رسميًا : المغرب يرفض بشكل حاسم الاستمرار في الحوار بدون فائدة مع مرتزقة البوليساريو

[ابو محمد امين4]

رسميًا : المغرب يرفض بشكل حاسم الاستمرار في الحوار بدون فائدة مع مرتزقة البوليساريو

• 
  

• 
  
  
• 
  
• 
  
• 
  

المغرب 24 : متابعة
قدم مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة للصحراء كريستوفر روس مؤخرا إحاطته السنوية داخل مجلس الأمن بخصوص تطورات قضية الصحراء المغربية، مبرزا أن الجزائر لم تستجب لاقتراح مغربي لإجراء مفاوضات مباشرة معه حول ملف الصحراء، مؤكدا أن المغرب رفض بشكل حاسم الاستمرار في الحوار بدون فائدة مع بوليساريو.
وقال روس داخل اجتماع مجلس الأمن الذي عقد في جلسة مغلقة، أن المسؤولين الجزائريين وعلى رأسهم عبد العزيز بوتفليقة أصروا على موفقهم بأن النزاع القائم هو بين المغرب وبوليساريو. واعترف بفشل جولاته الثلاث خلال الشهور الثلاثة الماضية في التوصل إلى صيغة لاستئناف المفاوضات المباشرة.
واعتبر مراقبون ان روس كان يلعب آخر ورقة لتحقيق اختراق دبلوماسي في آخر مهمته، موضحين أن المبعوث الاممي فشل في الضغط على المغرب لاجل الجلوس إلى طاولة المفاوضات دون مقترحات واقعية ومبتكرة.
ولم يخفِ المبعوث الشخصي لبان كي مون في تقريره أن المغرب قدم فكرة جديدة مؤخرا تقوم على ضرورة تقديم الجزائر وجبهة بوليساريو الأساس القانوني لموقفيهما المتعلق بتقرير المصير.
وفي إحاطته، أكد روس على أن المغرب يرفض أي حوار خارج مبادرة الحكم الذاتي الذي سبق وتقدم بها للمجتمع الدولي.
وأكد شرقي خطري الباحث في العلوم السياسية في جامعة محمد الخامس، في تصريح صحافي أن المبعوث الاممي حاول إيجاد حل للنزاع المفتعل حول الصحراء بطريقة لا يراها المغرب تحفظ حقوقه التاريخية والقانونية.
واعتبر خطري أن شكل تعاطي روس مع مسلسل التفاوض منذ سنتين ونصف لم يصل إلى ملامسة جوهر مقترح الحل الذي قدمه المغرب والمتمثل في مبادرة الحكم الذاتي، والأكيد حسب ذات المتحدث، أن روس كان يساير مصالح الطرف الآخر المتمثل في بوليساريو بإيعاز من الجزائر وبشكل يخدم مصالحها أكثر.
ويرى مراقبون في تصريحات متفرقة ان المغرب قدم مبادرة الحكم الذاتي كأحد الحلول التي يراها تواكب التحولات الجيواستراتيجية في المنطقة، والمخاطر التي تهدد منطقة الساحل والصحراء في ظل وجود العديد من التنظيمات الإرهابية بشكل لا يضمن الاستقرار والامن.
ولفت خطري، الباحث والمهتم بالشأن الصحراوي إلى أن روس حاول في كثير من المناسبات تعديل أساس المفاوضات بشكل يتجاوز صلاحيات الأمم المتحدة، بحيث أن النقاط التي طرحها لم يوافق عليها أي من طرفي المفاوضات.
واعتبر المراقبون أن الثقة فقدت بين روس والمغرب بشكل أساسي كون هذا الاخير لم يتعامل مع الملف بحياد وأصبح جزءا من المشكلة عوض أن يكون محاورا للجميع ومصدر مقترحات بناءة.
وهناك من المراقبين من يؤكد أن زيارة بان كي مون للمنطقة ألغتها الإحاطة الأخيرة التي قدمها مبعوثه، وحتى إن تمت فلن تكون لها أية إضافات في ملف الصحراء بسبب أن كل من روس وبان كي مون في آخر عمرهما الدبلوماسي مع قرب انتهاء ولايتيهما.
وأكد خطري أن فشل المبعوث الأممي للصحراء في مهمة وساطته تمثل في رفض الأطراف الجلوس إلى طاولة المفاوضات.
وأشار الباحث المغربي، إلى أن وزير خارجية المغرب لم يخطئ التقدير عندما قال ان المبعوث الاممي روس لا يمكنه زيارة الأقاليم الجنوبية، بقدر ما أراد توضيح نقطة في غاية الأهمية، وهي أن المغرب هو من يملك الحق في السماح له بزيارة الأقاليم الجنوبية وليس أي طرف آخر.
وقد طرح المغرب مبادرة الحكم الذاتي كسقف لا يمكن تجاوزه وهو من خياراته وثوابته. وإذا كان هناك مجال للمفاوضات فلا بد من أخذ هذه المبادرة في الحسبان.
وشدد خطري على أن روس حاول حلحلة المفاوضات بشكل يحفظ ماء وجه الأمم المتحدة امام التحولات الدولية الخطيرة، مضيفا أنه ما دام هذا النوع من الصراعات موجود ويزداد توسعا فإن على الامم المتحدة أن تتحمل مسؤوليتها.
وقدم المغرب مبادرة الحكم الذاتي ويدافع عنها ويضع مؤشرات حقيقية وواقعية للنهوض بالأقاليم الجنوبية على مستوى التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتأكيده على انخراط كافة القوى المحلية وخاصة النخب سواء على مستوى فعاليات المجتمع المدني او الجهات المنتخبة أو السكان المحليين في تبني هذه المشاريع.
وشدد خطري على أن على المغرب ماض في تطبيق خياراته الاستثمارية من خلال المشروع التنموي للأقاليم الجنوبية الذي أطلقه صاحب الجلالة الملك محمد السادس في نونبر الماضي في العيون.
وأشار خطري إلى أن المغرب يتمتع باستتباب الأمن مقارنة بعدة دول مجاورة تفتقده، ما يجعله في وضعية مريحة يدافع من خلالها عن وحدته الترابية، وذلك لكون الدول الأوروبية والصين وأميركا تعرف أن المساس بوضعية الصحراء بما لا يخدم مصلحة المغرب ليس في صالح أمنها القومي.
وأكد خطري أن المغرب يرحب بالمفاوضات لكن داخل إطار مبادرة الحكم الذاتي القائمة على ثوابت الأمة المغربية الوحدوية، وأضاف أن كريستوفر روس حاول أن يوهم الأطراف الأخرى انه قادر على أن يفرض على المغرب وجهة نظره.