بالصور: أوضاع مزرية لنزلاء خيرية بسيدي إيفني وتفاحة واحدة لأربعة نزلاء

[nasser]

بركـــة : هبـــة بريـــس ::: 12/11/2014 ::::::::::::

«أربعة ذكور يتقاسمون تفاحة واحدة مقابل أن فتاتين يتقاسمن ثفاحة واحدة مرة في كل أسبوع لا يستحمون لأن سخان الماء معطل، محرومين من مشاهدة التلفاز، الأكل رديء، ملابسهم متسخة قاعات نوم تملأها الرطوبة مراحيض بدون أبواب ومتعفنة » هذا واقع مزري يعيشه بشكل يومي حوالي 160 نزيلا بدار الطالب والطالبة بأيت الرخاء إقليم سيدي إيفني .

فضيحة جديدة تنضاف لسجل حافل بالإختلالات التي تشهدها مؤسسات خيرية، فالجميع لازال يتدكر فضيحة الجمعية الخيرية عين الشق بالبيضاء والتي إنتهت بمعاقبة مسؤوليها بعد زيارة ملكية مفاجئة كشفت حجم إهمال المسؤولين لواجبهم تجاه نزلاء ينتمون لفئات إجتماعية هشة، كان يجب أن تحضى بعناية خاصة يخول لها مواصلة مشوارها الدراسي في فضاء جيد وإنساني.

إن "الصور" التي حصلت عليها " هبة بريس" تبين بجلاء حجم معاناة نزلاء ونزيلات دار الطالب والطالبة بأيت الرخاء المستقبلة لأبناء جماعتي اثنين أيت الرخاء وسيدي عبد الله أوبلعيد، باعتبارها مؤسسة اجتماعية تربوية بمنطقة جبلية فقيرة كان يفترض أن يعكس واقعها المكانة المفترض أن تحتلها في سلم أولويات القائمين على تدبير شؤون ساكنة هذه المنطقة العميقة من المغرب تطبيقا للخطابات الرسمية .

فواقع بناية المؤسسة مهترئ، جدرانها تشهد على حجم إهمال القائمين على أمورها من خلال تقادم الصباغة وتساقطها على أفرشة النزلاء وملابسهم، مياه الأمطاركلما تهاطلت تتسرب من السقف إرتفاع في درجات الرطوبة نتج عنها تعفنات على الجدران وفي أغطية النزلاء ، نوافذ وأبواب لم تعد تحمي أجساد النزلاء النحيلة والضعيفة فمربعات زجاجها أغلبها متكسر ولا تعويض ولا إصلاح لها، الأغطية متقادمة، المراحيض متعفنة تنبعث منها روائح نثنة تستعمل للإستحمام بالماء البارد.

واقع الحال يقول لكل من زار هذه المؤسسة الإجتماعية سيكتشف جانب أخر، حيت أن الإهمال حولها لما يشبه بزنازن المعتقلين في سنوات الرصاص، وا يطرح علامات إستفهام هو أن المشرفين على المؤسسة وفي ظل هذه الأوضاع المزرية للنزلاء فإن مخزن بداخل المؤسسة يحتوي علة أسرة ومرتبات وأغطية جديدة لازالت في أغلفتها البلاستيكية.

أما بخصوص واقع التغذية بالنسبة للنزلاء فهو كارثي يختزل في ثفاحة لأربعة نزلاء يتقاسمونها كل أسبوع ، ذكورا وإناث تقدم لهم وجبات ناقصة الكمية والنوعية، فالتفاحة الواحدة يتقاسمها أربعة منهم، ونصف خبزة صغيرة هي ما يجب أن يكتفي به كل واحد في كل وجبة، والقطاني تؤكل هناك بشوائبها من الحصى والحشائش وخشاش الأرض. ولحسابات ـ لا يفهمها هؤلاء كثيرا ـ يجبرون على مغادرة المؤسسة نهاية الأسبوع قبل تناول وجبة الغداء كما يأتون بداية الأسبوع الموالي وهم على يقين أن لا إفطار ينتظرهم.

يؤكد نزلاء هذه الدار أن لا مراقبة تربوية يضطلع بها مسؤوليهم ، فلا حصص للمراجعة أو للدعم المدرسي، ولا قاعات أو تجهيزات لهذه الوظيفة الأساسية لمثل هذا المرفق الاجتماعي، ولا أنشطة تشغل وقتهم الثالث وتصقل مواهبهم وتعدهم للحياة في المجتمع. مجرد أكل وشرب ونوم هي كل ما يدبره القائمون على المؤسسة .

إنها صرخات نزلاء ونزيلات المؤسسة الخيرية بأيت الرخا إقليم سيدي إيفني تنقلها " هبة بريس" بالصور لعلها تجد طريقها إلى ضمير المسؤولين محليا وجهويا ووطنيا من أجل فتح تحقيق مع مسؤولي هذه الدارعلى تجاوزاتهم وتهاونهم في القيام بمهامهم تجاه النزلاء بعدما لم يعد بمقدور هؤلاء الإستمرار في هذا الوضع بعد سنوات وهم خانعون يتجرعون مرارة العيش في زنازن وليس مراقد في مؤسسة إجتماعية، نتمنى أن نكون وفقنا في إيصال ولو نصف رسالة على أمل النزلاء أن يقوم المسؤولين بواجبهم لإيصال وإتخاذ القرارات التأذبية في حق مسيري هذه المؤسسة الخيرية .

[nasser]