بسم الله الرحمن الرحيم،
بداية، السلام عليكم ورحمة الله، ثانيا، تحية تربوية إلى كل رجال التعليم رجال المهام الصعبة، وقطب رحى التنمية.
نطل اليوم عليكم اليوم من خلال المنتدى، وكلنا قلق واندفاع،خاصة وأننا نعيش أزمة حقيقية واقعية، وصلت اليوم إلى حدود السكتة القلبية ودخول تعليمنا قاعة المستعجلات.
وقبل الخوض في طرح التساؤلات والإشكالات التي ملأت السياسة التعليمية الحالية، اسمحوا لي بطرح هذه الوضعية للتمثيل وتقريب الصورة:" في ليلة قمراء، كان أفراد الأسرة يسمرون ويتبادلون أطراف الحديث، وما هي إلا فلتة زمن حتى سمعوا نداء من الجيران يطلبون المساعدة الفورية، لأن شابا في مقتبل العمر أصابته نوبة، ولابد من نقله إلى قاعة المستعجلات، تمت المساعدة ونقل المصاب إلى المستعجلات، ولما وصل ، من الطبيب الذي قابله؟؟؟؟ هل هو طبيب عام أم طبيب مختص؟؟ وأي اختصاص؟؟؟ كيف تمت معاينته وفحصه؟؟؟؟ تساؤلات كثيرة ومتشابكة لا يسعنا المجال لطرحها، أتركك مع التفكير فيها وتصورها والإجابة عنها."
منذ أواخر التسعينيات وتعليمنا يعيش على وثيرة إصلاح من نوع خاص، كانت بدايته مع ظهور الميثاق، وما إن مرت حوالي أربع سنوات على تنفيذ بعض مقتضياته، حتى هرعت الوزارة الوصية إلى اعتماد استراتيجية " منتديات الإصلاح"، ومع اقتراب آجال الانتهاء من ورش الإصلاح على إيقاع الميثاق حتى طلعت علينا الوزارة ب" المخطط الاستعجالي". هذا الأخيرن جاء ليفتح قوسا واسعا مفاده، أن التعليم رغم عشرية الإصلاح الميثاقي، لم يرق إلى المستوى المطلوب، بل إنه لم يراوح وضعيته الكارثية السابقة عن زمن الميثاق، والسبب هو " رجل التعليم" حيث إنه لم يعد قادرا على كسب الرهانات والتحديات المعقودة على ناصيته، وأتبثت البحوث الصفية والميدانية أنه لايساير الإصلاح من خلال : التحديث البيداغوجي والأداء المهني، بل إنه السبب القاطع في احتلال تعليمنا المراتب الدنيا عالميا،ما العمل؟؟ أولا تم تكليف مكتب دراسات بمقدار هائل من المال العام، ليقوم بإنجاز دراسة معمقة حول واقع التعليم ووضع خطة للإصلاح العاجل والفوري، تمت العملية بسرعة على قاعدة الإصلاحات المتسارعة السابقة، النتيجة" مخطط استعجالي" خصص له من الميزانية العامة حوالي 5مليارات، ما تزال الوزارة عاجزة عن تحديد الطريقة المثلى لصرفها على المريض" تعليمنا" ، ولجنا قاعة الاستعجالات على إيقاع المثل الدارج" ناجح ما ناجح" وتم إعطاء بعض الأدوية التجريبية لتعليمنا المريض من قبيل التكوين المستمر وتجريب موضة جديدة: " بيداغوجيا الإدماج" كصيحة جديدة لأجرأة "المقاربة بالكفايات"، إلا أن الغريب والعجيب أن تجربة هذه الموضة سيتم في جهتين بداية( مكناس تافيلالت/ الشاوية ورديغة).
اليوم نحن نجرب الأدوية بدون أي تصور للنتائج، والكل يطبل بشعار" المتعلم في قلب العملية الإصلاحية"، هراء في هراء، إلى حدود الساعة أفواج من رجال التعليم" أعراض المرض" يتلقون " تكوينا لخمسة أيام " واكلين شاربين ناعسين" بطريقة " آلة التحكم عن بعد": عروض بالباور بونت وورشات . أما قلب العملية:" فلا خبر عنه، الأستاذ يغيب بسبب التكوين. والله، إنها نفس حالة من يتوجه إلى قسم المستعجلات لا يعرف" راسه من رجليه" يرقص كل الرقصات حتى على أعصابه.
نعم للتكوين ، نعم للإصلاح؟؟؟ افتح باب غار سمسم " فتح أبواب مركز المفتشين" بسرعة" بالزربة" الانتقاء،الامتحان، النتائج...... كل شيء كالبرق، مؤشر على أننا نتعامل مع مخطط غير مدروس و غير محبك، الكل إلى قاعة المستعجلات لا مفر؟؟؟؟ شبكة التقويم بسرعة ، قاعة المستعجلات لا مفر؟؟؟؟
التعليم في قاعة المستعجلات، المرض خبيث ويحتاج إلى مساعدة كبيرة، لم يعد أمامنا إلى أن نردد" مساعدة يا محسنين....."
تحياتي.