ثقافة "كولو العام زين" في الحرم الجامعي خليل عبد الصمد
دفاتر أخبار ومستجدات التربية الوطنية و التكوين المهنيهذا الركن بدفاتر dafatir خاص بالأخبار والمستجدات الوطنية المتعلقة بقطاع التربية الوطنية والتعليم المدرسي و التكوين المهني
إن البحث العلمي يشكل إحدى المهام الأساسية المنوطة بالمؤسسات الجامعية و على هذا الأساس نلاحظ الإقبال على تنظيم الندوات و المناظرات العلمية بمختلف الجامعات الموزعة على ربوع المملكة.
و إذا كانت الجامعات المحترمة تنظم أنشطة البحث و تقيس أهميتها من حاجيات و تجاوبات محيطها الاقتصادي و الاجتماعي، فان الساحة الجامعية في الوقت الراهن أصبحت تعرف تراجعا في البحث العلمي الذي كان قبل أمد يصنف ضمن خانة المعزوفة المذمومة المعروفة "كولو العام زين".
و الحقيقة أن الدوافع التي تكمن وراء العودة إلى هذا الأسلوب يمكن تلخيصها في السعي لتحقيق بعض المصالح الشخصية. فمن دون أي تروي انطلقت بعض الجامعات حديثة العهد تلهث في أشخاص رؤسائها، وراء استغلال أي مناسبة للظهور بمظهر الطاعة و تقديم الخدمات غير المطلوبة منها، كالخوض عبر تظاهرات في مواضيع الحكم الذاتي بالأقاليم الصحراوية و كل ما يدخل في هذا الباب دافعة بأساتذتها المغلوبين على أمرهم إلى خدمة الطموحات الشخصية لمسؤولين ألفوا مراكز المسؤولية و أرائكها الوثيرة، يحركهم هاجس التمسك بمواقعهم الحساسة و التهرب من الرجوع إلى قاعات الدرس و المدرجات. و آخر من اختارتهم أمثال هذه النماذج، الخروج بتنظيم ندوة حول " عشر سنوات من حكم جلالة الملك محمد السادس". فكيف يسمح هؤلاء المسؤولون لأنفسهم بتقييم أداة المؤسسة الملكية ووقعها على المملكة؟ لا شك أنهم يعدون العدة لآليات المدح و التهليل دون أن يدركوا أن ممارسات كهذه قد ولت و عفى عليها الدهر، وان درجة الحمى ترتفع مع اقتراب نهاية ولاية رؤساء الجامعات و أن هذه المحطة يستغلها حاليا احد الأساتذة الذي يتكلم لغة الأمن و يقدم نفسه كمستشار للإدارة العامة للأمن الوطني، و هو من الملفوظين من كلية الحقوق الدارالبيضاء لإخلاله بواجبه المهني و ضعف أدائه البيداغوجي، حيت ترك الطلبة دون درس و كادوا بسببه أن يتعرضوا لسنة بيضاء لولا تدارك الأمر من عمادة الكلية.
و ندائي من نداء جل الطلبة الذين لا يسعهم إلا أن يقولوا لهؤلاء : اتقوا الله في الجامعة و الجامعيين و كفوا عن الإذاية، فان إدارة الأمن تجددت و تبرأت من أمثالكم و الجامعة تتطور و تتخلص من الشوائب و الطفيليات. و سيكون البحث و الجامعة و التواصل و الأمن بألف خير إن غاب عنه أمثالكم.