الريان لأهل الصيام
بقلم: هند زروق
وعد الله عزوجل عباده الصالحين بأن لهم جنات النعيم خالدين فيها أبدا، وجعل سبحانه لجنته أبوابا يدخلون منها، قال سبحانه :حتى إذا جاؤوها وفتحت أبوابها وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين [1]وقال سبحانه:هذا ذكر وإن للمتقين لحسن مآب، جنات عدن مفتحة لهم الأبواب [2]
بشرى الـريـان
من أبواب الجنة باب يقال له الريان خص الله به عباده الصائمين يدخلون منه إلى جنة عرضها السموات والأرض، ففي الصحيحين عن سيدنا سهل بن سعد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إن في الجنة باباً يقال له الريان يدخل منه الصائمون فيقومون فيدخلون منه فإذا دخل آخرهم أغلق فلم يدخل منه أحد" وفي رواية:"من دخل منه شرب ومن شرب لم يظمأ أبدا" عن سيدنا عبد الرحمن بن سمرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في منامه الطويل قال:"ورأيت رجلا من أمتي يلهث عطشا، كلما ورد حوضا منع منه، فجاءه صيام رمضان فسقاه وأرواه" [3]وعن سيدنا أنس موقوفا:"إن لله مائدة لم تر مثلها عين، ولم تسمع أذن، ولا خطر على قلب بشر، لا يقعد عليها إلا الصائمون"
وكيف الفوز بالأبواب الأخرى
للجنة أبواب أخرى غير الريان، ذهب بعض العلماء إلى أنها ثمانية واستدلوا على ذلك بما رواه الإمام أحمد عن سيدنا عتبة بن عبد السلمي رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "الجنة لها ثمانية أبواب، والنار لها سبعة أبواب" وقوله صلى الله عليه وسلم فيما رواه عنه سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "ما منكم من أحد يتوضأ فيبلغ أو فيسبغ الوضوء ثم يقول : أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء" [4]وذهب آخرون إلى أنها أكثر من ثمانية واستدلوا على ذلك بمجموعة من الأحاديث التي تحدثت عن تعيين أبواب الجنة، فحصل من مجموعها أن أبواب الجنة أكثر من ثمانية ومنها: حديث سيدنا أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :"إن في الجنة بابا يقال له باب الضحى فإذا كان يوم القيامة ينادي مناد أين الذين كانوا يداومون على صلاة الضحى ؟ هذا بابكم فادخلوه"
ثم حديث سيدنا ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :"للجنة باب يقال له الفرح لا يدخل منه إلا من فرح الصبيان" وعن سيدنا أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "من أنفق زوجين في سبيل الله نودي في الجنة يا عبد الله هذا خير فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة ومن كان من أهل ال**** دعي من باب ال**** ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الريان فقال أبو بكر : يا رسول الله ما على أحد يدعى من هذه الأبواب من ضرورة فهل يدعى أحد من هذه الأبواب ؟ قال : نعم ! وأرجو أن تكون منهم" [5]
وأيا كان عدد أبواب الجنة فإن لذكر الجنة وذكر أبوابها دلالات على أن الله عز وجل لما علم من اختلاف طاقات عباده واستعداداتهم للعمل الصالح، ومن تفاوت هممهم، وعزائمهم، نوع لهم طرق الخير، ليستطيع كل واحد منهم أن يدخل الجنة من الباب الذي يستطيعه، وقد أدرك رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا المعنى، لذا نجد توجيهاته لأصحابه تختلف من صحابي لآخر فهذا يسأله أي الأعمال أفضل فيجيبه عليه الصلاة والسلام:"الصلاة لوقتها، وبر الوالدين، ثم ال**** في سبيل الله" [6] وآخر يسأله صلى الله عليه وسلم عن أكثر ما يُدخل الناس الجنةَ؟ فيقول:"تقوى الله وحسن الخلق" [7]عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال :"من كن له ثلاث بنات، يؤويهن ويرحمهن ويكفلهن، وجبت له الجنة البتة" [8]وقال صلى الله عليه وسلم: "من سلك طريقا يلتمس فيها علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة" [9]فكل ميسر لما خلق له.
اللهم افتح لنا الباب وأوقفنا بين يديك وقفة الأحباب.
الريان لأهل الصيام
المواضيع المتشابهه
