أطفالنا والتأديب من خلال المحبة - منتديات دفاتر التربوية التعليمية المغربية
تسجيل جديد
أبرز العناوين



دفاتر التربية الصحيحة هذا الركن بدفاتر dafatir خاص بقواعد التربية الصحيحة والقويمة للأبناء والبنات

أدوات الموضوع

الصورة الرمزية nadiazou
nadiazou
:: مراقبة عامة ::
تاريخ التسجيل: 19 - 10 - 2013
المشاركات: 12,032
معدل تقييم المستوى: 1385
nadiazou في سماء التميزnadiazou في سماء التميزnadiazou في سماء التميزnadiazou في سماء التميزnadiazou في سماء التميزnadiazou في سماء التميزnadiazou في سماء التميزnadiazou في سماء التميزnadiazou في سماء التميزnadiazou في سماء التميزnadiazou في سماء التميز
nadiazou غير متواجد حالياً
نشاط [ nadiazou ]
قوة السمعة:1385
قديم 28-12-2014, 21:12 المشاركة 1   
افتراضي أطفالنا والتأديب من خلال المحبة

أطفالنا والتأديب من خلال المحبة
د.مصطفى ابوسعد
بسم الله الرحمن الرحيم

إن تأديب الطفل من خلال المحبة يعني برمجة سلوكية إيجابية تبدأ بالشعور الداخلي والعاطفة القوية التي تضمن استمرارية السلوك وبناءه على أسس متينة، بخلاف التأديب بالتخويف الذي قد يعطي نتائج على المدى القريب، لكنه لا يحدث الأثر نفسه الناتج عن المحبة والاقتناع والشعور الداخلي.

عوامل مساعدة لبناء المحبة المتبادلة:

1- المودة و الرحمة أساس العلاقة بين الآباء و الأبناء.
2- التقدير و الاحترام المتبادلان.
3- التقليد من الأبناء فطرة و تلك مسؤولية كبرى على الآباء.
4- الاحتكاك المباشر و حضور الوالدين ضرورة لا بدّ منها.

الإعجاب بداية الطريق:

الإعجاب هو أساس المحبة و لا يحب الإنسان بدون إعجاب. و ذلك كان المطلوب من الآباء والأمهات الاعتناء بسلوكهم اليومي ومظهرهم لينالوا إعجاب الأبناء.

نحن المسلمين لنا نظرية تختلف عن غيرنا، فالإعجاب يأتي نتيجة للتماثل. فالابن يعجب بأبيه لينهل من سلوكه و يتعلم من رجولته. والبنت تتعلم من أمها وتعجب بها لتنهل منها خصائص الأنوثة.

وهذا خلاف ما يعتقده و يؤكده الغربيون و من انساق وراءهم ممن يعتبرون الإعجاب يتم بين الولد وأمه و البنت وأبيها منطلقين من أساطير يونانية قديمة تبناها بعض الأطباء النفسانيين (فرويد) وعدوها عقداً إنسانية (عقدة أوديب – إلكترا). و الحمد لله أن هذه النظريات الشاذة انهدمت في محاضنها و انكسرت علمياً قبل أن تنكسر دينياً و خلقياً.

الشكر عمل وسلوك: (اعملوا آل داود شكراً)

الشكر سلوك يومي في حياة الأسرة و هو اعتراف متبادل بين المحسن و المتلقي. و الإكثار من الشكر يولد بعد الإعجاب شعوراً بالمحبة. لذلك فإن الحب هو ثمرة إعجاب مع شكر. و لذلك كان الاقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم ثمرة محبة.

و حبه هو الإعجاب به، و هذا ما تؤكده الآثار الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:
- ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار. رواه البخاري.

- لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحبّ إليه من والده و ولده و الناس أجمعين. رواه البخاري.

هذه كلها أحاديث تؤسس لعملية الاقتداء والتأديب النبوي الذي ينطلق من أساس حب الرسول صلى الله عليه وسلم الذي يتحول إلى سلوك عملي و ممارسات يومية لا إلى أشعار ومناسبات واحتفالات.

و مما نستخلصه من حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي جعل حبه و حب الله سبحانه و تعالى يفوق حب ما سواهما شرطاً لكمال الإيمان، التأسيس لعملية التأديب بالمحبة.

عبّر لابنك عن المحبة

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا أحب أحدكم أخاه فليخبره أنه يحبه. رواه أبو داود في سننه (كتاب الأدب).

إن العلم بمحبة الآخرين حاجة نفسية لدى الإنسان مهما كان عمره. والطفل أولى وأحوج إلى أن يسمع هذه الكلمة ويستمتع بدفئها و سعادتها.

كثيراً ما سمعت أناساً يشكون من أن آباءهم أو أزواجهم لا يعبرون لهم أبداً عن حبهم، أو لا يفعلون ذلك إلا نادراً. ولكنني لم أسمع أبداً شخصاً واحداً يشكو من أن أبويه أو أي شخص آخر قال له كثيراً: ( إنني أحبك).

و لا أتخيل أن هناك شيئاً أسهل من قول (أحبك) و لكن الكثيرين لا يقولون هذه الكلمة بصرف النظر عن الأسباب. قد يعتقد البعض أن الشخص الذي يحبه لا يحتاج إلى سماع هذه الكلمة أو يريدها، أو إنه لن يصدقها. و ربما يكون العناد أو الخجل هو الذي يمنعنا من أن نقول ذلك.

مهما كانت الأسباب فلا يوجد مبرر لهذا، بل إن هناك العديد من الأسباب المهمة التي تحثنا على إخبار الآخرين بأننا نحبهم. و لا فرق بين أن تكون قد سمعت هذه الكلمة كثيراً أم لم تسمعها، إذ يبقى الاستماع إلى كلمة (أحبك) يجعل الناس يشعرون بالراحة، فهي تذكرهم بأنهم ليسوا وحدهم، و بأنك تهتم بهم، و ترتفع بتقديرهم لأنفسهم، وتعطيك أنت أيضاً شعوراً بالارتياح. و هذه الكلمة من أقوى الكلمات المؤثرة على النفس. فالشخص الذي يشعر بحب الآخرين له (لأنهم أخبروه بذلك) يمكن له أيضاً أن يمنح الحب في المقابل، ويكتسب الثقة الهادئة.

إذا ما عبّرنا لأطفالنا لهم عن حبنا إياهم سعدوا، وابتهجوا، وأحبونا بالمقابل، وإذا ما أحبونا اتخذونا قدوة ومثلاً، فكان ذلك لهم تربية بالحب.

التعبير لا يخدش وقارك:

لكن –ويا للأسف– يخطئ كثير من الآباء والأمهات، فيظن أحدهم أنه إذا عبّر عن حبه لابنه أو ابنته بقوله له أو لها: (إني أحبك) أو بتقبيله، أو تقبيلها، أن ذلك سيهدد مكانته عند ابنه أو ابنته، وسيجعل سلطته عليهما أضعف.

فما أكثر الذين لا يذكرون يوماً سمعوا فيه كلمة حب واحدة من والديهم، ولا يذكرون يوماً قبّلهم فيه آباؤهم أو أمهاتهم،إذ يقبل هؤلاء الآباء والأمهات أولادهم عندما يكونون صغاراً في سنواتهم الأولى، وما إن يصبح أولادهم أكثر وعياً حتى يتوقفوا عن إظهار علامات الحب لهم من تقبيل، وعناق، واعتراف بالحب باللسان.

مخطئون كثيراً هؤلاء الآباء والأمهات، لأن التعبير عن الحب يرفع من مكانتنا في نفوس أولادنا، و يجعلهم أكثر طاعة لنا، و أكثر حرصاً على إرضائنا.

روى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قَبَّل رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسن بن علي، وعنده الأقرع بن حابس التميمي جالساً، فقال الأقرع: إنّ لي عشرة من الولد ما قبلت منهم أحداً، فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: (من لا يَرحم لا يُرحم).

و روى البخاري أيضاً في صحيحه عن عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت: جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: تُقبلون الصبيان؟ فما نقبلهم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( أو أملك لك أن نزع الله من قلبك الرحمة).

أمّا إن كان المقصود من التعبير عن الحب مطالبة المحبوب بواجبات يظنها المحب حقاً له على المحبوب لمجرد أنه يحبه، فإن هذا التعبير يصبح خبراً غير سار، فلئن أحبني شخص ما فإنه هو المسؤول عن ذلك، وحبه لي لا يلزمني بشيء تجاهه إلزاماً، ولا يجعل له حقوقاً علي، إلاّ إن أنا بادلته حباً بحب، فعندها يلزمني حبي له (لا حبه لي) أن أهتم به وأرعاه، وهذا ينطبق على أولادنا مثلما ينطبق علينا –نحن معشر الكبار-.









آخر مواضيعي

0 التقاعد النسبي : الآثار و الانعكاسات
0 التقاعد لحد السن
0 التعاضدية العامة للتربية الوطنية تطلق الخدمة الالكترونية لمنحة التقاعد و الوفاة والايتام.
0 علاجات تطبيقية لمشكلة كراهية الابناء للمدرسة
0 بحث مثير يكشف عن الكلمات التي تُظهر توتّر الشخص
0 خطير بالفيديو:"فيروس" يهدد جميع رواد "الفايسبوك" وهذه التفاصيل
0 هذه توصيات جطو لإنقاذ صندوق التقاعد - تقرير المجلس الأعلى للحسابات 2017
0 اعتداء تلميذ على أستاذ بالثانوية ابن بطوطة
0 الطريق إلى أبوة صالحة
0 الزواج الثاني .. حلم الأزواج !


خادم المنتدى
:: مراقب عام ::

الصورة الرمزية خادم المنتدى

تاريخ التسجيل: 20 - 10 - 2013
السكن: أرض الله الواسعة
المشاركات: 17,180

خادم المنتدى غير متواجد حالياً

نشاط [ خادم المنتدى ]
معدل تقييم المستوى: 1867
افتراضي
قديم 26-02-2017, 05:41 المشاركة 2   

شكرا جزيلا لك..بارك الله فيك
-********************-

الأحد01شـوال1441هـ/*/24مــاي2020م
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

« أسباب الكذب عند الأطفال وآثاره | الآثار النفسية للتمييز بين الأبناء تؤدي إلى نتائج سيئة وفقدان الثقة بالنفس »
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الوفا "يرفض" المثول أمام اللجنة الوطنية للتحكيم والتأديب لحزب الاستقلال naima zahiri دفاتر الأخبار الوطنية والعالمية 1 24-07-2013 00:36
قرص المحبة احمد امين المغربي النثر والخواطر 16 06-06-2009 23:48
كأس المحبة fawaz النثر والخواطر 21 06-06-2009 14:59
المحبة ... عنوان driss972 الشعر والزجل 13 20-05-2009 11:56
الكلمات الميتة................. mahdar القصص والروايات 30 13-03-2009 17:01


الساعة الآن 00:49


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات دفاتر © 1434- 2012 جميع المشاركات والمواضيع في منتدى دفاتر لا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة المنتدى بل تمثل وجهة نظر كاتبها
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات دفاتر تربوية © 2007 - 2015 تصميم النور اونلاين لخدمات الويب المتكاملة