التفاتة تربوية راقية لفائدة نزيلات الداخلية بثانوية أغبال الإعدادية
محمد شركي
وجدة البوابة : 09 - 10 - 2012
شهدت الثانوية الإعدادية أغبال التابعة لنيابة بركان مساء الجمعة الماضية ابتداء من الساعة الخامسة والنصف مساء حفلا لفائدة التلميذات القرويات نزيلات الداخلية التي أسست من أجل تشجيع الفتاة القروية على التمدرس بعد سلك التعليم الابتدائي ، وكانت المبادرة عبارة عن شراكة بين قطاع التربية الوطنية ، وعمالة بركان وجمعية شمس . ومشروع داخلية أغبال الخاصة بالفتيات مشروع رائد في إقليمبركان، لأنه يفتح أمام الفتاة القروية في هذا الإقليم آفاق واسعة بعدما كانت محاصرة بالأمية والجهل والإهمال لعقود من السنين. وقد بلغت طاقته الاستيعابية أربعين سريرا، ومن المنتظر أن تصل مستقبلا إلى ثمانين سريرا . وحضر هذا الحفل كل من السيدة حليمة بومدين وهي برلمانية أوروبية ، وسيناتورة فرنسية سابقة من أصل مغربي ، وفاعلة في مجال حقوق الإنسان ، ومساندة للقضية الفلسطينية ، والسيد محمد عالم مفتش التعليم الثانوي لمادة اللغة الفرنسية بنيابة بركان والفاعل الجمعوي بجمعية شمس وغيرها من جمعيات المجتمع المدني، والمهتم بوضعية المتعلمين في القطاع القروي ، وبمشاكل الساكنة القروية الصحية والاجتماعية بالجهة الشرقية ، والسيد عبد الرحمان بوعتلاوي النائب الإقليمي بنيابة بركان ، والسيد حماد طبيبي رئيس مصلحة الموارد البشرية ، والسيد قائد مقاطعة أغبال ، والآنسة بادية زموري نائبة عن الجماعة القروية ،والسيد مدير الثانوية الإعدادية أغبال ، والسيد الممون بها ، والسيدة الحارسة العامة إلى جانب التلميذات نزيلات الداخلية . ويدخل هذا الحفل في إطار تكريس عادة التواصل مع نزيلات هذه الداخلية منذ إنشائها ، وكذا وضعهن أمام النماذج التربوية الهادفة من أجل مساعدتهن على الاقتداء بها.
بدأ الحفل بكلمة توجيهية من السيدة حليمة بومدين التي روت للنزيلات جزءا من سيرتها الذاتية خصوصا وأنها منحدرة من أغبال ، وقد هاجرت مع والدها إلى الديار الفرنسية ، وعاشت ظروف قاسية في أرض المهجر دون أن ينال ذلك من عزمها لتحقيق ما كانت تصبو إلى تحقيقه من إنجازات حتى صارت شخصية وازنة في المجتمع الفرنسي والأوروبي والإنساني. وبحكم اهتماماتها أفادت السيدة بومدين نزيلات الداخلية بمعلومات متعلقة بمفاهيم تتضمنها المقررات الدراسية من قبيل مفهوم الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان وحثتهن على رهان التعلم من أجل تحقيق أحلامهن مستقبلا . وفي حوار ودي بين هذه الشخصية الحقوقية الوازنة ونزيلات الداخلية عبرت المتعلمات القرويات عن رغبتهن في خوض التحدي الذي يواجه الفتاة القروية من أجل أن يصبحن أطرا عليا في المستقبل. وتوج اللقاء بحفل عشاء صاحبه حفل تكريم السيدة الحارسة العامة للداخلية التي أبلت البلاء الحسن منذ إنشاء هذه الداخلية ،فكانت وراء نجاح العديد من النزيلات اللواتي تابعن دراستهن التأهيلية ،وحصلن على شهادة الباكلوريا بتميز ، كما تابعت بعضهن دراستها الجامعية بنجاح . واغتنم الحضور الفرصة للثناء على مجهوداتها المشكورة لفائدة نزيلات الداخلية ، وكذا الثناء على زوجها رجل التربية الذي يقدم لها المساعدة بالرغم من ظروف عمله الشاقة حيث ينتقل يوميا باستمرار بين مدينة زايو وأغبال من أجل أن يوفر جو العمل المناسب لزوجته المربية النموذجية بشهادة الجميع . ولم تفت الحاضرين الإشادة بكل من يسهر على راحة نزيلات داخلية أغبال وعلى رأسهم السيد النائب الإقليمي وطاقهم الإداري ، والسيد رئيس المؤسسة وطاقمه الإداري ، والسيد قائد المقاطعة الذي نال إعجاب الحاصرين بتواضعه ، وثقافته الراقية ، وقربه من الساكنة مع السهر على راحتها . وبطبيعة الحال لا بد من شكر السيدة الفاضلة حليمة بومدين على التفاتها الإنسانية تجاه الفتاة القروية في أغبال ، وكذا شكر الأستاذ الفاضل السيد محمد عالم المربي النموذجي الذي يحمل هم الناشئة خصوصا في القطاع القروي وتحديدا الفئات المعوزة ، وهو عند الاقتضاء يتولى إيواء البعض منهم ، ويدعهم ماديا ومعنويا من أجل مساعدتهم على خوض غمار الدراسة بجد واجتهاد . ونأمل أن تعمم هذه التجربة في باقي الداخليات في الجهة الشرقية من أجل تحسيس نزلائها ونزيلاتها بالدفء التربوي الذي يمدهم بالإرادة اللازمة لمواصلة الدراسة ، و محاربة الهدر المدرسي الذي هو أكبر عقبة تهدد أبناء وبنات القطاع القروي في هذا الوطن .