مفاجأة تخرج وتعيين أول فوج للمدرسة الوطنية للصحة العمومية بالرباط
مفاجأة تخرج وتعيين أول فوج للمدرسة الوطنية للصحة العمومية بالرباط :الأربعاء 2 غشت 2017 ==== في سابقة من نوعها قامت وزارة الصحة بتعيين خريجي أول فوج للمدرسة الوطنية للصحة العمومية بالرباط ، بعد مراجعة المرسوم المتعلق بالمعهد الوطني للادارة الصحية ، حيث فاجئت خريجي شعبة التدبير الاستشفائي بتعيينهم في مناصب كمدراء لبعض المستشفيات العمومية بالمملكة والتي تعرف فراغ في المنصب .
السابقة، أنه لأول مرة في تاريخ المستشفيات العمومية سيكون المدير خارج عن الأطر الطبية ، وهنا سنجد المدير صيدلانيا ، متصرفا ، ممرضا ، مهندسا أو مساعدا طبيا. لكن المفاجئة هو لم يكن في حسبان هذه الفئات الغير الطبية هذا الاجراء الأحادي الجانب والذي نزل كالصاعقة وبدون اشعار مسبق أو اشراك هده الفئة للعمل سويا وجميعا من أجل انجاح هذه التجربة التي طالما طالبت بها هذه الفئات.
بعض المتتبعين للشأن الصحي ، تناول الحدث كرد فعل سريع ومتهور لخطاب العرش في نسخته الثامنة ومن خلاله انتقد جلالة الملك الادارة المغربية التي ينعدم بها الأطر الكفؤة على غرار القطاع الخاص ، فيما مصادر مهتمة بالتدبير الاستشفائي، أبرزت أن تعيين الأطر الغير الطبية وفي هذه الظروف التي تعرف جل مستشفياتنا نقص حاد في الموارد البشرية والخصاص في المعدات والآليات البيوطبية والتجهيزات الأساسية وفي ظل الحراك الداخلي للمستشفيات حيث الجو العام للرأسمال الغير المادي متوثر والمحيط الخارجي ينتظر خدمات أساسية وذات جودة ، في هذه الظروف تعتبر هذه التعيينات هدايا ملغومة ان لم تواكبها اصلاحات جذرية والاعداد الجيد لهذا التغيير الذي سيعرف حتما معارضة منتظرة وغير منتظرة.
الفئات المعنية بدورها قلقة على هذا الاجراء المفاجئ ، فمن ناحية ، استحسسنت الأمر، ومن ناحية أخرى، لم تفهم سر هذا الأمر المفاجئ والغير الواضح بحكم غياب رؤية واضحة لمستقبل المستشفى العمومي وفي ظل الابقاء على النظام الداخلي للمستشفيات الذي يتعارض مع هذه التعيينات.
اقدام وزارة الصحة على هذا الاجراء قد يفهم منه السباق من أجل التسابق ، ودر الرماد لسواد العيون ، لأن الفئات الغير الطبية ما فتئت تطالب من أجل عدم اقتصار مناصب المسؤولية في الأطر الطبية، ولأن هذه الأطر الطبية وهي مشكورة فهمت الرسالة من زملاءها في الميدان وهذا يبينه العزوف الواضح لتحمل المسؤولية في هذه المناصب حيث بدأنا نشاهد مناصب شاغرة ومتبوعة بعبارة » لم يتقدم أي أحد » أو أن الآلة المقررة دفعت بهذا الاجراء المتصرع وبدون سابق اشعارلافشال الرغبة الطموحة لفئات المتصرفين والممرضين وباقي الأطر، وانتظار الفشل بالاستقالة من المسؤولية.
لا هكذا ينبغي أن تتصرف وزارة الصحة وهي التي كونت هذه الأطر، فكان حريا بها أن تنتج اطارا خاصا بخريجي هذه المدرسة الفتية تنظمه في » مدير صحي » وكان الأجدر بها أن تعامل مهنيي قطاع الصحة باحترافية تدبيرية ومهنية ادارية ومساواة اطارية وعدالة تعويضية دون تمييز وخلق مناخ العمل الجماعي والمقاربة التشاركية خدمة للمرفق الاستشفائي العمومي. فلا يعقل أن يتم تكوين الطبيب والصيدلاني و المتصرف و الممرض و المهندس في شعبة واحدة » التدبير الاستشفائي » وعند التخرج يستفيد الطبيب والصيدلاني بتعويض التخصص في » الصحة العمومية والتدبير الصحي » واقصاء باقي الأطر وبدون سند قانوني يذكر ،وهو نفس التخصص الذي حصلت عليه الفئات الأخرى ، فأي تطبيق سليم لمبدأ المساواة الدستورية ؟.
آن الأوان لتغيير العقليات كما قال صاحب الجلالة في خطاب العرش ، وان كان لربط المسؤولية بالمحاسبة والتي ألح جلالته على تطبيقها فلا ينبغي لجميع الأطر الصحية أن تكون كبش فداء لأخطاء الآخرين والتي تتجلى في قرارات موسمية وتعقيبية لتوجهات ملكية سامية . على الوزارة الوصية أن تقوم بتفعيل جهوية المدرسة الوطنية للصحة العمومية وعليها أيضا تغيير معالم النظام الداخلي للمستشفيات و توظيف كفاءات ادارية وطبية وتمريضية وتقنية لتطوير مهام المستشفى العمومي وتحسين مردوديته وجودة خدماته والعمل على مصالحة المواطن والمواطنة مع المرفق الاستشفائي العمومي وجعل المستشفى العمومي منافسا قويا للمصحات والمستشفيات الخاصة لوضع الطريق أمام شراكة القطاع العام والخاص. ...........................................إدارة نيوز .نت /.............................................