المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إضاءات... تعينك على القراءة..;


boutrika abdellatif
31-05-2009, 12:53
ان اصطحاب الكتاب وجعل القراءة أحد برامجنا اليومية، أسوة بسائر أعمالنا الأخرى التي هي من ضرورات الحياة... يعد أمرا هاما في تكويننا العلمي والثقافي، وهذا يحتاج منا إلى إعادة صياغة أوقاتنا من جديد، وترتيب الأولويات والمهمات فيها على نحو لا قصور فيه ولا اعوجاج.
كثيرا ما نعلل انصرافنا عن القراءة وجليل الأمور بأسباب متعددة، قد تختلف من شخص لآخر، ومن فئة لأخرى، لكن يجمعها جامع واحد هو ما يعبر عنه بـ (الأسباب الخارجية) التي لها أثر بلا ريب، وهذه الاسباب متنوعة... تارة نلقي اللوم على العمل والانكباب عليه، ومرة على الأهل والأتراب والأنس بهم، وتارة على الوقت وازدحامه بالأعمال الضرورية....
ثم نظن أننا لو تخلصنا منها لتحقق لنا ما نصبوا إليه، لكن ألم يكن جدير بنا أن نضيف السبب إلى مسببه، والعلة إلى معلها حتى يتفق لنا معالجة المشكلة وحل القضية بجدية!!.
إن السبب الرئيس- بلا مراء- الذي يصدنا عن القراءة نابع من أنفسنا وذواتنا، وإن الخلل يكمن فيها، والعلاج يبدأ فيها وينتهي إليها، ولا أراني أزجي الكلام مبالغا إن قلت: إنه لو عزم الواحد منا على القراءة بصدق وعزيمة فسوف يكون له ما أراد، وحينئذ تتهاوى سائر الأسباب الأخر، فيقرأ في كل أحواله...
ومع هذا فإن هناك إضاءات تعين القارئ على القراءة والاستمرار عليها، لا تلغي معالجة السبب الأم، ويمكن أن نجملها على نحو مما يلي:
* تجاوز العقبة النفسية:
من العقبات النفسية التي قد تتأصل في نفس إنسان ما عدم الرغبة في القراءة والنفرة منها، فتجده يردد دائما (أنا لا أحب القراءة، أنا لا أطيق القراءة....) وهذا منه تأصيل للنواحي السلبية في نفسه عن طريق هذه الإيحاءات والتصورات التي تكون عائقا له عن القراءة وسدا ماثلا بين عينيه.
إن التخلص من هذا الإيحاءات السلبية يكون بإفراغ النفس منها؛ لأن التخلية قبل التحلية كما يقال، ومن ثم إحلال الإيحاءات الإيجابية مكانها والتي منها (أنا أحب القراءة، أنا أستمتع بالقراءة....)، فإذا نجح في هذا فقد قطع مسافة كبيرة نحو القراءة.
إن العامل النفسي له أثر في النفس في إعلاء شأنها، أو خفض منزلتها.... الرجل فأقدر أني أقتله، ويقدر هو أني أقتله، فأكون أنا ونفسه عليه.
* إيجاد الدافع نحو القراءة:
إن الإنسان لا يصادف مشكلة بتاتا في التعامل مع دوافعه الأساسية كالطعام والأمن وسواهما من ضروريات الحياة... وإنك- إن بحثت- لن تجد أحدا يستدعيها أو يكونها لديه ما لم يكن عليلا أو مريضا؛ لأنها من الخلقة والفطرة وإليها، وإنما تكمن المشكلة في الاستجابة لدوافعه الثانوية من علم وقراءة وأشباههما...
* تكوين عادة القراءة:
إن الأشياء والهوايات التي نمارسها في حياتنا اليومية إنما صارت عادات بتعلمها أولا ثم بممارستها والمواظبة عليها ثانيا، وبهذا تتكون عادة ومهارة وطبيعة ثانية، ومن واقع الناس تعلم المهارات المختلفة كالسباحة وقيادة السيارة؛ فإنها كما هو معروف لا تنال إلا بالمران والتدرب عليها حتى تصبح عادة بعد حين من الزمن.
ومن هنا فإنه لا يوجد طريقة أخرى لتكوين عادة عملية إلا عن طريق إعمالها وممارستها، فلا تتم من خلال التعلم النظري فقط، وإنما من خلال الممارسة والتمرين؛ والتمرين مع الوقت ينتج الكمالات، والبدايات دائما شاقة لكن لا بد منها، وأشق الخطوات هي تلك الخطوة الأولى التي بها يخرج العمل إلى حيز الوجود، لكن لا تنال إلا بالصبر والمثابرة، و"الاعتبار بكمال النهاية لا بنقص البداية".
-ومن الطرق التي تعين على ذلك:
* البدأ بالكتب الصغيرة، والقصص المفيدة، والكتب المشوقة، والروايات التاريخية، ثم التدرج في ذلك حتى تصبح القراءة لدى الإنسان متعة ولذة، والتدرج في الأمور سنة الحياة كلها.
* أن تكون القراءة نوعا من الاكتشاف، وتنمية للعقل.
* الاجتماع على القراءة، والتواصي على ذلك.






:icon30:

Fouad.M
01-06-2009, 11:05
موضوع قيم ومفيد اخي عبد اللطيف ابوتريكة....
شكرا لك...ودمت مبدعا...
لك تحياتي وودي...

meft66
01-06-2009, 11:42
جازاك الله خيرا .