الدوافع النفسية وأثرها في العملية التربوية - منتديات دفاتر التربوية التعليمية المغربية
تسجيل جديد
أبرز العناوين


أدوات الموضوع

aziz77
:: دفاتري فعال ::
تاريخ التسجيل: 1 - 7 - 2007
المشاركات: 318
معدل تقييم المستوى: 236
aziz77 على طريق الإبداع
aziz77 غير متواجد حالياً
نشاط [ aziz77 ]
قوة السمعة:236
قديم 14-11-2008, 00:07 المشاركة 1   
افتراضي الدوافع النفسية وأثرها في العملية التربوية

تشكل الدوافع النفسية دوراً مهماً في نمو وتكامل العملية التربوية وتترك أثراً سريعاً في واقعها، فالمعلم -وقبل كل شيء- عليه ألا يتصور أنَّ الطالب خزانٌ لجمع المعلومات المختلفة والمتناثرة وأنه مكان ملائم وميسورٌ لأن يسرد عليه ما يجول في خاطره من أمور حتى ولو كانت غير متعلقة بالمواد الدراسية، فالمطلوب أولاً من المعلم قبل قيامه بعملية التعليم أن يقرأ ملياً نفسية الطالب لكي يحدد أسس التعامل معها من خلال ابتكار الدوافع التي تسهل له أمر التعامل ليتمكن من خلال ذلك الإثارة والتحفيز لدفعه إلى فهم المادة وأهمية المعلومات التي تحتويها.. إن عملية الإثارة والتحفيز لو استغلت بشكل جيد وذكي فإنها حتماً ستفجر الإحساس والرغبة في مواصلة الفهم واستيعابه.

- لقد أولت نظريات التعلم الحديثة أهمية كبيرة إلى عملية الإثارة والتحفيز، حيث دعا كثيرٌ من المربين والمدرسين من المؤمنين بالنظريات الحديثة في التعلم إلى (ترك الأساليب المعقدة والتقليدية والتمسك بالأساليب الحديثة التي تعتمد على دراسة عميقة لعلم النفس الفردي لكل طفل).. حيث عرفنا من تجربتنا في المجال التربوي أنه لا يكفي في الموقف التعليمي أن نقول للطالب: (انتبه) أو غيرها من الكلمات ونحسب بعد ذلك أننا أيقظنا فيه (بكلماتنا هذه) الاهتمام المطلوب وأننا نشده إلى الدرس إضافة إلى تصورنا أننا بهذا التنبيه القريب من الزجر تمكنا من أن نفجر في نفسه القدرات التعليمية الكامنة.
لقد أثبتت التجارب والخبرات أن ذلك كله غير صحيح , إذا لم نقم أصلاً بإثارة دوافعه بشكل ذاتي من خلال رغبته الملحة في التعلم وفي فهم ما مطروح أمامه من تساؤلات.

- إن هذه الرؤية الحديثة في التعلم تساهم أصلاً في بناء شخصية الطالب في مختلف النواحي العقلية والوجدانية والأخلاقية، حيث إن التعلم والنمو شيئان متكاملان ومترابطان في أعماق شخصيته ولا يمكن بأي حال من الأحوال فصلهما.

- الطالب كائن نامٍ ومتطورٌ في الوقت نفسه مما يتطلب من العملية التربوية أن تكون هي الأخرى متطورة، حيث إن الطالب في باكورة حياته التعليمية بحاجة ماسة إلى عناية فائقة تتمثل في الرعاية المستمرة لتفكيره وتعليمه من خلال مواجهته المستمرة بمسائل عقلية تتناسب ومستوى نضجه العقلي والنفسي وبهذا نتمكن من الوصول به إلى مرحلة الاستقرار النفسي والانفعالي التي هي سمة من سمات شخصيته التي تؤهله للاستجابة لأي موقف تعليمي طارئ كأن يكون سؤالاً أو مسألة تفكيرية أو تذكرية، وبدون كل هذا يكون الطالب قلقاً متوتراً ظاهر العصبية ولعله في النهاية يكوِّن اتجاهات سلبية تجاه مجمل العملية التعليمية وهذا ما لا نريده أصلاً لطلابنا.

- إن تهيئة البيئة النفسية تكون من مستلزمات التعليم الضرورية، فالمعلم ذو المزاج الحاد والذي يثور لأتفه الأسباب يسيء إلى تلاميذه ويعيق نموهم السوي وكذا الحال بالنسبة للكبت في التعلم فإنه أيضاً يؤدي إلى نمو عقد نفسية ومثله أيضاً العقاب البدني الحاد والقسوة الشديدة فإنهما يؤديان إلى الخنوع والانكسار النفسي أو إلى الثورة أو التمرد على الحالة التعليمية وإن أنجح أسلوب تعليمي هو ذلك الأسلوب الذي يحقق التوافق النفسي بين الدوافع وبين مطالب البيئة المختلفة.

إن المعلم الناجح أمامه أكثر من سبيل للاقتراب من الطالب، ولكل درس طريقته في الاقتراب، فمعلم التربية الإسلامية يستثمر الاحتفال الديني لتقديم الطلبة المتميزين الذين أبدعوا في قراءة القرآن أو في حفظ آياته…حيث يفسح المجال لهم لقراءة القرآن أو بعض الأحاديث النبوية الشريفة وكذا الحال بالنسبة لمعلم اللغة العربية حيث بإمكانه أن يحث طلابه على حفظ القصائد أو النصوص النثرية، والمتميز يقرؤها أمام الطلاب في المهرجان أو في الصف، ويمكن أيضاً أن يستعين المعلم بالطلبة الأذكياء ليشرحوا الدرس لزملائهم بعده مما يخلق في أنفسهم الاعتداد والشعور بالتميز نتيجة جدهم ومثابرتهم ويدفع في الوقت نفسه بقية الطلاب لأن يثابروا ويجدوا لكي يكونوا مثلهم متميزين…يشرحون الدرس أو يقدمون بعض الخدمات العلمية لأقرانهم الضعفاء…هذا إضافة إلى قيام إدارة المدرسة بتقديم الهدايا الرمزية كالكتب أو الأقلام أو الكراسات إلى هؤلاء الطلاب الذين كانوا أكثر من غيرهم استجابة للعملية التربوية.

إن كثيراً من المعلمين يقعون في أخطاء تربوية لا تغتفر حينما يرددون عبارات وألفاظاً لا تليق بهم كمربين حينما يقولون للطلاب الضعفاء كلمات مثل (غبي، أحمق، كسلان، ساذج، أبكم، متخلف، رديء، أو أنت لا تستحق أن تكون طالباً، وأنت تصلح للشارع أكثر مما تصلح للمدرسة)…وكان بإمكانهم أن يحفزوا طلابهم على الدراسة والتتبع باستعمال كلمات وعبارات لا تقلل من معنويات الطالب وتثير في الوقت نفسه طموحه مثل كنت أتمنى أن يكون جوابك صحيحاً، وأنت ذكي ولكن…، عهدي بكَ أنك لا تقل عن غيرك ذكاءً، أنت طالب ذكي ومثابر ولكن هذه المرة نسيت أن تحفظ واجبك، كل طلاب هذا الصف أذكياء وأنت ذكي مثلهم ولكن…لن أخبر والدك بتقصيرك هذا وليكن هذا آخر مرة، لا تخيب ظنَّ معلمك بك، أتحبُّ أن يكون فلان أذكى منك؟ أنا أحب جميع الطلاب ولكن حبي للطالب الذكي أكثر، أنا متأكد أنك طالبٌ ذكي لكنك لم تقرأ جيداً هذه المرة).

هذه العبارات والجمل يقولها المعلم بروح شفافة ومحبة صادقة بعيداً عن التصنع فإن نجح في إيصالها إلى الطالب فإن مردودها لديه يكون كبيراً وسيكون الطالب مجداً ومثابراً ومؤدياً لواجبه لأنه لا يريد أن يقع مرة أخرى في مطبّ التقصير والإهمال وكي لا يسمع عتب معلمه مرة أخرى، ولكي يكون المعلم عنصرا فاعلا في تحفيز الطلبة , عليه أيضاً أن يتقن أيضا فن التعامل وفلسفته من حيث صياغة اللفظة والعبارة وطريقة قولهما وحتى درجة حدّة الصوت وطبقته والتناسق التام بين ألفاظه وتقاطيع وجهه وحركة يديه، لأن الطالب يجمع بين كل هذه المواقف ويكوِّن منها معلومة تطارده إذا أهمل وتحاسبه إذا قصر وتزرع في نفسه الخجل أمام نفسه وأمام معلمه وزملائه إذا لم يؤدِّ ما عليه من واجبات بالشكل المطلوب، فالمعلم جملةً وتفصيلاً يشكل في ذهنية الطالب حالة متكاملة قولاً وفعلاً.
إن تحفيز الطلبة وإثارتهم لرفع مستواهم التعليمي بحاجة أيضاً في الوقت نفسه إلى مواصلة بين البيت والمدرسة، وتشكل الملاحظات التي يدونها المعلم في دفتر التلميذ أهم هذه الحلقات، فالمعلم الفاهم لدوره التربوي والتعليمي عليه أن يكون حذراً في تدوين هذه الملاحظات كي لا يوقع تلميذه في مشكلة مع ذويه كأن يكون قد دون في الدفتر اكتب الواجب ثلاث مرات يا كسلان) أو (إنك مهمل جداً ولا تقصر بعد الآن) أو (خطك رديء…حسن خطك) أو (لقد أتعبتني يا كسلان) ويمكنه أن يستعيض عن كل ذلك بعبارات دبلوماسية وذكية مثل خطك جيد ولكن أريد خطاً أجمل) أو (ستكون أفضل في المستقبل) أو (آمل أن تكون أفضل وأفضل).

إن مثل هذه العبارات التشجيعية تلعب دورها في تعزيز ثقة الطالب بنفسه وتساهم في إنجاح ما يصبو إليه المعلم، وعليه أن يتذكر أن (الكلمة الطيبة صدقة) والمثل الذي يقول: (لا تلعن الظلام بل أشعل شمعة) , وكذا الحكمة التي تنص على: (لا تقل الكأس نصف فارغة بل قل الكأس نصف ممتلئة) وكذلك (الكلمة الطيبة تخرج الأفعى من جحرها)…كل هذا يجعلنا قريبين من نفسية الطالب…قريبين من محبته , حتى يكون أكثر انطلاقا وثقة بالتعلم، وبذا نكون قد حققنا ما نصبو إليه.

جاسم محمد صالح








آخر مواضيعي

0 لمنافقون الجدد.
0 البنية الصرفية للفعل في الامازيغية.
0 الجملة في الامازيغية
0 طرق الاختراق و وسائل الحماية.
0 حماس تمكنت من الحصول على الخطة الاسرائيلية للهجوم على غزة قبل الحرب بعدة اسابيع
0 مغرب تحت الصفر.
0 الحرب على موقع يوتيوب.
0 الضغط و القلق.
0 فن الخطابة و التحدث.
0 فتاوى.

إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
التربوية, الدوافع, العملية, النفسية, وأثرها

« سؤال عن م/م دار الوزاري بالقصر الكبير أرجوكم | Allons tous à lécole_1_Lecture_ppt »
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مجلة العلوم التربوية و النفسية ...جميع الأعداد kamal azabdi2007 علوم التربية وعلم النفس التربوي 89 19-10-2015 22:07
أهمية التقويم في العملية التربوية : المدرسة المغربية نموذجا البلسم الدفتر العام لللتكوين المستمر والامتحانات المهنية 0 14-06-2011 09:53
المعلم والعصا..ومدى تأثيرها في العملية التربوية ahmida دفتر المواضيع التربوية العامة 3 18-03-2009 16:45
هل الهدف ضرورة ملحة في العملية التربوية ؟ الفوقى علوم التربية وعلم النفس التربوي 2 07-12-2008 22:44
العملية التربوية بين الحرفية وبين الرسالة FLAMANT مكتب المدير 0 05-10-2007 11:12


الساعة الآن 02:48


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات دفاتر © 1434- 2012 جميع المشاركات والمواضيع في منتدى دفاتر لا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة المنتدى بل تمثل وجهة نظر كاتبها
جميع الحقوق محفوظة تصميم النور اونلاين لخدمات الويب المتكاملة