حوادث تؤكد وقوع رجال ونساء تعليم ضحايا الإهانة والضرب
09:56 | 27.10.2008الدارالبيضاء: فتيحة بجاج | العدد : 7221 - الإثنين 27 أكتوبر 2008 المغربية
سجل الدخول المدرسي الحالي خروقات، تمثلت في الاعتداءات الجسدية والمعنوية، بما في ذلك السب والشتم والضرب والصفع على الوجه.
وقفة احتجاجية لرجال التعليم بثانوية ببني ملال تضامنا مع زميل لهم تعرض لاعتداء (خاص)في حق مجموعة من رجال التعليم ينتمون لعدة مؤسسات تعليمية في مختلف مناطق المغرب، حسب ما أكدته بلاغات توصلت "المغربية" بنسخ منها، تتحدث عن حالات أصبحت فيها أطر تعليمية ضحية اعتداءات دنيئة.
وأفاد أحد هذه البلاغات أن مؤسسة النصر بمنطقة بولنوار بمدينة خريبكة، عاشت حالة تهجم أفراد عائلة أحد التلاميذ على أستاذة بدعوى أنها طردت ابنهم، وانهالوا عليها بالسب والشتم والقذف، إلى درجة فقدت الأستاذة على إثرها وعيها وأغمي عليها، وجرى نقلها إلى المستشفى الإقليمي.
وأضاف المصدر نفسه، أن سبب تهجم عائلة التلميذ على الأستاذة، جاء بعد رفضها الرضوخ لطلب الأسرة وعدم تسجيل التلميذ غائبا، علما أنه لم يحضر الدرس في تلك الفترة المسائية لأسباب مجهولة.
وأشار المصدر ذاته، وعلى إثر هذا التصرف غير الأخلاقي، وجهت الأستاذة رسالة تظلم إلى النائب الإقليمي. كماوجهت شكاية إلى الدرك الملكي ببولنوار في شأن الحادثة، خصوصا أنها ما تزال تعترضها، أثناء تأدية عملها، شتى أشكال التهديد من طرف أسرة التلميذ، آملة أن تتدخل الجهات المعنية للتحقيق في الحادثة ووضع حد، بشكل نهائي، لمثل هذه التصرفات، التي تمس أخلاقية مهنة التعليم، وتخدش علاقة الاحترام، القائمة بين الأستاذ والأسرة والتلميذ.
من جهة أخرى، أفاد بلاغ عن مدرسين وإداريين تربويين بثانوية الحسن الثاني ببني ملال، توصلت "المغربية" بنسخة منه، أنهم عبروا عن سخطهم وتنديدهم لما آلت إليه وضعية رجل التعليم، بالاعتصام وتنظيم وقفة احتجاجية، جراء تعرض العتراوي مصطفى، حارس عام المؤسسة، بمكتبه، إلى اعتداء شنيع، جسدي ومعنوي، من طرف أحد رجال القانون بالمدينة نفسها، وصل إلى درجة الصفع والسب والشتم، موضحا أن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، بل تجاوزه إلى إشراك اشقايلي فاطمة في الحادثة، ومنحها نصيبها من الإهانة، مشيرا إلى أنه، انطلاقا من هذه الأفعال المشينة، التي تستهدف، ليس فقط كرامة المربي، بل تتعداها إلى جوهر المدرسة العمومية ككل، تدين أطر المؤسسة التعليمية المذكورة، وبشدة، التصرفات غير المسؤولة الصادرة عن رجل القانون، كما تستنكر الاعتداء الذي ارتكبه، معتبرة إياه هجوما وانتهاكا صارخا لكرامة الشغيلة التعليمية.
وأفاد المصدر نفسه، أن الأطر التربوية بثانوية الحسن الثاني، تعلن تضامنها المطلق وغير المشروط مع المتضررين، معتبرة ما حدث إهانة لموظف أثناء قيامه بواجبه داخل مقر عمله، مضيفا أنها تطالب من النائب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية، ومن مدير الأكاديمية الجهوية، بالتدخل، وبشكل مستعجل، للقيام بكل الإجراءات التي يفرضها القانون لمتابعة المعتدي أمام القضاء، وإنصاف الضحية، وبالتالي حفظ كرامة الأسرة التعليمية.
وعبرت، من خلال البلاغ ذاته، عن رفضها جملة وتفصيلا، لكل الضغوطات، التي تحول دون متابعة وتأديب المعتدي، مصرة على اتخاذ وتنفيذ كل الخطوات النضالية المشروعة من أجل أن تتخذ القضية مجراها الطبيعي. كما توجه النداء إلى كافة الهيئات الحقوقية والجمعوية، من أجل تقوية أساليب التضامن مع الأسرة التعليمية للحفاظ على هيبة المدرسة العمومية، وتحصينها من مخاطر الخوصصة المتربصة بحق مجانية التعليم.
كما أشار بلاغ من إعدادية تانسيفت بنيابة مراكش، توصلت "المغربية" بنسخة منه، إلى تعرض (ق) لحسن، أستاذ مادة الاجتماعيات، السبت الماضي إلى اعتداء جسدي شنيع من طرف شخصين قرب الإعدادية التي يعمل بها.
وأضاف المصدر نفسه، أنه تبين بعد ذلك، أن الاعتداء كان من طرف تلميذ كان يتابع دراسته بالإعدادية، قبل أن يتعرض للطرد والسجن في ما بعد خلال الموسم الدراسي الماضي، مبرزا أنه جرى نقل الأستاذ في حالة متدهورة إلى مستشفى ابن طفيل، حيث تلقى العلاجات الضرورية، علما أنه أصيب، جراء هذا الاعتداء، الذي استعملت فيه الحجارة من طرف المعتديين، اللذين لاذا بالفرار، بجروح غائرة على مستوى الرأس، وكدمات بمختلف أنحاء جسده.
وذكر بيان عن مكتب فرع النقابة الوطنية للتعليم بالرباط، المنضوي تحت لواء الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، أن مدير مدرسة "عثمان بن عفان" تعرض، الاثنين 20 من الشهر الجاري، إلى حادثة اعتداء مادي ومعنوي، على يد موظفة بإدارة المؤسسة نفسها، تعتبر نفسها فوق القانون، وأن دعمها من طرف علاقات أسرية مع جهات وصفها المصدر بالنافذة، يخول لها التصرف كما تشاء.
وأضاف المصدر نفسه، أن مكتب الفرع، يعبر عن إدانته واستنكاره لهذا الفعل الشنيع، وعن تضامنه مع المعتدى عليه، ويطالب الجهات المسؤولة بتسريع المسطرة التأديبية لإعادة الاعتبار لمدير المؤسسة وصون كرامته، مشيرا إلى أنه يحتفظ لنفسه باتخاذ كافة الصيغ النضالية المشروعة في حالة الكشف عن أي نوع من التماطل أو انحياز، من شأنه أن يعرقل الإجراءات اللازمة في مثل هذه الحالة.
وأشارت دراسات ميدانية، إلى أن هناك الكثير من نساء ورجال تعليم، ليس فقط على المستوى المحلي، بل في كل أنحاء العالم، يتعرضون إلى أشكال شتى من المضايقات والاعتداءات، تصل إلى التهديد بالقتل، وأحيانا كثيرة إلى الضرب المبرح المؤدي إلى الجرح والإغماء، ما يستدعي النقل إلى المستشفيات لتلقي العلاجات.
وأبرزت الدراسات نفسها، أنه أمام هذا الوضع، يجب العمل على الحد من هذه الظاهرة وحماية رجال التعليم أثناء تأديتهم واجبهم، مشيرة إلى أن أخطر ما يتعرض له هؤلاء العناصر، خصوصا النساء، هو التحرش الجنسي، الذي تعانيه المرأة في مجال عملها، والذي يصدر في غالب الأحيان عن التلاميذ أنفسهم.
وأضافت المصادر نفسها، أن هذه الاعتداءات، التي تكمن خطورتها أساسا في أنها تجري داخل مقرات العمل، تقتضي الكشف عنها واتخاذ التدابير الخاصة في معالجتها، بحيث إنها تعتبر أحد أنواع العنف ضد المرأة، التي ركز عليها الاهتمام بشكل واسع من خلال التقارير، التي رفعت للأمم المتحدة ونوقشت في مؤتمر بكين 1995، حيث طالبت جمعيات حقوق الإنسان والجمعيات الحكومية والنسائية بضرورة الكشف عن صور الاعتداءات والعنف التي تواجه المرأة عموما، ومن ضمنها المضايقات في العمل ومعالجتها.
والمضايقات في العمل تعتبر نوعاً من الغطرسة تصدر من أشخاص يشعرون بعدم الأمن، وبالتالي يجري تعويض ذلك بفرض سيطرتهم ومضايقتهم للآخرين.
وذكرت المصادر ذاتها، أن نسبة مهمة من رجال ونساء التعليم يتعرضون في حياتهم الأكاديمية أو العملية إلى مضايقات واعتداءات مختلفة ومتفاوتة الخطورة، تبدأ من التحقير أو الازدراء أو التهديد، وأحيانا تصل إلى العنف الجسدي، ما يؤثر سلبا على أدائهم لعملهم وإنتاجهم، وما يترتب عنه الإصابة بالضغوط والاضطرابات النفسية والمشاكل الصحية عموما، خصوصا عندما لا يجري الإسراع باتخاذ التدابير الكافية وطمأنة العاملين وحمايتهم من المضايقات، التي يتعرضون لها، مع اتخاذ الخطوات الإيجابية لحل المشكل، لأن التغاضي عنه يزيد من حدته وتفاقمه.