التلبينة وصية نبوية - منتديات دفاتر التربوية التعليمية المغربية
تسجيل جديد
أبرز العناوين



دفاتر الصحة والتغذية هذا الركن بدفاتر dafatir خاص بالصحة والتغذية والوقاية والقواعد الصحية الضرورية

أدوات الموضوع

الصورة الرمزية nadiazou
nadiazou
:: مراقبة عامة ::
تاريخ التسجيل: 19 - 10 - 2013
المشاركات: 12,032
معدل تقييم المستوى: 1386
nadiazou في سماء التميزnadiazou في سماء التميزnadiazou في سماء التميزnadiazou في سماء التميزnadiazou في سماء التميزnadiazou في سماء التميزnadiazou في سماء التميزnadiazou في سماء التميزnadiazou في سماء التميزnadiazou في سماء التميزnadiazou في سماء التميز
nadiazou غير متواجد حالياً
نشاط [ nadiazou ]
قوة السمعة:1386
قديم 21-11-2014, 23:30 المشاركة 1   
افتراضي التلبينة وصية نبوية

التلبينة وصية نبوية
مقدمة:
إن الإنسان بحاجة إلى المعرفة ليزداد بها ثقافة وفائدة، ولكن هو للإيمان أشد حاجة ولتثبيته وزيادته أحوج، ولعل في مواضيع الإعجاز العلمي من هذا المطلوب ما يجد القارئ بغيته سواء كان الإعجاز في علم الفلك أو الطب أو التشريع، لاسيما وأن ثمة أشياء تبدو في أعيننا بسيطة متواضعة القيمة.. لكن تأملها بعين الحكمة يكشف لنا عن كنوز صحية مهمة لنا لو تدبرنا الحكمة فيها ولكننا نغفل عنها ونمضي في طريقنا نحو المدنية المعاصرة مع صخب الحضارة ودعاية المفلسين.
ولا شك أن هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- في الطعام والشراب له أهمية كبيرة لصحة الإنسان، ويُظهِر العلم يومًا بعد يوم هذه الفوائد من خلال الأبحاث المعملية والتجريبية الحديثة، وفي هذا البحث سنتناول هديه -صلى الله عليه وسلم- في تناول حبوب الشعير خبزًا وحساءً وشرابًا، وكيف أن النبي -صلى الله عليه وسلم- وصفه لمداواة المرضى وتخفيف الحزن والغم الذي يعتري النفس البشرية بين حين وآخر، مع شيء من أبحاث المختصين في هذا المجال ومدى التوافق العجيب مع الهدي النبوي مما يثبت ويؤكد أن حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- في هذا الموضوع خارج من مشكاة النبوة.
الأحاديث الواردة في التلبينة:
الحديث الأول:
عن عائشة رضي الله عنها: أنها كانت تأمر بالتلبينة للمريض وللمحزون على الهالك وكانت تقول إني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «إن التلبينة تجم فؤاد المريض وتذهب ببعض الحزن»(1).
معنى الحديث:
قوله: وللمحزون على الهالك أي المصاب أي أهل الميت، قوله تجم بفتح التاء المثناة من فوق وضم الجيم ويروى بضم أوله وكسر ثانيه وهما بمعنى أي تريح والجمام الراحة ومادته جيم وميم وقيل معناه تجمع وتكمل صلاحه ونشاطه وقال ابن بطال ويروى تخم بالخاء المعجمة أي تنقي والمخمة المكنة قوله وتذهب من الإذهاب، وفيه أن الجوع يزيد الحزن وأن التلبينة تذهب الجوع وقال الداودي يؤخذ العجين غير خمير فيخرج ماؤه ويجعل حسواً وهو كثير النفع على قلته لأنه لباب لا يخالطه شيء(2).
الحديث الثاني:
و عن عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا أخذ أهله الوعك أمر بالحساء. قالت وكان يقول: «إنه ليرتو فؤاد الحزين ويسرو عن فؤاد السقيم كما تسرو إحداكن الوسخ عن وجهها بالماء»(3).
معنى الحديث:
(الوعك) هو الحمى وقيل ألمها. وقد وعكه المرض وعكا ووعك فهو موعوك(4).
(الحساء) طبيخ يتخذ من دقيق وماء ودهن وقد يحلى، ويكون رقيقاً يحسى.
(ليرتو) أي يشد ويقوى. (ويسرو) أي يكشف، قال المناوي: (فؤاد المريض) أي تريح قلبه وتسكنه وتقويه وتزيل عنه الهم وتنشطه بإخمادها للحمى من الإجمام وهو الراحة فلا حاجة لما تكلفه بعض الأعاظم من تأويل الفؤاد برأس المعدة فتدبر ونفع ماء الشعير للحي لا ينكره إلا جاهل بالطب (تذهب ببعض الحزن) فإن فؤاد الحزين يضعف باستيلاء اليبس على أعضائه وعلى معدته لقلة الغذاء والحساء يرطبها ويغذيها ويقويها لكن كثيرا ما يجتمع بمعدته خلط مراري أو بلغمي أو صديدي والحساء يجلوه عن المعدة قال ابن حجر: النافع منها ما كان رقيقا نضيجا غليظا نيئا(5).
أشارت هذه الأحاديث إلى استعمال حبوب الشعير غذاء ودواء فقد استعمله النبي -صلى الله عليه وسلم- لأهل بيته خبزًا، وأمر به للمريض الذي لا يطعم الطعام، وأمر به للحزين، وإصلاح فؤاد المريض، وأمر به للمبطون فإن حساء الشعير يغسل بطن المريض، ويرتو فؤاد الحزين، ويسرو فؤاد السقيم.
وينبغي أن يختلف الانتفاع بذلك بحسب اختلاف العادة في البلاد، ولعل اللائق بالمريض ماء الشعير إذا طبخ صحيحا، وبالحزين إذا طبخ مطحونا، لما تقدمت الإشارة من الفرق بينهما في الخاصية والله أعلم(6).
الحديث الثالث:
وفي البخاري عن عائشة رضي الله عنها موقوفاً: أنها كانت تأمر بالتلبينة وتقول هو البغيض النافع(7).
معنى الحديث:
قولها في التلبينة البغيض النافع بغيض وزن فعيل قيل لها ذلك لأن المريض يكره الدواء وهو نافع،
وقال ابن حجر: البغيض النافع لأن المريض يعافه وهو نافع له قال ولا شيء أنفع من الحساء لمن يغلب عليه في غذائه الشعير وأما من يغلب على غذائه الحنطة فالأولى به في مرضه حساء الشعير وقال صاحب الهدي التلبينة أنفع من الحساء لأنها تطبخ مطحونة فتخرج خاصة الشعير بالطحن وهي أكثر تغذية وأقوى فعلا وأكثر جلاء وإنما أختار الأطباء النضيج لأنه أرق وألطف فلا يثقل على طبيعة المريض وينبغي أن يختلف الانتفاع بذلك بحسب اختلاف العادة في البلاد ولعل اللائق بالمريض ماء الشعير إذا طبخ صحيحا وبالحزين إذا طبخ مطحونا لما تقدمت الإشارة من الفرق بينهما في الخاصية والله أعلم(8).
تعريف التلبينة:
التلبينة لغة:
التلبينة واللبنة بالضم اللقمة وسكون الباء ولَبَّنَ اللَّبِنَ عَمِله(9)،وسميت تَلْبينة تشبهاً باللَّبَن لبياضها ورقتها وهي تسمية بالمَرَّة من التَّلبين مصدر لَبَنَ القومَ أَي سَقاهم اللَّبنَ(10)
التلبينة اصطلاحاً:
هو الحساء الرقيق الذي هو في قوام اللبن ومنه اشتق اسمه، يقول ابن القيم نقلا ً عن الهروي: سميت تلبينة لشبهها باللبن لبياضها ورقتها وهذا الغذاء هو النافع للعليل وهو الرقيق النضيج لا الغليظ النيء وإذا شئت أن تعرف فضل التلبينة فاعرف فضل ماء الشعير بل هي ماء الشعير فإنها حساء متخذ من دقيق الشعير بنخالته والفرق بينها وبين ماء الشعير أنه يطبخ صحاحاً والتلبينة تطبخ منه مطحوناً وهي أنفع منه لخروج خاصية الشعير بالطحن. ويضيف قائلاً: أن للعادات تأثيراً في الانتفاع بالأدوية والأغذية وكانت عادة القوم أن يتخذوا ماء الشعير منه مطحوناً لا صحاحاً وهو أكثر تغذية وأقوى فعلاً وأعظم جلاء وإنما اتخذه أطباء المدن منه صحاحاً ليكون أرق وألطف فلا يثقل على طبيعة المريض وهذا بحسب طبائع أهل المدن ورخاوتها وثقل ماء الشعير المطحون عليها والمقصود: أن ماء الشعير مطبوخاً صحاحاً ينفذ سريعاً ويجلو جلاءاً ظاهراً ويغذي غذاءاً لطيفاً وإذا شرب حاراً كان جلاؤه أقوى ونفوذه أسرع وإنماؤه للحرارة الغريزية أكثر وتلميسه لسطوح المعدة أوفق(11).
أما عن معنى الأحاديث الواردة فيضيف ابن القيم قائلاً: وقوله -صلى الله عليه وسلم- فيها: مجمة لفؤاد المريض يروى بوجهين بفتح الميم والجيم وبضم الميم وكسر الجيم، والأول: أشهر، ومعناه: أنها مريحة له أي: تريحه وتسكنه من الإجمام وهو الراحة.
وقوله: تذهب ببعض الحزن هذا لأن الغم والحزن يبردان المزاج ويضعفان الحرارة الغريزية لميل الروح الحامل لها إلى جهة القلب الذي هو منشؤها وهذا الحساء يقوي الحرارة الغريزية بزيادته في مادتها فتزيل أكثر ما عرض له من الغم والحزن.
وقد يقال: إنها تذهب ببعض الحزن بخاصية فيها من جنس خواص الأغذية المفرحة فإن من الأغذية ما يفرح بالخاصية، أو إن قوى الحزين تضعف باستيلاء اليبس على أعضائه وعلى معدته خاصة لتقليل الغذاء وهذا الحساء يرطبها ويقويها ويغذيها ويفعل مثل ذلك بفؤاد المريض لكن المريض كثيراً ما يجتمع في معدته خلط مراري أو بلغمي أو صديدي وهذا الحساء يجلو ذلك عن المعدة ويسروه ويحدره ويميعه ويعدل كيفيته ويكسر سورته فيريحها ولا سيما لمن عادته الإغتذاء بخبز الشعير وهي عادة أهل المدينة إذ ذاك وكان هو غالب قوتهم وكانت الحنطة عزيزة عندهم والله أعلم(12).
التلبينة وكيفية إعدادها:
مما تقدم نجد أن التلبينة أساسها الشعير فهي حساء يُعمل من ملعقتين من دقيق الشعير بنخالته ثم يضاف لهما كوب من الماء، وتطهى على نار هادئة لمدة 5 دقائق، ثم يضاف كوب لبن وملعقة عسل نحل، حيث يوصف حساء الشعير للمرضى كغذاء لطيف سهل الهضم، والشعير غني بالألياف المنحلة وغير المنحلة، وهذه الأخيرة تمتص كميات كبيرة من الماء وتحبسه داخلها، فتزيد من كتلة الفضلات مع الحفاظ على ليونتها مما يسهل ويسرع هذه الكتلة عبر القولون، وينشط الحركة الدودية للأمعاء مما يدعم عملية التخلص من الفضلات، وهناك أبحاث على أهمية الشعير في التقليل من الإصابة بسرطان القولون، حيث استقر الرأي على أن الشعير يقلل من بقاء الفضلات في الأمعاء؛ مما يقلل من بقاء المواد المسرطنة في الأمعاء؛ وبالتالي يقلل من الإصابة بالسرطان، كما أن الشعير يحوي من عناصر مضادات الأكسدة والفيتامينات ما يقاوم الشوارد الحرة (free radical) التي تدمر غشاء الخلية والحمض النووي، وقد تكون المتهم الرئيسي في حدوث أنواع معينة من السرطان(13).
الشعير وفوائده:
الشعير وتقوية جهاز المناعة:
أظهرت الدّراسات التّجريبيّة على الحيوانات أن (بيتا جلوكان) -وهو أحد مكونات الشعير- ينشط كرات الدّم البيضاء؛ وهي أحد آليات جهاز المناعة الهام لحماية الجسم من أخطار الكائنات الدقيقة الممرضة والتخلص من السموم والخلايا المصابة.
كما وجد أن (البتا جلوكان) يسرع شفاء النسيج التالف، ويحفّز العناصر الأخرى لجهاز المناعة. وينصح الآن بهذه المادة كمكمّل غذائي لتحسين جهاز المناعة في جسم الإنسان(14).
مكونات التلبينة:
في التلبينة مواد هامة جداً تدخل في علاج كثير من إصابات الجسم أو في الحمية منها، هذا ما ثبت مخبرياً وفيما يلي وصف لبعض منها:
أولاً: المعادن: فتشير الدراسات العلمية إلى أن المعادن مثل البوتاسيوم والماغنسيوم لها تأثير على الموصلات العصبية التي تساعد على التخفيف من حالات الاكتئاب، وفي حالة نقص البوتاسيوم يزداد شعور الإنسان بالاكتئاب والحزن، ويجعله سريع الغضب والانفعال والعصبية.
وحيث إن حبة الشعير تحتوي على عنصري البوتاسيوم والماغنسيوم فالتلبينة تصلح لعلاج الاكتئاب، ويلاحظ هنا أن الدراسات العلمية تستخدم كلمة "التخفيف من حالات الاكتئاب"، ونجد ما يقابلها في حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "تذهب ببعض الحزن"، وهذه دلالة واضحة على دقة التعبير النبوي الذي أوتي جوامع الكلم.
ثانياً: فيتامين B: إن النقص والتأخر في العملية الفيسيولجية لتوصيل نبضات الأعصاب الكهربية إلى المخ والقلب يؤدي إلى الاكتئاب، وفيتامبن B يقوم بتنشيط هذه العملية في جسم الإنسان.
ثالثاً: مضادات الأكسدة: تساعد على ذهاب الاكتئاب لاحتواء هذه المضادات على فيتامين a،e
ط§ط¶ط؛ط· ط¹ظ„ظ‰ ط§ظ„طµظˆط±ط© ظ„ط±ط¤ظٹطھظ‡ط§ ط¨ط§ظ„ط­ط¬ظ… ط§ظ„ط·ط¨ظٹط¹ظٹرابعاً: الأحماض الأمينية: يساعد الحمض الأميني على العملية الحيوية للأعصاب والتي تؤثر على الحالة النفسية للإنسان.
خامساً: الشعير: لا بد من الإشارة إلى فوائد الشعير حيث هو المكون الأساس للتلبينة فالشعير لا يحتوي على مادة الجلوتين وهي مادة صمغية يحتوي عليها القمح بوفرة، والجلوتين باللاتينية يعني الصمغ. وقد اكتشف الباحثون أن سوء امتصاص الطعام الناتج عن مرض السلياك إنما هو بسبب مادة الجلوتين الموجودة في القمح، ووجد أن أعراض هذا المرض تختفي تمامًا باستبعاد مادة الجلوتين من وجبات المريض، ومرض السلياك مرض سوء التغذية نتيجة سوء الامتصاص للمواد الغذائية وعدم امتصاص المواد الدهنية.
كما أثبتت الأبحاث التي قام بها معهد البحوث الزراعية بجامعة البرتا بكندا أهميه الأغذية المحتوية على مادة الشعير على صحة مرضى السكر بفضل احتوائه على نسبة عالية من الألياف وتأثيرها على نسبة السكر والدهون في الدم على المدى البعيد، ومن نتائج الأبحاث أيضاً أنه لوحظ نقص في الشعور بالجوع عند منتصف النهار، ومنتصف الليل عند مرضى السكر خلال فترة الدراسة، كما يمكن الاستفادة من ذلك في علاج البدانة لدى مرضى السكر بتنظيم الطاقة والسعرات الحرارية، والنتيجة النهائية لهذا البحث أكدت أهمية غذاء الشعير كوسيلة لزيادة كمية الألياف المطلوبة للجسم القابلة للذوبان، وغير القابلة للذوبان وبالتالي الاستفادة من الشعير في التحكم في نسبة السكر في الدم، ونسبة الدهون في الدم(15).
ومن فوائد الشعير الأخرى أنه مقو عام للأعصاب، وملين، وملطف، ومرطب، ومنشط للكبد، ويوصف الشعير لأمراض الصدر، وأمراض الضعف العام وبطء النمو لدى الأطفال، وضعف المعدة، والأمعاء، وضعف الكبد، وضعف إفراز الصفراء، كما يوصف لالتهاب الأمعاء، وكذلك أمراض التيفود، وأمراض التهاب المجارى البولية، والحميات، وارتفاع ضغط الدم(16).
يستخرج من الشعير مادة تستعمل حقنًا تحت الجلد أو شرابًا في حالات الإسهال والتيفوئيد والتهابات الأمعاء تسمى الهوردنين L'Hordenine)(17).
كما ثبتت وفرة الميلاتونين الطبيعي غير الضار في الشعير فكل آثار الميلاتونين تظهر على مغتنم الشعير، فما هو الميلاتونين وما آثاره؟
الميلاتونين: هرمون تفرزه الغدة الصنوبرية الموجودة في المخ خلف العينين ويحصل الجسم على أعلى معدل إفراز منها عند الليل ومع تقدم السن يقل إفراز هذه الغدة، وهرمون الميلاتونين له القدرة على الوقاية من أمراض القلب، وله القدرة على خفض الكوليسترول في الدم مما يؤدي إلى خفض ضغط الدم، وله علاقة بالشلل الرعاش عند المسنين، ويزيد الميلاتونين من وقاية الجسم ومناعته، ويقي الإنسان من الاضطراب في النوم ويعالج حالات الاكتئاب، ويعمل على تأخير ظهور أعراض الشيخوخة، والشعير من أعلى الحبوب في نسبة احتوائه على الميلاتونين(18).
الاستطبابات بالتلبينة:
بعد أن جلنا في محتويات التلبينة وتأثير وفاعلية كل من المواد الداخلة فيها أو بعضها؛ كان من المناسب أن ندخل في الاستطبابات أو الأمراض التي للتلبينة دور فاعل في علاجها بإذن الله تعالى، ومن أهم الأمراض التي ثبت أن للتلبينة تأثير إيجابي فيها هي:
أولاً: خفض الكولسترول وتعالج القلب.
أثبتت الدراسات العلمية فاعلية حبوب الشعير الفائقة في تقليل مستويات الكولسترول في الدم من خلال عدة عمليات حيوية، تتمثل فيما يلي:
أ. تتحد الألياف المنحلة الموجودة في الشعير مع الكولسترول الزائد في الأطعمة فتساعد على خفض نسبته في الدم.
ب. ينتج عن تخمر الألياف المنحلة في القولون أحماض دسمة تمتص من القولون، وتتداخل مع استقلاب الكولسترول فتعيق ارتفاع نسبته في الدم.
ج. تحتوي حبوب الشعير على مركبات كيميائية تعمل على خفض معدلات الكولسترول في الدم، ورفع القدرة المناعية للجسم مثل مادة "بتا جلوكان" B-Glucan والتي يعتبر وجودها ونسبتها في المادة الغذائية محدداً لمدى أهميتها وقيمتها الغذائية.
د. تحتوي حبوب الشعير على مشابهات فيتامينات "هاء" Tocotrienol التي لها القدرة على تثبيط إنزيمات التخليق الحيوي للكولسترول، ولهذا السبب تشير الدلائل العلمية إلى أهمية فيتامين "هاء" الذي طالما عرفت قيمته لصحة القلوب إذا تم تناوله بكميات كبيرة.
وعلى هذا النحو يسهم العلاج بالتلبينة في الوقاية من أمراض القلب والدورة الدموية؛ إذ تحمي الشرايين من التصلب -خاصة شرايين القلب التاجية- فتقي من التعرض لآلام الذبحة الصدرية وأعراض نقص التروية (Ischemia)، واحتشاء عضلة القلب (HeartInfarction).
ثانياً: علاج للاكتئاب.
كان الأطباء النفسيون في الماضي يعتمدون على التحليل النفسي ونظرياته في تشخيص الأمراض النفسية، واليوم مع التقدم الهائل في العلوم الطبية يفسر أطباء المخ والأعصاب الاكتئاب على أنه خلل كيميائي.. كما يثبت العلم الحديث وجود مواد تلعب دورًا في التخفيف من حدة الاكتئاب كالبوتاسيوم والماغنسيوم ومضادات الأكسدة وغيرها... وهذه المواد تجتمع في حبة الشعير الحنونة التي وصفها نبي الرحمة بأنها "تذهب ببعض الحزن".
ولتوضيح كيف تؤثر المواد التي يحويها الشعير في الاكتئاب، وتخفف من حدته نذكر أهم تلك المواد المضادة للاكتئاب والموجودة في الشعير، ومنها:
1. فيتامين "B": فقد يكون أحد مسببات أعراض الاكتئاب هو التأخر في العملية الفسيولوجية لتوصيل نبضات الأعصاب الكهربية، وهذا بسبب نقص فيتامين "B"؛ لذلك ينصح مريض الاكتئاب بزيادة الكمية المأخوذة من بعض المنتجات التي تحتوي على هذا الفيتامين كالشعير.
2. مضادات الأكسدة: حيث يساعد إعطاء جرعات مكثفة من حساء التلبينة الغنية بمضادات الأكسدة (فيتامين E وA) في شفاء حالات الاكتئاب لدى المسنين في فترة زمنية قصيرة تتراوح من شهر إلى شهرين.
3. الأحماض الأمينية: يحتوي الشعير على الحمض الأميني تريبتوفان Tryptophan الذي يسهم في التخليق الحيوي لإحدى الناقلات العصبية وهي السيروتونين Serotonin التي تؤثر بشكل بارز في الحالة النفسية والمزاجية الإنسان.
رابعاً: علاج للسرطان وتأخر الشيخوخة:
تمتاز حبة الشعير بوجود مضادات الأكسدة مثل (فيتامين E وA)، وقد توصلت الدراسات الحديثة إلى أن مضادات الأكسدة يمكنها منع وإصلاح أي تلف بالخلايا يكون بادئاً أو محرضاً على نشوء ورم خبيث؛ إذ تلعب مضادات الأكسدة دوراً في حماية الجسم من الشوارد الحرة (Freeradicals) التي تدمر الأغشية الخلوية، وتدمر الحمض النووي DNA، وقد تكون المتهم الرئيسي في حدوث أنواع معينة من السرطان وأمراض القلب، بل وحتى عملية الشيخوخة نفسها.
ويؤيد حوالي 9 من كل 10 أطباء دور مضادات الأكسدة في مقاومة الأمراض والحفاظ على الأغشية الخلوية وإبطاء عملية الشيخوخة وتأخير حدوث مرض الزهايمر(19).
وقد حبا الله الشعير بوفرة الميلاتونين الطبيعي غير الضار، والميلاتونين هرمون يفرز من الغدة الصنوبرية الموجودة في المخ خلف العينين، ومع تقدم الإنسان في العمر يقل إفراز الميلاتونين.
وترجع أهمية هرمون الميلاتونين إلى قدرته على الوقاية من أمراض القلب، وخفض نسبة الكولسترول في الدم، كما يعمل على خفض ضغط الدم، وله علاقة أيضا بالشلل الرعاش عند كبار السن والوقاية منه، ويزيد الميلاتونين من مناعة الجسم، كما يعمل على تأخير ظهور أعراض الشيخوخة، كما أنه أيضاً له دور مهم في تنظيم النوم والاستيقاظ.
خامساً: علاج ارتفاع السكر والضغط:
تحتوي الألياف المنحلة (القابلة للذوبان) في الشعير على صموغ "بكتينات" تذوب مع الماء لتكون هلامات لزجة تبطئ من عمليتي هضم وامتصاص المواد الغذائية في الأطعمة؛ فتنظم انسياب هذه المواد في الدم وعلى رأسها السكريات؛ مما ينظم انسياب السكر في الدم، ويمنع ارتفاعه المفاجئ عن طريق الغذاء.
ويعضد هذا التأثير الحميد للشعير على سكر الدم أن عموم الأطعمة الغنية بالألياف -منحلة وغير منحلة- فقيرة الدسم وقليلة السعرات الحرارية في معظمها، بينما لها تأثير مالئ يقلل من اندفاعنا لتناول الأطعمة الدسمة والنهم للنشويات الغنية بالسعرات الحرارية.
ولأن المصابين بداء السكري أكثر عرضة لتفاقم مرض القلب الإكليلي؛ فإن التلبينة الغنية بالألياف تقدم لهم وقاية مزدوجة لمنع تفاقم داء السكري من ناحية والحول دون مضاعفاته الوعائية والقلبية من ناحية أخرى.. وهكذا يمكننا القول بثقة إن احتساء التلبينة بانتظام يساعد المرضى الذين يعانون من ارتفاع السكر في دمهم.
كما أكدت الأبحاث أن تناول الأطعمة التي تحتوي على عنصر البوتاسيوم تقي من الإصابة من ارتفاع ضغط الدم، ويحتوي الشعير على عنصر البوتاسيوم الذي يخلق توازنا بين الملح والمياه داخل الخلية. كذلك فإن الشعير له خاصية إدرار البول، ومن المعروف أن الأدوية التي تعمل على إدرار البول من أشهر الأدوية المستعملة لعلاج مرضى ارتفاع ضغط الدم.
سادساً: ملين ومهدئ للقولون:
والجدير بالذكر أن الشعير غني بالألياف غير المنحلة وهي التي لا تنحل مع الماء داخل القناة الهضمية، لكنها تمتص منه كميات كبيرة وتحبسه داخلها؛ فتزيد من كتلة الفضلات مع الحفاظ على ليونتها؛ مما يسهل ويسرع حركة هذه الكتلة عبر القولون، وهكذا تعمل الألياف غير المنحلة الموجودة في الحبوب الكاملة (غير المقشورة) وفي نخالة الشعير على التنشيط المباشر للحركة الدودية للأمعاء؛ وهو ما يدعم عملية التخلص من الفضلات.
كما تعمل الألياف المنحلة باتجاه نفس الهدف؛ إذ تتخمر هلامات الألياف المنحلة بدرجات متفاوتة بواسطة بكتيريا القولون؛ مما يزيد من كتلة الفضلات، وينشط الأمعاء الغليظة؛ وبالتالي يسرع ويسهل عملية التخلص من الفضلات.
وأظهرت نتائج البحوث أهمية الشعير في تقليل الإصابة بسرطان القولون؛ حيث استقر الرأي على أنه كلما قل بقاء المواد المسرطنة الموجودة ضمن الفضلات في الأمعاء قلت احتمالات الإصابة بالأورام السرطانية، ويدعم هذا التأثير عمليات تخمير بكتيريا القولون للألياف المنحلة ووجود مضادات الأكسدة بوفرة في حبوب الشعير(20).
وجه الإعجاز:
ومن المذهل حقا أن نرصد التطابق الدقيق بين ما ورد في فضل التلبينة على لسان نبي الرحمة وطبيب الإنسانية وما أظهرته التقارير العلمية الحديثة التي توصي بالعودة إلى تناول الشعير كغذاء يومي؛ لما له من أهمية بالغة للحفاظ على الصحة والتمتع بالعافية.
وإذا كان كثير من الناس يتحولون اليوم من العلاج الدوائي إلى الطب الشعبي والتقليدي.. فإن من الناس أيضاً من يتحول إلى الطب النبوي، وهم لا يرون فيه مجرد طريقة للحصول على الشفاء.. بل يرون فيه سبيلاً للفوز بمحبة الله وفرصة لمغفرة الذنوب: ﴿قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾ [آل عمران:31].
وهكذا يصبح للتداوي مبررات أخرى أعظم من الشفاء ذاته، وهو إمكان الجمع بين الطب والإيمان ولا مانع من ذلك فقد جاء في سورة الحج رفع الحرج من التجارة في أيام الحج ولم يجعل الله تعالى ديننا دين رهبانية مبتدعة ما أنزل الله بها من سلطان، بل إن ديننا يحثنا على السير في الأرض والتفكر والتأمل في آيات أينما حللنا وكلما كان هناك داعياً لذلك، ولا ينحصر مجال الإيمان في المساجد أو حلقات العلم بل يتعداه ليشمل ميدان كل واحد منا، وفي مجال عمله، وما الطب والتداوي إلا واحداً من هذا الذي ذكرنا، حيث سخر الله تعالى أولئك الرجال ليكتشفوا لنا أسرار الوحي الإلهي وصدق رسوله صلى الله عليه وآله وسلم.
إعداد: قسطاس إبراهيم النعيمي.









آخر مواضيعي

0 التقاعد النسبي : الآثار و الانعكاسات
0 التقاعد لحد السن
0 التعاضدية العامة للتربية الوطنية تطلق الخدمة الالكترونية لمنحة التقاعد و الوفاة والايتام.
0 علاجات تطبيقية لمشكلة كراهية الابناء للمدرسة
0 بحث مثير يكشف عن الكلمات التي تُظهر توتّر الشخص
0 خطير بالفيديو:"فيروس" يهدد جميع رواد "الفايسبوك" وهذه التفاصيل
0 هذه توصيات جطو لإنقاذ صندوق التقاعد - تقرير المجلس الأعلى للحسابات 2017
0 اعتداء تلميذ على أستاذ بالثانوية ابن بطوطة
0 الطريق إلى أبوة صالحة
0 الزواج الثاني .. حلم الأزواج !


الشريف السلاوي
:: مراقب عام ::

الصورة الرمزية الشريف السلاوي

تاريخ التسجيل: 5 - 1 - 2014
السكن: المغرب الحبيب .
المشاركات: 10,966

الشريف السلاوي غير متواجد حالياً

نشاط [ الشريف السلاوي ]
معدل تقييم المستوى: 1249
افتراضي
قديم 22-11-2014, 06:42 المشاركة 2   

شكرا جزيلا و بارك الله فيك

ط§ط¶ط؛ط· ط¹ظ„ظ‰ ط§ظ„طµظˆط±ط© ظ„ط±ط¤ظٹطھظ‡ط§ ط¨ط§ظ„ط­ط¬ظ… ط§ظ„ط·ط¨ظٹط¹ظٹ

nadiazou
:: مراقبة عامة ::

الصورة الرمزية nadiazou

تاريخ التسجيل: 19 - 10 - 2013
المشاركات: 12,032

nadiazou غير متواجد حالياً

نشاط [ nadiazou ]
معدل تقييم المستوى: 1386
افتراضي
قديم 22-11-2014, 09:36 المشاركة 3   

العفو أخي الفاضل شكرا جزيلا على مرورك الطيب


خادم المنتدى
:: مراقب عام ::

الصورة الرمزية خادم المنتدى

تاريخ التسجيل: 20 - 10 - 2013
السكن: أرض الله الواسعة
المشاركات: 17,180

خادم المنتدى غير متواجد حالياً

نشاط [ خادم المنتدى ]
معدل تقييم المستوى: 1868
افتراضي
قديم 16-10-2015, 19:34 المشاركة 4   

-***************************-
شكرا جزيلا لك..بارك الله فيك
شكرا جزيلا لك..بارك الله فيك
شكرا جزيلا لك..بارك الله فيك
شكرا جزيلا لك..بارك الله فيك
شكرا جزيلا لك..بارك الله فيك
شكرا جزيلا لك..بارك الله فيك
شكرا جزيلا لك..بارك الله فيك
-****************************-

الأحد01شـوال1441هـ/*/24مــاي2020م
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

« تعرّف على الفوائد الصحية لقشر الرمان | العنب يقوي المناعة ويحمي من السرطان »

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أساليب نبوية لمعالجة الأخطاء أم حمزة دفــتــر السنة و السيرة النبوية 6 07-06-2009 15:33
أمداح نبوية قرآن كريم أناشيد chorfa دفــتــر الصوتيات و المرئيات الإسلامية 1 29-05-2009 18:15
هل تعلم ان الحجامة سنة نبوية؟ محمد انكونان دفاتر العلوم وأنواعها وأخبارها 5 11-05-2009 11:58
آيات قرآنيةواحاديث نبوية شريفة شباب هوارة الثالثة اعدادي 2 01-05-2009 22:02
أحاديث نبوية خاصة بالقرآن الكريم فاطمة -الزهراء دفــتــر الـقرآن الكريم 7 17-01-2009 19:46


الساعة الآن 06:18


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات دفاتر © 1434- 2012 جميع المشاركات والمواضيع في منتدى دفاتر لا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة المنتدى بل تمثل وجهة نظر كاتبها
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات دفاتر تربوية © 2007 - 2015 تصميم النور اونلاين لخدمات الويب المتكاملة