الامتحان المهني : آليات وتقنيات الكتابة

[العصيمي]

الامتحان المهني : آليات وتقنيات الكتابة

تصميم الموضوع
تمهيـد : دواعي تناول هذا الموضوع
العرض:
1- الخطوات المنهجية للتعامل مع السؤال/الأسئلة (وضعية الامتحان).
2- وضع مسودة التداعيات لتثبيت رؤوس الأقلام.
3- صياغة تصميم.
4- الشروع في مرحلة التحرير.
5- أخطاء يجب تجنبها.
خلاصة

تمهيــــــد:
في البداية لابد من توضيح هام، هو أننا هنا لسنا بصدد إدعاء امتلاك نموذج متين لمنهجية الكتابة أو إعطاء و صفة جاهزة يمكن بفضلها للمرشح أن يضمن النجاح في اجتياز الامتحان المهني. و إنما نحن بصدد الوقوف عند قضية غالبا ما يكون إغفالها من أسباب الفشل في الحصول على نتائج مرضية في بعض الاستحقاقات وطرحها كأرضية للنقاش.
لكن وقبل فتح المجال للنقاش الذي نطمع أن يثري الموضوع أكثر نستأذنكم بتقديم هذه الورقة التي تعد ثمرة لتجربة عملية متواضعة في هذا النطاق إضافة إلى محاولة الإفادة من مادة التخصص (الجغرافيا) التي تعنى بشكل كبير بمسألة المنهجية والمصطلحات.

منهجية أم منهجيات ؟
يبدو أن حضور النموذج في أي موضوع يلامس العلوم الإنسانية وابستملوجيا المعرفة يعتبــر أمرا مجانبــا للصواب لكونه يلغي إمكانية الإبداع التي تعد من المحددات الأساسية في العلـــــــوم الإنسانية بشكل عام كما أن النموذج يحيل على الصرامة والتقعيد (القواعد) و تقييد المتلقي، لذلك فنحن نخلص إلى أنه ليس هناك من نموذج ثابت يحتذى و إنما هناك اجتهادات فقـط التي تعتبر ورقتنا الموضوعة بين أيديكم من بينها.

الخطوات المنهجية للتعامل مع السؤال/الأسئلة (وضعية الامتحان)


أ- مرحلة التوطين الموضوعاتي للسؤال:

أي قراءة نص السؤال ثلاث مرات على الأقل لتحقيق الأهداف التالية:
- رفع أي غموض أو لبس لغوي كخطوة أولى، وذلك من خلال الوقـــوف عند العبارات والمصطلحات ذات الدلالات الخاصة (الكفايات، السلوكية، الوضعية ...).
- توطين السؤال / أي تحديد السياق المعرفي الذي يحتضن موضوع السؤال وتأخذ هذه الخطوة أهميتها من كونها تجعـل المرشح في مأمن من الخـروج عن الموضــــوع في

معالجته للسؤال الأمر الذي يستوجب استبعاد كل المواضيع والمعلومات المجاورة أو المتشابهة. وهذه الخطوة نفسهــا تستدعي نوعا من التدرج في حصر الدوائر المعرفية.

ب- مرحلة الوقوف عند الكلمات المفاتيح:

- يجب التسطير تحت الكلمات و المفاهيم التي يتمحور حولها السؤال وفك أي لبس أو غموض مفاهيمي أو لغوي قد يعيق عمليات الفهم الذي بدونه لا يمكننا التقدم في الموضوع .

ج- مرحلــة التفكيـــك

تفكيك السؤال إن كان مركبا، و الوقوف عند كل عنصر أو مكون باعتباره مفتاحا من المفاتيح الميسرة لعمليات الإجابة أي أن هذه العناصر المفككة هي ذاتها يمكن الاشتغال عليها في مرحلة بناء التصميم و تحرير الجواب. ( أمثلة تطبيقية)

وضــع مسودة التداعيـــــات

ماذا سأسجل في المسودة ؟
تعتبر هذه التقنية فعالة في ضبط الأفكار والمعلومات وإن بشكل غير منتظـم (موضوعاتيا أو كرنولوجيا)، ذلك أن جدواها تظهـــر من خلال الإمكانيات الكبيرة التي

تتيحها للمرشح سواء عند إنجازه للتصميم أو عند تحريره للموضوع (الوقوف عند أمثلة تطبيقية).

وتتم من خلال تسجيل أية كلمة أو فكرة أو مصطلح أو جملة ترى أنها تلامس الموضوع سواء من قريب أو من بعيد. وذلك بهدف استثمارها في بناء موضوع الإجابة

والتي قد تثير عملا ذهنيا يتم من خلاله استدعاء قدر هام من المعلومات والأرقام التي قد يكون إدراجها في الموضوع بشكل جيد من عوامل النجاح.

- صياغة التصميم

غالبا ما لا تحظى هذه الخطوة باهتمام المرشحين، إما لعدم تقديرهم لأهميتها أو لاعتقادهم بأنها مضيعة للوقت المحدود أصلا.
لكن أهميتها في الحقيقة حاسمة في تنظيم إجابة المرشح سواء من ناحية الشكل أو المضمون، فهي تجعل المرشح في مأمن من قضيــــة الخروج عن الموضوع لان

التصميم يعتبر بمثابة بوصلة العمــل، كما أن التصميم يجعل المرشح منتبها للتوازن بين عناصر الموضوع على المستوى الكمي، فلا يسهب في عنصر على حساب العناصر

الأخرى لأن هذا من شأنه أن يفقد الموضوع التوازن والتركيز.

مكونات التصميم:
أ- تمهيد/ مقدمة/ مدخل/ ...
والذي ينبغي أن يحظى باهتمام خاص ذلك أن هذه المرحلة تعـــد حاسمة في تشكيل رأي المصحح للموضوع الذي سيلي التمهيــد. كما أن التمهيد يعتبر بمثابة تصريح بخطة العمل المزمع إتباعها، سواء من خــلال طرح الأسئلة أو من خلال التصريـــــح النصي بالعناصر التي سوف تعالج بالتحليل.
أمثلة: لاشك أن الموضوع الذي بين أيدينا ...... فما هي محددات المفهوم الذي بين أيدينا ثم كيف يمكن رصد نتائج الظاهرة....... ذلك ما سنحاول بسطه في الموضوع الذي سنعالجه .......

ب- العرض/ التحليل/ المناقشة/ المعالجة ...
أول ما يجب الانتباه له في بداية معالجة الموضوع هو عنصر التناغم الذي يجب أن يبرز بين التمهيد والعناصر المصرح بالعزم على تناولها في بحــر الموضوع المعالج وذلك باتخاذ تقديم بسيط للموضوع عامة والعنصر الأول تحديدا.

ثم عند الانتقال من عنصر إلى آخر يجب الانتباه لمسألة الربط بين السابـق واللاحق على شكل خلاصة (لما سبق في العنصر) وتمهيد (لما سيلـــي في العنصر اللاحق) غالبا ما تطرح بعض الأسئلة عن كيفية التعامل مع عناصر الموضــوع من قبيل هل لنا أن نرقم العناصر مثلا ؟ أو هل نكتفي بالتمييز بين الفقرات على المستوى الشكلي؟ أم هل هناك صيغا أخرى يمكن اعتمادها.
بخصوص هذه النقطة فإن كل الخيارات تعد مقبولة مبدئيا إن أحسن استعمالها لكن هناك من يفضل خلو الموضوع من الترقيم الاكتفاء بمفصلته على أساس الفقرات شريطة أن تكون الفقرات واضحة ومتوازنة ومتناغمة.

ج- الخلاصة
غالبا ما يتم إغفال أهمية هذا العنصر خاصة و أن الوصول إليه يصادف نوعا من الإعيـــاء و الرغبة في التخلص من الموضوع لأن المهم حسب المرشح قد تمت مناقشته في العرض، لكن هذا أمر خاطئ لكون المرشح يشبه إلى حد ما وضعية العداء في ألعاب القوى وبالتالي فإن مسار الحلبة لا ينتهي إلا بعد تجاوز خط الوصول الذي هو الخلاصة في حالتنا.

السؤال الموضوعي الآخر هو ماذا علي أن أتناول في الخلاصة؟

نعتقد أن الخلاصة ينبغي أن تحمل عصارة الموضوع المعالج على شكل تلخيص مركز لما تم تناوله و للمرشح خيــــارات أخرى من قبيل الختـم بتساؤلات مفتوحة أو التعبير عن وجهة نظر المرشح في الموضوع المعالج.

- الشروع في مرحلة التحرير

إذا ما احترم المرشح الخطوات المنهجية السالفة الذكر فإن هذه المرحلة تعد من أسهل المحطــــات لأنه انتقل من مرحلة الجهد الذهني والتخطيط للعمل إلى مرحلة تنزيل ما تم التخطيط له على ورقة التحرير ويجب أن تبدأ عملية التحرير بمراعاة الملاحظات التالية:
- الالتزام بشكل حاسم بما تم تسطيره في التصميم حتى لا يفقد هذا الجهد معناه.
- عدم الانسياق وراء تداعي المعلومات والإسهاب أي تحري الإيجاز والتركيز اللغوي.
- الانتباه لسلامة التعابير من الناحية اللغوية لأن بعض الأخطاء الإملائية قد تحيد بالمعنى عن مدلوله الحقيقي كما أن هذه الأخطاء من شأنها أن تكون انطباعا سلبيا لدى المصحح وهو ما قد تكون نتائجه سلبية على تقويم العمل.

من ناحية المضمون للمرشح أكثر من اختيار، فإما أنه يتبنى الطرح الذي جاء به نص السؤال أو أنه يناقشه بإبراز الآراء المشابهة والنقيظة أو أن يختار أسلوبا توليفيا الاحالات والتي تعد عنصرا داعما لوجهة النظر التي يدافع عنها المرشح، وينبغي لهذه الاحالات أن تحدد المصدر المأخوذ عنه واسم الكاتب ودار النشر إن أمكن لأن هذه العملية تكسب الموضوع مصداقية وقوة حجاجية معتبرة.

- أخطاء يجب تجنبها

> على مستوى الشكل

- عدم وضوح الخط
- أخطاء إملائية أو لغوية
- تعدد البقع الناجمة عن استعمال correcteur
- غياب التوازن بين الفقرات من حيث الحجم


> على مستوى المضمون
- الغريب من اللغة وإن كانت سليمة
- ركاكة بعض العبارات و استعمال بعض العبارات التي تكشف تردد المرشح
- التكرار المعيب للمعنى
- التساؤلات المفتوحة في متن الموضوع
- التعبير عن موقف إديلوجي

خلاصة:
يبدوا إذن بأن مسألة منهجية الكتابة ليست بالأمر البسيط أو الذي يمكن تجاوزه ذلك أنها في كثير من الأحيان تكون حاسمـة في نجاح أو فشل المرشح في اجتياز الامتحان المهني وفي الوقت ذاته فإننا لا ندعي امتلاكنا لنموذج صارم ينبغي الالتزام به وإنما قدمنا بين أيديكم وجهة نظر في الموضوع نرجو أن تحصل معها الفائدة.

المصدر: موضوع مقتبس من درس أعده الأستاذ عبد الصمد قبي/ عن موقع جامعة أم القرى uqu.edu.sa