أساتذة البيض و"المسمن" يفخخون مؤسسات التعليم
حكايات مربين يحولون ابتدائيات إلى ملحقات لمنازلهم ويبتزون تلاميذهم ويلقنونهم دروس "السخرة"
يوسف الساكت
نشر في الصباح يوم 19 - 10 - 2012
تتداعى تطورات حادث انفجار قنينة غاز بفصل بالمدرسة الابتدائية سيدي عبد الرحمان التابعة لنيابة آنفا بالبيضاء، بعد دخول المصالح الأمنية على خط التحريات الإدارية التي تشرف عليها الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بالدار البيضاء، لمعرفة الأسباب الحقيقية لوجود أداة قابلة للتفجير وسط قسم آهل بالتلاميذ، في انتظار صدور قرار المجلس التأديبي.
وفي وقت دافعت الأطر التربية والتعليمية بالمدرسة عن كرامتها وتفادي تعميم سلوكات من هذا النوع على الجميع، توجد صفحات كتاب أسود من التجاوزات اللاتربوية التي تعرفها مؤسسات للتعليم الابتدائي، أبطالها معلمون ومعلمات تختلط لديهم مفاهيم التربية والتكوين والتعليم ب"شلاضة" و"المونادا" والكسكس والإسفنج وصحون المسمن والحرشة وأباريق الشاي، ومنهم من وجد أسبابا ذاتية وموضوعية "مقنعة" لتحويل الفصل إلى ملحق لمنزله، بل جعل منزله ملحقا للفصل، حين تعمد "أستاذات" إلى إخراج تلميذات من الدرس، وترحيلهن في أفواج للقيام بأشغال التصبين و"التخمال" وغسل الأواني وتغيير الحفاظات للرضع.
"ريبيرتوار" هؤلاء الأساتذة حابل بالحكايات والقصص التي يتداولها الوسط التعليمي بغصة في الحلق، مثل الأستاذ المدمن الذي يجمع أقساط "الدوخة" من تلاميذته، أو الآخر الذي يملأ خزان سيارته في "دارت"، وحين تتسخ سياراته يطلب خرطوم الماء من الحارس، ويكلف التلاميذ بغسلها وتنظيفها وتلميعها أمام القسم، أما الأستاذة التي "تريش" الدجاج وسط الحجرة بمؤسسة بعين السبع بالبيضاء، فقد سارت بذكرها الركبان (أنظر عمود الصفحة 7).
الصفحة التالية، ترصد بعض مصائب أساتذة مستعدين لتفخيخ مؤسسات برمتها من أجل كأس شاي وطبق مسمن ومقلة بيض.