بنك معلومات مادة التربية الإسلامية - الصفحة 5 - منتديات دفاتر التربوية التعليمية المغربية
تسجيل جديد
أبرز العناوين



أدوات الموضوع

حسام الدين
:: دفاتري بارز ::

الصورة الرمزية حسام الدين

تاريخ التسجيل: 17 - 1 - 2009
السكن: بركان
المشاركات: 149

حسام الدين غير متواجد حالياً

نشاط [ حسام الدين ]
معدل تقييم المستوى: 199
افتراضي
قديم 21-02-2009, 17:07 المشاركة 21   

مشكوور أخي سأكون عند حسن ظنك


elsamiha
:: دفاتري جديد ::

تاريخ التسجيل: 19 - 1 - 2009
المشاركات: 30

elsamiha غير متواجد حالياً

نشاط [ elsamiha ]
معدل تقييم المستوى: 0
افتراضي
قديم 28-02-2009, 17:09 المشاركة 22   

السلام عليكم اريد مساعدة جزاكم الله خيرا
جدول احصائي يبرز الفرق بين صلاة الفرد و صلاة الجماعة في الاجر و التواب
و جزاكم الله خيرا


حسام الدين
:: دفاتري بارز ::

الصورة الرمزية حسام الدين

تاريخ التسجيل: 17 - 1 - 2009
السكن: بركان
المشاركات: 149

حسام الدين غير متواجد حالياً

نشاط [ حسام الدين ]
معدل تقييم المستوى: 199
افتراضي أخي الموضوع على شكل محاضرة +به أسئلة و جواب لكل سؤال هدا ادا أردت التألق داخل الفصل
قديم 02-03-2009, 12:37 المشاركة 23   

الدرس الثالث: باب فضل صلاة الجماعة ووجوبها
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، أشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله -صلى الله عليه وسلم.
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُم مُّسْلِمُونَ [آل عمران: 1021] ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا [النساء: 1].
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا [الأحزاب: 70، 71].
أما بعد فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، ثم أما بعد.
نكمل -بإذن الله تعالى- في كتاب الصلاة كتاب "عمدة الأحكام" للشيخ عبد الواحد المقدسي -عليه رحمة الله تعالى- وهذا الباب هو باب "فضل صلاة الجماعة ووجوبها".
قال المصنف -رحمه الله تعالى- (باب فضل صلاة الجماعة ووجوبها، عن عبد الله بن عمر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم– قال: (صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة).
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم –: (صلاة الرجل في الجماعة تضعف على صلاته في بيته وفي سوقه خمسًا وعشرين ضعف، وذلك أنه إذا توضأ فأحسن الوضوء ثم خرج إلى المسجد لا يخرجه إلا الصلاة لم يخط خُطوة إلا رفعت له بها درجة، وحط بها عنه خطيئة، فإذا صلى لم تزل الملائكة تصلي عليه ما دام في مصلاه، اللهم صل عليه اللهم اغفر له اللهم ارحمه، ولا يزال في صلاة ما انتظر الصلاة)) .
موضوع الحديث الأول والثاني في الباب:
هو الترغيب في صلاة الجماعة وبيان فضلها، فذكر حديث عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة، ثم ذكر الحديث الذي يليه حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- وبين أن صلاة الجماعة تضعف على صلاته في بيته وفي سوقه خمسًا وعشرين ضعفًا.
نجد أن الحديث الأول قال: صلاة الجماعة أفضل، ولم يخصها بمكان، فسواء كانت في المسجد أو سواء كانت في أي موضع فهي أفضل، فالحديث الأول عام ولم يخص مكان دون مكان، والحديث الثاني خصها بالمسجد.
الكلام على الحديث من وجوه:
الوجه الأول: العدد الذي تنعقد به الجماعة.
معلوم أن الجماعة في اللغة أقلها ثلاثة لكن الشرع جعل جماعة الصلاة اثنين، وردت عدة أحاديث (اثنان فما فوقهما جماعة) لكن هذه الأحاديث ضعيفة، لكن فهم ذلك من أحاديث أخر واتفاق الأئمة على ذلك، وبوب البخاري -رحمه الله تعالى- في صحيحه "باب اثنان فما فوقهما جماعة" وذكر تحت هذه الترجمة حديث مالك بن الحويرث -رضي الله عنه- قال: (أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- رجلان يريدان السفر فقال -عليه الصلاة والسلام- إذا أنتما خرجتما فأذنا وأقيما وليؤمكما أكبركما) هذا لينال فضل الجماعة.
و أيضًا يبين ذلك ما أخرجه الإمام أحمد والترمذي من حديث أبي سعيد وحسنه الترمذي: (أن النبي -صلى الله عليه وسلم- بعد ما انتهى من صلاة - وفي بعض الروايات صلاة الفجر- جاء رجل تأخر عن الصلاة فدخل يصلي فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-:ألا رجل يتصدق على هذا) أي يصلي معه؛ لينال ثواب الجماعة.
فاثنان فما فوقهما جماعة، وليس معنى ذلك أننا نلغي المثنى، فالمثنى لغة موجود، وذكر في القرآن وفي السنة لكن الشرع جعل الاثنين جماعة فضلًا من الله -تبارك وتعالى- حتى إن لم يوجد إلا اثنان، وصلوا فيحصلوا على أجر الجماعة.
هذا الذي يستفاد أولا من الحديث.
ثانيا: اختلاف الأحاديث في التفضيل وسبب ذلك:
نجد أن الحديث الأول حديث ابن عمر -رضي الله عنهما-: (صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة).
الحديث الثاني: حديث أبي هريرة: (أنها تفضل بخمسة وعشرين درجة) سبع وعشرين وخمس وعشرين، وورد في صحيح مسلم: (صلاة الجماعة تفضل على صلاة الفذ ببضع وعشرين درجة).
وورد أيضًا في السنن: (أنها تفضل على صلاة الفذ بأربع وعشرين أو خمس وعشرين) على الشك، فكأن الأحاديث تئول في جملتها أو تجتم الروايات على الخمس والعشرين والسبع والعشرين؛ لأن بضع وعشرين هي تدخل فيها الخمس، وتدخل فيها السبع والأربعة والعشرين والخمسة والعشرين على الشك فرويت من غير شك فآلت الروايات كلها إلى الخمس وعشرين أوالسبع وعشرين.
ما وجه الجمع؟ يعني هل الدرجات التي بينها النبي -صلى الله عليه وسلم- : (صلاة الجماعة تفضل على صلاة الفذ بسبع وعشرين، بخمس وعشرين) ما سبب التفضيل؟.
قال العلماء: إن سبب التفضيل لاختلاف الجماعات.. جماعة صغيرة.. جماعة كبيرة، أو جماعة يعني تقيم السنن أكثر من جماعة أخرى، ففضل هذه الجماعة أكثر من فضل الجماعة الأخرى.
وقيل أيضًا: هذا الاختلاف في التفضيل لاختلاف الصلوات، فهناك صلاة أفضل من صلاة، وهذا التفضيل مرجعه إلى الشرع، فالله -تبارك وتعالى- يعني قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل) كما في صحيح مسلم، (ومن صلى الفجر في جماعة فكأنما قام الليل).
فبين لنا فضل العشاء والفجر عن غيرها من الصلوات.
وكذلك قال في الحديث التالي: (إن صلاة العشاء والفجر أثقل الصلاة على المنافقين، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوًا).
وأيضًا صلاة العصر: (من ترك صلاة العصر حبط عمله) وأيضًا (يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار فيسألهم ربهم -عز وجل- وهو أعلم بهم، كيف تركتم عبادي؟ قالوا: تركناهم وهم يصلون وأتيناهم وهم يصلون) وذلك في صلاة الفجر وصلاة العصر.
إذن بعض الصلوات أفضل من بعض، وهذا التفضيل مرجعه إلى الشرع أو قالوا الصلاة التي يجهر فيها بالقراءة ثوابها أكبر من الصلاة التي لا يجهر فيها بالقراء.
على كل فما عظم فضله عظم أجره، يعني: كلما كان الفضل أكثر كلما كان الأجر أكثر.
أيضًا قالوا: إن اختلاف الفضل في الصلوات يرجع إلى اختلاف الأماكن، فجماعة البيت أقل من جماعة المسجد، وجماعة المسجد أفضل، فيكون الفضل فيها أكثر.
وقالوا أيضًا: إن الاختلاف في الفضل بين الصلوات يرجع إلى فضائل الأعمال في الصلاة، فمثلا من أدرك الصف الأول، ليس كمن لم يدرك الصف الأول من أدرك يمين الصف ليس كمن أدرك شمال الصف: (إن الملائكة يصلون على ميامن الصفوف) ( لو يعلمون ما في النداء والصف الأول، ولم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا عليه).
فبين أن هناك أعمال في الصلاة تجعل الثواب فيها أعلى من غيرها يعني أن هذا التفضيل يرجع إلى فضائل الأعمال في الصلاة.
هذا للجمع بين الرويات؛ لأن الأحاديث صحيحة (وأن صلاة الفذ أو أن صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذ بخمس وعشرين وبسبع وعشرين) والحديثان في الصحيحين، ولا بد من الجمع بين الأحاديث.
أيضًا نتكلم ثالثا عن حكم صلاة الفذ أو الفرد لغير عذر، يعني لو صلى المرء وحده من غير عذر، ما حكم الصلاة؟ ما حكم صلاة المرء؟.
هنا الحديث يقول صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة، ولا بد أن يكون المفضول صحيحًا؛ لأن ما لا يصح لا فائدة فيه فهذا يدل على صحة صلاة الفذ.
لكن هل يأثم بذلك أم لا؟ هذه مسألة أخرى، لكن الصلاة صحيحة، وكما نعلم من أقوال العلماء، لا علاقة بين الصحة والبطلان والحل والحرمة، فقد نقول: إن هذا العلم صحيح لكن فاعله آثم، مثلًا في الوضوء مس النساء الأجنبيات يحرم، فإذا مس الرجل امرأته حلال، إذا مس أجنبية حرام.
من نواقض الوضوء إذا قلنا إن مس النساء ناقض فلا فرق بين أنه مس امرأته أو مس غيره، لو قلنا إن مس النساء لشهوة غير ناقض للوضوء، وهذا قول طائفة من أهل العلم، فلو فرض أن رجلًا مس امرأة أجنبية بشهوة، فهل ينتقض وضوءه لا ينتقض وضوؤه على قول من قال إن المس غير ناقض، لكن يأثم؟ يأثم بذلك، إن مس امرأته لا ينتقض وضوؤه ولا يأثم.
إذن لا علاقة ولا ارتباط بين الإثم وعدمه، والصحة والبطلان، فالعمل صحيح وقد يأثم العبد وقد لا يأثم فلا ارتباط بينهما.
كذلك نقول: إن الصلاة صحيحة لكن لا علاقة بينها بأننا نقول أنه آثم أو غير آثم هذا موضوع آخر.
فهذا التفضيل أو المفضول لا بد وأن يكون صحيحً، وإلا ما لا يصح فهو باطل ولا فائدة فيه.
رابعًا: معنى الدرجات في الحديث: (صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة ) ما قدر الدرجة؟ هل الدرجة تساوي صلاة؟ تساوي صلاتان؟ تساوي أكثر؟ تساوي أقل؟ وفيه حديث خمسة وعشرين جزءًا.
وهنا هذه تضاعف يعني صلاة الرجل في الجماعة تضاعف على صلاته في بيته وفي سوقه خمسًا وعشرين ضعفًا، فالضعف هنا لا بد أن تكون الصلوات مضاعفة، ورواية مسلم صريحة: (صلاة الجماعة تعدل خمسًا وعشرين من صلاة الفذ) فكأنه صلى خمس وعشرين صلاة.
أيضًا في الحديث معنى في مصلاه في حديث أبي هريرة: (فإذا صلى لم تزل الملائكة تصلي عليه ما دام في مصلاه) يعني: إذا دخل المسجد المصلى وصلى ركعتبن وجلس فالملائكة تصلي عليه، وهو في مصلاه.
إذا قام من هذا المكان بعدما صلى، وقعد في غيره هل الفضل مستمر أم أنه ينقطع، لأنه ترك مصلاه؟ ظاهر النص يقول: فإذا صلى لم تزل الملائكة تصلي عليه ما دام في مصلاه، لكن ليس ذلك مرادًا على وجه التعيين، أنه لو ترك مصلاه انقطع الأجر، لكن هذا خرج مخرج الغالب، فلو هو صلى في بقعة ثم بعد ذلك قام منها إلى بقعة أخرى في المسجد على نية الصلاة فكذلك الأجر مستمر معه.
فهذا خرج مخرج الغالب، أي أنه إذا صلى ولم يزل في مصلاه ولا يضر إذا انتقل من مكان إلى مكان طالما أنه على نية الصلاة.
أيضًا سادسًا: في الحديث قال: (ولا يزال في صلاة ما انتظر الصلاة) يعني: هو وهو منتظر الصلاة، فهو في صلاة بنص كلام رسول الله - صلى الله عليه وسلم – : (ولا يزال في صلاة ما انتظر الصلاة).
قال بعضهم يكره إذا سئل المرء في ذلك الوقت هل صليتم أم لا؟ فيقول ما صلينا والرسول -صلى الله عليه وسلم- يقول: (هو في صلاة) وإبراهيم النخعي -رحمه الله تعالى- على وجه التحديد هو الذي كره أن يسأل المرء هل صليت أم لا فيقول ما صلينا، رد عليه طائفة من أهل العلم في الحديث الذي ذكرنا قبل ذلك في الصحيحين (لما عمر -رضي الله عنه- جاء غاضبًا إلى الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال والله يا رسول الله ما كدت أصلي العصر حتى كادت الشمس أن تغرب) فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- ماذا قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- هذا حديث أخذناه قبل ذلك ماذا قال الرسول له؟.
النبي -صلى الله عليه وسلم- قال أنه لم يصله
النص الذي قاله النبي -صلى الله عليه وسلم- أريده؟.
قال: والله ما صليتها
نعم "والله ما صليتها" فقال هذا الرسول قال: (والله ما صليتها) قالوا هذا موضع فيجوز للمرء يقول صليت أم لا؟ تقول ما صليتها.
ولكن لو نظرت إذا كان المرء في المسجد وهو منتظر الصلاة هذا يختلف عن الحالة التي انشغل فيها عن الصلاة فلا تعارض تغاير الأمران فتغاير الحكم نتيجة لذلك لكن هذا تجده لا بأس أن يقول الإنسان ما صلينا.
لكن هذا لاحظ العلماء من باب عدم مخالفة ظاهر قول الرسول -صلى الله عليه وسلم- حتى وإن كان هذا الأمر ليس فيه شيء لكن من باب المحافظة على عدم مخالفة ظاهر قول النبي -صلى الله عليه وسلم- هذا من إجلال قول رسولنا -صلوات الله وسلامه عليه- فلا يقول ما صلين، مع أن الأمر قد يجد المرء ليس في شيء وأنت ما صليت حقيقة لكن النص قال أنك إذا انتظرت الصلاة فأنت في صلاة، فقل قولًا آخر غير ما صلينا نحن ننتظر الصلاة ما أتى الإمام أو غير ذلك من الأقوال التي تخرج فيها أن تقول ما صلينا.
سابعًا: تعليل الحكم قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إن صلاة الجماعة تفضل على صلاة الفذ بخمس وعشرين بسبع وعشرين).
في الحديث علل الأفضلية قال -عليه الصلاة والسلام-: (أن صلاة الرجل في الجماعة تضعف على صلاته في بيته وفي سوقه خمسًا وعشرين ضعفًا وذلك أنه ) وذلك أنه هذا التعليل، تعليل للحكم لم الصلاة تضاعفت؟ قال (إذا توضأ فأحسن الوضوء) إذن توضأ في بيته إذن الوضوء في بيته، ثم خرج إلى المسجد، توضأ فأحسن الوضوء أيضًا توضأ في بيته وأحسن وضوءه.
إذن الوضوء إحسان الوضوء ثم خرج إلى المسجد لا يخرجه إلا الصلاة ولم يخط خطوة إلا رفعت له بها درجة إذن هنا يمشي إذن ذهب إلى المسجد ماشيا فمشى إلى الصلاة هذا سببٌ لرفع الدرجات، ثم بعد ذلك صلى وجلس في المسجد والملائكة تصلي عليه ما دام في مصلاه، فبين النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- أن سبب التفضيل هذه الأمور، أنه توضأ في بيته، وأحسن الوضوء، وذهب ماشيًا إلى المسجد ثم جلس في مصلاه ينتظر الصلاة.
هل هذا الفضل فضل الجماعة يحصل للمعذور؟ يعني: إذا كان الإنسان معذور مريض أو مسافر أو انشغل بعذر منعه من الصلاة هل يحصل هذا الفضل أم لا؟.
إذا كان من شأنه أنه يحافظ على صلاة الجماعة في الأوقات التي لا يكون معذور فيها فهو يحصل ثوابها وهذا فضل. أما إذا كان من شأنه أنه يضيع صلاة الجماعة فلا يحصل له هذا الفضل.
نعم هذا صحيح، وحديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إذا مرض العبد أو سافر كتب له ما كان يعمل مقيما صحيحًا) حديث صحيح إذا مرض العبد (إذا مرض العبد أو سافر كُتب له ما كان يعمل مقيما صحيحًا) فلو كان المرء محافظًا على صلاة الجماعة في حال صحته، وفي حال إقامته، فإذا سافر وكان هنا عذر من عدم الصلاة في الجماعة فإن الله عز وجل يكتب له أجره، (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرء ما نوى). أما إن كان مقصراً ما يصلي في جماعة أصلاً هذا إذا مرض أو سافر لا يكتب لأن هذا ما تعود على أنه يصلي الجماعة وهو مريض لكنه نيته أنه يصلي الجماعة لو تمكن من ذلك فهذا يكتب له الأجر بل أن الإنسان إذا كان محافظا على الجماعة وتأخير لعذر ما وأتى الجماعة متأخيرا وجد أن الناس صلوا فإنه أيضاً يؤجر بثواب الجماعة (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرء ما نوى) هو صحيح ليس مدركاً للجماعة لأن الجماعة تدرك بالركوع يعني يدرك الركوع الأخير في الركعة يدرك الركوع أو يدرك جزء على خلاف بين الناس في ذلك أنه يدرك جزء من الصلاة أو يدرك ركوع الركعة الأخيرة فصار مدركا للجماعة بإدراك الركوع في الركعة الأخيرة صار مدركا لها لكن لو دخل ولم يدرك الركوع بل ولم يدرك الركوع بل ولم يدرك الصلاة فهل يثاب بأجر الجماعة؟ يثاب أيضاً بنيته (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرء ما نوى).
هل تشرع الجماعة الثانية في المسجد أم لا؟.
أيضًا إذا دخل الإنسان المسجد فوجد أن الناس صلوا ومعه آخر هل يصلي جماعة؟ أم لا يصلي جماعة؟ يعني العنوان هل تشرع الجماعة الثانية في المسجد أم لا هناك عدة آثار عن الصحابة عن ابن مسعود وعن غيره آثار صحيحة «أنهم إذا تخلفوا عن الجماعة لعذر رجعوا إلى بيوتهم وصلوا جماعة ولا يصلوها في المسجد» هذا من باب سد الذريعة حتى لا يظن بالجماعة الأولى، شرا ًأو لا يظن بإمام الجماعة شرًا، فلا تعاد الجماعة في المسجد.
وقد نص الشافعي -رحمه الله تعالى- في "الأم" على ذلك، وهذا مذهبه أن الجماعة الثانية لا تشرع في المسجد.
جماهير أهل العلم على جوازه، واستدلوا على ذلك بحديث أبي سعيد الذي ذكرناه ورواه الترمذي وأحمد الرجل الذي جاء متأخرًا عن الصلاة، وقال: (من يتصدق عليه من يتصدق على هذا) قال البعض هذا متصدق وهذا متصدق عليه، يعني واحد منهم يصلي نافلة والثاني فرض، فهل إذا جاء اثنان لم يصليا فلا يتقدم أحدهما فيصلي بالآخر، هذا من باب أولى، هذا دليل الجمهور على جواز الجماعة الثانية في المسجد.
لو فرض أن المسجد الذي بجوار بيتك فيه بدع، والإمام مبتدع، فهل تذهب وتشارك القوم في صلاة الجماعة أو تصلي وحدك؟.
بل يذهب ويصلي مع الجماعة.
بل يذهب ويصلي مع الجماعة، هذا صحيح، إن لم يجد سبيل أن يصلي في مسجد يقيم السنة ولو بعيدًا فالأولى أن يذهب إليه، إلا لو كان وجوده في هذا المسجد سيغير البدعة، فيكون وجوده في هذا المسجد أولى من ذهابه إلى مسجد بعيد، وكأنه يقيم السنة؛ لأن وجوده في هذا المكان سيغير البدعة الموجودة فيبقى فالمصلحة هنا أن يبقى.
لكن كان لا يغير البدع ولا يستطيع تغيير بدع في المكان فيذهب إلى المسجد الذي يقام فيه السنة إن لم يوجد في المنطقة مسجد تقام فيه السنة، وليس إلا مساجد فيها بدع، فهل يشارك المبتدعة والعصاة في صلاة الجماعة؟.
أو أنه يترك الجماعة لبدعتهم وعصيانهم، يشاركهم في ذلك، وإن تركهم لأجل بدعتهم فهو المبتدع، وهذا فعل عامة السلف أنهم كانوا يشاركون العصاة وكانوا يشاركون المبتدعين في الصلاة، فالصلاة خير ما يفعل المرء فلا تترك من أجل بدعة مبتدع.

أيضًا جماعة النساء، مشروعية جماعة النساء صلاة المرأة في بيتها أفضل من أنها تصلي في المساجد، لنص حديث الرسول -صلى الله عليه وسلم- حديث أم حميد: (أن صلاة المرأة في بيتها خير من صلاتها في مسجدي هذا ومعلوم فرض الصلاة في مسجد الرسول -صلى الله عليه وسلم- عن غيرها من المساجد فصلاتها في بيتها خير لها من صلاتها في مسجد الرسول -صلى الله عليه وسلم- ولهذا الأمر تفصيل -إن شاء الله تعالى- سيأتي في الأحاديث التالية.
قال المصنف -رحمه الله تعالى- (عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (أثقل الصلوات على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوً، ولقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام ثم آمر رجلًا فيصلي بالناس، ثم أنطلق في رجال معهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم بالنار))
موضوع هذا الحديث: كما هو واضح الترهيبت من ترك صلاة الجماعة.
نتكلم عن الحديث من وجوه:
أولًا: معنى (ولو حبوًا) (ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوًا ) ما في صلاة العشاء والفجر، حبوًا يعني زحفًا يعني أن يمشي على يديه وركبتيه كما يحبو الطفل يمشي على يديه وركبتبه لو يعلمون ما فيهما من الخير لأتوهما ولو زحفًا.
ثانيًا: أثقل الصلوات على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر، لم هاتان الصلاتان هما أثقل الصلوات على المنافقين؟.
لقوة الداعي إلى ترك الحضور، أما في العشاء أتى من عمله متعبً، واجتمع بالأهل وظلمة الليل كل هذه دواعي تمنعه من الحضور، في الفجر لذة النوم تمنعه من الاستيقاظ والذهاب، لكن المؤمن يعلم أن الأجر على قدر المشقة، كما قال -عليه الصلاة والسلام-: (حفت النار بالشهوات وحفت الجنة بالمكاره).
فهذه أشياء الإنسان يتغلب على نفسه بها التماسًا للأجر، وأثقل الصلوات على المنافقين لقوة الداعي لترك الحضور في العشاء والفجر بالذات، لذلك حفز النبي -صلى الله عليه وسلم- ورغب في المحافظة على صلاة العشاء وصلاة الفجر بالذات (من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصفل الليل، ومن صلى الفجر في جماعة فكأنما قال الليل) وإلى غير ذلك (لو يعلمون ما في العتمة والصبح لأتوهما ولو حبوًا).
أيضًا الموضوع الثالث أو الوجه الثالث الذي نتكلم عليه في الحديث: حكم صلاة الجماعة للرجال، الظاهر من الحديث أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- يقول: (ولقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام ثم آمر رجلًا فيصلي بالناس، ثم أنطلق في رجال معهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة فأحرِّق عليهم بيوتهم بالنار) هذا لا يكون إلا لترك واجب.
صلاة الجماعة: من العلماء من قال: هي واجبة، ومنهم من قال: هي فرض كفاية، ومنهم من قال: هي سنة مؤكدة.
قول المالكية والحنفية إنها سنة مؤكدة، قول الشافعي إنها فرض على الكفاية، قول الإمام أحمد وعامة أهل الحديث إن صلاة الجماعة فرض عين.
الذين قالوا بوجوب صلاة الجماعة استدلوا بكتاب وسنة استدلوا بقول الله تعالى: ﴿ وَأَقِيمُوا الصَّلاَةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ [البقرة: 43]، وهنا مطلق الأمر يقتضي الوجوب ﴿ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ ﴾ الأصل في الأمر هو الركوع، فأمرنا الله تعالى أن نركع مع الراكعين.
وأيضًا أمر بالجماعة في القتال مع شدة الخوف: ﴿ وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاَةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِّنْهُم مَّعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِن وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ [النساء: 102]، فأمر ربنا جل وعلا بصلاة الجماعة في القتال في الخوف، فهذا إذا كان ذلك في الخوف وفي حال القتال مع أنهم يتركون بعض الأركان وبعض الشروط للمحافظة على الجماعة وكان يمكن أن ينتظروا إلى الأمن ويؤدوا الصلاة بشروطها وأركانه، ولكن الله جل وعلا أمرهم بالجماعة في هذا الموضع فالأمر بها في حال الأمن من باب أولى.
أيضًا الحديث الذي بين أيدينا أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- هم أن يحرق بيوت القوم الذين تركوا صلاة الجماعة وهم قادرون على أن يأتوا.
أجيب على هذا الحديث أو اعترض على الاستدلال من هذا الحديث أن ذلك في المنافقين؛ لأن الرسول -عليه الصلاة والسلام- قال: (أثقل الصلوات على المنافقين ) فالكلام كله متعلق بالمنافقين، فهذا العقاب الذي هم النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يفعله من أجل نفاق هؤلاء.
لكن رد على ذلك بأن في الحديث ما يبين السبب الذي من أجله هم بذلك قال إنه: (أنطلق في رجال معهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة) فعلل السبب الذي من أجله هم بتحريق بيوت هؤلاء وهو أنهم لا يشهدون الصلاة.
أيضًا قيل: إنه هم ولم يفعل، ودل على عدم الوجوب، لو كان واجبًا لفعل هم ولم يفعل كما بين في أحاديث أخر لولا وجود النساء والذرية في البيت، الذي منعه أنه وجود النساء والذرية في البيت منعه من ذلك.
قيل أيضًا: إن المراد صلاة الجمعة المراد صلاة الجمعة والحديث يرد لأن الرسول -صلى الله عليه وسلم-يقول: (أثقل الصلوات على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر) فنص على صلاة العشاء والفجر.
قيل أيضًا: أنه -عليه الصلاة والسلام- ترك الصلاة مع القوم، يعني قال: (هممت أن آمر رجلًا يؤم الناس ويذهب فلو كانت واجبة ما تركها ) يجوز أن يترك الواجب لما هو أوجب منه، يعني إذا تعارضت الواجبات قدم أوجبهما.
أيضًا مما استدل به أهل الحديث، وممن قالوا بوجوب صلاة الجماعة على الأعيان حديث أبي هريرة في صحيح مسلم: (أن رجلا ًأعمى أتى إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- يستأذنه أن يصلي في بيته) لأن ليس له قائد يلائمه يعني لا يتفق في كل وقت أن يجد القائد من أجل أن ينطلق معه إلى المسجد وقال: إن المدينة كثيرة الهوام والسباع والطرق غير ممهدة فيأذن له الرسول -صلى الله عليه وسلم- حتى يصلي في بيته فأذن له أو رخص له، ثم بعد أن ولى دعاه قال: هل تسمع النداء؟ قال: نعم قال: فأجب.


قال فأجب فإذا كان معه قائد، وهو يسمع النداء وجب عليه أن يلبي وهو أعمى طبعًا لم يكن معه قائد فله عذره لكن إن كان معه القائد وهو أعمى وجبت عليه أيضًا الصلاة فهذا مما استدل به القائلون بوجوب صلاة الجماعة على الأعيان.
أيضًا حديث مالك بن الحويرث في صحيح البخاري: (إذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم أحدكم وليؤمكم أكبركم) وأمر(إذا حضرت الصلاة) يعني صلوا جماعة.
حديث ابن مسعود في صحيح مسلم قال: (من سره أن يلقى الله غدًا مسلما فليحافظ على هذه الصلوات حيث ينادى بهن، فإن الله شرع لنبيه سنن الهدى، وأن هذه الصلوات الخمس في المساجد اللاتي ينادى بهن فيها من سنن الهدى، ولو أنكم صليتم في بيوتكم كما يصلي هذا المتخلف لتركتم سنة نبيكم ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم).
ثم يقول: (ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق) ثم يقول: (ولقد كان يؤتى بالرجل يهادى بين الرجلين -يعني الرجل الكبير يسند على رجلين- حتى يقام في الصف) أيضًا هذا يدل على وجوب صلاة الجماعة.
أجاب القائلون بعدم الوجوب؛ لأنه ليس من العدل أن تذكر أدلة المجيزين وتترك أدلة الذين لم يقولوا بعدم الوجوب.
قالوا: إن التفضيل في الأحاديث التي ذكرناها صلاة الجماعة تفضل على صلاة الفذ ببضع وعشرين خمس وعشرين، إن هذا التفضيل يدل على اشتراكهما في أصل الفضل، أنها لها فضل والأخرى أفضل منها.
حملها القائلون بالوجوب على المعذور الذي يصلي في بيته فإذن صلاة الجماعة ستكون أفضل من صلاة الفرد المعذور بخمس وعشرين درجة.. بسبع وعشرين درجة، لماذا؟ للجمع بين هذا وبين الأحاديث الأخرى.
أيضًا حديث يزيد بن الأسود، ورواه الترمذي والنسائي وغيرهم، وهو حديث صحيح: (أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- في الحج في مسجد الخيف بعدما صلى وجد رجلين أتيا متأخرين فقال -عليه الصلاة والسلام-: يعني كانوا في آخر المسجد: علي بهما فأتي بهما ترعد فرائصهما) يعني خافا أن يكونا قد ارتكبوا جرم، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ما منعكما أن تصليا معنا؟ قالوا: صلينا في رحالنا) يعني في مكان الرحل أو مكان المقيمين فيه في منى، قال النبي -صلى الله عليه وسلم- : (إذا صليتما في رحالكم، ثم أتيتما مسجد قوم أو شهدتم الجماعة فصلوا معهم، فإنها لكم نافلة) أو كما قال -صلى الله عليه وسلم.
يقولون: إن الرجلين صلوا في رحالهما أو صليا في رحالهما ولم ينكر عليهم النبي -صلى الله عليه وسلم- بل قال: (إذا أتيتما مسجد جماعة فصليا معهم فإنها لكم نافلة) فدلّ على عدم وجوب الصلاة في الجماعة.
نقول: إنهما صليا في رحالهما فيحتمل أنهما صليا جماعة، طبعا طائفة من العلماء قالت: إن الجماعة هي الواجبة في المسجد أو في غير المسجد وهناك من أوجبوا الجماعة في المسجد للحديث التالي في الباب حديث أبي هريرة الذي ذكرناه، فصلوا جماعة.
وأيضًا يجاب بأن هذه حوادث أحوال أو يعني حادثة حال، يعني لعل الرجل كان هناك عذر تأخر عن صلاة الجماعة،وظن أن الجماعة صلوا فصلى مع أخيه في الرحل أو لغير ذلك من الأعذار فهذه قضايا أحوال لا ننزلها منزلة العموم من المقال، لماذا؟.
لأنها قد تكون لها أسباب وأسباب وأسباب، هذه قضايا أحوال، وبالتالي إذا نزل الدليل إلى مرتبة الاحتمال أو إذا دخل الدليل الاحتمال، فيسقط به الاستدلال، كما يقول العلماء على مقصدك أنك تقصد، أنك تستدل بذلك أن صلاة الجماعة ليست واجب، لكن هذا الدليل الذي تستدل به يدخله الاحتمال، وما دخل في الاحتمال يسقط به الاستدلال.
أيضًا حديث البخاري ومسلم حديث أبي موسى مرفوعًا من أدلتهم، وهو من أقوى أدلة القوم أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (أعظم الناس أجرًا في الصلاة أبعدهم فأبعدهم ممشى، والذي ينتظر الصلاة حتى يصليها مع الإمام، أعظم أجرًا من الذي يصليها ثم ينام) الحديث كما ذكرته متفق عليه، هذا يدل على أنه لا تثريب عليه وأنه ما ارتكب إثما.
فنقول: شأن الحديث أن صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ ببضع وعشرين درجة أو بخمس وعشرين درجة فعلى هذ، جمعا بين الأحاديث يحمل على المعذور أنه ترك الصلاة مع الإمام لعذر لمرض أو لسفر أو لغير ذلك من الأعذار التي تبيح له ترك الجماعة.
فثواب الذي انتظر له هذا الأجر، قد يعترض على هذا أن الذي امتنع لعذر فله أجر غير اامعذور، كما ذكرنا في الذي مرض أو سافر له كذلك.
لكن إذا كانت الأحاديث فيها التعارض حديث كما ذكرنا حاظر ومبيح، هذا يقول لا نستدل على عدم الوجوب بهذا ونستدل على الوجوب بهذا قدم الواجب على غيره من باب الخروج من العهدة بيقين، يعني هو هذا الحديث فيه شك يعني تكون صلاة الجماعة واجبة أو غير واجبة، وهناك أحاديث صريحة مثل: (لقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق).
والحديث الذي نحن بصدده حديث أبي هريرة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- هم بتحريق بيوت القوم الذين لا يشهدون صلاة الجماعة، فالأقرب في هذا اولله أعلم أن صلاة الجماعة واجبة على الأعيان، غير شرط يعني لو صلى وحده يأثم إن ترك الجماعة لغير عذر وصلاته صحيحة، ليست باطلة. قال البعض ببطلانه، قال ابن حزم ببطلانه، ورواية عن الإمام أحمد ببطلانها ومال أيضًا ابن تيمة -رحمه الله تعالى- إلى ذلك.


حكم صلاة الجماعة للنساء منفردات عن الرجال:
أيضًا نتكلم عن حكم صلاة الجماعة للنساء منفردات عن الرجال هذه رابع نقطة نتكلم فيها على الحديث صلاة الجماعة للنساء منفردات عن الرجال، لا تجب بالإجماع لا تجب الجماعة على النساء بالإجماع وتشرع لهن إجماعا أن يصلين جماعة عند الجمهور، ومنهم من قال إن صلاة الجماعة للنساء سنة أي مستحب ومنهم من قال مكروهة، ومنهم من قال مباحة.
الذين قالوا سنة استدلوا بحديث رواه أحمد والحاكم وأبوا داود وحسنه الشيخ ناصر -رحمه الله تعالى- أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أمر امرأة تسمى أم ورقة أن تأم أهل داره، وهذا يدل على مشروعية الجماعة لهن، ولما أمرها دل على أن هذا الأمر للاستحباب.
ومن قال: إنها مكروهة، قال إن هذا غير معهود في أمهات المؤمنين، وأن هذا من شعائر الإسلام والنساء لسن من ذلك، يعني استدل بالعموم: (خاب قوم ولو أمرهم امرأة) وجعل ذلك من الولاية فكره لها الإمامة أو كره لهن الجماعة.
القول الثالث: أنها مباحة، فإذا أبيح لها المسجد كما سيأتي في الحديث التالي وأنها تأتي وتصلي جماعة وأنها تأتي إلى المسجد مع أن الصلاة في بيتها أفضل لها، وأكثر خفاءً فيكون الجماعة في البيت أولى رغم أنها يجوز لها الجماعة في المسجد تكون الجماعة في بيتها أولى، وأيضًا لفعل عائشة وأم سلمة -رضي الله عنهما- كما روى الشافعي عن أم سلمة -رضي الله عنها- أنها أمت نساء فكانت في وسطهن، كانت تؤم النساء وتقف في وسطهن.
وكذلك عن عائشة طبعًا من قالوا إنها مكروهة لم يصح عندهم الأثر بذلك.
فالراجح والله أعلم الاستحباب استدلالًا بالعموم لأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال: (صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة) صلاة الجماعة عامة سواء كان لنساء أو للرجال، وأيضًا النساء شقائق الرجال، فما شرع للرجال يشرع للنساء ما لم يأت دليل يخص الرجال دون النساء.
قال المصنف -رحمه الله تعالى-: (عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (إذا استأذنت أحدكم امرأته إلى المسجد فلا يمنعها قال: فقال بلال والله لنمنعهن قال: فأقبل عليه عبد الله فسبه سبه سبًًا ما سمعته سبه مثله قط، وقال: أخبرك عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وتقول: والله لنمنعهن) وفي لفظ: (لا تمنعوا إماء الله مساجد الله) ).
الحديث الرابع في الباب وهو موضوع الحديث النهي عن منع النساء عن المساجد عند الاستئذان.
الكلام عن الحديث من وجوه أولًا:
يلزم من النهي عن منعهن إباحته لهن، لكن الفقهاء خصوه بشروط وحالات، يعني شروط الإذن لخروج المرأة إلى المسجد:
1- ألا يتطيبن وليخرجن تفلات أي غير متطيبات. (فأيما امرأة خرجت وهي متعطرة فهي زانية).
إذن يشترط إذا خرجت إلى المسجد ألا تكون متطيبة.
وأيضًا في حديث مسلم (إذا شهدت إحداكن المسجد فلا تمس طيبا) ويلحق بذلك الحلي والملابس التي فيها شهرة، فتمنع المرأة من أجل ذلك.
روى البخاري من حديث عائشة -رضي الله عنها- قالت: (لو أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – رأى ما أحدثه النساء من بعده لمنعهن المساجد، كما منعت بني إسرائيل).
أيضًا يستفاد من الحديث، وهو ثاني وجه نتكلم عليه: النهي عن معارضة الحديث بالرأي، انظر إلى فعل ابن عمر -رضي الله عنهما- مع ولده بلال، -هذا ولده- الذي قال: والله لنمنعهن، ويقول له: (إذا استأذنت أحدكم امرأته إلى المسجد فلا يمنعها) يذكر له قول الرسول -صلى الله عليه وسلم- ثم هو يقول: والله لنمنعهن، يعترض على كلام الرسول -صلى الله عليه وسلم- طبعا تغيظ عليه تغيظا شديدا وسبه سبا شديدا لم يسمع منه من قبل، لماذا؟ لأنه عارض السنة بعقله وبرأيه.
قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ [الحجرات: 1].
يا أيها الذين آمنوا لا تقترحوا بآرائكم وأهوائكم، وتقدموا ذلك على كتاب الله تعالى وعلى سنة رسوله -صلى الله عليه وسلم.
وأيضًا من قواعد أهل السنة: إذا صح النقل فلا تحيكم للعقل، لا تقل أن النساء يتخذن ذلك دغلا أو يتخذن ذلك وسلية للخروج أو لغير ذلك من الكلام، فإذا صح النقل لا تحكيم للعقل لم؟.
لأن النقل هو الشرع كتاب الله -عز وجل- وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- فكتاب الله ﴿ لاَ يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ [فصلت: 42].
والنبي -صلى الله عليه وسلم- لا ينطق عن الهوى: ﴿ إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى [النجم: 4] فالشرع لا يخطيء وهو تنزيل من حكيم حميد، فإذا كان عقلك لا يفهم نصً، ويرى أنه معارضًا لشيء في عقله فينبغي عليه أن يتهم عقله ولا يتهم النص، الأصل هو تقديم النص على العقل فإذا صح النقل فلا تحكيم للعقل عليه أن يقول: سمعنا وأطعنا.
يحضرني أن بعض السلف علم أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- (نهى أن يشرب المرء من فيء السقاء) من فم القربة، يعني يشرب من ماء لا يراه، فقال جلست فترة لا أدري ما السبب، وفي نفسي من الأمر شيء، حتى علمت أن بعض الناس شرب من فيء السقاء فمات، ففتحوا القربة وجدوا بها حية بثت السم فشرب الرجل فمات، قال فما عدت أسأل.
إذن عندما يكون الماء أمامك وأنت تشرب لو تغير لونه أو تغير شيء فيها رأيته، فالسنة أن ترى الماء وأنت تشربه لا تشربه وأنت لا تراه، فقال: ماعدت فإذا صح النقل فلا تحكيم للعقل، وأردفو هذه القاعدة بقاعدة أنه لا تعارض بين نقل صحيح وعقل صريح، يعني إذا كان التفكير الصحيح والعقل صريح والنقل صحيح لا يوجد تعارض: ﴿ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا [النساء: 82].
إذن لماذا يقول الناس فيه تعارض في الأحاديث، أين هذا التعارض والجمع بين الأحاديث المتعارضة والآيات المتعارضة أين يكون هذا التعارض؟.
كما قال الشاطبي -رحمه الله تعالى- أنه ليس هناك تعارض بين الكتاب والسنة وإنما التعارض يكون في فهم المجتهد.
لا تعارض بين الآيات بعضها وبعض ولا الأحاديث بعضها وبعض لكن التعارض أين في أفهام الناس، لكن لما ينظر بعقل سديد فلا تعارض: ﴿ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا ﴾.
وأيضًا من السنة ألا تجادل عن السنة، إذا أخبرت بالسنة فاسكت ولا تجادل عنها يكفيك أن تقول أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال، فهو لا ينطق عن الهوى واحد يقول لماذا ومن أجل ماذا؟ تقول له قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- كذا فمن السنة ألا تجادل عن السنة.
قال المصنف -رحمه الله تعالى- (عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: (صليت مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ركعتين قبل الظهر وركعتين بعد الظهر، وركعتين بعد الجمعة، وركعتين بعد المغرب وركعتين بعد العشاء ).
وفي لفظ: (فأما المغرب والعشاء والفجر والجمعة ففي بيته) وفي لفظ للبخاري: (أن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: حدثتني حفصة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يصلي سجدتين خفيفتين بعدما يطلع الفجر، وكانت ساعة لا أدخل على النبي -صلى الله عليه وسلم- فيها).
عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: (لم يكن النبي -صلى الله عليه وسلم- على شيء من النوافل أشد تعاهدًا منه على ركعتي الفجر) وفي لفظ لمسلم: (ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها) ).
المصنف -رحمه الله تعالى- يتكلم في هذين الحديثين عن السنن الرواتب قبل الفرائض وبعدها، بعدما تكلم عن المواقيت وتكلم عن صلاة الجماعة، يتكلم عن السنن الرواتب التي قبل الفرض وبعده، فذكر حديث ابن عمر -رضي الله عنهما-.
والكلام عن الحديث من وجوه:
أولًا: عدد السنن الرواتب.
في هذا الحديث ذكر عشرة يعني: ركعتين قبل الظهر، ركعتين بعد الظهر ركعتين بعد المغرب ركعتين بعد العشاء، وركعتي الفجر، وبهذا قال الشافعية والحنابلة أن السنن الرواتب عشر.
عند الأحناف أنها اثنا عشر ركعة، لحديث البخاري عن عائشة -رضي الله عنها-: (كان النبي -صلى الله عليه وسلم- لا يدع أربعًا قبل الظهر ) وفي حديث ابن عمر -رضي الله عنهما-: (كان يصلي ركعتين قبل الظهر) ابن عمر -رضي الله عنهما- كان يصلي ركعتين قبل الظهر وفي حديث عائشة: (أربع قبل الظهر) وقبل الظهر أربع أو اثنان، وأيضًا حديث بن عمر المتفق عليه: (حفظت عن النبي عشر ركعات) وهي السنن الرواتب التي ذكرناها.
مراتب السنن الرواتب: ليست في مرتبة واحدة فآكد هذه السنن ركعتي الفجر والوتر؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يواظب على سنة الفجر والوتر بخلاف غيرها من السنن.
أيضًا سنن غير راتبة كما ورد في مسند أحمد وسنن الترمذي أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ( رحم الله امرءً صلى قبل العصر أربعًا ) لكنها سنة غير راتبة.
وفي الصحيحين أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (صلوا قبل المغرب صلوا قبل المغرب، صلوا قبل المغرب ركعتين) أو (صلوا قبل المغرب ركعتين، صلوا قبل المغرب ركعتين ، صلوا قبل المغرب ركعتين قال في الثالثة لمن شاء) وبين الأذان والإقامة أيضًا ركعتان لمن شاء.
فعلى هذا عندنا سنن رواتب وسنن غير راتبة وفيه نوافل مطلقة، وسبيل معرفة ذلك كل حديث صحيح دل على هيئة أو عدد يعمل به، ولكن تختلف مراتب هذه الأحاديث.
أعلى المراتب ما دل النص على تأكده، إما بملازمة النبي -صلى الله عليه وسلم- له فعلًا كصلاة الليل وسنن الرواتب أو بكثرة فعله له صلوات الله وسلامه عليه، أو قوة دلالة اللفظ مثل صلاة الضحى مثلا أو الأحاديث يقوي بعضها بعض، وإذا كان هناك حديث ضعيف في فضل صلاة من الصلوات يعمل به بشروط كما قال العلماء:
1- أن يكون ليس معارضًا لحديث آخر.
2- أن يندرج تحت أصل من الأصول.
3- ألا يخالف قاعدة كلية من قواعد الدين، يعني ما معناه أنه مندرج تحت أصل من الأصول.
4- ألا يكون شديد الضعف.
5- لا يعارض حديثا صحيحا.
6- أن يكون مندرجًا تحت أصل، أو تحت قاعدة كلية.
ولو كان حديثا في الصلاة في الترغيب في الصلاة ضعيف مثلا يعني فيه أحاديث كثيرة صحيحة ترغب في الصلاة ولا يخالف حديثا صحيحًا.
أيضًا أن النوافل تستكثر منها ماشئت فهذا ليس مخالفًا لأصل فيعمل به ما لم يشتد ضعفه، مثلا لو كان فيه حديث ضعيف مثل صلاة مثلا الرغائب في الجمعة الأولى من رجب، فنجد أن هذا حديث ضعيف ويعارض الصحيح أنه، لا تخصوا ليلة الجمعة بقيام ولا يوم الجمعة بصيام، فهذا يخالف الحديث الصحيح مع ضعف الحديث الوارد في هذا بل هذه الصلاة من الصلوات المبتدعة، سواء كانت في رجب أو في نصف شعبان أو ما كان كذلك.
أيضًا الاجتماع على النوافل، لا بأس به إن لم يكن راتبا يعني اجتمعنا في بيت ثم صلين، لا بأس إن لم نرتب موعدًا معينا نقوم فيه مثلا والأمر هذا يعني يعد بدعة كما نص الشاطبي -رحمه الله تعالى- على ذلك، ونص شيخ الإسلام على ذلك وخصوصًا إذا اجتمعنا في المسجد، وجعلنا هذا النفل جعلناه كالسنن الراتبة أشهرناه بل كالفرض؛ لأن الفروض هي التي تصلى في المساجد (خير صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة) فلو صلينا هذه النوافل في المسجد وأصلها البيت فصارت البدعة أشد.
ونكتفي بهذا القدر.
الحديث الذي ذكرته وهو (رحم الله امرءً صلى قبل العصر أربعًا) هل هو حديث صحيح أم ضعيف؟
يسأل عن حديث (رحم الله امرءً صلى قبل العصر أربعًا) يقول هل هو حديث صحيح أم ضعيف؟
هو حسنه الشيخ ناصر -رحمه الله تعالى- وهو حديث رواه الإمام أحمد في مسنده ورواه الترمذي وابن حبان وحسنه الشيخ ناصر، نعم ضعفه البعض وحسنه آخرون.
وذكرنا أن الحديث الضعيف يعمل به في فضائل الأعمال ما لم يخالف حديثًا صحيحً، فليس هناك حديث صحيح يمنع من الصلاة قبل العصر، وأيضًا هذا مندرج تحت قاعدة كلية من قواعد الدين ولم يشتد ضعفه فجائز العمل به، ولا تنكر على من عمل به وإن كنت تراه ضعيفًا.
سؤالي: بالنسبة للفظ النقل الصريح الصحيح لا يعارض العقل الصريح لماذا يسمى العقل الصريح ما معناه، ولماذا لا نستبدلها العقل السليم أريد أن يوضح لي الشيخ لماذا اختيرت الصريح؟.
قلنا: إن من قواعد أهل السنة أنه لا تعارض بين نقل صحيح وعقل صريح ما المقصود بالعقل الصريح؟ عقول الناس تتفاوت في الفهم يعني العقل الذي يفهم فهما صحيحًا أن هذا الفهم فهم صحيح لا يختلف عليه أهل العقول السليمة، إذا كان الأمر كذلك فلا تعارض بينه، وبين النقل لكن أفهام الناس تتفاوت ﴿ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ [يوسف: 79].
كنت أريد أن أسأل أن هناك بعض الناس يبتدعوا من يصلون الجماعة الثانية في المسجد فكيف يرد عليهم، وهو موجود بالفعل؟.
ليس لهم أن يبدعوا من يرى جواز الجماعة الثانية في المسجد، وأن جماهير أهل العلم قالوا بجوازها ولهم أدلة في ذلك كما ذكرنا حديث أبي سعيد في الرجل الذي جاء متأخرً، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (من يتصدق على هذا) وإذا كنت ترى أن الجماعة الثانية في المسجد غير مشروعة فلا تصليها أنت، لكن لا تنكر على غيرك.
واعلم أن الأمور التي ينكر فيها هي ما أجمع أهل العلم عليها، يعني لا إنكار في مسائل الاختلاف، الإنكار متى إذا كانت حالة إجماع أن الجماعة الثانية في المسجد غير مشروعة هنا تنكر لكن إن كان هناك خلاف، وهذا الخلاف معتبر بين الأئمة فليس لك أن تنكر، خذ بما تراه صوابا ولا تنكر على غيرك.
هل يمكن الرد على حديث التفضيل لمن يقول بعدم الوجوب بأن التفضيل في اللغة قد لا يحتم اشتراك الطرفين في نفس الشيء، كما جاء في بيت الشعر:
إِنَّ الَّذي سَمَكَ السَماءَ بَنى لَنا بَيتاً دَعائِمُهُ أَعَزُّ وَأَطوَلُ
وأيضًا بالنسبة لحديث من صلوا في رحالهم، هل يمكن الرد عليهم بأنهم قد أدوا الصلاة وهي صحيحة فلا يعيدوا الصلاة لذلك النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يأمرهم بإعادتها، أما بالنسبة لحديث أبي موسى الأشعري، هل يمكن أن يكون الرد بأن من سيصلي بمفرده تكون صلاته صحيحة ولكنه يأثم وبالتالي يكون أجره أقل، هل هذا الرد يكون صحيحا؟.
وأيضًا سؤال آخر بالنسبة للصلاة جماعة بدون ترتيب يعني بعض أهل العلم يقول بأنها يلزم أن تكون اتفاقها لا يتفق عليها كما جاء في أحاديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: (بأن غلام جاء فصلى خلفه) فهل بعض أهل العلم يقول لا يصح الاتفاق عليها حتى ولو لم تكن مرتبة؟.

بالنسبة للسؤال الأول، وهو أن التفضيل ليس على بابه في الحديث نعم هذا ما قاله شيخ الإسلام -رحمه الله تعالى- لا يشترط في التفضيل جواز المفضول كما قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاَةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ [الجمعة: 9].
هل نقول أن البيع خير من ذكر الله -عز وجل- البيع في ذلك الوقت حرام وذكر الله عز وجل في ذلك الوقت ... فأفضل ليست على بابها، نعم قد يرد هذا لكن رد الآخرون، وقالوا: إن التفضيل هنا زاد هذا إذا كان مطلق التفضيل، لكن إذا قال: إن صلاة الجماعة تفضل على صلاة الفذ بكذا فلا بد أن يكون هذ الأصل صحيح، وليس باطلا وكما ذكرنا هذا الكلام فيه أخذ ورد بين العلماء والذي ترتاح إليه النفس هو وجوب صلاة الجماعة، هذا بالنسبة للسؤال الأول.
السؤال الثاني هو حديث تختلف الرجلين عن صلاة الجماعة والصلاة في رحالهما، ونعم قلنا إن هذه واقعة حال لا يستدل بها على العموم، وهذا مقتضى ما قاله السائل، وكذلك حديث أبي موسى.
والسؤال الرابع: إذا اجتمع قوم على صلاة نفل، فنعم إن لم يكن هناك اتفاق مسبق لذلك فجائز؛ لأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- كان يصلي ودخل ابن عباس فصلى معه، وهكذا لكن إن اتفقوا نحدد يوما معينا ليصلوا فيه وكذا ويقولون: إن ذلك من أجل هذا اليوم الذي هو يوم أجازة بالنسبة لنا فكل ذلك دخول مما لا شك في مخالفات، نفعل كما كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يفعل وصحابته يفعلوا قد نص الأئمة على أن ذلك بدعة، إذا حدد الناس يوما ما يقومون فيه أو يخصونه بعبادة معينة.
وردتنا إجابات عدة على أسئلة الحلقة الماضية، وكان السؤال الأول: لماذا نهى الشارع عن الصلاة عند زوال الشمس؟.

وكانت الإجابة: علة النهي عن الصلاة عند الزوال هي أنه وقت تسجر فيه جهنم كما صح عنه -صلى الله عليه وسلم- من قوله: (ثم أقصر عن الصلاة فإنها حينئذ تسجر جهنم) [أخرجه مسلم من حديث عمرو بن عبسة -رضي الله عنه-]. وهل يستثنى من هذا الوقت يوم الجمعة فيه خلاف جوزه الشافعي -رحمه الله تعالى- .


نعم صحيح الإجابة، يضاف ذلك أن عبدة النار كانوا يسجدون للنار عندما يسجرون ناره فبنفل العلة عند الشروق والغروب يسجدون للشيطان الذي يضع قرنيه بين قرص الشمس فنهى الشارع على أن نتشابه بهؤلاء، كذلك على أن لا نتشابه بعبدة النار فالعلة واحدة في الثلاثة.
السؤال الثاني: اذكر أوقات النهي عن الصلاة إجمالا وتفصيلا وكان الإجابة أوقات النهي إجمالا ثلاثة وعند التفصيل خمسة وهي على الإجمال بعد صلاة الفجر حتى تطلع الشمس وبعد صلاة العصر حتى تغرب الشمس وحين يقوم قائم الظهيرة حتى تضايف الشمس للزوال وهي على التفصيل بعض صلاة الفجر حتى تشرق الشمس ومن شروقها حتى طلوعها قيد رمح وحين تزول الشمس وسط السماء وبعد صلاة العصر حتى اصفرار الشمس ومن اصفرارها حتى الغروب، وهذا التفصيل بضم حديث عقبة بن عامر الجهني -رضي الله عنه- وعمرو بن عبسة السلمي عند مسلم إلى حديثي أبي سعيد وابن عباس -رضي الله عنهما – المخرج في الصحيح
جزاك الله خيرًا الإجابة صحيحة.
يقول: هل صلاة المرأة مع المرأة مثل صلاة الرجل مع الرجل؟
نعم قلنا: إنه تشرع صلاة الجماعة للمرأة وهي أفضل من صلاة المرأة منفردة.
تقول: الصلاة الوسطى منهم من قال صلاة الصبح، ومنهم من قال العصر فأيهما الراجح؟
أربعة عشر قول، في الصبح والعصر فقط لكن الراجح، هو نص الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (شغلونا عن صلاة الوسطى صلاة العصر) يعني الصلاة الوسطى، صلاة العصر.
يقول: قلت يا فضيلة الشيخ تصلي في هذا المسجد ولو به بدعة نرجوا التوضيح، هل يصلون في مسجد فيه صلاة، صلاة بدعة؟
هو يقصد هل أصل الصلاة بدعة أم أناس مبتدعون؟
أناس مبتدعون لكن يصلون وهذه الصلاة صلاة صحيحة وصلاة حسنة، لكن القوم مبتدعة فتصلي معهم ولا تترك الصلاة؛ لأجل بدعة هؤلاء أو العصاة مثلا، إمام مثلًا يعني ارتكبوا المعاصي جهارًا نهارً، وهو أمام القوم ولا يستطيعوا أن يغيروا هذا الإمام ولا يوجد في المحلة التي أنت فيها إلا هذا المسجد، فلا تدع صلاة الجماعة من أجل عصيانه أو من أجل بدعته.
أسئلة المحاضرة:
السؤال الأول: إذا كنت تعتقد أن صلاة الجماعة واجبة، فما موقفك من الذي لا يراها كذلك؟.

السؤال الثاني: ما حكم صلاة التسابيح؟


ayoub mh
:: دفاتري جديد ::
الصورة الرمزية ayoub mh

تاريخ التسجيل: 1 - 9 - 2008
السكن: Béni Méllal
المشاركات: 57

ayoub mh غير متواجد حالياً

نشاط [ ayoub mh ]
معدل تقييم المستوى: 195
افتراضي
قديم 06-03-2009, 16:38 المشاركة 24   

السلام عليكم .
أشكر أولا الأخت " عاشقة الإسلام" على المبادرة الرائعة . كما أشكر كل المشاركين في هذا البنك المعلوماتي لمادة التربية الإسلامية.

الموضوع :


المجزوءة الأولى: وحدة التربية الاعتقادية.
الدرس السادس/ الخصائص العامة للإسلام: التجديد والانفتاح على القضايا المعاصرة.
أ- مدلولات الألفاظ والعبارات :
- تبيانا : توضيحا وتفسيرا واستيعابا لكل شيء
- يجدد : يحيي التدين في نفوس الناس ، ويجتهد في استيعاب الإسلام لقضايا العصر .
- الظن : العلم بغير يقين ، وإدراك الذهن الشيء مع ترجيحه وقد يكون مع اليقين .
ب- استخراج المضامين :
1- بيان استيعاب الإسلام لجميع التطورات الحاصلة ، وقدرته على حل الإشكالات المستجدة عبر العصور .
2- فتح المجال أمام العلماء المتخصصين للاجتهاد والتجديد والبحث عن الحكم الشرعي المناسب للقضايا المستجدة التي لا نص فيها .
3- وجوب تضافر جهود علماء الأمة من مختلف التخصصات للقيام بواجب الاجتهاد وتجديد الدين .
3- تحليل عناصر الدرس :
أ- مفهوم التجديد :
التجديد لغة : توضيح الشيء وتصييره جديدا .
واصطلاحا : هو الاجتهاد في القضايا الجديدة التي تظهر في الزمان والمكان يمارسه علماء الأمة لتحقيق خاصية الانفتاح والتوصل إلى الحكم الشرعي المناسب .
المجدد : هو العالم المتميز بالورع والتقوى المستوعب للقرآن والسنة وعالم بقواعد اللغة العربية ، العارف بالوقائع والأحوال التي يعيشها عصره المطلع على الثقافات السائدة وحاجات الناس المتجددة .
ب- مجالات التجديد : لتجديد الدين مجالان هما :
1- الثوابت القطعية : والتي قررها ديننا المتعلقة بالعقائد والعبادات وأصول المعاملات وغيرها ، وتجديدها يكون بإزالة الآثار السلبية التي تصيبها بفعل التقليد ، والابتداع ... يقول الرسول t( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس فيه فهو رد ) ويقول t : ( جددوا إيمانكم.قيل يارسول الله،وكيف نجدد إيماننا؟قال:أكثروا من قول لاإله إلا الله ) الحاكم في المستدرك
2- النوازل والمستجدات الناجمة عن تغير أنماط العيش عبر الزمان والمكان : ويتم التجديد فيها بإعطائها الحكم الشرعي المناسب لها .ومن ذلك الاجتهاد والتجديد في تدبير شؤون الحياة الاقتصادية والعلمية والثقافية والاجتماعية والفنية والتقنية وغيرها مما لا يعارض مقاصد الإسلام وقيمه فذلك مطلوب وممدوح لقول الرسول t( من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة ....الحديث)
ج- ضوابط التجديد : ليحقق التجديد مهمته على أتم وجه لا بد من مراعاة ما يلي :
1- فقه الشرع : من طرف المجدد بتوفره على مجموعة من الشروط ، كالعلم بالقرآن والسنة وما يتعلق بهما من قواعد ومتمكنا من علوم اللغة والفنون الأخرى المساعدة على الفهم ومراعيا مقاصد الشريعة الدائرة على ( جلب المصالح ودفع المفاسد ) وأن يكون تقيا ورعا مخلصا لله.
2- فقه الواقع : باستيعاب واقع الناس الاجتماعي والثقافي والاقتصادي والسياسي والبيئي بصفة شاملة حتى يتمكن المجدد من إصابة مقصود الشرع في ما جد من قضايا ونوازل ... وفي العصر الحاضر يجب أن تتضافر جهود الجميع من مختلف التخصصات للقيام بواجب التجديد والاجتهاد .
د- ضرورة الانفتاح والتجديد في تطور المجتمعات الإسلامية :
تجديد الدين أصبح ضرورة وفريضة في هذا العصر لكثرة التحديات التي تواجهها الأمة في ظل العولمة لتحافظ على هويتها وتساهم في بناء الحضارة ، والشريعة الإسلامية تمتلك من عوامل المرونة ما يجعل أحكامها تساير كل مستجدات العصر وتستوعب كل قضايا الإنسان في مختلف الأزمنة والأمكنة ولذلك دعا الإسلام إلى الاجتهاد في استنباط الأحكام المناسبة اعتمادا على القواعد العامة التي قررها . وقدر الثواب الجزيل لهذا العمل الجليل كما جاء في الحديث ( إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران ، وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر واحد )
- و بذلك استوعب الإسلام كل القضايا المستجدة المتعلقة بحقوق الإنسان وحماية البيئة واستثمار تكنولوجيا الإعلام والاتصال والتوعية الصحية وغيرها مما تتيسر به سبل الحياة في عصرنا الحاضر لأن ذالك من صلب مقاصده وأسمى غاياته .. وفيما يلي نماذج لبعض القضايا من ثلاث مجالات : تعبدي – ومالي – وطبي .
  • (المجال التعبدي) كالصلاة في الطائرة والقطار والحافلة وغيرها من وسائل النقل الحديثة إذا طالت الرحلة حفظا للدين بأداء الصلاة في وقتها ...
  • (المجال المالي) كالتأمين التعاوني بالتعاقد بين جماعة من الناس يربطهم مجال معين، وهو جائز لمنافعه وتحقيقه مبدأ التعاون والتكافل .
(المجال الطبي) كنقل الدم تبرعا من شخص صحيح إلى آخر مريض : وهو جائز لما يحققه من مصالح العباد بحفظ النفوس وتحقيق مبدأ الإيثار والتعاون .. وغير ذلك ، مما يدل على مرونة الإسلام وسعته وشموله لكل جديد وهو ما يجعله قابلا للتطبيق في كل زمان ومكان .



ayoub mh
:: دفاتري جديد ::
الصورة الرمزية ayoub mh

تاريخ التسجيل: 1 - 9 - 2008
السكن: Béni Méllal
المشاركات: 57

ayoub mh غير متواجد حالياً

نشاط [ ayoub mh ]
معدل تقييم المستوى: 195
افتراضي
قديم 06-03-2009, 16:39 المشاركة 25   

المجزوءة الثانية: وحدة التربية التعبدية
الدرس الأول: القيم الروحية في الإسلام.
أ- مدلولات الألفاظ والعبارات :
- قد أفلح من تزكى : أي فاز يرضى الله والجنة. من طهر نفسه بالإيمان والعمل الصالح .
- وذكر اسم ربه فصلى : أي حافظ على الصلاة في وقتها لوجه الله .
- توثرون : تقدمون وتفضلون .
- وجلت : فزعت وخافت .
- وليا : هو العالم بالله المؤمن التقي المخلص له سبحانه.
- النوافل : هي ماعدا الفرائض من التطوعات المختلفة .
- كنت سمعه الذي يسمع به : أي فلا يسمع إلا إلى ما يرضي الله .
- ترددي : قيل بمعنى عطفه على عبده ولطفه به وشفقته .......
ب- استخراج مضامين النصوص:
- تحقق الفلاح والفوز لمن زكى نفسه وطهرها وشغلها بطاعة الله .
- التزهيد في الدنيا والترغيب في الآخرة لفناء الأولى وبقاء الأخرى .
- زيادة الإيمان بالطاعات ونقصانه بالعصيان ......
ج- تحليل مناقشة عناصر الدرس :
1- مفهوم القيم الروحية في الإسلام : خلق الله الإنسان من مادة وروح وقدر له سبيل العيش ليسير في هذه الحياة وفق حكمته وإرادته وأمده بالتوجيهات اللازمة للعناية المتكاملة بالجانبين المادي والروحي والتوازن بينها دون تغليب لجانب على أخر وبذلك يحصل الانسان على غذاء متوازن لمكوناته المادية والروحية.والتوجيهات التي يتضمنها الجانب الثاني هي ما يعبر عنه بالقيم الروحية.
والقيم : هي ضوابط ومعايير تقوم بها تصورات الفرد وتصرفاته ، والقيم الروحية نسبة إلى الروح بمعنى أنها تستند إلى عالم الغيب لا عالم الشهادة . فيه غذاؤها واستقرارها ...
2- محل ( القيم الروحية ) من الإنسان : المخاطب في الإنسان بذلك هو باطنه المعبر عنه بالقلب والنفس وجوارح الجسد. فالقلب كما في قوله تعالى : (( ألا بذكر الله تطمئن القلوب )) وقوله t[ ألا وإن في الجسد مضغة أذا صلحت صلح الجسد كله وأذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب]
والنفس كما في قوله تعالى : (( ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه...)) وقوله t[ إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفاسهم ما لم تعمل أو تتكلم].
3- أصول ومصدر القيم الروحية : تستند إلى أسس مرجعية أصيلة وهي: القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة باعتبارهما أساس الدين ومصدر التشريع ومنهاج حياة المسلمين في جميع شؤون حياتهم. والسيرة النبوية العطرة التي تعد التطبيق العملي للقرآن،كما قالت السيدة عائشةt حين سئلت أخلاق الرسول e كان خلقه القرآن.
4- مجالات التدرب عليها : العبادات المختلفة الفرائض منها والنوافل ، لذلك أرشدنا الإسلام إلى تزكية النفس قال تعالى : ( قد أفلح من زكاها ...). والمتمثل في القيم بأركان الإسلام الخمسة كما في الحديث .إضافة إلى النوافل لتحصيل الحد الأعلى من الكمالات النفسية والروحية .
5- تجلياتها في الواقع : وهي متعددة بتعدد اهتمامات الإنسان وحاجاته عبر أخلاق شرعية شمولية منها : التوبة والإخلاص والتوكل والصبر والشكر والرضا .....الخ. ولتحقيق ذلك لا بد مما يلي :
- الاستحضار الدائم للآخرة والموت ،كما في الحديث ( أكثروا من ذكرهاذم اللذات- الموت ) وعن إبن عمر (ض) قال [ أخذ رسول الله t بمنكبي وقال: كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل... ] .
- الموازنة بين مطالب الروح والجسد وعدم تغليب الجانب المادي.
- كثرة ذكر الله لطمأنة القلب وتحصيل سكينة النفس ....الخ.
6- خصائص القيم الروحية: تتميز القيم الروحية في الاسلام بخصائص ثلاث :
1- خصيصة الثبات: ومعناها أن القيم ثابتة لاتتغير بتغير الزمان والمكان وتبدل الظروف والأحوال ولكن قد تتغير وسائل تحقيقها .
2- خصيصة الاستمرار: ومعناها أن المسلم مطالب بتحري هذه القيم والتزامها في مختلف مناحي الحياة.
3- خصيصة الشمول: ومعناها أن هذه القيم توجه سلوك الانسان في مختلف مجالات الحياة حيث تشمل علاقته بربه وبنفسه وبأسرته وجيرانه وبالناس كلهم، وبالبيئة المحيطة به،كما قال تعالى(قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين).

إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مادة, معلومات, التربية, الإسلامية, بنك

« سؤال في التربية الاسلامية | بنك معلومات مادة الفلسفة. (لكل الطلاب، المرجو الدخول) »
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
فهرس مادة التربية الإسلامية oussamabr التربية الاسلامية - الاجتماعيات - الفلسفة - التربية البدنية - التوثيق 3 05-07-2009 14:37
فهرس مادة التربية الإسلامية oussamabr التربية الاسلامية - الاجتماعيات - الفلسفة - التربية البدنية - التوثيق 31 09-06-2009 19:29
طلب تبادل _ مادة التربية الإسلامية أستاذة 1 طلبات الانتقال بالتبادل 1 29-04-2009 00:45
بنك معلومات مادة الترية الإسلامية ....... raro دفاتر أساتذة و تلاميذ التعليم الثانوي الاعدادي 1 16-03-2009 12:53


الساعة الآن 00:27


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات دفاتر © 1434- 2012 جميع المشاركات والمواضيع في منتدى دفاتر لا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة المنتدى بل تمثل وجهة نظر كاتبها
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات دفاتر تربوية © 2007 - 2015 تصميم النور اونلاين لخدمات الويب المتكاملة