وزارة التربية “تعتقل” 4200 مفتشا

[nasser]

وزارة التربية “تعتقل” 4200 مفتشا
الجمعة 27 أكتوبر 2017 اجتازوا مباراة منذ ماي الماضي دون الإعلان عن النتائج والوزير يبرر ذلك بالتشاور مع النقابات
عبر أساتذة بالتعليم الثانوي التأهيلي عن غضبهم من التأخير المبالغ فيه، حسب وصفهم، في الإعلان عن نتائج مباريات الالتحاق بمسلك تكوين المفتشين التربويين، بعد أن اجتاز حوالي 4200 أستاذ ينتمون إلى 11 شعبة اختبارات كتابية يومي 20 و21 ماي الماضي.
ووصف أساتذة ما يجري بدواليب الوزارة، منذ أكثر من ستة أشهر، «بالعبث، متهمين مسؤوليها بقطع جميع خطوط التواصل مع المترشحين وغياب معلومات دقيقة عن موعد الإعلان عن النتائج، أو إصدار قرار رسمي بإلغاء المباراة والاعتذار للمتبارين، مع ما يعنيه ذلك من احتمال مواجهة الوزارة في القضاء الإداري لرفع الضرر المادي والمعنوي عن المتبارين.
في الوقت نفسه، خرجت وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي عن صمتها بخصوص تعطيل مباريات المفتشين، حين أعلن محمد حصاد الوزير المعفى من مهامه، في جواب على سؤال بلجنة التعليم والشؤون الثقافية والاجتماعية، الخميس الماضي، أن الإعلان عن النتائج مسألة وقت فقط.
وقال حصاد إن النتائج سيعلن عنها متى انتهت الوزارة من عدد من الإجراءات التنظيمية باستشارة مع نقابة المفتشين التربويين، خصوصا في ما يتعلق بتدقيق المهام المسنودة إليهم وتنظيمهم في إطار برنامج عمل سنوي بتنسيق مع ممثليهم في النقابة، وكذا البحث في طريقة مواكبة مئات الأساتذة المتعاقدين مع الوزارة في إطار القضاء على معضلة الموارد البشرية وإشكالية الاكتظاظ.
ومازال الأساتذة يتهمون الوزارة باعتقال 4200 أستاذ بالتعليم الثانوي التأهيلي (1682 مترشحا بمركز الرباط وحده) حلموا مرة بالانتقال من وضعية مهنية وإدارية ومادية إلى أخرى، كما استبشروا خيرا بإعادة فتح مركز التكوين في وجه الشعب العلمية، على وجه التحديد، بعد خمس سنوات من الإغلاق «غير المبرر».
وحسب المذكرة 17/046 الخاصة بفتح المباراة والموقعة باسم رشيد بلمختار بتاريخ 30 مارس الماضي، فقد تقرر مضاعفة عدد الأساتذة المستفيدين من مسلك التكوين في مجال التفتيش التربوي، إذ وصل العدد إلى 320 أستاذ، موزعين على 60 مفتشا في كل شعبة علمية (الرياضيات، علوم الحياة والأرض، والفيزياء والكيمياء)، والباقي (140) موزع على الشعب الأخرى (الإعلاميات، الهندسة الميكانيكية، الهندسة الكهربائية، العربية، الفرنسية، التربية الإسلامية، الاجتماعيات..).
وقال سعيد وانو، أستاذ التعليم التأهيلي بتمارة، إن قرار رفع عدد المكونين شجع عددا من الأساتذة، خصوصا أساتذة الشعب العلمية، إلى بذل مجهود أكبر في التحضير وتدبير العامل الزمني والنفسي، في خضم ما تفرضه أعباء القسم، سيما أن الامتحانات الكتابية تزامنت في ماي الماضي مع الإعداد لفترة الامتحانات السنوية.
وأكد وانو، في تصريح لـ»الصباح»، أن عددا من الأساتذة تكبدوا عناء السفر، خصوصا أساتذة الحسيمة وتطوان وطنجة، الذين التحقوا بالرباط خلال الفترة السابقة للامتحان، كما التحق آخرون من مناطق بعيدة إلى مركز انزكان، وكان مطلوبا منهم تدبير مصاريف الأكل والمبيت والتنقل في انتظار اجتياز المباراة. وأوضح وانو إن التأخير غير المبرر في الإعلان عن النتائج، وغياب التواصل مع الوزارة التي التزمت الصمت، يشجع على انتشار عدد من التأويلات والفرضيات، منها الإكراهات اللوجيستيكية في تكوين300 أستاذ في مركز لا تتجاوز طاقته الاستيعابية 150 أستاذا، ثم أيضا رضوخ الوزير إلى الضغوطات الممارسة عليه من قبل نقابة المفتشين التربويين.
يوسف الساكت