انتقد "تهميش" العقيدة و"تنحية" التاريخ في المناهج الحالية:
مفتي مصر السابق يطالب بمناهج تعليم تدعم القدس صبحي مجاهد */ 14-05-2009 اسلام اون لاين
طالب الدكتور نصر فريد واصل – مفتي الجمهورية السابق – بتعديل مناهج التعليم في الدول العربية بما يدعم قضية القدس ومكانتها وتاريخها. وأضاف في تصريحات لـ "مدارك" أن المؤسسات التعليمية في الكيان الصهيوني تقوم بتدريس الأماكن المقدسة في القدس تاريخيًا ودينيًا، وتزرع في النشء أن القدس بمعالمها إنما هي جزء رئيسي من حياة اليهود وتاريخهم ويجب الحفاظ عليها بكل الطرق.
وانتقد واصل ما أسماه بـ "تهميش" العقيدة في القضية الفلسطينية في مناهجنا العربية، وتنحية الجوانب التاريخية عند تدريس كل ما يتصل بفلسطين لطلابنا في مختلف المراحل التعليمية، بعكس إسرائيل التي ربت جيلا جديدًا يضع "يهودية القدس" في قمة أولوياته.
تكريس للتطبيع والخضوع
ورفض مفتي مصر السابق دعوة وزير الأوقاف المصري محمود حمدي زقزوق والتي طالب فيها بزيارة القدس كخطوة لكسر الهيمنة الصهيونية عليه، وقال: "من وجهة نظري زيارة القدس وهي تحت الاحتلال الإسرائيلي تعد نوعا من التطبيع، وقد يؤدي الأمر إلى الإيحاء بأن مشكلة احتلال القدس قد حلت بدليل أن زيارتها أصبحت مفتوحة للجميع، ولا داعي لمسألة الاستقلال والمطالبة برفع يد الصهاينة عن القدس".
وتابع: أرى أن نصرة القدس بشكل عملي تأتي عبر تدعيم "المقدسيين" سياسيًا واقتصاديًا لتثبيت تواجدهم داخل القدس ليكونوا شوكة في حلق مخطط التهويد، وإثارة الأمر بشكل منهجي مع منظمات حقوق الإنسان، وذلك مع الاستمرار في حظر التطبيع السياسي أو الثقافي أو الاقتصادي مع إسرائيل.
واعتبر واصل أن زيارة القدس باستخدام تأشيرات إسرائيلية يكرس الخضوع للصهاينة والإقرار بحقهم في السيطرة على القدس، وقد يكون الأمر مدخلا للتطبيع، وذلك عكس ما ينشده وزير الأوقاف المصري من دعوته الأخيرة.
غير أنه استثنى الفلسطينيين من هذا الأمر، مبررًا ذلك بأنهم واقعون تحت احتلال ومضطرين شرعًا وقانونًا لاستخدام التصاريح الإسرائيلية في الدخول إلى القدس أو الخروج منها.
لا سلام
وفي رده على سؤال حول طبيعة الاتفاقيات المبرمة بين بعض الدول العربية وإسرائيل، ومدى تخويلها لزيارة القدس، أكد واصل أن تلك الاتفاقيات غير عادلة ومجرد أمر سياسي فرض لضرورة معينة، علاوة على أن الصهاينة لم ولن يجنحوا إلى السلم بشكل حقيقي، وبالتالي فإن هذه الاتفاقيات لا تعد مسوغًا لزيارة القدس وهي تحت الاحتلال.
وأشار د. نصر فريد واصل إلى أن إسرائيل كيان صهيوني "سياسي" وإن تظاهرت بالجانب الديني اليهودي، مؤكدًا أن الصهاينة حركة استعمارية عالمية لا دينية لا يهمها الدين اليهودي ولا أي دين سماوي.
وطالب بتحرك عربي إسلامي فاعل لإحياء قضية القدس دوليًا على محاور جديدة واتخاذ مواقف أكثر جدية وتنظيمًا في المحافل الدولية ضد إسرائيل وممارساتها في المدينة المقدسة، مشددًا على أهمية وحدة الصف العربي وتحسين العلاقات العربية – العربية بدلا من حملات التشهير والاتهامات المتبادلة بين الدول العربية.
وأجاز المفتي السابق تخصيص جزء من زكاة المال لدعم القدس والمقدسيين ضد حملة التهويد الإسرائيلية المنظمة، مبينًا أن الدعم المادي للقدس وقضيتها واجب ديني وقومي على كل العرب والمسلمين
هدم الأنفاق لا يجوز
من جهة أخرى، ندد واصل بهدم الأنفاق بين مصر وقطاع غزة والتي يستخدمها الفلسطينيون لنقل "تهريب" المؤن وبعض الأسلحة، مؤكدًا أن كل الوسائل التي تدعم وتمكن أهل البلد المحتلة من المقاومة ورفع الاحتلال هو واجب ديني وقومي بغض النظر عن الأسلوب.
وحول الحملة الإعلامية التي تقودها دوائر إعلامية عربية ضد المقاومة الفلسطينية واللبنانية، قال واصل إنها محاولة لنزع الشرعية والغطاء الشعبي عن المقاومة، وهو أمر مرفوض شرعًا، داعيًا إلى فتاوى تلم الشمل الفلسطيني وتوحد الفصائل الفلسطينية المقاومة للاحتلال الصهيوني
*صحافي مصري.