سيتوجب على يوسف العمراني، الذي عين في الحكومة الجديدة في منصب وزير منتدب لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون، أن يوضح حقيقة المنصب الشكلي الذي كان يتولاه بصفته وزيرا مفوضا فوق العادة بقنصلية المغرب ببرشلونة في اسبانيا، وكان يتقاضى بموجبه راتبا شهريا وبالعملة الصعبة يبلغ 15 مليون سنتيم، من أموال دافعي الضرائب المغاربة.
فقد كشفت جريدة "الأسبوع الصحافي" في عددها الصادر يوم 29 ديسمبر 2011، أي خمسة أيام قبل تعيين الحكومة الجديدة، عن وثيقة تعيين يوسف العمراني من قبل صديقة ورئيسه السابق الطيب الفاسي الفهري، بوصفه آنذاك وزيرا للخارجية، في منصب وهمي هو "وزير مفوض فوق العادة"، ملحقا بالقنصلية العامة للملكة المغربية ببرشلونة. ويعود تاريخ التعيين كما هو مبين على الوثيقة إلى يوم 3 يوليوز 2011. وتنص الوثيقة على أن يحول راتب المعني بالأمر إليه مباشرة. ورغم أن الوثيقة لا تبين مبلغ الراتب الشهري، إلا أن جريدة "الأسبوع الصحفي" كشفت أنه يبلغ 150 ألف درهم أي (15 مليون سنتيم)، يدفع بالعملة الصعبة على حد ما جاء في نفس الجريدة.
وكان العمراني حتى قبل تعيينه في منصبه الجديد يشغل منصبا شكليا على رأس إتحاد فاشل هو "الاتحاد من اجل المتوسطي"، الذي أطلقه نيكولا ساركوزي بعيد انتخابه عام 2007، لكن الاتحاد الذي كان يسعى إلى خلق اندماج بين عرب المتوسط وإسرائيل، ولد ميتا. وكان أول رئيس له وهو أردني الجنسية واسمه أحمد مسدح، قد قدم استقالته من أمانته العامة بعد عام من توليه رآستها وبرر آنذاك قراره بكون "الظروف التي قبل العمل فيها في هذا المنصب قد تغيرت". ومباشرة بعد استقالته تم تعيين يوسف العمراني بدعم من فرنسا، صاحبة المشروع، على رأس الأمانة العامة لينتقل الدبلوماسي المغربي إلى برشلونة مقر الاتحاد. وبدأ العمراني مباشرة عمله ببرشلونة يوم 5 يوليوز 2011، أي بعد يومين من صدور قرار تنقيله من "مديرية الشؤون العامة القنصلية والاجتماعية"، بمقر وزارة الخارجية، إلى "القنصلية العامة للمملكة المغربية ببرشلونة"، برتبة وهمية هي "وزير مفوض فوق العادة"، وبراتب شهري، ينضاف إلى الراتب والتعويضات والامتيازات التي كان يوفرها له منصبه على رأس اتحاد فاشل.
الوزير المنتدب في الخارجية كان 'موظفا شبحا' بأجرة 15 مليون سنتيم
المواضيع المتشابهه
