إدارة نيوز
هل استطاع بنكيران أن يقنع شبيبة حزبه بأن حذف تقاعد الوزراء والبرلمانيين هو إجراء بسيط لا يستحق هذا الاهتمام والجدل وأنه سيتم نسيانه في غضون عشر سنوات أو أقل ،وهل عبد الإله بنكيران رئيس الحكومة نفسه مقتنع بما يقول ،وهل فعلا إجراء حذف تقاعد الوزراء والبرلمانيين هو مجرد إجراء بسيط وبإمكانه أن يقوم به بجرة قلم وأنه بمحض إرادته يرفض أن يقوم به.هو الذي يرغب في أن يخلد ذكره لقرون وليس لمجرد عشر سنوات ؟ العمر الافتراضي لإجراء حذف تقاعد الوزراء كما قيمه السيد بنكيران .
ولنعتبر أنه إجراء بسيط ولا يستحق كل تلك الضجة التي أثيرت حوله ،فلماذا لا يقدم عليه رئيس الحكومة ؟ وهو بهذا- الإجراء البسيط كما وصفه لشبيبة حزبه بمراكش مؤخرا – سيحل مشكلا ويصحح وضعا مختلا قال عنه الخبراء والحقوقيون بأنه ريع اقتصادي وظلم اجتماعي ووو.
ولماذا هرولة بنكيران ليقتطع من لقمة عيش الموظفين لتقويم اعوجاج صندوق التقاعد الذي لا ناقة في اختلاله للموظفين ولا جمل ،ويحملهم ما لاطاقة لهم به لإصلاحه ،ويستسهل ويستصغر حذف تقاعد غير مستحق كما يراه المغاربة وهو موقف سيحسب له لا محالة وإن لم يعمر ذكره طويلا.
يبدو أن لرئيس الحكومة موقفان متناقضان بخصوص موضوع التقاعد ،في الوقت الذي يعتبر الصندوق المغربي للتقاعد على حافة الانهيار وإصلاحه ضرورة ملحة ومستعجلة وأقام الدنيا ليصلحه على حساب موظفين لا ذنب لهم ولا مسؤولية في هذا الانهيار ،يرى أنه يجب الإبقاء على تقاعد الوزراء والبرلمانيين وأن طرح تقليص أو حذف هذا التقاعد طرح سطحي ..
المغاربة بكل أطيافهم السياسية والحقوقية والنقابية ،باستثناء رئيس الحكومة، يروا أن هذا التقاعد الممنوح للوزراء والبرلمانيين ريع سياسي وجب التخلص منه إذا أراد المغرب فعلا ولوج نادي دول الحق والقانون، ومن ضمنهم وزيرالعدل والحريات مصطفى الرميد الرقم الصعب داخل معادلة العدالة والتنمية الذي اقترح على رئيس الحكومة حذف هذا التقاعد.
فلماذا يهرول رئيس الحكومة للاقتطاع من أجور الموظفين البسطاء ويتجاهل كل النداءات التي تدعوه إلى حذف هذا التقاعد غير المستحق أم أن الأمر يتجاوزه وأن الموضوع حقل للتماسيح والعفاريت ولا يسمحون له بالاقتراب منه ؟