عامل الخميسات يتوصل بمكالمة ساخنة من الداخلية ويستنجد بوزارة حصاد لتبرير الفضيحة
الثلاثاء 12 شتنبر 2017
سارعت سلطات عمالة الخميسات، التي تلقت مكالمة هاتفية ساخنة من الإدارة المركزية لوزارة الداخلية، بسبب فضيحة توزيع محفظات تحمل شعار المبادرة الوطنية على أبناء فقراء الإقليم إلى احتواء الموضوع من خلال وزارة حصاد، بعد أن أثارت ضجة كبرى في وسائط التواصل الاجتماعي
وبدل أن تصدر عمالة الخميسات، من خلال القسم الاجتماعي الذي يرأسه نجل شخصية قضائية نافذة في الرباط، بيانات يرد فيه على الاتهامات الخطيرة التي شوهت مضمون المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، ربطت الاتصال بالمديرية الإقليمية للتعليم بالخميسات، من أجل إصدار بلاغ توضيحي، إذ وقف البلاغ عند ويل للمصلين، وحاول التقليل من حجم التعليقات والتفسيرات التي أعطيت لاستفادة تلاميذ مدارس الابتدائي من محفظات مدرسية تحمل شعار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.
ورغم أن الصفقة التي حازت عليها إحدى المقاولات في ظروف غير شفافة، أبرمتها سلطات عمالة الخميسات في شخص القسم الاجتماعي، فإن المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية، انبرت بتعليمات تلقتها من سلطات الإدارة الترابية، للدفاع عن هذه الفضيحة التي تحولت إلى قضية رأي عام. وقالت المديرية، وهي تسعى إلى حجب الشمس بالغربال في هذه القضية «على إثر صدور بعض التدوينات في مواقع التواصل الاجتماعي، حول تسليم محفظات في إطار المبادرة الملكية مليون محفظة، التي تحمل شارة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، إذ أشار أصحاب هذه التدوينات، إلى أنها مسلمة لفئة هشة، وأنها خلقت نوعا من التمييز في صفوف التلاميذ».
وأوضحت المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي بالخميسات، أن «مبدأ المبادرة الملكية مليون محفظة، هو الاستفادة العامة الشاملة لكل التلاميذ بدون ميز أو تصنيف، ومهما كانت وضعياتهم الاجتماعية، إذ تسلم جميع تلاميذ الإقليم الممدرسين بالسنة الأولى من السلك الابتدائي، بالوسطين الحضري والقروي، محافظ من النوع نفسه والمحتويات، كما استفاد جميع تلاميذ الإقليم الممدرسين بالسنة الثالثة من السلك الابتدائي والسنة الأولى من السلك الثانوي والإعدادي، بالوسط القروي، من محافظ من النوع نفسه». وأكدت المديرية الإقليمية، على أن «جميع تلاميذ الإقليم، وبدون استثناء أو تمييز، يستفيدون من هذه المبادرة». وتعليقا على الصورة التي روجتها سلطات عمالة الخميسات بخصوص المحفظة المدرسية، قال عادل بنحمزة، عضو مجلس الخميسات، إنها «تمثل عقلية تحتقر المواطنين، وتنظر إلى الفقر نظرة تحقيرية، بل أصبح الفقر مسألة بنيوية، يتم تأطيره بمبادرات، ليس لإنهائه والقضاء عليه، بل لهيكلته وضمان استمراريته وتوارثه بين الأجيال، في الوقت الذي يتطلب الأمر سياسات عمومية حقيقية، لا يمكن أن تكون ناجعة، دون الحسم في مسألة الديمقراطية والقضاء على الفساد». ودعا عبد الواحد غنبوري ، الفاعل الحقوقي والجمعوي بالخميسات آباء وأمهات تلاميذ المدارس المستفيدين من محفظات تحمل اسم المبادرة الوطنية أو عمالة الخميسات إلى حرقها، تلافيا للوقوع في الميز الطبقي العنصري على حد قوله.