تارودانت: ندوة حول العنف في المدارس والمشاركون يجمعون على تنامي الظاهرة
عبـده السوســـــــــي : هبة بريس
استضافت مدرسة بن سعيدي بمدينة تارودانت مطلع الاسبوع الجاري ، وبمبادرة من نيابة التعليم بالإقليم ، ندوة مميزة حول “تفشي ظاهرة العنف في المدارس، أشكالها، أسبابها، وطرق معالجتها”،نضمتها خلية رصد العنف بمدرسة بن سعيدي تحث شعار”جميعا من أجل وسط مدرسي بدون عنف “.
هذا وتوّلى تأطير الندوة كل من الأستاذ عزيز الشايب محامي بهيئة أكادير والدكتور أحمد لسيكي أستاذ التعليم العالي بجامعة إبن زهرو الأستاذة عائشة السكماتي المذيرة التنفيدية لجمعية صوت نساء المغرب .
واستعرض المشاركون في الندوة أخر التطورات المتمضهرة في ارتفاع وثيرة في الوسط المدرسي من خلال اعتماد المقاربة القانونية والسيكولوجية والاجتماعية ، وفي ذات السياق كشف المحامي عزيز الشايب على أن التشريع المغربي لازال لم يرقى إلى مستوى التشريعات في بلدان متقدمة بخصوص حماية الأطفال ضحايا العنف . وإعتبر الأستاذ الشايب أن المادة 39 تنص صراحة على ضرورة تأهيل الأطفال ضحايا العنف من خلال سوء المعاملة وهو ما يقتضي بحس عزيز الشايب إتحاد كل التدابير لإعادة إدماجهم في المجتمع .
من جانبه أرجع الدكتورأحمد لسيكي بأن ظاهرة العنف لديها أبعاد وجذور نفسية واجتماعية بالوسط المدرسي تمتد تداعياتها إلى أسر الجاني والمجني عليه .
ندوة العنف في الوسط المدرسي بمدرسة بن سعيدي كانت مناسبة أمام المشاركين للخوض في الظاهرة التي تفشت بمدارس تارودانت بشكل ملفت للانتباه وهو ما عجل بنيابة التعليم بتعميم تجربة مدرسة بن سعيدي النموذجية على كل مدارس الإقليم بهذف تعميق ثقافة المواطنة وحقوق الإنسان ومحاربة العنف بالوسط المدرسي .
هذا وقد كانت مدرسة بن سعيدي رائدة في هذا المجال بعد إحداث خلية هذفها رصد ظواهر العنف بالمؤسسة التعليمية ،سهر على تفعيلها كل من الأطر الإدارية والتربوية وشركاء أخرين من حقوقيين وجمعويين وتلامذة ، هذا وخلص عمل الخلية برصد الظاهرة، عبر إسثمارات شملت 536 تلميذ تبين نسبة العنف بداخل المؤسسة إلى حوالي 25 في المائة وخارجها بحوالي 75 في المائة خصوصا من التلامذة فيما بينهم ؛ وخلصت الدراسة أن الأطفال الذين يعانون عنف جسدي يمثلون 40 في المائة ولفضي 31 في المائة فيما نسبة 29/ تخص العنف الجسدي ولفضي معا . هذا أكدت الدراسة أن 53 في المائة يشعرون بأنهم عنيفين و46 تدافع عن نفسها و40 بالمائة يشعرون بتأنيب الضمير بعد ممارسة العنف .
باحثون مغاربة يجمعون أن العامل الأساسي في التربية هو المنزل والأسرة، المدرسة تشكّل 1/7 من عامل التربية،مؤكدين أن التعامل الجيد للأسر والتربويين مع الأطفال عبر التوعية وتقوية الوازع الديني المنفتح هو السبيل الوحيد للحد من السلوكيات الخطيرة لدى التلاميذ ، أوعلي الأقل أن يكون هذ كفيل للأطفال لحصانة هؤلاء من المجتمع الخارجي والذي لا تستطيع المدرسة فصل نفسها عما يحدث في المجتمع”. واستنكر المشاركون في ندوة العنف المدرسي ما تعرضت له الطفلة ” فاطمة” من قتل ناتج عن اعتداء همجي والذي هز أفئدة كل المغاربة ، وحذر المشاركون من تنامي ظاهرة اختطاف الأطفال بالمذاشر والمدن وهو ما يستدعي بحسب هؤلاء مزيدا من اليقظة وتكثيف حملات التحسيس.