هل تعلم وزارة بلمختار بفضيحة الدراسة على ضوء الشموع بثانوية المجد بمريرت لانعدام الكهرباء منذ حوالي سنتين؟
علمت "الاتحاد الاشتراكي" أن الدراسة مضطربة ومتعثرة، أو هي متوقفة منذ بداية دجنبر الجاري، بثانوية المجد التأهيلية بمريرت، إقليمخنيفرة، على خلفية الاحتجاجات التي تعرفها المؤسسة بسبب انعدام الكهرباء، وضعف التجهيزات الضرورية، ولم يتوقف تلاميذ وتلميذات هذه المؤسسة عن تعميم بياناتهم التي يعلنون فيها للرأي العام، وللمسؤولين على القطاع، استنكارهم الشديد إزاء ما تعاني منه مؤسستهم، ويشددون على دعوة مختلف الجهات المسؤولة لترجمة مطالبهم العادلة والمشروعة المتجلية أساسا في العمل على ربط الثانوية بالشبكة الكهربائية وتوفير التجهيزات والوسائل الضرورية، وفتح داخلية لإيواء الوافدات والوافدين من العالم القروي.
وبينما يصر التلاميذ على ضرورة الاستجابة لمطالبهم، ويختارون إضاءة الشموع في وقفاتهم الاحتجاجية للدلالة على معاناتهم بسبب غياب الكهرباء، قالت مصادر مسؤولة من النيابة الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بخنيفرة ل "الاتحاد الاشتراكي" إنها تمكنت من التغلب على مشكل الماء الشروب وقنوات الصرف الصحي، في حين وقعت على الوثائق المتعلقة بالربط الشبكة الكهربائية إلا تنتظر فقط موافقة مصالح التكوين المهني لكون أقرب مولد كهربائي للثانوية المعنية بالأمر يعود لمؤسسة تابعة لهذه المصالح المذكورة، وهناك اتصالات مستمرة، تقول مصادر النيابة، لمعالجة "المشكل غير المقبول" على حد اعترافها.
ويجمع المتتبعون على أنه بعد مضي حوالي سنتين على افتتاح أبوابها، لازالت ثانوية المجد التأهيلية بمريرت، إقليمخنيفرة، تغلي على فضيحة انعدام الكهرباء رغم الاحتجاجات المتكررة لأساتذتها وتلامذتها، وانتظاراتهم لمعالجة هذه الوضعية المزرية التي لا تشرف سمعة قطاع التعليم ولا ما يسمى بالمخطط الاستعجالي أو الميثاق الوطني للتربية والتكوين، ما يستدعي التساؤل حول سبب صمت وزارة التربية الوطنية والأكاديمية الجهوية لوزارة التربية الوطنية أمام هذا المشكل الذي لن تخفيه لغات التكذيب وبيانات الحقيقة، وقد بادر نشطاء فايسبوكيون إلى إحداث صفحة على الموقع الاجتماعي تحت اسم "ثانوية المجد من التعليم إلى التعتيم" بهدف إشراك العالم في متابعة حياة المؤسسة.
ولعل أصوات المؤسسة، في ظل وضعها الصعب، لم تجد ما يكفي من الأذان الصاغية، اللهم نجاحها، خلال الشهر المنصرم، في حمل المسؤولين على معالجة مشكل الماء الشروب الذي كان منعدما هو الآخر بالمؤسسة، علاوة على مشكل قنوات الصرف الصحي، حيث ظلت الجهات المسؤولة تحمل المسؤولية للمقاول الذي استنفاذ من صفقة بناء المؤسسة، ومن خلاله كانت المؤسسة تستفيد من الإنارة، كحل ترقيعي لاحتواء الظلام، عقب الفترة التي كانت فيها أشغال البناء جارية بالمؤسسة قبل أن يسود الظلام فور رحيل المقاول.
ورغم التبريرات المتناسلة، ظل العاملون بالمؤسسة يشددون على ضرورة تدخل الجهات المسؤولة على القطاع، إقليميا وجهويا ومركزيا، من أجل إنهاء معاناتهم مع الإهمال، وتوفير الضروريات التي بدونها لا يمكن الحديث عن وجود مؤسسة تعليمية قائمة الذات، بالأحرى استحضار مشهد التلاميذ وهم يدرسون تحت ضوء الشموع في ظروف تصعب فيها الدراسة والرهان على التحصيل، وما يصاحب ذلك من حرمان للمتمدرسين من التجارب العلمية الخاصة بالدروس التطبيقية في العلوم الطبيعية والفيزيائية والكيمائية، ومن استعمال الآليات الحديثة والوسائط الالكترونية والإعلامية، وقد أشارت مصادر "الاتحاد الاشتراكي" إلى أستاذة للمعلوميات لا تتوفر على ما تتطلبه مادتها من تجهيزات.
وليس غريبا ألا تتوقف الأطر الإدارية والتعليمية، وجمعية آباء و أولياء تلاميذ المؤسسة، عن وصف وضع المؤسسة ب "الكارثي"، وشجب سياسة التسويف والمماطلة التي تتعامل بها الجهات المسؤولة مع الوضعية السائدة، ومع افتقار المؤسسة لما يكفي من التجهيزات والوسائل الضرورية لجعل السير الدراسي عادياً، وكذا الخصاص المسجل في المقاعد والطاولات التي "فات للجهات المسؤولة أن أنقذت الموقف بجلب بعضها مستعملة من مؤسسات أخرى"، حسب مصادرنا.
ويشار إلى أن ثانوية المجد التأهيلية بمريرت وداخليتها، كان قد خصص لبنائها غلافا ماليا بأزيد من مليار و700 مليون سنتيم، وظلت الجهات المسؤولة تكتفي بعدم اكتمال الأشغال، علما أن ولادة هذه المؤسسة كانت عسيرة من خلال تقدم عدد من السكان لدى الجهات المسؤولة للمطالبة بمستحقاتهم عن أرضهم التي تم تفويتها لبناء المؤسسة، وخاضوا عدة وقفات واعتصامات احتجاجية.