انتقادات تلاحق "الساعة الإضافية" .. وخبير: المغرب يتبع أوروبا
نور الدين إكجان*
الخميس 15 مارس 2018
انتقادات حادة طالت بلاغ وزارة الوظيفة العمومية وإصلاح الإدارة الذي أعلن عن إضافة ستين دقيقة إلى توقيت المملكة في الـ 25 من مارس الجاري، خصوصا بعد أن راجت مجموعة من الأخبار تفيد بأن البرلمان الأوروبي يستعد لإجراء تقييم مفصل لنظام التوقيت الصيفي قد ينتهي بإلغائه نهائياً استجابةً لأصوات برلمانية معارضة تقول إن تقديم وتأخير التوقيت له آثار سلبية على صحة الإنسان.
فاطمة، عاملة زراعية شابة بمنطقة أشتوكن قرب مدينة تزنيت، قالت في حديث لهسبريس إن "الساعة الإضافية تشكل تعذيبا نفسيا وجسديا للعاملات الزراعيات".
وأوضحت أن "الاستيقاظ في الصباح الباكر المظلم يعرضهن لمشاكل تزايد عمليات النشل، إضافة إلى ضيق وقت القيام بالأشغال المنزلية ورعاية الأبناء الذين يجدون بدورهم صعوبة في تكييف قدراتهم البدنية الهزيلة مع الاستيقاظ في وقت باكر جدا لم يعتادوا عليه".
بدوره، محمد، بقال بالعاصمة الرباط، أورد في حديث مع هسبريس أن زيادة ستين دقيقة إلى التوقيت الرسمي يخلق مشاكل له في مواعيد عمله، وقال: "لا أشتغل نهائيا وفق هذا التوقيت، لكن الموظفين يشتكون تأخري في فتح المحل صباحا من أجل شراء ما يحتاجونه لوجبة الفطور".
وأضاف أنه يتفهم هذا الأمر، "لكن لا أجد حلا لأنني غير معتاد على الأمر والزبناء يشتغلون في توقيت يخالف توقيتي؛ ما يجعلهم يذهبون إلى المحلات التجارية الكبرى".
أسامة، طالب بكلية العلوم بجامعة محمد الخامس بالرباط، كشف في حديث لهسبريس أن "الاستيقاظ في الخامسة صباحا ومجيئي من سيدي علال البحراوي إلى مدينة العرفان من أجل حضور حصة مبرمجة في الثامنة صباحا، عرضني غير ما مرة للكريساج، ويضطرني للذهاب عبر الشوارع الرئيسية لمدينة العرفان عوض اختصار الطريق"، على حد تعبيره.
في السياق ذاته، أوضح المحلل الاقتصادي عمر الكتاني، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن أوروبا تتجه نحو إلغاء القرار نظرا لأنه يخلق نوعا من الخلل في توقيت التلاميذ والموظفين.
وقال الكتاني إن "مسألة تقريب التوقيت مع الفرقاء الاقتصاديين غير صحيحة"، موضحا أن "اعتماد التوقيت المستمر بالمغرب وفرنسا وإسبانيا يلغي تماما مثل هذا الكلام، لتبقى بذلك قضية خفض استهلاك الكهرباء التي تبدو غريبة، لأنه لا يمكن أن نضيف ساعة من أجل خفض معدل استهلاك مادة واحدة وننسى المواد الأخرى".
وصنف الكتاني قرار زيادة ستين دقيقة إلى توقيت المملكة ضمن "التبعية السلوكية للاتحاد الأوروبي"، وقال: "سننتظر قرار الأوروبيين. في حالة تم إلغاء الساعة الإضافية، فالحكومة هي الأخرى ستلغيها دون أدنى مشاكل أو تعليقات".