الحركة - 08/12/2008
موجة البرد تتهدد أرواح المواطنين بجبال الأطلس..والدراسة تتوقف
الحكومة تتفرج وتتوعد من يكشف عن عدد ضحايا البرد
لطيفة تامر
تجتاح بلادنا منذ مدة موجة من البرد القارس وتساقطات غير اعتيادية وغير مسبوقة من الثلوج، أدت إلى انخفاض درجات الحرارة في العديد من المناطق وخصوصا بالمرتفعات إلى مادون الصفر. أحوال الطقس هاته حاصرت آلاف الدواويـر كما تسببت في وفاة العديد من الضحايا خصوصا بمرتفعات جبال الأطلس. ولحد الساعة لم تتخذ الحكومة أي قـرار عملي من شأنه أن يخفف من معاناة هؤلاء المواطنين.
آلاف الدواوير والمداشر توجد حاليا تحت حصار الثلوج بدون حطب أو فحم يقيهم صقيع هذه الأيام ليلها ونهارها. كما تركت لمصيرها بدون مؤونة نظرا لكثافة التساقطات الثلجية التي عرفنها بلادنا والتي ساهمت في قطع الطرقات كما تسببت في تعطيل الحياة الدراسية نظرا لعدم توفر القاعات الدراسية والأقسام على أدنى الشروط لمقاومة البرد. كما أن هذه التساقطات الثلجية الهامة ساهمت في قطع الاتصالات سواء السلكية أ واللاسلكية لتزداد عزلة هؤلاء ويصعب عليهم الاتصال بالعالم الخارجي ولو لطلب النجدة.
أمام هذه الظروف الصعبة والمحنة التي تعيشها ساكنة المناطق النائية، يظل أعضاء الحكومة قابعين في مكاتبهم الفخمة والمكيفة بأحدث ما جادت بـه التقنيات الحديثة لا يحركون ساكنا.
فعوض اتخاذ تدابير عملية توفر بصفة مستعجلة الغطاء والزاد والحطب والفحم لهؤلاء المساكين، يفاجئنا وزير الاتصال - الناطق الرسمي باسم حكومتنا الموقرة - بخرجـة إعلامية يتوعد ويهدد من خلالها كل من سولت له نفسه القيام بذكـر أو إحصاء ضحايا الصقيع معتبـرا ذلك يدخل في إطار "التسميم الإعلامي".
فعوض أن يزود الوزير المكلف بالاتصال ويعطي للرأي العام المعلومات والمعطيات حول الموضوع ،فإنه يقوم بتهديد من يقوم بأداء رسالته في الإخبار ويعتبر كل من دفعه ضميره المهني والإنساني صحفيا كان أو حقوقيا أو جمعويا أو سياسيا للحديث عن معاناة هؤلاء " بأنهم يتاجرون في البوح والكشف عن عدد القتلى وضحايا البرد".
ويتحدث السيد الوزير عن مشروع أفقي يوجد قيد الدرس من أجل رفع الحصار عن آلاف الدواوير متناسيا أن المواطنين يفقدون يوميا أرواحهم وأرواح ذويهم من فرط شدة البرد وواقعهم جد اسثتنائي لا يمنح لأي جهة فرصة أخذ الوقت والمهلة الكافية للدراسة وتقييم الوضع للوقوف على الحاجيات واتخاذ القرار الملائم.
فالأمر لا يتعلق بمشروع قرار أ وببرنامج تنموي ،فالصقيع يحصد الأرواح كل يوم، فلتتحمل الحكومة مسؤوليتها ولتهب لنجدة الساكنة المعزولة والمحاصرة. بدل تهديد ومحاولة إخراس وقمع من يقومون بواجبهم المهني والوطني والإنساني على حد سواء.
action