[justify]
يرسم لنا التاريخ ثورة أنثوية قد حكمت العالم عبر القرون التي قد خلت.. لكن هذه الثورة لا أحد يذكرها في مجلدات ذاكرته؛ إنما تبقى هوامشا في حاشية الذاكرة...
الملكة سميراميس" ملكة أشورية سنة 800 ق.م، أصلها من دمشق، اختطفها القائد "جنزو" وأسرها، وصدفة التقى بها الملك الآشوري "نينوى" فتزوجها... تسلل ليلا "جنزو" فتقاتلا.. ولما سقط أحدهما الأرض جثة هامدة.. قتلت المنتصر فاكتشفت أنها قد قتقلت زوجها...
"ست الملك" إحدى ملكات الفاطميين التي قتلت أخاها الحاكم بأوامر الله، الخليفة السادس، بتعاقد مع الأمير "ابن دواس"...
"آروى" تحالفت مع بعض البلدان فسحقت جيش "سعيد الزبيدي" وقتلته، وأسرت زوجته انتقاما لعمها...
"رضية الدنيا والدين" من أسرة تركية من المماليك.. قتل أخوها الأكبر أخاها الأصغر وحاول إبعادها عن العرش بمعية من أمراء الحاشية والجيش، لكن كانت الكلمة للشعب.. فثار ضد أخيها، ففشل الإنقلاب.. فقتلت أخاها...
"تركان خاتون بنت خاجنكش" كانت تحكم بالعدل.. ولما وصل "تورانشاه" إلى المنصورة هددها، وطالبها بالأموال.. فقتلته...
"موتشيه ثيان" كانت خادمة في قصر الإمبراطور في الصين.. فأصبحت بعد فترة إمبراطورة الصين بعد أن قتلت أختها وأخاها وأمها والإمبراطور...
"شجرة الدر" ساعدت على قتل "فارس الدين أقطاي"... و"قتلت عز الدين أيبك" زوجها...
"الملكة فاندين" سجنت حلاقها الخاص لمدة ثلاث سنوات لكيلا يعلم الناس أنه قد شاب شعرها...
" أما" قيصرة روسيا حكمت على أحد الأمراء الذي تآمر عليها بالسجن داخل قفص مملوء بالبيض! وأمرته بأن يصيح مثل الدجاحة...
"ايننزى كاستور" ملكة البرتغال، اغتيلت.. ولما أصبح زوجها "بيدرا" ملكا على البلاد أخرج جثتها وأجلسها فوق العرش، ثم ألقى خطابه على الشعب ليخبرهم أنها هي ملكة البرتغال.. وبذلك هي أول امرأة حكمت البرتغال وهي ميتة...
وهناك نساء يشهد لهن التاريخ بالجميل، والغريب، والكبرياء، والأنفة... أمثال: "خديجة بنت عمر بن صلاح الدين البنجالي" وهي من سلطانات الهند... و"الملكة فيكتوريا" و"الملكة إليزابيث" و"كليوباترا" و"ماري تريزا" و"الملكة مارجريت" و"الملكة ولهلمينا ماريا" و"الإمبراطورة أوجينى" و"الملكة كريستيان ايرهاردن"...
وبما أن لائحة النساء طويلة وطويلة جدا جدا... سأنتهي بذكر امرأة ليست كالنساء، بل اسمحوا لي أن أقول أن حتى الرجال ليسوا مثلها! هي امرأة عظيمة الشأن، وعظيمة القدر، رغم أنها قتلت.. لم تقتل من أجل أن تتولى الملك، ولا من أجل الحب، بل قتلت من أجل الأمة التي انتشر فيها الفساد...
لما تولت الحكم لم يرق للناس أن تحكمهم امرأة.. فكثرت البلبلة... فجمع "عمرو بن أبرهة" جنوده وتوجه إلى مملكتها؛ ولما سمعت بالخبر لاذت بالفرار...
ولما انتشر الفساد في مملكتها عملت ما في وسعها حتى ولجت القصر... فسقت "عمرو بن أبرهة"، الملقب بــ " ذي الأذعار"، الخمر حتى ثمل، ثم ذبحته... فعادت إلى عرشها...
إنها "بلقيس" ملكة سبأ التي شهد لها رب العالمين:[قالت أيها الملأ أفتوني في أمري ما كنت قاطعةأمراً حتى تشهدون]، سبأ، 19...كانت لا تتخذ قرارا دون الشورى التي تحقق مصلحة الجماعة...
امرأة اختبرت سيدنا سليمان "عليه السلام" بهدية إن قبلها فهو إنسان مادي... وإن رفضها فدعوته للحق حق؛ ولما رفضها قدمت إليه مستسلمة، ولما عرفت الحق وأيقنت أسلمت وأمرت شعبها باتباع سيدنا سليمان "عليه السلام"...
يال للروعة! يال للضمير الحي! يال للتواضع! يال للاستسلام والتسليم والتفويض لمن هو على هدى ويهدي للحق!...
امرأة لو كنت أعلم أن الناس ستقتدي بها لكتبت عليها آلاف المجلدات؛ ولكن مع الأسف الشديد ولن أشرح لماذا؟ لأنكم تعلمون كيف تسير العجلة في عصرنا الحالي...
عصرنا بدأت تدق فيه أجراس ثورة أنثوية العالم! بحيث أصبحت المناصب العليا تملأها المرأة رويدا رويدا؛ ومن خلال صوت الأجراس أدركت أن العالم سيتحول إلى أنثى بعدما كان ذكرا فحلا لمدة قرون...
- فهل هذا الانقلاب هو دورة الحياة؟
- أم هذا الانقلاب هو مؤشر إلى فساد العالم فسادا مطلقا؟
- أم هذا الانقلاب هو تحول من خشونة الرجل إلى ليونة المرأة؟
- أم هذا الانقلاب يعني ضعف الذكر وقوة المرأة؟
لن نستطيع أن نقف عن طرح الأسئلة! وكل سؤال في هذا الصدد لا يحتاج لجواب لأنه ببساطة السؤال هو نفسه الجواب! وبذلك تكون كل التساءلات احتمالات...
ولنفترض أن هذا العالم أصبح كل رؤسائه، ووزرائه، ومديريه، وجنرالاته، وعماله، وولاته... نساء؛ ماذا سوف يحصل؟!
ربما تتوقف عقارب الساعة إذا ما جاءهن المخاض في ساعة واحدة! ربما لا يتزوجن كما فعلت "الملكة إلزبيت"... ربما يشغلن الرجال مقابل زواجهم بالنساء!...
وإن أصبح هذا العالم أنثى فمن يتزوجها؟!...
كل التخمينات ممكنة ومضحكة ومؤسفة في آن واحد...
في هذه الحال لا أظن أي شيء من هذه المسرحية البهلوانية؛ إنما سأنطلق إلى ما هو أبعد:
أليس صحيح عندما تتولى المرأة الأمور كلها سوف تُبتدَع أحكام.. ولا يسع المرء حينها إلى أن يتبع الأهواء؟
ألا تروا معي أن حينها الأغلبية الساحقة سوف تعمل في الشبهات، وتسير في الشهوات؟
ألم تعلموا حينئذ لن تكون هناك منارة الهدى؟
أكيد ستتفقون معي كما تختلفون معي حسب ما أطلعتكم عليه في البداية، ولكن، لنكن على يقين أن هذا الزمان ليس زمان التقدم والتطور والتيكنولوجيا.. بل هو زمان أسميه "بلاء من الجهل"؛ لأن الشيطان حينها سوف يستولي على أوليائه...
والحمد لله لسنا فقط في بدايته...
[/justify]
ثورة أنثوية العالم
المواضيع المتشابهه
