شباب الجامعة والالتزام المدني
فنن العفاني
بيان اليوم : 02 - 05 - 2012
«الشباب والجامعة والالتزام المدني» عنوان أول لقاء نظمته، على مدى ثلاثة أيام متتالية، كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط ومؤسسة المعهد الدولي للمسرح المتوسطي وكلية العلوم بالرباط ومركز العمل الثقافي الجامعي من أجل المواطنة، بشراكة مع جامعة محمد الخامس أكدال والوكالة الإسبانية للتعاون الدولي من أجل التنمية.
وأوضح العربي الحارثي، مدير مركز العمل الثقافي الجامعي من أجل المواطنة وأستاذ الدراسات الإسبانية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، في تصريح ل»بيان اليوم»، أن تنظيم هذا اللقاء الأول من نوعه، أيام الخميس إلى السبت الماضيين، كان يرمي إلى تحقيق العديد من الأهداف من بينها إعادة الروح لدور الجامعة كقاطرة للتنشئة الاجتماعية وتوعية الطلبة بقيم المواطنة الفاعلة والمسؤولة، وذلك إلى جانب دورها التقليدي المتمثل في التكوين والتثقيف، هذا فضلا عن خلق فضاء مشترك بين مختلف المؤسسات التي تنتمي لجامعة محمد الخامس أكدال، ليحتضن مختلف الأنشطة الثقافية والتحسيسية التي تشهدها الجامعة طلية الموسم الدراسي.
وقال في هذا الصدد «إن الجامعة باعتبارها مكانا تلتقي فيه المعرفة وفضاءا متعدد التخصصات، فقد صار لزاما عليها إعادة ودعم علاقة الشباب بالالتزام المدني وذلك على نحو كامل، فبالإضافة إلى أدوارها التقليدية، إذ تركز اهتمامها على المعرفة التي تعتبر دعامة التطور، يمكن أن تشارك أيضا في تجديد وإعادة تأهيل المجتمع من أجل تشجيع المهارات التشاركية و المواطنة».
وأضاف مدير مركز العمل الثقافي الجامعي من أجل المواطنة، أن الملتقى يهدف بالأساس إلى تعزيز المبادئ الأساسية للمواطنة النشيطة وممارسة الطلاب لمسؤوليات مدنية، مبرزا أن تشجيع الطلبة على المساهمة بشكل عملي وكبير في الإعداد لهذا المنتدى، يعد أحد الأوجه التي تترجم هذه المقاربة التي تروم أيضا العمل من أجل الحث على أنماط التعايش والتبادل والتواصل.
وأكد موضحا، «على أنه في ظل الديمقراطية، يعتبر تواجد مواطنين يهتمون ويشاركون في الشأن الاجتماعي معطى إيجابيا، ويعتبر الالتزام المدني إلى حد ما تعبيرا عن استقرار المجتمع ونظرته نحو المستقبل، وهذا يعني متانته»، وعلى وعكس الأحكام المسبقة، فبالنسبة للقاء الجامعي الأول للشباب والجامعة والالتزام المدني، فالطلبة خلال تكوينهم الجامعي يشكلون دعامة للتطور واحتياطيا هائلا من الطاقة والتضامن والالتزام المدني، في حين يوفر الفضاء والحياة الجامعية للطالب إمكانية تطوير وتنمية مواطنته الإبداعية.
وحول الدافع لتنظيم مثل هذا الملتقى، يشير المتحدث إلى أن «الجامعة باعتبارها فضاء يضم تجمعا طلابيا مهما خاصة من حيث العدد، ومن غير المسموح أن يستمر تجاهل هذا الأمر والدور الذي يمكن أن تلعبه الجامعة على مستوى التنشئة الاجتماعية لهذه الفئة ، بل وتجاهل أهمية حث الطالب وتحسيسه بأهمية الانخراط في الحياة المجتمعية وتحمله المسؤولية بدءا من مرحلة الحياة الجامعية».
وبخصوص انخراط الطلبة في هذه المبادرة ومدى توسعها إلى مختلف الأطياف السياسية، قال المتحدث،»إن الملتقى يعد مبادرة ملتزمة مواطنة، ولا لون سياسي لها، بل هي ترحب وترغب في التعامل مع مختلف الأطياف، فالمبدأ الأساسي هو الحوار والديمقراطية واستقرار البلد».
يذكر أن برنامج هذا المنتدى تخلله تنظيم عدد من الورشات، ومائدة مستديرة حول موضوع «الطالب وبيداغوجية المسؤولية المدنية»والتي فتحت النقاش حول قدرات الطالب في أن يلعب دور الريادة في الالتزام المدني وحول قدراته في التعبير عن المشاكل الثقافية والاجتماعية بكل استقلالية ومسؤولية، وذلك عن طريق ممارسة سلطة فكرية يحتاجها المجتمع من أجل التفكير والفهم والتصرف.