عبد السلام المعـــــطي الكاتب العام للجامعة الوطنية لموظفي التعليم : في حوار

[التربوية]

عبد السلام المعـــــطي الكاتب العام للجامعة الوطنية لموظفي التعليم : سياق التوتر مع وزارة التربية الوطنية سحابة صيف غير ماطرة - السيد الوزير استوعب الخرجات الاعلامية القوية وتعامل معها بايجابية

عرفت العلاقة بين وزير التربية الوطنية الحالي والنقابات التعليمية توترا واختلافا في الرؤى منذ آخر لقاء جمع الوزير بالمركزيات النقابية الخمس الأكثر تمثيلية خلال شهري دجنبر و2007 ويناير2008، ورغم طلبات عقد اللقاء الذي تقدمت به بعض النقابات التعليمية بشكل جماعي أو فردي خلال شهري مارس وابريل المنصرمين، ورغم الإضرابات التي خاضتها الجامعة الوطنية لموظفي التعليم طيلة السنة الدراسية(أيام،3و4دجنبر2007-12و13فبراير2008- 23و24 أبريل 2008 و13 ماي2008) والتصريحات الصحفية المصاحبة لم تحرك الوزارة ساكنا.
وبعد إعلان الوزارة عن البرنامج الاستعجالي لإصلاح التعليم في غياب للشركاء، انتفضت النقابات التعليمية إلى درجة إعلانها عن مقاطعة اليوم التشاوري حول البرنامج المذكور الذي كان مقررا يوم 15 يوليوز2008 ما عجل بعودة الحوار والدفء بين الطرفين خصوصا بعد الدورة العادية للمجلس الأعلى للتعليم المنعقدة أيام 21-22-23 يوليوز المنصرم بالرباط.وفي هذا الإطار ارتأت جريدة العدالة والتنمية إجراء حوار مع السيد عبدالسلام المعطي الكاتب العام للجامعة الوطنية لموظفي التعليم الذي أفاد أن مداخلات الكتاب العامون للنقابات التعليمية الممثلة في الدورة العادية للمجلس الأعلى للتعليم والتي انتقدت وزير التعليم أحمد اخشيشن تأثرت بسياق التوتر الذي طبع علاقة الشركاء بالوزارة ، حيث اعتبرت انعدام التواصل خلق مناخا من الاستياء والإحباط وأبرز المعطي في حوار مع جريدة "العدالة والتنمية"أن رد الوزير امتاز بالهدوء وبالحكمة والاستيعاب الجيد لملابسات التوتر ، حيث عبرا عن عدم نيته في نهج سياسة إقصائية أو استفراد بالقرار التربوي ، بل اعترف بان منهجية اشتغاله ابتعدت عن إشراك الفرقاء الاجتماعيين لكن دون التخطيط للإقصاء أو التهميش مشددا على إيمانه بدور النقابات الأساسي في بلورة وأجرأة مقتضيات الإصلاح .
وأضاف رئيس الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب أن مقاطعة الجلسة التشاورية بشان المخطط الاستعجالي التي كانت مقررة يوم 15 يوليوز المنصرم من طرف خمس نقابات جسدت فعلا نضاليا راقيا للتنبيه والاحتجاج على المنهجية التي تم بها تحضير المخطط الاستعجالي برمته، كما تطرق الحوار إلى دواعي تأجيل الندوة الصحفية النقابية وخلاصات لقاء الكتاب العامون للنقابات مع الوزير السبت المنصرم ولقاء اللجنة المشتركة المنعقدة يوم الإثنين الأخير وفيما يلي نص الحوار:


س- عقد المجلس الاعلى للتعليم دورته العادية مؤخرا على ايقاع التوتر الذي طبع علاقة السيد أحمد اخشيشن وزير التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي بالنقابات التعليمية ، الم يشكل ذلك فرصة للرد عى منهجية الاستفراد التي نهجها السيد الوزير طيلة هذا الموسم الدراسي ؟

ج- بداية اسمح لي ان انوه من باب "ولا تبخسوا الناس أشياءهم " بالحنكة العالية التي يتحلى بها السيد الرئيس المنتدب للمجلس الاعلى للتعليم والذي سهر على تدبير خلفيات هذا التوتر بما يضمن التوافق الذي يعد المدخل الاساس لإرساء مكونات الإصلاح ، فهو لا يدخرجهدا في توفير الاجواء والظروف للاشتغال ،مما يقتضي تفعيل الدور المسؤول للنقابات التعليمية ، اما فيما يتعلق بالسؤال فتدخلات النقابات التعليمية الممثلة في الدورة العادية للمجلس الأعلى للتعليم تأثرت بسياق التوترالذي طبع علاقتها بالوزارة ، معتبرة ان انعدام التواصل خلق مناخا من الاستياء والإحباط داخل المؤسسات النقابية ، وأثر بشكل قوي عن ثقافة التدبير المشترك والجماعي التي راكمتها النقابات التعليمية ذات التمثيلية في علاقتها مع المسؤولين السابقين سيما في ظل راهن تربوي يقتضي جهدا استتنائيا مكثفا وجماعيا .

س- كيف جاء السيد رد وزير التربية الوطنية ؟؟؟

ج- كنا نعتقد انه سيلجأ ال خطاب التبرير والدفاع عن أطروحة تدبيره للقطاع خصوصا بعد الخرجات الإعلامية القوية لمسؤولي النقابات والتي تعامل معها بايجابية على العموم، لكن رده امتاز بالهدوء وبالحكمة والاستيعاب الجيد لملابسات التوتر ، معبرا عن عدم نيته في نهج سياسة اقصائية او تستفرد بالقرار التربوي ، بل اعترف بان منهجية اشتغاله ابتعدت عن إشراك الفرقاء الاجتماعيين لكن دون التخطيط للإقصاء أو التهميش مشددا على إيمانه بدور النقابات الأساسي في بلورة وأجرأة مقتضيات الإصلاح .

س- استجبتم لدعوة السيد اخشيشن ككتاب عامين للنقابات التعليمية ذات التمثيلية وأجلتم الندوة الصحفية التي اعلنتم عنها ، ما السر الكامن وراء الاستجابة والتأجيل ؟؟؟

ج- مقاطعة الجلسة التشاورية بشان المخطط الاستعجالي التي كانت مقررة يوم 15 يوليوز المنصرم من طرف خمس نقابات جسدت فعلا نضاليا راقيا للتنبيه والاحتجاج على المنهجية التي تم بها تحضير المخطط الاستعجالي برمته، وإن كنا لا نرفض المخطط الاستعجالي أو نسعى إلى تأجيله .فنحن في الجامعة الوطنية لموظفي التعليم ، وكباقي النقابات الأخرى لنا بعض الملاحظات حول بعض المجالات التي تعتبر نواة المخطط الاستعجالي ورافعته ،أما الندوة الصحفية فقد عكست وعيا نقابيا وحدويا ومتضامنا عاليا بطبيعة التحديات والاشكالات التي تمر بها الساحة التعليمية وتنعكس سلبا على مصالح الشغيلة التعليمية ، وتأجيلنا للندوة يؤشر على مسؤولية كبرى للنقابات التعليمية وعلى نهجها في التعاطي مع المنظومة التربوية والتكوينية بعيدا عن أي مزايدة سياسية أو توظيف لمصالح ضيقة ، بل الذي تحكم في مواقفنا هو استعادة جو الثقة الذي فقد في العلاقة مع وزارة التربية الوطنية ، مما حتم علينا التعاطي الإيجابي مع دعوة السيد الوزير خلال الدورة العادية للمجلس الأعلى الأخيرة ، ولعل الاجواء العامة التي مر فيها اللقاء مع السيد الوزير يوم السبت المنصرم تترجم عمق الشفافية والجرأة في مطارحة كافة القضايا التي تشغل بال الشغيلة التعليمية مع التركيز على إرساء وبلورة منهجية عمل مشترك ، وفعلا تم الاتفاق على أجندة عمل واضحة ومحددة في الزمان هذا اللقاء كان ضروريا لإزالة الالتباس الحاصل في طبيعة المواقف ، حيث أعرب السيد الوزير عن استعداده للتعاون مع النقابات التعليمية كشريك فعلي وأساسي .

س- هل تم تنزيل رغبة السيد اخشيشن في التعاون مع النقابات الى الواقع العملي ؟؟؟

ج- فعلا لقد تم الاتفاق في هذا اللقاء على تكوين لجنة مشتركة ما بين الوزارة والنقابات من أجل تحديد منهجية العمل ، وقد تم ذلك بالفعل ، حيث اجتمعت اللجنة يوم 28-07-2008 تحت اشراف السيد الكاتب العام لوزارة التربية الوطنية الذي كان مرفوقا بمستشاري السيد الوزير ، والسيد مدير الموارد البشرية ومساعديه ،وهو اللقاء الذي تم فيه ارساء المبادئ الاولية للاشتغال المشترك مع النقابات التعليمية ووضع اجندة ابتدائية تستوعب القضايا الملحة بحيث سيعقد يومي 26و27 خلال شهر غشت الحالي لقاء لمدارسة مشروع المخطط الاستعجالي بمركز الملتقيات والتكوينات كما ستنعقد اللجنة المشتركة لبحث ملفات الحركة الاستتنائية ومعالجة الملفات المزمنة اجتماعيا وصحيا في بداية شتنبر المقبل، كما ستلتئم اللجنة الموسعة بتاريخ 18-09-2008 للوقوف على حصيلة تنفيذ وأجرأة مقتضيات اتفاق فاتح غشت 2007 ومدارسة بعض القضايا العالقة كالتوجيه والتخطيط والمحللين وحملة الشواهد العليا .وغيرها من الملفات الأخرى ..

س- في ظل جوالمصالحة هذا كيف سيتم تدبير الدخول المدرسي المقبل المطبوع باكراهات رمضان وانهيار القدرة الشرائية للعائلات ؟؟؟

ج- الدخول المدرسي المقبل سيكون استتنائيا ليس فقط لتزامنه مع رمضان الابرك ولكن لانه يصادف انعقاد دورة خاصة للمجلس الأعلى للتعليم لإتمام مناقشة مضامين المخطط الاستعجالي ، ليصبح بذلك مشروعا نهائيا .
سيكون كذلك استثنائيا على صعيد الدعم الاجتماعي وذلك بمساعدة الأسر المعوزة وسن اجراءات تحفيزية في العالم القروي من خلال دعم العائلات بمستلزمات الدراسة (المحفظة الجاهزة والمتكاملة ...) ، كما عبر بذلك السيد الوزير ، إلى جانب ذلك سيعرف الموسم برنامج عمل مشترك لمعالجة ومتابعة كافة القضايا التي سبق وان طرحتها النقابات على الوزارة، ولا يسعنا امام هذا التفهم للسيد الوزير لملاحظات النقابات التي عبرت عنها بجلاء إلا أن نثمن هذه العودة الى العمل المشترك درءا لكل توتر لايخدم مصالح مكونات المنظومة التربوية .

س- يشاع ان هناك ملفات يتم تدبيرها بشكل سري من داخل مديرية الموارد البشرية كيف تعلقون على ذلك ؟؟؟

ج – اسمح لي ان اوضح لك ان ماذهبت اليه يجانب الصواب وذلك لسبب بسيط ، لأنه من خلال تعاملنا اليومي مع هذه المديرية وما نلحظه من شفافية في التعامل والتدبير النزيه لكل القضايا والملفات لا أصدق هذا القول بتاتا بل أنزه أطر هذه المديرية بدء من السيد المدير الذي أشهد له بحسن التعامل والتدبير العقلاني ومرورا برؤساء الأقسام والمصالح وانتهاء بكافة العاملين والعاملات . في هذا السياق أحي طاقم هذه المديرية بمناسبة اختتام الموسم الدراسي ،متمنيا لهم عطلة سعيدة .

كلمة ختامية
نثمن توحيد الجهود النقابية والتنسيق الذي أبان عن رغبة قوية في النهوض بالفعل النقابي وتوحيد منهجية مقاربات الاشكالات بنفس موحد وتناغم مما يدفع بعجلة الاصلاح ،إلى الأمام حتى نكون عند حسن ظن جلالة الملك محمد السادس نصره الله الذي ما فتئ جلالته يولي عناية خاصة بالملف التعليمي والقائمين عليه




حاوره : خالد السطي
عن جريدة العدالة والتنمية 5/8/2008