ماذا ننتظر من دعوة النقابات الثلاث إلى إضراب يوم 29 من هذا الشهر وفي ضل اي بديل او مقترح منهم ومن احزاب المعارضة هل يعني انه ليس هناك بديل للذي طرحته الحكومة لإصلاح صندوق التقاعد او ليس لهم الشجاعة او الدراية اللازمة بالموضوع ككل .لا النقابات وأحزاب المعارضة كذالك تعرف جيدا ان الإصلاح الذي ستقوم الحكومة به هو الانسب والعملي والكل يعرف انه مر ولكن لابد منه فالمريض احيانا يشرب دواء مرا راجيا شفاءه .ولكن خوفا من تنامي شعبية هذه الحكومة برئاسة السيد بنكيران والأمين العام لحزب العدالة والتنمية يرفضون ان يحتسب لها .فاختاروا التشويش وإعطاء مغالطات بإبواقهم المعروفة وتحريض ارباب المخابز على الزيادة في ثمن الخبز والآن يتم التحريض العامة على الاحتجاج والتظاهر في الشوارع على غلاء فواتير الماء والكهرباء ودعوة النقابات الثلاث إلى الإضراب يوم 29 من هذا الشهر .وكي أوضح لكم الصورة اكثر لماذا تزامن التهديد بالزيادة في الخبز والاحتجاجات بغلاء فواتير الماء والكهرباء ودعوة الإضراب في وقت واحد .لانه وبكل بساطة اقتراب الحملة الانتخابية المقبلة لأنهم يريدون در الرماد على العيون والتشويش على المواطنين .لأنهم لا يريدون توغل هذه الحكومة وتزداد شعبيتها الآن الكل واضح واللعبة مكشوفة ومعروف من يقف وراء الستارة الذين دورهم آت لا محالة في المتابعة والمسائلة الذين حرموا من الامتيازات التي كانت لهم في الحكومات السابقة .للأسف المعارضة فقدت مصداقيتها لا خطاب سياسي في المستوى وتقريبا جلها على الحضيض . الحكومة طلبت منهم مرارا وتكرارا الحوار وفعلا تمت الجلسات منه ولكن لم تقدم النقابات اي إحراء عملي وكل كلامهم عبارة عن أسئلة مثلا اين ذهبت مدخرات الموظفين ويجب محاسبة المتسببين في إفلاسها .وفعلا تجاوبت الحكومة مع طلبهم هذا وقدمت ملفات فساد للعدالة بخصوص المسائلة بناءا على التقرير الذي قدمه المجلس الأعلى للحسابات وكان هذا مطلب شعبي يمشي في ايطار ما جاء فيه برنامج حزب العدالة والتنمية .ولكن عندما طلب منهم رئيس الحكومة ما البديل لهذه المعضلة التي في الصندوق حاليا اي انه سيشهد عجزا إبتداءا من السنة القادمة يقدر ب 85 مليار سنتيم وتعتبر هذه كلها إحتياطات الطبقة العاملة التي ادت إنخراطاتها والسنة الموالية اي سنة 2016 سيكون العجز ب 165 مليار سنتيم وسنة 2017 سيكون 300 مليار سنتيم و 2018 سيكزن 600مليار سنتيم وسنة 2020 سيكون الصندوق صفر يعني ليس هناك شيء اسمه التقاعد او المعاشات .وكان الرد من النقابات انهم ليسوا سوا قوة إقتراحية وليسوا ملزمين بإيجاد البديل إذن ما الفائدة من الحوار ورغم ذالك الباب مازال مفتوحا له .ورئيس الحكومة قالها كم من مرة لهم السفينة التي نحن عليها فيها ثقب وللأسف نبحر عليها الآن هل نصلح الثقب كي ننجوا ثم نتحاسب ام نموت قبل ان نتحاسب .ويبدوا انهم فظلوا الموت قبل الحساب .وفي إمكان هذه الحكومة ان تغض طرف العين على هذا الإصلاح حتى قدوم الحكومة المقبلة وتكون خسارة الصندوق سوى 90 مليار سنتيم وعنده العدر الكامل كي يبرر موقفه من هذا لأنه دعى الى الإصلاح والكل رفضه .ولكن بما انه وعد بتحمل المسؤولية برائاسته لهذه الحكومة احب مواصلة الإصلاح وعدم افلاس مدخرات الموظفين .وهنا تبين بالواضح ان المسألة ليست مسألة اصلاح لأنه هم ولابد منه ولكن عندا منهم لايجب ان يحتسب لهذه الحكومة رغم الدمار الذي سيصيبه ازاء التأخير .وللمعلومة نفس الورقة لعبوا بها في عهد اليوسفي الذي لازالت شعبيته ويشهد عليها من جميع السياسيين .وتم التشهير به لانه له نفس البرنامج الذي لذى السيد بنكيران اي محاربة الفساد .ولكن الزمن ليس كزمن اليوسفي تغيرت اشياء كثيرة ومنها الذي نحن عليه الآن اي فضاءات التواصل الاحتماعي كالفايس بوك والثويتر الذي يوصل المعلومة في وقتها ويفضح كل شيء في وقته .واذكر جيدا خطاب السيد بنكيران في قبة البرلمان عندما قال لأحزاب المعارضة اعدكم وعد شرف بأن اكون في المعارضة في المرحلة المقبلة بشرط ان لا تقوموا بما اقوم به اتجاه إصلاح صندوق التقاعد وبنفس الوسيلة التي قدمتها لكم اي الزيادة في سن التقاعد الى 62 سنة كمرحلة ابتدائية وستصل تدريجيا الى 65 سنة والزيادة في الانخراطات .طبعا ولا حزب من احزاب المعارضة رد عليه بالعكس الكل انزلوا عيونهم الى الارض لشدة حرجهم ونشكر الزمن الحالي الذي اتى لنا برئيس حكومة له الجرأة اللازمة كي يمس صندوق المقاصة الذي كان في صالح الأغنياء اكثر بكثير من الفقراء فمعروف ان المواطن العادي لا يستهلك في الشهر قارورتين من الغاز ويتم دعمهم من الصندوق ب 83 درهم للواحدة ام الأغنياء فيستهلكون 100 قارورة او اكثر في اليوم الواحد وليس الشهر لفلاحته او معامله الفقير يستعملها لطبخ قوته والاخر لتجارته التي يكسب منها امولا طائلة وهنا الغني يزداد غنى بدعم الدولة له والفقير في مكانه ونفس الشيء بالنسبة للبنزين المواطن العادي لا يتعدى 4ليتر او خمسة في اليوم والغني يستهلك المئات الليترات لسيارته الرباعية الدفع والشاحنات التي لديه والحافلات ونفس الخلاصة واحد يستفيد ماديا ومدعما من الصندوق والآخر في مكانه فكيف للغني ان لا يزداد غنى والفقير يزداد فقرا وهذا الصندوق يعبئ من الضرائب التي يؤديها المواطنين يعني يأخدوا منا ويعطونه للأغنياء .وطبعا عندما يقرأ مقالي هذا هناك من يقول بأني أتعاطف مع هذه الحكومة وردي هو بأني أتعاطف مع الذي ينقد هذه البلاد من الفساد المتفشي ومن يريد ان يحافظ على مدخراتي في صندوق التقاعد وليس مع الذي يفكر في كسب الإنتخابات المقبلة ولو تم افلاس مدخراتي طبعا انا مع عدم مس تقاعدي ولكن انا اكثر مع الذي يريد بأن لا يضيع بالكامل ......بوخني عبد الحكيم