إشكال معدل المراقبة المستمرة، السنة الثانية باكلوريا، والتأهل للمدارس والمعاهد العليا: مقترح حل للنقاش
المكي قاسمي
وجدة البوابة : 27 - 08 - 2012
منذ أن أدمج معدل المراقبة المستمرة، سنة ثانية باكلوريا، كمكون ضمن المعدل العام المؤهل لنيل شهادة الباكلوريا والنقاش يتجدد عند نهاية كل سنة حول المسألة، في ارتباط مع إشكالية التأهل لنيل مقعد بالمعاهد والمدارس العليا، وكذا كلية الطب. وجوهر هذا النقاش أن معدل المراقبة المستمرة يضرب مبدأ تكافؤ الفرص بالنسبة للطامحين في متابعة دراستهم العليا بأحد المعاهد أو المدارس العليا. لن أخوض في تفاصيل المشكل لسببين. الأول هو أن هذه التفاصيل معروفة، بل ومعروفة كذلك صعوبة التعامل معها عمليا. السبب الثاني والأهم هو أن القصد هو التوجه إلى المستقبل لحل الإشكال، دون الرجوع إلى الماضي والدخول في سجالات لن تفيدنا في شيء، كتبادل الرشق بالاتهام في ما يخص المسئولية عما هو واقع. فالمسئولية أكيد مشتركة وتقع على المجتمع بصفة عامة، بحكم الثقافة السائدة، وبالتالي لا تقتصر على الفاعلين التربويين بمختلف أصنافهم.
القصد إذن هو محاولة الإجابة عن السؤال الآتي: ما الذي يمكن فعله حتى لا يبقى معدل المراقبة المستمرة عائقا في وجه تكافؤ الفرص أمام الحائزين على شهادة الباكلوريا بمعدلات عليا؟
قد يبدو أن الحل السهل هو عدم احتساب معدل المراقبة ضمن المعدل العام للباكلوريا.إلا أني شخصيا لست من دعاة هذا الحل، لسببين على الأقل. أولهما هو ضرورة أن يرتبط نيل التلميذ لشهادة الباكلوريا، جزئيا بطبيعة الحال، بتقييم أساتذته لعمله طوال السنة. ثاني هذه الأسباب هو الدور الانضباطي النسبي لأهمية هذا التقييم، في ما يخص سلوكات التلميذ داخل الفصل، وإن كنت شخصيا أومن وبشكل كاثوليكي أن أنجع وسيلة لضمان انضباط التلاميذ هو القدرة على التواصل بشقيه البيداغوجي والإنساني.
ما أقترحه لفض الإشكال هو أن يقتصر احتساب معدل المراقبة المستمرة على نيل شهادة الباكلوريا في حد ذاتها، وأن يتم الاكتفاء بمعدلي الامتحان الجهوي والامتحان الوطني، لما يتعلق الأمر بالقبول في المعاهد والمدارس العليا وكلية الطب.على أساس أن يكون احتساب المعدلين الأخيرين بنسب مختلفة
في الأخير، معذرة إن ذكرت أنه يستحسن تماما التوجه بالنقاش الممكن نحو المستقبل لحل المشكل، عوض الرجوع للماضي والدخول في نقاشات لا حاجة لنا بها، على الأقل في اللحظة الحالية