الجامعة الوطنية للتعليم -تاونات- تقاطع تطبيق مضامين بيداغوجيا الإدماج

[ابو ندى]

انعقدت يوم الأحد 4 دجنبر بمقر الاتحاد المغربي للشغل بفاس أشغال المجلس الإقليمي لتاونات حيث تم تدارس مجموعة من المستجدات على المستوى الوطني والإقليمي و تم رصد عدة اختلالات وتجاوزات خطيرة من طرف النيابة الإقليمية والتي سيتم توضيحها في بيان مستقل أما بالنسبة لتطبيق مضامين بيداغوجيا الإدماج فقد قرر أعضاء المجلس الإقليمي كنتيجة لمجموعة من الشكاوى التي تم التوصل بها من طرف المنخرطين مقاطعة تطبيق مقتضيات بيداغوجيا الإدماج وكذا كل ما يرتبط بها كالمذكرة 204 بناء على انتفاء الشروط الموضوعية التي تعرقل مسار التطبيق ومجمل الدفوعات والمبررات التي تقدم بها أعضاء المجلس الإقليمي تتلخص فيما يلي :
+ فشل توفير تكوين جيد ومناسب وملائم ويتوفر على الحد الأدنى من الوسائل والأدوات الكفيلة بترسيخ المفاهيم الأساسية لبيداغوجيا الإدماج لدى الشغيلة التعليمية
+ عدم استفادة جميع رجال التعليم من هذه التكوينات على علاتها في حين أن تطبيق هذه البيداغوجيا من المفترض أن يُنَزَّل إلى الميدان
+ هذا ما أفرز تخبط الوزارة وعدم جديتها في تأجيل أمر تنزيلها إلى الميدان للتطبيق
+ تخبط الوزارة في أمر الحسم في تغير البرامج والمقررات والكتب المدرسية لأن الكتب الحالية المعتمدة وببساطة تعرقل تطبيق مثل هذه البيداغوجيا .
+ استفراد الوزارة بالإصلاح دون إشراك باقي الفاعلين
+ استعجال الوزارة للأمور دونما أي تقويم أو تشخيص عميق للوضعية البيداغوجية بالمغرب
+ فشل التجربة بدول يقدمها روجيرس نموذجا يحتدى به كجيبوتي التي تحتل الصفوف الأخيرة في ترتيب البنك الدولي رغم تبنيها لنموذج بيداغوجيا الإدماج
+ ويمكن أن نضيف أن بيداغوجيا الإدماج جاءت كتصور لإدماج الأقليات أو أبناء المهاجرين مع وضعية التعليم الغربي، فهل المواطن المغربي مواطن من طينة أخرى تريد الوزارة الوصية أن تدمجه في نسيج مجتمع يتمثل في ذهنية القائمين على التعليم المغربي؟.
+ أن بيداغوجيا الإدماج بيداغوجيا الفقراء بامتياز وقد صدرت إلى المغرب وذلك تكريسا للتفاوت الطبقي
+ التناقضات بين بيداغوجيا الإدماج وبيداغوجيا الكفايات وهذا ما يفسر عدم تنزيل مقتضيات الأولى بالشكل الملائم فالكفايات تنتمي للمدرسة الأنجلوسكسونية ببعدها الفرداني والدعوة إلى التشخصن والمبادرة ،والإدماج الذي ينتمي للمدرسة الفرونكفونية ببعدها الاجتماعي وهذا تناقض صارخ على مستوى النظري .
+ رصد ميزانيات ضخمة لإنجاح مثل هذه المشاريع دون الإفصاح عن الأرقام وهذا ما جعل العملية تمر في سراديب التعتيم وعدم الشفافية للهروب من المحاسبة .
+ عدم اتضاح رؤية ما يسمى بالإصلاح وتنزيل مضامينه بشكل متدرج ومرتجل دون مراعاة الشروط الموضوعية لذلك واختزال أسباب الفشل في مقاومة رجل التعليم .
+ إصدار كراسات ودلائل لا تمت بصلة إلى أدبيات بيداغوجيا الإدماج .
+ عدم إصدار دفاتر التنقيط حسب مقتضيات المذكرة 204 والاكتفاء بمطالبة الهيئة التعليمية بتطبيقها بدون توفير شروطها وبغض النظر عن التعقيدات المصاحبة لآليات التنفيذ والتي ننظر إليها باستغراب تام حيث أن من المفترض تبسيط آليات التنفيذ لا تعقيدها وكأن مشاكل التعليم ستحل بهذه الإجراءات .
وبناء على ما سبق وغيره قرر أعضاء المجلس الإقليمي وبالإجماع ما يلي :
* مقاطعة تطبيق مضامين بيداغوجيا الإدماج إلى حين توفر الشروط الموضوعية لذلك .
* مقاطعة مضامين المذكرة 204 وما يدور في فلكها من مذكرات نيابية ووزارية وأكاديمية .
* مطالبة نساء ورجال التعليم رص الصفوف وتوحيدها لمنع أي مساس أو أي تجاوز من أي جهة صدر والتصدي له في حينه لكي تضل هيئة التدريس دائما وأبدا منارة تضيء طريق المجتمع
* مطالبة الوزارة الوصية الكشف عن حقيقة ما وصلت إليه التجربة في المناطق التي تم تطبيق هذه البيداغوجيا فيها في السنوات الماضية .
* مطالبة الوزارة الوصية الكشف عن الميزانيات الضخمة التي تم صرفها ومجالات صرفها وبالأرقام حتى يتسنى للرأي العام الوطني الاطلاع على ذلك ومحاسبة المفسدين .
* مطالبة الوزارة الوصية مراجعة آليات التنفيذ وكذا اختيار طاقم المتابعة والتتبع اعتبارا للكفاءة لا شيء آخر
* إدانة بعض السلوكات التي يقوم بها بعض المحسوبين على هيئة التأطير والتفتيش أثناء قيامهم بزيارات ميدانية لتتبع تطبيق بيداغوجيا الإدماج حين علمهم بموقف مناضلينا مقاطعة الإدماج وهذه السلوكات تعود إلى أزمنة غابرة حيث كان من المفترض التعاطي مع هذا الأمر باحترام المواقف لا الضغط على أصحابها حيث نسجل هنا التضامن الذي تسجله هيئة التدريس في كل مناسبة في إطار مساندتها لنضالات هيأتي التفتيش والإدارة التربوية .
* ونؤكد على أن هذه المضايقات والاستفزازات لن تثنينا على المضي قدما نحو تطبيق هذه المقاطعة إلى حين توفر الشروط الكفيلة لذلك .
* حرصنا التام على جعل مصلحة التلميذ فوق كل اعتبار هو ما جعلنا نتصدى لهذا التخبط والذي من شأنه القضاء على البقية المتبقية للمدرسة العمومية .
* رفضنا الصريح لجعل مدارسنا مختبرات لتجارب الآخرين ونشدد على عدم تعريض إنسانية المغربي لأية إهانة
* مطالبة الوزارة إن كانت جادة في مسألة الإصلاح التعامل مع القضية بما تقتضيه من توفير شروط النجاح والتشديد على جعل هيئة التدريس في قلب منظومة الإصلاح وعدم تجاوزها .
* الاهتمام بالوثائق الرسمية وجعلها أساس التكوينات ، حتى لا تخضع هذه الأخيرة لأهواء بعض المكونين والذين لديهم في الغالب تصورات خاصة ، قد تكون خاطئة .
* الاهتمام بالمدرسة المغربية من خلال خلق قاعات وأجنحة متخصصة تبعا لتخصص المواد الدراسية ، وتجهيز المختبرات ببعض الوسائل الحديثة .
* تحديث المناهج التعليمية المغربية ، بالاعتماد على الأطر المناسبة التي تتوفر على الكفاءات العلمية ، خصوصا وأن المناهج المعتمدة في التعليم المغربي مضطربة وتحمل عددا من الأخطاء .
* توفير بنك وضعيات إدماجية ، تمكن الأساتذة من تغطية المقرر، مع ملاءمة هذه الأخيرة للبرامج الدراسية وجعلها تنصب على المناهج والمعارف وملاءمتها مع الزمن المدرسي وتناسب مستوى التلاميذ ؛
وإننا نؤكد أن نجاح بيداغوجيا الإدماج ، رهين بـ :
+ تظافر الجهود كل من موقعه ومسؤولياته .
+ إعادة الاعتبار للمدرسة المغربية ، وتأهيلها كي تلعب الدور المنوط بها في تأطير وتكوين الأجيال .
+ تحفيز الأستاذ ماديا ومعنويا ، ليطلع بالدور المنوط إليه على أحسن وجه، انطلاقا من غيرته على هذا الوطن وأبنائه .

عاش الاتحاد المغربي للشغل
عاشت الجامعة الوطنية للتعليم
المكتب الإقليمي