الحرية" موضوع أمسية فكرية لبيت الحكمة
الرباط- 26-06-2009 شكل موضوع "الحرية" محور محاضرة ألقاها، أمس الخميس بالرباط، الباحث الجامعي محمد الدكالي في إطار الأمسيات الفكرية التي ينظمها بيت الحكمة بتعاون مع مؤسسة فريديريك إبيرت.
ومن خلال توطئة أولية، استعرض المحاضر مختلف الاتجاهات الفلسفية التي تناولت موضوعة "الحرية"، مؤكدا ارتباطها بصورة وثيقة، حسب ديكارت، ب"الصرامة والجدية والمواظبة".
واستحضر موقف جان جاك روسو حين أعلن عن تعزية نفسه عن "مواطنته"، بقوله إن "التخلي عن الحرية يعني التخلي عن جميع ما له صلة بالإنسان كنوع" أي التخلي عن كل الحقوق والواجبات التي راكمتها الإنسانية، موردا في المقابل موقف سيغموند فرويد الداعي إلى ضرورة التحرر من طبيعة الإنسان التي تنص على كونه مجرما بالطبيعة، وأيضا موقف سبينوزا الذي يربط فكرة الحرية بفكرة الحق الطبيعي، غير متصور إمكانية التخلي عن الحرية بشكل جذري، ما جعله عدو العبودية بامتياز.
أما ديكارت فذكر بأن الحرية كانت مشروطة لديه بالاستعمال الحر للعقل "أنا أفكر أن ..." التي تضمنت كل شيء، مع بديهة أن "ما يفكر فيه ليس دائما صحيحا، وأن ما يفكر فيه يمكن أن يزعج الآخرين"...الخ.
واعتبر المحاضر أن أسوأ شيء يمكن أن تتعرض له الحرية حسب بينجامان كونستان هو التجريد، إذ ينطلق هذا الأخير من ارتباط الحرية بالحق، حق الإنسان في عدم الخضوع إلا للقوانين، وحق كل شخص في التأثير في إدارة حكومته.
وتوقف المحاضر أيضا عند الحرية الخاصة، التي لا يمكن، برأيه أن تكون إلا إذا كانت مشتركة، أي عمومية، ذلك أن من يدافع عن حريته الخاصة عليه أن يستوعب أن للآخرين أيضا حيواتهم وحرياتهم الخاصة التي تستدعي عدم التدخل.
وفي بداية هذه الأمسية ذكرت السيدة خديجة الرويسي رئيسة بيت الحكمة بسلسلة اللقاءات التي عقدها بيت الحكمة كلقاء مكناس حول "قيم المجتمع الديمقراطي" ولقاء الرباط حول "أي قيم لأي مجتمع?".
واستعرضت برنامج اللقاءات المقبلة كلقاء حول "العنف" المقرر تنظيمه يوم 15 يوليوز المقبل بالمكتبة الوطنية للمملكة المغربية، ولقاءات متوالية حول "المساواة" و"العقل" و"العمل"، مؤكدة أن لقاء "الحرية" جاء استمرارا للقاءات سابقة وإيذانا بلقاءت لاحقة.
وكالة المغرب العربي للأنباء