:: دفاتري جديد ::
تاريخ التسجيل: 24 - 1 - 2008
المشاركات: 20
|
نشاط [ sergmed ]
معدل تقييم المستوى:
0
|
|
القباء و الإزار
08-09-2008, 10:59
المشاركة 15
د-القـبــــاء
تعريـف :
قال ابن حجر: القباء بفتح القاف وبالموحدة ممدود فارسي معرب، وقيل عربي واشتقاقه من القبو وهو الضم، ووقع كذلك مفسرا في بعض طرق الحديث ويقال: هو الذي له شق من خلفه, أي فهو قباء مخصوص، وبهذا جزم أبو عبيدة ومن تبعه، وقال ابن فارس: هو قميص الصبي الصغير، وقال القرطبي: القباء والفروج كلاهما ثوب ضيق الكمين والوسط، مشقوق من خلف يلبس في السفر والحرب لأنه أعون على الحركة([1]), وقد لبسه الجاهليون، وكان كسرى قد أهدى الأكيدر قباء من ديباج منسوج بالذهب، وكان من عادة الأكاسرة أن يكسوا الرؤساء وسادات القبائل أقبية من الديباج للتلطف والاسترضاء([2]).
وقد لبس s الفروج، وهو شبه القباء والفرجية، ولبس القباء أيضا([3])، وكان يلبس القباء المحشق للحرب وغير الحرب، وكان له قباء سندس فيلبسه فتحسن خضرته على بياض لونه([4]) عن قتيبة بن سعيد قال: حدثنا الليث عن ابن أبي مُليكة عن المسور بن مخرمة أنه قال: "قسم رسول الله s أقبية ولم يعط مخرمة شيئا فقال مخرمة: يا بني انطلق بنا إلى رسول s، فانطلقت معه فقال: ادخل فادعه لي قال: فدعوته له فخرج إليه وعليه قباء منها فقال: خبأت هذا لك، قال: فنظر إليه فقال رضي مخرمة"([5]). وقال أيضا عن قتيبة بن سعيد قال: حدثنا الليث عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن عقبة بن عامر g أنه قال: "أهدي لرسول الله s فروج حرير فلبسه ثم صلى فيه ثم انصرف فنزعه نزعا شديدا كالكاره له ثم قال: لا ينبغي هذا للمتقين" تابعه عبد الله بن يوسف عن الليث، وقال غيره فروج حرير([6]). وروي عن محمد بن عبد الله بن نمير وإ**** بن إبراهيم الحنظلي ويحيى بن حبيب وحجاج بن الشاعر واللفظ لابن حبيب قال إ****: أخبرنا وقال الآخرون: حدثنا روح بن عبادة حدثنا ابن جريج أخبرني أبو الزبير إنه سمع جابر بن عبد الله يقولا: "لبس النبي s يوما قباء من ديباج أهدي له ثم أوشك أن نزعه فأرسل به إلى عمر بن الخطاب فقيل له قد أوشك ما نزعته يا رسول الله فقال: نهاني عنه جبريل فجاءه عمر يبكي، فقال: يا رسول الله كرهت أمرا وأعطيتنيه فمالي، قال: إني لم أعطكه لتلبسه إنما أعطيتكه تبيعه، فباعه بألفي درهم"([7]).
غير المقطعات من ثيابه s
أ- الإزار
الإزار ما تحت العاتق والظهر، ولا يكون مخيطا فهو قطعة قماش به القسم الأسفل في البدن لستره، يختلف طوله وعرضه حسب رغبة لابسه، ويلبس الإزار مع الرداء في الغالب وقد تلبس معه ألبسة أخرى([8]), والإزار: الجمع أُزُرٌ والآزار أيضا بدن الإنسان عندهم و المئزر والجمع مآزر([9]), كما يطلق على ما واراك وسترك([10]), وقد وردت لفظة إزار في الحديث القدسي قال الله تعالى: " العظمة إزاري والكبرياء ردائي" ضرب بهما مثلا في انفراده بصفة العظمة والكبرياء أي ليس كسائر الصفات التي قد يتصف بها الخلق مجازا كالرحمة والكرم وغيرهما, وشبههما بالإزار والرداء لأن المتصف بهما يشتملانه كما يشتمل الرداء الإنسان وأنه لا يشاركه في إزاره وردائه أحد([11]). وجاء أن الإزار بالكسر الملحفة ويؤنث كذا في القاموس قال في جمع الوسائل والمراد هنا ما يستر أسفل البدن ويقابله الرداء([12]), والملحفة الإزار بهمزة مكسورة فزاي فألف فراء الملحفة الملبدة([13]). روى البخاري عن ابن عباس g قال:"خرج s وعليه ملحفة متغطيا بها على منكبيه وعليه عمامة دهماء"([14]).
وكان s يلبس من الثياب ما وجد من إزار أو رداء أو غير ذلك([15])، وروي عن محمود الواسطي قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا خالد بن مخلد حدثنا عبد الملك بن الحسين قال: سمعت سهم بن المعتمر يحدث عن الهجيمي أنه لقي رسول الله s فإذا هو متزر بإزار قطن قد انتثرت حاشيته([16]). وروي أيضا عن بهلول الأنباري عن أبيه عن جده عن مبارك بن فضالة عن الحسن أن شيخا من بني سليط أخبره قال:" أتيت رسول الله s أكلمه في شيء أصيب لنا في الجاهلية، فإذا هو قاعد، وعليه حلقة قد أطافت به وهو يحدث القوم، وعليه إزار قطن غليظ"([17]). جاء في صحيح البخاري, حدثنا مسدد حدثنا إسماعيل حدثنا أيوب عن حميد بن هلال عن أبي بردة قال: "أخرجت إلينا عائشة كساء وإزارا غليظا فقالت: قبض روح النبي s في هذين"([18]), وجاء نفس الحديث بلفظ كساء ملبدا يعني مرقعا، وقيل الملبد الذي ثخن وسطه, وصفت حتى صار يشبه الملبدة([19]), وقال ثعلب:" يقال للرقعة التي يرقع بها القميص لبدة", وقال غيره هي التي ضرب بعضها في بعض حتى تتراكب وتجتمع، وقال الداودي: هو الثوب الضيق ولم يوافق([20]).
1- طول إزار النبي s:
أما في ما يخص هذا الموضوع, فلم ترد أحاديث كثيرة تبين ذلك إلا ما جاء عن الواقدي رحمه الله أنه كان إزاره s من نسج عمان, طوله أربعه أذرع وشبر في عرض ذراعيه وشبر([21]). كما جاء في شرح الشمائل المحمدية أن طول إزاره s أربعة أذرع وشبر في ذراعين([22]). وجاء في إحياء علوم الدين أن قيمة ثوبه كانت عشرة وإزاره أربعة أذرع ونصف([23]).
2- كيفية ائتزاره s :
كانت ثيابه s كلها مشمرة فوق الكعبين, ويكون الإزار فوق ذلك إلى نصف الساق([24]). عن عبد الله بن عمرو قال:" قال رسول الله s ائتزروا كما رأيت الملائكة تأتزر قالوا: يا رسول الله كيف رأيت قال: إلى أنصاف سوقها". رواه الطبراني في الأوسط([25]). وروى عثمان g أن الرسول s كان يأتزر إلى أنصاف ساقيه([26]). وروى ابن أبي شيبة والإمام أحمد برجال ثقات عن أبي هريرة g أن النبي s كان يُرى عضلة ساقه من تحت إزاره([27]). وروي عن يزيد بن أبي حبيب أن رسول الله s كان يرخي الإزار من بين يديه ويرفعه من ورائه([28]). وروي عن أحمد بن عمر قال: حدثنا سليمان بن حرب، حدثنا شعبة عن الأشعث بن سليم، قال: سمعت عمتي تحدث عن عمها أنه رأى إزار رسول الله s أسفل إلى نصف الساق([29]). و جاء في سنن ابن ماجة, حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو الأحوص عن أبي إ**** عن مسلم بن نذير عن حذيفة قال: "أخذ رسول الله s بأسفل عضلة ساقي أو ساقه فقال: هذا موضع الإزار فإن أبيت فأسفل, فإن أبيت فأسفل فإن أبيت فلا حق للإزار في الكعبين"([30]), أي وصوله إليهما فوصوله إليها خلاف السنة([31]). والحديث مثله ورد مع اختلاف في طريقة روايته([32]). عن ابن ماجة قال: حدثنا علي بن محمد حدثنا سفيان بن عيينة حدثني أبو إ**** عن مسلم بن نذير عن حذيفة عن النبي s مثله. حدثنا علي بن محمد حدثنا سفيان بن عيينة عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه قال:" قلت لأبي سعيد: هل سمعت من رسول الله s شيئا في الإزار, قال: نعم, سمعت رسول الله s يقول إزرة المؤمن إلى أنصاف ساقيه, لا جناح عليه ما بينه وبين الكعبين, وما أسفل من الكعبين في النار, الحديث([33]). وجاء في الطبقات عن سعيد بن منصور أخبرنا عبد العزيز بن محمد أخبرنا محمد بن أبي يحيى عن رجل عن ابن عباس قال:" رأيت رسول الله s يأتزر تحت سرته ورأيت عمر يأتزر فوق سرته"([34]). وروي عن محمود بن غيلان حدثنا أبو داود عن شعبة عن الأشعث بن سليم قال: "سمعت عمتي تحدث عن عمهما قال: بينما أنا أمشي بالمدينة إذا إنسان خلفي يقول إرفع إزارك فإنه أتقى وأبقى, فالتفت فإذا هو رسول s فقلت: يا رسول الله إنما هي بردة ملحاء, (بفتح, تأنيث أملح يقال كبش أملح ونعجة ملحاء أي فيها بياض يخالطه سواد في الصحاح, فالملحاء التي فيها خطوط من سواد وبياض وقيل ما فيه البياض)، قال أما لك فيَّ إسوة فنظرت فإذا إزاره إلى نصف ساقيه"([35]). قال مسلم في صحيحه حدثني أبو طاهر حدثنا ابن وهب أخبرني عمر بن محمد عن عبد الله بن واقد عن ابن عمر قال: "مررت على رسول الله s وفي إزاري استرخاء, فقال: يا عبد الله إرفع إزارك فرفعته ثم قال: زد فزدت فما زلت أتحراها بعد فقال بعض القوم إلى أين فقال إلى أنصاف الساقين"([36]). وهكذا كانت إزرتهs حتى مات وكذا إزرة الصحابة والتابعين من بعده, حدثنا أحمد بن عمر حدثنا إسماعيل حدثنا علي بن المدني حدثنا يحيى بن سعيد حدثنا محمد بن أبي يحيى حدثنا عكرمة قال: "رأيت ابن عباس يأتزر فيضع حاشية إزاره من مقدمة على ظهر قدمه ويرفع مؤخره، فقلت: ما هذه الإزرة؟ فقال: رأيت رسول اللهs يأتزرها"([37]). والحديث نفسه جاء مع اختلاف في روايته([38]). وأخبرنا محمد بن مقاتل قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك قال: أخبرنا موسى بن عبيدة عن إياس بن سلمة عن أبيه قال: "بعث النبي s عثمان بن عفان إلى مكة فأجاره أبام بن سعيد حمله على سرجه وردفه حتى قدم به مكة, فقال: يا بن عم, أراك متخشعا أسبل إزارك كما يسبل قومك قال: هكذا يأتزر صاحبنا إلى أنصاف ساقيه قال: يا ابن عم طف بالبيت قال: إنا لا نصنع شيئا حتى يصنع صاحبنا ونتبع أثره"([39]). وحدثنا سويد بن نصر حدثنا عبد الله بن المبارك عن موسى بن عبيدة عن إياس بن سلمة بن الأكوع عن أبيه قال: "كان عثمان بن عفان يأتزر إلى أنصاف ساقيه, وقال: هكذا كانت إزرة صاحبي يعني النبي s"([40]). وعن المتوكل أنه رأى ابن عمر وإزاره إلى نصف ساقه وقميصه فوق ذلك ورداؤه فوق القميص([41]).
([1])- فتح الباري، ج 10، ص 269.
([2])- المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام، ج 5، ص 53.
([3])- زاد المعاد، ج 1، ص 137.
([4])- إحياء علوم الدين، ج 2، ص 405.
([5])- صحيح البخاري، كتاب اللباس، باب القباء وفروج حرير وهو القباء، ج7، ص 264.
([6])- نفسـه، ج 7، ص 264.
([7])- سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد، ج 7، ص 403
([8])- المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام، ج 5، ص 54.
([9])- التلخيص في معرفة أسماء الأشياء، ج 1، ص 203.
([10])- لسان العرب ، ج 1، ص 131.
([11])- نفسه، ج 1، ص 131.
([12])- شرح الشمائل المحمدية، ج 1، ص 176 / المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام، ج 5، ص 54.
([13])- سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد، ج 7، ص 483.
([14])- نفسه، ص 476.
([15])- إحياء علوم الدين، ج 2، ص 404.
([16])- أخلاق النبي، ص 67.
([17])- نفسه، ص 67.
([18])- صحيح البخاري، كتاب اللباس باب الأكسية والخمائص، ج 7، ص 270 / صحيح مسلم للإمام أبي الحسين مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري, تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي, دار إحياء التراث العربي-بيروت-الطبعة الاولى:1375هـ, 1955م, كتاب اللباس والزينة باب التواضع في اللباس والاقتصار على الغليظ منه واليسر, ج 3, ص 1660 / زاد المعاد، ج 1، ص 141 / الشمائل المحمدية والخصائل المصطفوية، ج 1، ص 108 / نهاية الأرب في فنون الأدب، ج 18، ص 285 / سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد، ج 7، ص 477.
([19])- الشمائل المحمدية والخصائل المصطفوية، ص 108
([20])- فتح الباري، ج 10، ص 341.
([21])- زاد المعاد، ج 1، ص 137.
([22])- شرح الشمائل المحمدية والخصائل المصطفوية، ج 1، ص 176.
([23])- إحياء علوم الدين، ج4, ص 246.
([24])- نفسه، ج 2، ص 405.
([25])- مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، ج 5، ص 123.
([26])- سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد، ج 7، ص 477.
([27])-نفسه, ص 479.
([28])- الطبقات الكبرى لابن سعد، ج 1، ص 459 / كنز العمال، ج 7، ص 120 / نهاية الأرب في فنون الأدب، ج 18، ص 288 / سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد، ج 7، ص 477.
([29])- أخلاق النبي، ص 96.
([30])- سنن ابن ماجة كتاب اللباس باب موضع الإزار أين هو، ج 8، ج 5، ص 199.
([31])- شرح الشمائل المحمدية والخصائل المصطفوية، ج 1، ص 479.
([32])- الشمائل المحمدية والخصائل المصطفوية، ص 111 / شرح الشمائل المحمدية، ج 1، ص 478 – 479.
([33])- سنن ابن ماجة, كتاب اللباس, باب موضع الإزار، ج 5، ص 200 / إحياء علوم الدين، ج 4، ص 249 / رياض الصالحين، ص 276.
([34])- الطبقات الكبرى لابن سعد، ج 1، ص 459 / سبل الهدى، ج 7، ص 277.
([35])- الشمائل المحمدية، ج 1، ص 111 / شرح الشمائل المحمدية، ج 1، ص 176 – 177 / مرآة الجنان وعبرة اليقظان، ج 1، ص 39 / الأنوار المحمدية، ص 251 / سبل الهدى والرشاد، ج 7، ص 478.
([36])- صحيح مسلم, كتاب اللباس والزينة, باب تحريم جر الثوب خيلاء وبيان حد ما يجوز إرخاؤه إليه، ج 3، ص 1653 / رياض الصالحين من كلام سيد المرسلين، ص 276.
([37])- أخلاق النبي، ص 97 / سبل الهدى، ج 7، ص 477.
([38])- الطبقات الكبرى لابن سعد، ج 1، ص 459 / نهاية الأرب في فنون الأدب، ج 18، ص 288.
([39])- نفسه، ج 1، ص 459 / أخلاق النبي, ص 96.
([40])- الشمائل المحمدية والخصائل المصطفوية، ص 111 / شرح الشمائل المحمدية، ج 1، ص 178.
([41])- المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية، للحافظ ابن حجر أحمد بن علي العسقلاني، تحقيق الأستاذ المحدث الشيخ حبيب الأعظمي، توزيع عباس أحمد الباز، مكة المكرمة، ج 2، ص 272.
|