في علم الاجتماع - منتديات دفاتر التربوية التعليمية المغربية
تسجيل جديد
أبرز العناوين



طلبات الانتقال بالتبادل هذا الركن بدفاتر dafatir خاص بطلبات الانتقال بالتبادل

أدوات الموضوع

منير قنيش
:: دفاتري جديد ::
تاريخ التسجيل: 14 - 11 - 2008
السكن: oujda
المشاركات: 61
معدل تقييم المستوى: 194
منير قنيش على طريق الإبداع
منير قنيش غير متواجد حالياً
نشاط [ منير قنيش ]
قوة السمعة:194
قديم 30-12-2008, 03:04 المشاركة 1   
افتراضي في علم الاجتماع



سلام تام بوجود نظام عام


هاهي نظريتي في الاجتماع



النظمة الثلاثية الاجتماعية


الحياة الاجتماعية دوافعها وشروطها:

إن التطور الذي عرفته الجماعة منذ القدم والتكاثر إضافة إلى الاتحاد الذي حصل بين البعض منها ضد البعض الآخر، كل ذلك جعل طبيعة العلاقات التي تربط بين الأفراد تتطور من البسيط إلى المعقد. وتعود هذه العلاقات بالدرجة الأولى إلى وحدة الدم أو اشتراك المصالح أو تقارب الأفكار. وكلما تطورت هذه العلاقات تطورت معها علاقات المجتمع ككل وأثرت بشكل عام على الحياة الاجتماعية فيه. ويعود سبب الاتحاد الذي حصل بين الأفراد رغم المنافسة والصراع إلى أن الحياة مع الآخرين مسألة طبيعية لا خيار فيها للإنسان ويتطلب تحقيقها بشكل جيد ومفيد التزام الفرد بالواجبات واحترامه للعادات والتقاليد مع طاعته للقوانين التي تعد الركيزة الأساسية لقيام الجماعة وتماسكها كما تعتبر مصدر قوتها الوحيد.
وإذا كان الإنسان يشق طريق مجده وسط الآخرين وليس بعيدا عنهم، فإن الشخصية الإنسانية لا تتحقق إلا عن طريق التأثير المتبادل بين الأفراد. والإنسان بطبيعته يخضع في حياته اليومية تحت تأثير الآخر إلى ظاهرتي التجاذب والتنافر. كما أن الاحتكاك مع الآخر هو احتكاك منهجين، وحسب ما هو معروف أن احتكاك شيئين تنتج عنه حرارة قد تؤدي إلى إتلاف خصائصهما معا. ولولا تفادي هذه الظاهرة في الميكانيك لما سخرت الطاقة، لهذا يجب على الانسان أن يستفيد من تجاربه ومن تجارب الآخرين كذلك حتى يتمكن من صنع مقاومة خاصة به تحفظ له خصائصه من الإتلاف الذي قد ينتج عن حرارة احتكاكه بالآخر. وكلما كان الانسان موضوعيا في تعامله مع الآخر كلما كان التأثير عليه بسيطا ونافعا. لأن القرارات اليومية المتخذة بين الناس فيها ما هو خاضع للمصداقية وفيها كذلك ما هو مبني على الغش والخداع. وهذه الصفات إضافة إلى الكذب والنفاق والطمع والحسد بقدر ما تفقد صاحبها الكرامة تجيز عقابه إن ترتب عنها ضرر بالآخرين.
وتلعب المنافسة في تطور علاقات الأفراد فيما بينهم الدور الرئيسي. وهي غالبا ما تتحول إلى حرب معلنة بين الأطراف المتنافسة، لكنها تحمل معها إمكانية توقفها في أية لحظة. لأن بعض المواقف تتطلب من المتنافسين الاتفاق من أجل مصلحة الجميع خصوصا عندما تتعادل موازين القوى حيث يتنازل كل واحد عن بعض الأمور للطرف الآخر. ومثلما تخلق المنافسة الصراع والحرب تخلق معه التقدم والرقي كما لها دور جد مهم في التطور الذي عرفته العلاقات انطلاقا من بين الإخوة في الأسرة إلى ما بين المجتمعات في العالم. وبفضلها قطعت الحياة الاجتماعية أشواطا عديدة من التطور وحققت بعض المكتسبات تخص شروط الحياة الكريمة التي تستحيل دون توفير قسط من الحرية الشخصية التي هي ضرورة لا بد منها لوجود الانسان، كما تستحيل دون توفير شرط آخر الذي هو العدالة الاجتماعية القائمة على أساس وضع قوانين تساوي بين الناس في الحقوق وتعاقب كل من تجاوز الإطار المتفق عليه.
وتقوم العدالة الاجتماعية على أساس كبت بعض الحريات من أجل تحقيق البعض منها. وعلى عاتق المجتمع يقع عبئ تلقين الأفراد مفهوم الحرية وتدريبهم على ممارستها، والحرية الهادفة هي التي تدفع بالإنسان إلى التخلص من قيود الغريزة التي قد تضعه موضع الجبن والضعف والتبعية عوض موضع القوة والسيادة. ولم تكن الحرية في يوم من الأيام هي التخلص من قيود المجتمع التي تشبه في صميمها القيود التي تكبل بها أفراد القبيلة من قبل والمتمثلة في الأعراف والتقاليد كما تشبه كذلك القيود التي كبلت الإخوة داخل الأسرة منذ البداية من أجل التخلص من التشريعات التي لا تقيد رغبات الفرد. ولولا هذا الكبت المعقلن لبعض الحريات لما وجدت الطاقة الإبداعية في الأفراد. ولهذا بقدر ما يتحكم الإنسان في سلوكه ويسيطر على غرائزه بقدر ما تتضاعف طاقته الإبداعية.
إن علاقة المجتمع بأفراده كعلاقة الكائن الحي بخلاياه. وإن كانت حياته مرتبطة كل الارتباط بحياة الأسر فإن أسباب ارتقائه تنبعث عن أقليات صغيرة من أفراد مبدعين مع العلم أن دور هذه الأقلية المبدعة في تطور المجتمع كدور الغدد في تطور الكائن الحي ونموه. ولما تخفق الطاقة الإبداعية في مثل هؤلاء الأفراد ينهار المجتمع ويتوقف نموه مثلما يتوقف نمو الانسان بعدما تتعطل غدته الدرقية عن العمل ويعد جسم المجتمع كباقي الأجسام الحية، يجوع ويتغذى، يمرض ويشفى كما يكبر وينمو.



دواعي تنظيم العالم


لقد قطعت البشرية بفضل اجتماع الإنسان مع الآخرين أشواطا مهمة من التقدم، كما حقق الأفراد فيها تعايشا لا يستهان به نظرا لإحساسهم بحاجتهم لبعضهم البعض إذ كان لا بد لهم من الاتحاد من أجل التغلب على الأخطار. و لم تكن البشرية قبل قرون مضت بهذا الشكل وبهذا الحجم الديموغرافي الهائل ولا شك أبدا في أن جسمها نما وكبر خلال مئات القرون الماضية مثلما ينمو جسم الإنسان ويكبر مع مرور السنين. فقبل عشرة قرون مضت كان النمو الديموغرافي للبشرية أقل نسمة مما هو عليه الآن، ونفس الملاحظة يمكن استنتاجها لو رجعنا بعشرة قرون أخرى إلى الخلف حيث نجد العدد بالنسمة يصغر تناسبا مع عودة التاريخ إلى الوراء.
وكان قد نتج عن اجتماع الأبناء تحت رعاية الأب والأم ظهور الأسرة التي تعتبر أول نظام ظهر يحمي حق الفرد. كما أن اجتماع الأسر فيما بينها سبب ظهور القبائل التي أدت حاجتها هي الأخرى في الاجتماع إلى ظهور الدول بمختلف أنظمتها. إلا أنه مع مرور الوقت وجدت هذه الدول هي الأخرى في نفسها الحاجة في الاجتماع فظهرت عصبة الأمم ثم الأمم المتحدة وما تزال حاجة الدول في الاتحاد ملحة بسبب المشاكل التي تواجهها وتهدد أمنها وسلامتها، نظرا لاقتصار هيأة التحالف على مجموعة محددة من الدول في اتخاذ القرارات المتعلقة بالعالم كله.
ونظرا إلى كل الأسباب التي قد تدفع بالبشرية إلى الهلاك تتحتم علينا ضرورة تنظيم العالم على أساس دولي ينتفي منه التعصب القومي والمصلحة الخاصة. ولا يمكن أن يتم ذلك إلا بإقامة نظام عالمي الطبع يوجه شؤون العالم لمنفعة جميع الأفراد دون تمييز بين الأجناس، كما تحصل فيه كل دولة على ضمانات تحميها وعلى نصيبها من الفرص السانحة للتقدم.

فتقدم دولة ما يقاس بقوتها وغناها بحيث أننا نقصد بالدولة المتقدمة تلك التي تملك المال الوافر لتحقيق الاكتفاء الذاتي لكل مواطنيها وكذلك القوة اللازمة لحمايتهم والدفاع عنهم إذا ما تعرضوا للخطر وبما أن المال والقوة ينتجان عن المعرفة فإنه ينبغي على الدولة السائرة في طريق النمو أن يتوقف تقدمها هذا على مدى تطور معارفها وحسن توظيفها لها مع أن التحول الفكري غالبا ما يصطحب معه التحول الاجتماعي. ومثلما تتغذى كل الأجساد وتنمو، يتغذى جسد الدولة ويكبر ولعل ما يشرح ظهور الإمبراطوريات في الماضي وتوسعها الإقليمي هو مصدر قوتها الغني والمتنوع الذي للمعرفة فيه نصيب كبير. ولو نظرنا إلى جسم الإمبراطورية فإننا سنرى في مراحل توسعه نفس مراحل تخمر العجين. فمثلما ينتفخ العجين ويفيض على جوانب القصعة بسبب التفاعل الكيميائي وبسبب إغفال العجان، يكبر جسم الإمبراطورية ويفيض على دول مجاورة بسبب التفاعل الفكري وبسبب إغفال الحاكم للأعراف الدولية. غير أن مثل هذا السلوك أصبح مرفوضا، لأن العالم تغير شيئا ما ولم يعد سهلا على أية دولة كيفما كانت أن تتجاوز إقليمها سوى بالاتفاق. وحتى لو تجرأت دولة معينة على اقتراف مثل هذا الخطأ فإنها تسعى جاهدة لمنح تصرفها الصبغة الشرعية.
ومثل هذه الأخطاء التي ترتكبها بعض الدول حاليا لا سبيل إلى تجنبها غير فهم الأسباب التي تدفع إلى ارتكابها، ولو استمر الوضع العالمي على هذا الحال ، فمن المحتمل أن تقع فيه أخطاء قد لا نتصور مدى تأثيرها على البشرية، خصوصا ونحن نعيش في عصر شمت فيه أغلب الدول رائحة طاقة جديدة قد تمكنها من تحقيق أغراضا عديدة وهي الطاقة النووية. والمؤسف هنا هو أن الفهم السائد لتركيب الذرة التي تمتلك هذه الطاقة هو فهم خاطئ. ولهذا السبب نتج التوتر الحاصل بين الدول المتنافسة في هذا الميدان فكل دولة تحسب نفسها متقدمة تخشى في غياب حقيقة الذرة عنها أن تكون دولة أخرى منافسة سباقة إلى معرفتها.
إن عدم القدرة على حل لغز الكون والعجز عن سبر أغوار الذرة التي تعد أصغر نظام فيه يعتبران معا المحطة التي سببت تناقص سرعة التقدم المعرفي عند كل الدول المتقدمة رغم اقتصادها الزاهر وصناعاتها المتطورة وأقمارها الاصطناعية وغيرها من الأشياء التي لا تريح بالها بقدر ما تهمها قضية إمكانية الوصول إلى الحقائق المجهولة التي ذكرناها. ومن بين بعض هذه الدول من صنعت لهذا الغرض بالذات أنواعا مختلفة من الأساليب المدمرة ومن الأسلحة الفتاكة ثم زرعت الفتنة والحروب في مناطق عديدة من العالم حتى لا يبقى هناك مجال خصب يتيح التقدم لأي دولة ترغب في منافستها. لأن البلد الذي يعيش الحرب لا يفكر ناسه في الإبداع والابتكار وإنما ينشغلون فقط بالمقاومة.
ومن هذا المنطلق يصبح من واجب ممثلي الإنسانية التفكير في خلق سلطة مشتركة، تساهم في قيامها كل الأمم، تحمي حقوق الدول الضعيفة من سلوك الدول الطاغية وتنهج التبادل التجاري في كل أنحاء العالم. لأن اشتراك المصالح بين كل الدول وتوسيع مجال الحريات لدى الأفراد هو ما يجسد العولمة بمفهومها الصحيح.
والعولمة ظاهرة اجتماعية نشأت في نفوس الأفراد من أجل تحقيق غاية واحدة وهي إحساس الفرد بأنه جزء من العالم وأنه على اتصال مباشر معه، لهذا أصبح تقنينها أمرا حتميا ما دامت للقانون مهمة التنسيق بين القوى المتنازعة كما للسياسة مهمة التوفيق بين متطلبات الشعب وانجازات الحكومة. وليست العولمة تخص الاقتصاد وحده، بل تتجاوزه حدودها إلى أبعد من ذلك ليصبح من الممكن قول عولمة الحقوق، عولمة الأفكار والمفاهيم، عولمة الأخلاق...وعند الحديث عن العولمة فالقصد بذلك يكون العالم المتحد أو المتحالف. وإذا كانت الدولة تمثل تحالف مجموعة من القبائل والقبيلة تمثل تحالف مجموعة من الأسر، فإن العولمة تمثل تحالف مجموع الدول. وليست الأسرة أو القبيلة أو الدولة أو العولمة مجرد أسماء نطلقها على تجمعات الأفراد بل هي مراحل تحتم على جسم البشرية المرور بها مثلما يمر جسم الإنسان بالمراحل الأربعة: الطفولة والشباب ثم الكهولة فالشيخوخة.


مراحل نمو البشرية


1)الأسرة

تعد المرحلة الأولى التي مرت بها البشرية لبنة رئيسية في عملية تأسيس نظام الثلاثية الاجتماعية ولقد تطلبت إقرار النظام الأسري في أول محطة لها خلال سيرها على طريق الحياة الاجتماعية. فأثناء هذه المرحلة كان الإنسان الأولي(آدم) قد أمعن النظر جيدا فيما مضى من حياته ووجد أنه من الضروري أن يضع القوانين ويقوي الأسس التي تثبت وجوده وتحقق له سيادته على الأرض. وبناءا على ذلك قام نظام الأسرة على أساس تعايش الإخوة تحت ظل الأبوين إلا أن هذا التعايش لم يتحقق إلا بعدما تعلم الأبناء التزام حدودهم بمعرفة ما لهم وما عليهم وبعد تدريبهم كذلك على عدم استجابتهم للدوافع الغريزية بشكل فوري غير معقلن. إن فهمهم هذا وإدراكهم لعدم تجاوز الخطوط الحمراء التي يحددها الأب، بالشكل الذي يدركون فيه أن مصلحتهم تكمن في ذلك، يجعلهم يتشبثون بالنظام أكثر ما دامت مصلحة كل واحد منهم تبقى محفوظة وسط إخوته. وهذا ما ارتآه الأب حينما فكر في أن يصيرون سنده ثم يستمرون بعده.

وعلى ما يبدو أن دراسة خصائص الأسرة ستساعد أكثر على فهم التطورات التي ترتبت عنها في تكوين المجتمعات.

تتألف الأسرة من اتحاد الرجل والمرأة وناتج هذا الاتحاد هم الأولاد، ومما لاشك فيه أن للرجل خصائص ومميزات مغايرة لما عند المرأة، كما أنه من المعروف منذ القدم أن الأنثى تكرس معظم وقتها لرعاية صغارها أما الذكر فعليه يقع حمل توفير الغذاء والدفاع ضد العدو؛ وعليه فنشاط الرجل يتطلب منه استخدام العقل الذي يستدعي منه أن يكون حذرا وقادرا على مواجهة الظروف المفاجئة طالما أنه الأقوى والأكثر استعدادا للصراع، كل هذا جعل الرجل منذ القدم يقرر بحسم ما يجب عمله أمام أي مشكلة، حتى أن تفكيره مال إلى محاولة فهم الظواهر الطبيعية خوفا على نفسه وعلى رعاياه من الأخطار التي تنتج عنها. وهذا الاستخدام العقلي المتواصل طور عند الرجل ملكة التفكير وزاد من حدة ذكائه.
أما نشاط المرأة فكان يتميز منذ القدم باللون العاطفي، وتتحرك إرادتها بدافع الغريزة كما أن طريقة تفكيرها تعتمد على الحدس ونهاية انفعالها البكاء الذي يخفف من توترها وهو ما يعطل تطور ملكة التفكير عندها، لأن التوتر أو الانفعال يعد رئيسيا في عملية إنتاج العقل للأفكار. ولهذا السبب نادرا ما نسمع عن امرأة مفكرة كما أننا لم نسمع قط عن امرأة فيلسوفة. فمهما تطورت المرأة وتفوقت على الرجال العاديين فهي دائما دون مستوى الرجال العظماء. وحتى لو تمكنت المرأة من ربط الأفكار القصوى بعضها ببعض وفقا لقواعد المنطق فإنها ستتخذ لعملها الفكري ميدانا ضيقا شتان بينه وبين الشمولية.
إنني أقول هذا وليس في نيتي مهاجمة المرأة أو احتقارها حاشى ولا يرضاها الله وأستغفر الله العظيم وإنما هذا ما يشهد به التاريخ لها. وبالنظر إليها كامرأة، فالطبيعة أوهبتها طابعا أنثويا خاصا عليها معرفة تقنينه لتحصل على السعادة. ومما لا شك فيه أن مطلب مساواتها مع الرجل الذي تقدمت به يعود بالدرجة الأولى إلى استخفافها بضعف الرجل في تدبير شؤونه وفي تلبية حوائجها وحمايتها كذلك، لكن في حالة ما إذا وجدت المرأة نفسها جنب الرجل بمعنى الرجل فهي تبرز خضوعها له كما تكون في غاية سعادتها التي تكمن في الأمومة.
إن الزواج هو الخطوة الأولى في تأسيس الأسرة ففيه تكون المرأة قد استسلمت للرجل وتأتي بعد ذلك الذرية ليتحول الرجل إلى أب والمرأة إلى أم. فمن واجب الأب أن يكون مسيرا مقتدرا على أساس أنه المؤسس وأن تكون أوامره دستورا تمشي عليه الأسرة وعليه أيضا أن يكون لينا كل اللين في المواقف التي تتطلب الرقة وقاسيا كل القسوة في المواقف التي تتطلب ذلك، وبحبه الكبير الذي عليه أن يكنه إلى بيته وبإخلاصه ووفائه له، سيضمن لها السعادة وذلك بالتوفيق بين مستواها ومستويات باقي الأسر الأخرى. كما على الأب أيضا الاقتراب أكثر ما يمكن من أبنائه بغية معرفة طموحاتهم التي يرغبون في تحقيقها والعمل على مساعدتهم لوصولهم إليها، ولما كان من طبيعة كل أب لما يتجاوز عمره مرحلة الكهولة يرغب في أن يجد نفسه في أحد أبنائه على الأقل فإن ذلك يتطلب منه أن يجعل من أعماله وأفكاره قاعدة تنطلق منها حياة أبنائه. ومثل هؤلاء الآباء هم الذين يشعرون بالسعادة الحقيقية عندما يدركون استمرارية وجودهم عن طريق أبنائهم.
قد يكون دور الأب في الأسرة يعتبر محركا لها، إلا أن دور الأم يعتبر الطاقة التي تشغل هذا المحرك. وهي كل شيء في البيت إن غابت عنه غاب معها استقراره وعليها ألا تنسى أنوثتها والأمومة التي أعدت من أجلها محتفظة بحقها في الخروج لقضاء مصالحها ولوازم البيت، للدراسة، لحضور الندوات وللعمل إن تطلب منها الأمر ذلك. وليست كل الأعمال صالحة لها، لأن طبيعة العمل كيفما كان نوعه يكون لها تأثير بالغ على فيزيولوجية الشخص وعلى نفسيته كذلك وعليه، فالمرأة مهددة بفقدانها الطابع الأنثوي مع مرور الوقت لو استمرت في تطاولها على ميدان الرجل.
وتعد ثقافة المرأة شرط رئيسي لكي تعلم أبناءها تعليما سليما وترفع من مستوى أخلاقهم وتنمي شعورهم بالمسؤولية وتأدية الواجب. فالأم كما نعلم هي المدرسة التي يتلقى فيها الطفل دروسه الأولى فهي التي تعد الأجيال الناشئة وترسل بها إلى المجتمع إما قوية الجسد، نيرة العقل وكريمة الخلق وإما هزيلة، جاهلة وفاسدة.

2)القبيلة

إن ظهور نظام الأسرة كان له تأثير بالغ على كل الأفراد أحفاد آدم عليه السلام وعلى طبيعة العلاقات التي ربطت فيما بينهم نظرا لقرابة الدم واشتراك المصالح والأهداف. وجدير بالذكر هنا أن نشير إلى الدور الذي لعبته المصاهرة في تكاثر الأسر وفي توطيد العلاقات بين الأفراد وترسيخ وتثبيت المبادئ التي وضعها الجد الأول.
واستجابة لهذا التعايش الذي حصل بين الأفراد ظهرت القبيلة التي لم تكن نشأتها غريبة عن أفرادها من حيث طبيعة النظام الذي تمشي عليه، فمثلما كان الفرد طرفا من الثلاثية داخل الأسرة فهو طرف كذلك من الثلاثية داخل القبيلة حيث يوجد شخص محنك يرعى شؤونها وهيأة تتوسط بينه وبين الأفراد تعمل على تنفيذ القرارات والأحكام. إلا أنه في الوقت الذي نشأت فيه هذه القبيلة وحددت مسارها نشأت بجوارها قبائل أخرى وكذلك بعيدا عنها مع العلم أن كل قبيلة ظهرت إلا وكانت لها مصالح ومخططات تود تحقيقها. ومع مرور الوقت كثر عدد الأسر في القبائل كما كثر عدد القبائل على الأرض واشتدت المنافسة والصراع حول كل الأشياء ذات القيمة فترتب على ذلك تحالف القبائل المتقاربة من أجل التغلب على الخطر الذي قد يواجهها من القبائل البعيدة. فصارت القبائل تتحالف وتتخذ شكل مجموعات متفرقة هنا وهناك وفي كل الأرجاء.

3)الدولة

إن تحالف القبائل على شكل مجموعات متفرقة كان وراء ظهور كل الدول المعترف بها حاليا بمختلف أنظمتها. وبهذا تكون الدولة جسما أعضاءه قبائل قررت وفق اتفاق أن تتنازل بمقتضاه عن مهمة حفظ السلام والأمن لأحد ما تجتمع فيه الصفات المطلوبة لتكون بيده السلطة ويكون له الحق في قيادتها وتوجيهها نحو الغاية التي أنشأ من أجلها وبذلك تقرر أن تتنازل كل قبيلة عن قسط من قوتها وسيادتها بشرط أن تتنازل القبائل الأخرى بالمثل، ومنذ تلك اللحظة يصبح الحاكم ذا سيادة كاملة على تلك القبائل وأفرادها شريطة أن يلتزم هو بما تم الاتفاق عليه.
ولتوطيد العلاقة بين الحاكم والرعايا في هذا النموذج المجتمعي ولكي لا يشعر الفرد أنه يخضع إلى نظام غريب، وعن غير قصد تم تطوير نظام الثلاثية الذي ألف به الفرد داخل الأسرة وداخل القبيلة كذلك وجعله يستمر تماشيا مع نمو جسم البشرية. ومن أجل تحقيق ذلك قام الحاكم بتعيين هيأة من الوزراء تتولى تنفيذ القوانين وصيانة الحريات التي تسنها الدولة كما أنشأ هيأة أخرى منتخبة من لدن رعاياه تستعرض المشاكل وتقترح الحلول. ومهما كبر جسد الدولة وتوسع فإنه يبقى دائما صورة مكبرة لجسد الأسرة محتفظا بخصائصها وبالعلاقة الأساسية التي تحكمها، فمثلما نجد الأب والأم والأبناء داخل الأسرة نجد الحاكم والحكومة والشعب داخل الدولة. وإن كانت الأولى تهدف إلى حماية أفرادها وتخليصهم من قيود الغريزة فإن الثانية تسعى من وراء قيامها إلى تعايش الأسر وخلق الانسجام بين القبائل والحفاظ على سلامتهم.
على هذا النهج صارت الدول تتشكل هنا وهناك وفي كل بقاع الأرض وأصبح لكل واحدة منها خصائص وأعمال وأهداف تدافع عنها عند تعرضها للخطر وتغزو بها دول أخرى إن كانت أقل منها قوة. وقد استمر هذا الوضع على حاله زمنا طويلا حتى وصلت البشرية القرن العشرين بعد الميلاد حيث وجدت الدول في نفسها الحاجة في التحالف نظرا إلى العديد من الاعتبارات سبق ذكرها.

4)العولمة

لقد وصلت البشرية على ضوء النظام إلى مرحلة التحالف الأخيرة، وهي مرحلة كسابقاتها لا تخلو من الانعكاسات السلبية والمعاناة التي نعيش حاليا بدايتها. وإذا كان قد أمكنها الصمود أمام كل الظروف في الماضي فإن الإنسانية تواجه الآن ظروفا أصعب وأسوأ، وهي تحتاج أكثر من أي وقت مضى إلى نظام جديد تسير عليه ما تبقى لها من الأيام. ولإقرار مثل هذا النظام، على العالم أن يتقيد بالنظمة الثلاثية الاجتماعية التي سبق للدولة أن تقيدت بها كما حدث للقبيلة وللأسرة كذلك من قبل، والتي ألف بها الأفراد في كل الأحوال.
ولكي تكتمل شروط النظمة الثلاثية، يجب خلق مجلس عالمي جديد مستقل بذاته ويكون فيه الحق في تدبير أموره لأشخاص همهم الرئيسي هو مصير الإنسانية بحيث يكون عددهم خمسة يمثلون بذلك القارات الخمس. ومن مهام هذا المجلس العالمي الحاكم حماية الشعوب وتحقيق الاكتفاء الذاتي لهم بالإضافة إلى حماية كوكب الأرض من الأخطار بحظر التجارب النووية التي لها تأثير خطير على استقرار الطبقات الأرضية...إضافة إلى مهام أخرى يحددها القانون الأساسي لقيامه.
إن تطبيق النظمة الثلاثية الاجتماعية على مجموع دول العالم يعتبر حلا سيجعل الإنسانية في مأمن. ومن أجل تحقيق هذا النظام يجب على كافة الدول أن تتفق على القانون الأساسي لقيامه وأن تساهم في نفقات إنشائه واستمراريته حتى لا يبقى هناك مجال لدولة تسعى وراء منفعة تتضارب مع مصالح غيرها. وهذا ما لم تستطع الأمم المتحدة تحقيقه.
إن الأمم المتحدة وحدها عاجزة عن إقرار التوازن بين الدول كما أنها غير قادرة على إيقاف حماقات بعض الزعماء التي قد تدفع بالإنسانية إلى الدمار. فهي إذا كالزوجة المطلقة أو الأرملة التي تتحمل كل أعباء البيت والأولاد لوحدها، لذلك فهي تحتاج إلى من يشد بيدها ويساعدها في تدبير شؤون الشعوب وحمايتهم.
إن تأسيس هذا المجلس الجديد سيجعل من العالم أسرة واحدة وسيحد من الفوضى التي تجر العالم صوب حرب قد لا يسلم من تأثيرها بلد. وسيكون الهدف النهائي من هذا النظام الجديد هو توحيد العالم وتوجيهه لما فيه الخير بما في ذلك تحقيق التقدم والرخاء لكل الدول النامية بعيدا عن مفهوم المساعدات التي يعد تلقيها دليل على التبعية. فالمجلس العالمي الحاكم يقرر والحكومة العالمية التي هي الأمم المتحدة تنفد والشعوب تستفيد وتستقر وتعيش مرحلة العولمة بمعناها الصحيح، وعليه سيتأسس تشييد حضارة عالمية تعكس الصورة الحقيقية التي ينبغي على الإنسانية أن تظهر عليها.

منير قنيش، باحث حر أو عصامي إن صح التعبير

من أعمالي:
مشروع فكري-لذة العقل
الرابط لمن شاء الإطلاع على الموضوع:
http://www.************/vb/showthread.php?t=38768


لكم مني أجمل تحية









آخر مواضيعي

0 تغيير النظام العالمي مسألة حتمية أكيد يا غزة
0 نظرية تركيب الذرة لمنير قنيش
0 في علم الاجتماع
0 أقوال وحكم نقشت في التاريخ
0 مشروع فكري لذة العقل
0 نداء الارتقاء


منير قنيش
:: دفاتري جديد ::

تاريخ التسجيل: 14 - 11 - 2008
السكن: oujda
المشاركات: 61

منير قنيش غير متواجد حالياً

نشاط [ منير قنيش ]
معدل تقييم المستوى: 194
افتراضي
قديم 06-01-2009, 12:58 المشاركة 2   



السلام عليكم


أنتم أيها المهتمون بعلم الاجتماع

ما ردكم على ما كتب في الموضوع؟

أليس فيه ما يقبل النقاش أم أنه ممنوع مناقشة مواضيع غير مقررة؟

إنه الفكر الحر يا أصدقائي

أمارسه ولا أقبل على نفسي أن أكون مبرمجا


تحياتي لكم




مريم الوادي
:: دفاتري ذهبي ::

الصورة الرمزية مريم الوادي

تاريخ التسجيل: 13 - 10 - 2008
السكن: في قلب دفاتر
المشاركات: 1,845

مريم الوادي غير متواجد حالياً

نشاط [ مريم الوادي ]
معدل تقييم المستوى: 375
افتراضي
قديم 06-01-2009, 21:08 المشاركة 3   

أشكرك اخي على أطروحتك الهامة
أحيي فيك روح البحث والعصامية الفكرية
تحيتي وتقديري
الحرية 03

ط§ط¶ط؛ط· ط¹ظ„ظ‰ ط§ظ„طµظˆط±ط© ظ„ط±ط¤ظٹطھظ‡ط§ ط¨ط§ظ„ط­ط¬ظ… ط§ظ„ط·ط¨ظٹط¹ظٹ
ط§ط¶ط؛ط· ط¹ظ„ظ‰ ط§ظ„طµظˆط±ط© ظ„ط±ط¤ظٹطھظ‡ط§ ط¨ط§ظ„ط­ط¬ظ… ط§ظ„ط·ط¨ظٹط¹ظٹ

منير قنيش
:: دفاتري جديد ::

تاريخ التسجيل: 14 - 11 - 2008
السكن: oujda
المشاركات: 61

منير قنيش غير متواجد حالياً

نشاط [ منير قنيش ]
معدل تقييم المستوى: 194
افتراضي
قديم 10-01-2009, 07:28 المشاركة 4   




الحوار الهادف لغة العقلاء التي يعكر

صفوها الجاهل ..

الأخت الفاضلة حرية
مداخلتك رائعة كروعة إسمك
مميزة كحضورك ..
ومعبرة كتوقيعك
أشكرك





التعديل الأخير تم بواسطة منير قنيش ; 10-01-2009 الساعة 07:32

omar khatabi
:: دفاتري فعال ::


تاريخ التسجيل: 6 - 9 - 2008
المشاركات: 680

omar khatabi غير متواجد حالياً

نشاط [ omar khatabi ]
معدل تقييم المستوى: 0
افتراضي
قديم 10-01-2009, 12:20 المشاركة 5   

فكرة تشكيل مجلس عالمي حاكم يرعى شؤون الكرة الارضية بما يحقق الغايات السامية للبشرية فكرة جميلة ، إنما هل هي قابلة للتحقق ؟

إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الاجتماع, عمل

« تود افنتقال لنيابة طنجة؟ هنا تجد ضالتك | طلب تبادل »
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
خاص بعلم الاجتماع ouzeking دفتر المواضيع التربوية العامة 0 17-04-2009 08:41
موقع خاص بعلم الاجتماع chohrore مواقع تربوية 17 04-02-2009 14:01
مسلك علم الاجتماع mustapha123 الأرشيف 3 17-10-2008 01:27


الساعة الآن 09:06


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات دفاتر © 1434- 2012 جميع المشاركات والمواضيع في منتدى دفاتر لا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة المنتدى بل تمثل وجهة نظر كاتبها
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات دفاتر تربوية © 2007 - 2015 تصميم النور اونلاين لخدمات الويب المتكاملة