بقلم:
الخليل عزات
في غمرة تأمل كان ضروريا لأعصاب تتجاذبها التوترات الحياتية المهنية منها و الخاصة٬قفزت إلى دهني فكرة أن المدرسة المغربية تقبع تحت سلطة ثقافة "أين?" و" كم?".
أين هي المذكرة?٬أين هي الوثائق?٬كم هي الحدادات?أين هم التلاميذ?كم عدد التلاميذ?أين هو المدرس?أين هو الدرس?أين هي المشاكل? كم هناك من المشاكل?٬أين هي الحلول?٬كم هناك من الاقتراحات?٬...
للأسف٬لا توجد" كيف و أخواتها" في قاموس مدرستي التي تأملتها٬لن أعمم حتى لا اسقط في فخ" أين?" و" كم?"في هده السطور٬و حتى لا ادعي الغيب فاظلم من فطنوا إلى قضية" كيف?" و جعلوها لب العملية التعليمية-التعلمية٬و لدلك سأتراجع عن لا توجد "كيف?" و أقول انهاموجودة و لكنها متنحية في بعض الأحيان٬و/أوفي أحيان أخرى موظفة دالة جوفاء من مدلولها ك"كيف حالك?الجو جميل?.. أو تبقى-و هو الغالب-مطمحا لأهدافنا٬عنوانا لمطالبنا٬شعارات لمواسمنا الخ...٬دون أن تستفيد هي نفسها من بركة "كيف?"و دلك باعتماد" أين?"و" كم? و باقي ادوات الاستفسار و الاستفهام التي ما هي إلا اجزاء او أقمار تدور في فلك الكوكب "كيف?".
ما هو واضح هو أن الواحد منا ألف – في حياتنا الخاصة كدلك- سلطة الكلام عندما نستعمل أين وكم?٬بل و ارتاح لما يوفرانه من فرصة لإظهار نبوغنا و استعراض مفرداتتنا في توجهنا للآخر المجيب عنهما٬الدي نلزمه
بالرد مقتضبا( هاهي... ٬ أنهاهنا...٬ او هناك...٬ يوجد كدا و كدا...) و ادا كنا نريد منه الخوض في" كيف" سنفضي اليه الامروننصت للشرح الدي لم نكن راكبين المغامرة و بادئيه بالسؤال وبالبوح ب" كيف".لان إن بدأنا بكيف سنضطر للتلقي و من تم إعطاء الفرصة للأخر بتوجيه دفة الحديث و كدلك دفع ثمن كيف إنصاتا و فهما و تركيبا و تحويلا و مقارنة و ما إلى دلك من العمليات الذهنية الكبرى . " كيف " تجرنا لان ننصت و نتدبر و نخطط ونسدد و نرمي ونتواضع
و نركب و نفهم و نبدع و نستوعب و نتسامح و نبني ونحس و نكون و نتعاون و نتكافل و نتشبع بالقيم الاخلاقية الفاضلة.
"كيف?"هده هي أصل الكفاءة و منها اشتقت بيداغوجياالكفايات البيداغوجيا التي تهتم بالجوهر٬ بالكيف لا بالكم متجاوزة التلقي السلبي(لا تصطاد لي السمكة بل علمني كيف اصطاد) و التفكير العموديالدي يناقش المشاكل كمن يحفر بئرا فيزيد في عمقه٬ إلى التعلم النشط المتنوع المدخلات و الأساليب حسب كل طفل
و حاجياته و ميولاته و استعداداته و تمثلاته المعرفية٬ و إلى البيداغوجيات الحديثة التي تجعل التلميد في قلب العملية التعليمية التعلمية.إلى التفكير الأفقي الدي يهتم بمناقشة الحلول و كيفية ملامستها في ارض الواقع.
(كيف هو الابن الدي سأتركه لهدا العالم?و ليس كيف هو العالم الدي سأتركه لهدا الابن?) مقولة
d8s