خنيفرة ... الأمطار تفضح بنية مدرسة جامعية لم يمض على افتتاحها سوى أسبوعين
دفاتر أخبار المؤسسات: مدارس، ثانويات، نيابات، أكاديمياتهذا الركن بدفاتر dafatir خاص بالمستجدات الجهوية والإقليمية والمحلية من أخبار وأنشطة مدارس وثانويات وأكاديميات ونيابات التربية الوطنية بالمغرب
خنيفرة ... الأمطار تفضح بنية مدرسة جامعية لم يمض على افتتاحها سوى أسبوعين
خنيفرة ... الأمطار تفضح بنية مدرسة جامعية لم يمض على افتتاحها سوى أسبوعين
أحمد بيضي =============== الاتحاد الاشتراكي يوم 25 - 12 - 2014
تسببت الأمطار، التي تهاطلت مؤخرا على مدينة خنيفرة، في فضح عيوب البناية الجديدة التي اختارتها جامعة مولاي إسماعيل مكاناً للمدرسة العليا للتكنولوجيا، التي لم يمض على افتتاحها سوى أقل من أسبوعين، بحضور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، ما حمل العديد من المراقبين على التشديد على ضرورة فتح تحقيق مختص لتحديد مكامن الخلل في البناية برمتها، والتي كانت في الأصل ستخصص للتكوين المستمر للمنتخبين لكنها لم تستغل، إلى حين وضعها رهن إشارة الجامعة في انتظار تشييد بناية قائمة الذات.
ومن بين المشاهد المثيرة للسخط، تسرب السيول إلى مبنى المؤسسة، حيث تجمعت المياه في محيطها وساحتها ومدخلها، ولعل مجاريها لم تسلم من الاختناق، وبالوعتها عجزت عن تمرير المياه والأوحال المتجمعة، وعلى إثرها تمت الاستغاثة بمصالح الوقاية المدنية التي أوفدت عناصر منها قامت ب «انتشال» المؤسسة من الغرق في مياه الأمطار، وكم كان تخوف مصادرنا بالمؤسسة من تلف الأجهزة، ومن تسرب السيول المائية إلى الأسلاك الكهربائية وسخانات الماء، علما بأن موقع المؤسسة محاط بالشعاب والروافد النائمة.
ولم يعثر الملاحظون على جواب واضح حول ظروف تسليم البناية الجديدة للمدرسة الجامعية قبل التأكد من مدى مطابقة الأشغال وجودتها لما هو مضمن في دفتر التحملات من شروط ومواصفات تقنية وتعميرية، وليس من المستبعد أن تكون من بين البنايات المعلومة التي تمت أشغال بنائها من دون حسب ولا رقيب، علما بأن هذه البناية كانت مخصصة لدار المنتخب، في الوقت الذي تخصص فيها وزارة لحسن الداودي ميزانيات واعتمادات ضخمة لبناء مؤسساتها الجامعية وصيانتها، وكان عليها عدم تكريس «هامشية الإقليم»، والعمل على إحداث مدرسة بالمواصفات الجامعية المطلوبة.
ومعلوم أن جامعة مولاي إسماعيل كانت قد أعلنت رسميا، يوم الجمعة 5 دجنبر 2014، عن افتتاح المدرسة العليا للتكنولوجيا بخنيفرة، والتي كان طبيعيا أن تستقطب اهتمام المراقبين على اعتبار أنها حطت بإقليم عاش آمالا كبيرة على إيقاع انتظاره لإحداث نواة جامعية دون جدوى، بالنظر لما لهذه النواة من أهمية ودور في تسهيل مهام المتابعة الجامعية لأبناء المنطقة في ظروف مناسبة دون اللجوء إلى جامعات مكناس أو فاس، وما يتطلب ذلك من متاعب مالية وزمنية واجتماعية، إلا أن المشروع تبخر بعد ذلك بشروط تعجيزية.
وربما كاد مشروع المدرسة العليا للتكنولوجيا أن يتلاشى بدوره لولا أخذ الأمر بجدية هذه المرة، وقد كان رئيس جامعة مولاي إسماعيل قد تابع ملف هذه المدرسة وتعامل مع المجلس الإقليمي لخنيفرة بصرامة، خلال أشغال دورة سابقة احتضنتها عمالة خنيفرة، بعد محاولة هذا المجلس الإخلال بالتزاماته ضمن اتفاقية الشراكة الموقعة بينه وبين والجامعة بشأن تهيئة فضاء «دار المنتخب» كحل مؤقت لإحداث المؤسسة الجامعية المذكورة في انتظار بناية خاصة ومستقلة.
مصادر من مصالح الوقاية المدنية التي أكدت خبر «غرق» المدرسة العليا للتكنولوجيا تحت الأمطار، كشفت، ل «الاتحاد الاشتراكي»، في لقاء بها، أن عناصرها وفرقها عاشت، خلال الأيام الأخيرة، استنفارا شاملا، قرب المواقع الحساسة والمهددة بالفيضانات، وبخصوص حادث انقطاع الماء الشروب عن قاطني «تجزئة الأشغال العمومية»، على طريق تادلة، صباح يوم الأحد 14 دجنبر 2014، أوضحت ذات المصادر أن الأمر وقع بسبب انفجار أنبوب مطاطي ناقل لهذه المادة الحيوية بالتجزئة التي هي في طور الأشغال، حيث كان صاحب البقعة بصدد حفر بعض الأسس بآلة التراكس، لتغوص البقعة الأرضية في المياه، وتم النداء على الوقاية المدنية التي كان أفرادها منتشرين على مستوى نقاط المدينة.