الاسس البيداغوجية للتدريس بالكفايات
ـ مدخل نحو مفهوم الكفايات :
تتمتع لفظة المقاربة بدلالات عديدة حسب مجالات التداول .غير أن أهمها دلالتان :
الأولى مستمدة من الحقل الأكاديمي و تفيد محاولة تناول موضوع أو مشكل معين أو مسألة أو إشكالية ما من جميع الجوانب و معالجتها بتكوين تصور عام عنها .
الثانية مستمدة من المجال العسكري و تفيد محاولة محاصرة هدف عسكري ما و تطويقه من أجل السيطرة عليه و التحكم فيه .
بناء على هاتين الدلالتين يمكن القول إن لفظة المقاربة في مجال التربية و التعليم تعني : محاولة السيطرة و التحكم في مسارات و مسالك العملية التعليمية و ضبط اتجاهاتها بفهم عناصرها المكونة وأسسها و وسائلها و مناهجها و برامجها و مقارباتها البيداغوجية و تقنياتها الديداكتيكية … قصد تحقيق نسبة معقولة من الجودة والمردودية ، و ذلك كله باعتماد إستراتيجية واضحة للتدريس تقطع مع الطريقة التقليدية .
ـ الطرح الإشكالي للمجزوءة :
منذ استقلال المغرب تعاقبت وزارات عديدة للتربية و التعليم على تدبير الشأن التربوي . و إذا كانت هذه الوزارات قد حاولت بدرجات متفاوتة القطع مع الطريقة التقليدية في التدريس ، أي الطريقة المبنية على تصور كلاسيكي لكل من المدرس والمتعلم : باعتبار المدرس عنصرا فاعلا ممتلكا للمعرفة و العلم و من ثمة قطب العملية التعليمية التعلمية ، و باعتبار المتعلم عنصرا منفعلا و تلميذا مستقبلا لمعارف الأستاذ اعتمادا على أساليب سلطوية في التلقين بهدف جعله شخصية منضبطة بالدرجة الأولى و صالحا وفق النظرة التقليدية لمفهوم ” الصلاح ” ، فإن أهم المقاربات التي اعتمدتها تلك الوزارات تظل مقاربتين أساسيتين هما : مقاربة التدريس بالأهداف ( 1980م ) وبعدها مقاربة التدريس بالكفايات ( 2000 م).
لكن إذا كان الأمر هكذا ، فإن التعرف على المفاصل الكبرى لهاتين الطريقتين في التدريس و القدرة على العمل بالمقاربة الكفاياتية يقتضي : في مرحلة أولى ، تعرف الإطار العام لمقاربة التدريس بالأهداف و مرجعياتها النظرية ؛ و في مرحلة ثانية ، تعرف مبررات تجاوزها بتبني المقاربة الكفاياتية و تبين السياق الخاص لهذه الأخيرة و جهازها المفاهيمي و الاستراتيجية الناجعة لبناء و تنمية الكفايات لدى المتعلم و أنجع الطرائق البيداغوجية في ذلك .
فما هو الإطار الخاص لمقاربة التدريس بالأهداف و ما مرجعياتها النظرية إذن ؟
و ما هو السياق الخاص لمقاربة التدريس بالكفايات ؟ و ما مبررات اختيارها ؟
و ماهو جهازها المفاهيمي ؟ و أية كفايات هي المستهدفة في مجال التدريس ؟
و بأية وضعيات تعلمية تخلق تلك الكفايات و تنمى لدى المتعلم ؟
و ما هي أنجع الطرائق البيداغوجية لتحقيق ذلك ؟
تتمة الموضوع