتميز الذي تمخضت عنه التجربة والمحاولات المتعددة.

ومن أجل ضمان سير الإبداع عند الطفل المعاق بشكل متسلسل نحو القمة، لا بد من التعزيز المتواصل للأعمال الإبداعية مهما كانت قيمتها، وعرضها بصورتها الإيجابية على الآخرين، وإبداء الاهتمام بها، ويأتي ذلك عن طريق تبني هذه الأعمال من قبل المؤسسات الثقافية والتعليمية واحتضان المبدعين من المعاقين، حيث ينعكس هذا الاحتضان أولاً على المعاق نفسه، ويعطيه دافعاً قوياً نحو الاستمرار، وكذلك على المعاقين الآخرين الذين يتخذون زميلهم كنموذج إبداعي يحتذى به ويمكن الوصول إلى مستواه، وشطب المستحيل من قاموس الإعاقة التي تتحدى كل الإمكانات.

إن تقبل الشخص المعاق واحترام حقوقه، لهو السلوك المفتاحي من المجتمع أمام الطاقات الكامنة التي تظهر في ظل الظروف المجتمعية الإيجابية، إلا أن رفض المعاق والاستهزاء بقدراته لهو كفيل بإحباط الكثير من المواهب والطاقات الإبداعية، فدمج المعاق في مختلف مجالات المجتمع لهو كفيل بتفجر هذه الطاقات.

ويدور جدال في الأوساط التربوية حول مدى العلاقة بين أنواع الإعاقة وأشكال الإبداع، فالمعاقون سمعياً قد يميل عملهم الإبداعي نحو الجوانب التي تعتمد على الذاكرة البصرية نظراً لبراعتهم فيها، وبالتالي نرى براعتهم الفنية في الرسم والنحت والعمل على الحساب الآلي، وكل ما يدل على دقة الملاحظة والتمييز البصري، فيما يميل المعاقون بصرياً إلى الأعمال الإبداعية التي تعتمد على الطلاقة اللغوية، والكتابة والأدب، والخطابة، نظراً لأن حاجتهم وتدريبهم اليومي قد عزز من ذاكرتهم السمعية وحسهم الموسيقي، ودقة ملاحظتهم السمعية لنغمات الصوت ودرجاته، إلا أن الأمر لا يعني بالضرورة وفي كل الحالات أن نحصر إعاقات معينة في إبداعات معينة دون غيرها، فقد تنتصر قوة الإرادة والموهبة على القدرات الجسدية أو الحسية، لدرجة تبحث فيها الموهبة عن وسيلة تعويضية للتعبير عن إبداعاتها وبشتى السبل، فنرى المعاق مبتور اليدين الذي يعزف أو يرسم برجليه، عندما اختار الرجلين كوسيلة بديلة للتعبير عن موهبته الإبداعية التي كانت أقوى من كل القدرات الجسدية.

وفي النهاية فإن الإعاقة إذا ما سكنتها الموهبة، فإن التعبير عنها أمر لا تحده حدود ولا توقفه قدرات جسدية أو حسية، وذلك لا يتأتى إلا باحتضان هذه الموهبة وتشجيعها أولاً من قبل الأسرة، ومن ثم من قبل المؤسسات المجتمعية والتربوية والمجتمع بشكل عام عن طريق احتضانها وتبنيها، وهو أحد أهم أشكال الدمج المجتمعي للمعاقين.










آخر مواضيعي

0 التقاعد النسبي : الآثار و الانعكاسات
0 التقاعد لحد السن
0 التعاضدية العامة للتربية الوطنية تطلق الخدمة الالكترونية لمنحة التقاعد و الوفاة والايتام.
0 علاجات تطبيقية لمشكلة كراهية الابناء للمدرسة
0 بحث مثير يكشف عن الكلمات التي تُظهر توتّر الشخص
0 خطير بالفيديو:"فيروس" يهدد جميع رواد "الفايسبوك" وهذه التفاصيل
0 هذه توصيات جطو لإنقاذ صندوق التقاعد - تقرير المجلس الأعلى للحسابات 2017
0 اعتداء تلميذ على أستاذ بالثانوية ابن بطوطة
0 الطريق إلى أبوة صالحة
0 الزواج الثاني .. حلم الأزواج !

إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

« الحقاوي تزف خبرا سارا لذوي الاحتياجات الخاصة | أكادير .. إعداد عدة تجريب الهندسة المنهاجية الخاصة بالأطفال المعاقين موضوع ورشة تكوينية »

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
اليوم!!! لست بحاجة لتحميل فوتوشوب انك بحاجة إلى هذا الرابط ShockFeeling عروض وأفلام تربوية 18 03-07-2009 20:30
اليوم!!! لست بحاجة لتحميل فوتوشوب 780 Mo انك بحاجة إلى هذا الرابط 67 Ko ShockFeeling برامج تعليمية 8 30-06-2009 20:16
احدث طريقة لتبقى متصلا طول الوقت وبتاريخ اليوم حصريا على دفاتر أبوهيثم دفاتر تبادل الخبرات التقنية 0 17-05-2009 21:04
إبداعات شخصية najib156 الشعر والزجل 5 09-04-2009 12:38
إبداعات رائعة بالورق EducApps الأرشيف 0 26-12-2008 23:19


الساعة الآن 21:16


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات دفاتر © 1434- 2012 جميع المشاركات والمواضيع في منتدى دفاتر لا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة المنتدى بل تمثل وجهة نظر كاتبها
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات دفاتر تربوية © 2007 - 2015 تصميم النور اونلاين لخدمات الويب المتكاملة