خصصت القناة التلفزية الأولى برنامجها الشهري " 45 دقيقة " الذي تم بثه ليلة أمس الأحد، لتناول موضوع الجريمة وأنواعها ودور مصالح الأمن في التصدي لها .
وقد رافق طاقم البرنامج ، الذي يقدمه الصحفي عبد الغفور دهشور ويخرجه حسن الوزاني ، مجموعة من عناصر الشرطة ، خلال تدخلاتهم ببعض شوارع الدار البيضاء ، حيث قام بتتبع عدد من الفرق الأمنية ، ومن بينها فرقة الأخلاق العامة وفرقة محاربة المخدرات، ومعاينة ملابسات وظروف ارتكاب ومكافحة عدد من الجرائم والأساليب الحديثة المتبعة لفك ألغازها.
وأظهر البرنامج في هذه الحلقة التي تحمل عنوان " أقنعة الجريمة " ،مختلف مراحل استعداد الشرطة لبعض التدخلات التي تستلزم تعبئة عامة ، حيث تتحرك عناصر الشرطة في إطار مجموعات ومن بينها فرقة الأخلاق العامة، التي صورها البرنامج وهي تعتقل بعض المتورطين في الفساد الأخلاقي.
أما الفرقة المتخصصة في محاربة المخدرات، فكان هدفها هو إلقاء القبض على العصابات التي تروج للمخدرات كالأقراص المهلوسة والكوكايين.
وفي هذا السياق، أورد البرنامج تصريحا للسيد عبد الإله بلكوشي رئيس فرقة مكافحة المخدرات ، أكد فيه أن الفرقة تتخذ عدة احتياطات وتحضيرات قبلية ، من أجل ضبط واعتقال مروجي المخدرات، بحيث "لا يترك أي شيء للصدفة "، مشيرا إلى أن مقياس درجة نجاح الفرقة هو إلقاء القبض على المتهم دون حصول خسارة مادية أو بشرية.
وفي ما يتعلق بجرائم السطو على الوكالات البنكية ووكالات تحويل الأموال، أشار البرنامج إلى أن عددها عرف ارتفاعا خلال السنوات الأخيرة، مؤكدا أنه تم تسجيل 40 حالة مابين 2007 و2008 ، وكان النصيب الأكبر منها بمدينة الدار البيضاء (37 في المائة )، تليها مدينة طنجة (13 في المائة).
من جانبه، أبرز السيد عبد الحق بوزرزار رئيس فرقة الشرطة القضائية بأمن أنفا أن "السطو على المؤسسات البنكية وبعض الوكالات المختصة في تحويل الأموال لا يمكن اعتباره جريمة منظمة بل ينبغي إدراجه ضمن جريمة تكوين عصابة إجرامية".
وأشار السيد بوزرزار إلى أنه في بعض الحالات يكون من بين عناصر هذه العصابات أشخاص من ذوي السوابق الإجرامية في السطو على الأبناك بدول أخرى، والذين يستعينون بمستخدمين في بعض الأبناك المغربية، الذين يتوفرون على تجربة في معرفة طرق استقبال الأموال وأوقات العمل.
وأضاف أنه تم التصدي لجميع عمليات السطو، وذلك بفضل مجهودات الشرطة العلمية والتقنية التي عملت على فك جميع ألغاز هذه الجرائم.
وفي ما يتعلق بدور الشرطة العلمية والتقنية في فك لغز الجريمة، أظهر البرنامج من خلال تنقله مع الشرطة العلمية والتقنية دورها في البحث عن جميع الأدلة والآثار في مكان وقوع الفعل الجرمي.
وأوضح مقدم البرنامج أن تدخل الشرطة التقنية والعلمية يتم في عدة جرائم كالقتل، والمخدرات، وكذا تحديد هوية انتساب الأبناء الى الأباء عندما يرفضون الاعتراف بهم، وذلك باستعمال تكنولوجية متطورة كالبصمة الوراثية أو الحمض النووي.
وأبرز البرنامج أن الشرطة العلمية والتقنية استطاعت فك ألغاز عدة جرائم من بينها التعرف على أسباب اندلاع حريق ليساسفة بالدار البيضاء، وعلى هوية ضحايا هذا الحادث، كما استطاع المختبر الوطني للشرطة العلمية والتقنية الإجابة على عدة أسئلة تتعلق بنوعية المتفجرات وطريقة تصنيعها التي استخدمت في الأحداث الإرهابية ل 16 ماي 2003، وأيضا تحديد نوعية المتفجرات التي استعملت في العمليات الإرهابية بمدينة الدار البيضاء سنة 2007.
وخلص البرنامج إلى أن الجريمة تعتبر انعكاسا للواقع المجتمعي العام وطريقة التصدي لها والتحقيق حولها مؤشر على مستوى التطور جهاز العدالة بجميع مكوناته ، مبرزا أن الانتقال من التحقيق المبني على اعتراف المتهم فقط الى التحقيق المبني على السند المحايد ، يعتبر هو الضمان للوصول إلى الحقيقة وتحديد المسؤوليات .