أحبط أرباب مؤسسات التعليم الخصوصي برنامج أكاديمية التدريس الذي اعتمدته الحكومة لتكوين عشرات آلاف من المدرسين للعمل بمؤسسات القطاع.
وعلمت «المساء» أن حسابات الربح والخسارة، دفعت مالكي مؤسسات التعليم الخاص إلى عدم إدماج هؤلاء الخريجين، أو استغلالهم في مهام لا علاقة لها بالتكوين الذين استفاد منه الخريجون، وكلف الدولة تسعة آلاف درهم على الأقل لكل مستفيد.
وتوصلت « المساء» بشكايات من عدة خريجين تعرضوا للاستغلال من طرف مشغليهم الذين استغلوا حاجتهم لفرصة شغل من أجل تشغيلهم كمرافقين للأطفال في سيارات النقل المدرسي، أو منظفين، و طباخين، ومهام الاستقبال، خلافا للتكوين البيداغوجي الذي استفادوا منه.
وكشف متضررون من عدم التزام أرباب ومسيري المؤسسات التعليمية الخاصة، أن مالكي هذه المؤسسات لا يعترفون ببرنامج التكوين الذي أطلقته الحكومة، وفوضت الوكالة الوطنية لإنعاش الشغل وتشغيل الكفاءات للإشراف عليه ببرنامج طموح، يروم تكوين أزيد من عشرة آلاف مدرس لسد الخصاص، وتوفير فرص شغل في قطاع يعرف توسعا كبيرا في العرض، وارتفاع للطلب.
وحسب الشكايات التي توصلت بها « المساء» فإن أحد أرباب مؤسسات التعليم الخصوصي، بطريق زعير بالرباط، أقدم على تشغيل خريجة برنامج أكاديمية التدريس كمنظفة للمراحيض، دون اعتبار للشهادة التي تحملها، أو التكوين الذي استفادت منه، علما أن أرباب المؤسسات التعليمية، يستفيدون من عقدة الإدماج في إطار تحفيزات التشغيل من إعفاءات ضريبية، إضافة إلى حرمانهم من الاستفادة من الحقوق التي يكفلها القانون للأجير، كالاستفادة من الضمان الاجتماعي والترسيم. ويشتغل عدد من خريجي برنامج أكاديمية التدريس في ظروف صعبة تتسم بتدني الأجور، والاشتغال لساعات طويلة، إضافة إلى الاستغلال في أكثر من منصب، تحت ضغط التخوف من فقدان مناصبهم على علتها.
وحسب المعلومات التي استقتها «المساء» فإن نسبة إدماج الخريجين، لم تتجاوز نسبة صغيرة من عدد المستفيدين بسبب العقلية الاستغلالية لأرباب المؤسسات التعليمية، وحسابات الربح والخسارة التي تهيمن على قطاع اجتماعي لا يحتمل جشع المستثمرين. كما وجه المتضررون من المعاملات التحقيرية لأرباب المؤسسات التعليمية، نداء إلى مفتشي الشغل من أجل إجبار مخالفي القانون على تطبيق مدونة الشغل، إضافة إلى تفعيل الرقابة من طرف نيابات التعليم. وقد طالب المتضررون من الحكومة ووزارة التربية بتوفير حد أدنى من الضمانان المكفولة للأجراء حتى يستفيد منها خريجو برنامج أكاديمية التدريس.
منقول