المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل يمكن رؤية النبي صلى الله عليه وسلم يقظة؟


خالد السوسي
14-06-2009, 11:10
رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في اليقظة

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


السـؤال : هل صحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم يمكن أن يرى في اليقظة ، كـــما يزعم

الصوفية في أنهم يرونه يقظة ؟



الجواب :الرسول صلى الله عليه وسلم توفي هـو حــي فــي قبره حيـاة برزخية لا يعلـــم

كيفيتها إلا الله جل وعـلا ، وأما دعوى أنـــه يرى يقظة فهذا ليــس بصحيح ؛ لعـدم الدليل

الـدال عليه ، ولأنه ثبت عنه صلى الله عليـه وسـلم أنه أول من تنشق عنه الأرض يـــوم


القيامة ،فدل ذلك على أنه لا يخرج من قبره قبل يــوم القيامة ، ويدل على ذلك في حقه

وحق غيره قــولـه تعالى ( إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ ) الزمر30 ، وقــوله عز وجل ( ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ

لَمَيِّتُونَ ) المؤمنون15 ، فدل على أنه ليس هناك خروج من القبور قبـل يوم القيامة .

وبالله التوفيق . وصلى الله على نبينا محمد ، وآله وصحبه وسلم.


اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

مـوقــع الرئاسة العـــامة للبحـوث العلمية والإفتــاء

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


السؤال : كيـــف رؤية أرباب الأحوال النبــي صلى الله عليه وسلم في اليقظة ؟


الجـواب : النبي صلى الله عليه وسلم لا يراه أحـد في الدنيا بعد وفاته وإنما يرى في النوم

فمـن رآه على صورته في النوم فقد رآه لأن الشيطان لا يتمثل في صورتــه ، كمـــا صح

بـذلك الأحاديث عن النبـي صــلى الله علــيه سـلم ، وأما ما يدعيه بعض الصوفية مــن

أنهم يرون النبي صلى الله عليه وسلم يقظة فهو باطل لا أصل له .

وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.


اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

مـوقــع الرئاسة العـــامة للبحـوث العلمية والإفتــاء

ismail.tanger
14-06-2009, 12:45
ما لا يحصل عندك لا تنفيه عن غيرك، رؤية الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم عطاء الهي غير ممنون،وما كان عطاء ربك محضورا.
نعم كما يقول علماء التربية: كلام العشق يطوى ولايروى، ورؤيته صلى الله عليه وسلم سواء يقظة او مناما لا تزيد في التشريع ولا تنقص منه لان الدين مكتمل، ولا نبني عليها حكما.
لكن السؤال الذي يجب ان أطرحه انا وانت وكل مؤمن محب للجناب الشريف والشخص الكريم على الله، وهو: ما حضي من رؤيته صلى الله عليه وسلم؟ وما السبيل ليكون الرسول صلى الله عليه وسلم حاضرا في قلبي وعقلي وعبادتي ... ؟

charie
14-06-2009, 13:19
اللهم صلي على الحبيب محمد واله واصحابه
اخي خالد هذه وجهة نظر من لم يرى ولم يسمع .وهناك فتاوى كثيرة جدا لكبار علماء الامة حول مسألة امكانية رؤية النبي صلى الله عليه وسلم يقظة .ونعم إن كان ادعاء رؤية النبي يقظة من اهل التصوف فعدم رؤيته من الوهابية .
والشكر الجزيل لك اخي اسماعيل فقد صدقت حين قلت كلام العشق يطوى ولا يروى
والله اعلم

الغندور سعيد
14-06-2009, 13:37
صلى الله على محمد
صلى الله عليه وسلم

أم حمزة
14-06-2009, 13:45
صلى الله على سيدنا محمد

فاطمة -الزهراء
14-06-2009, 14:23
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم

sport01
14-06-2009, 15:05
و صلى الله على سيدنا محمد و على اله و صحبه و سلم تسليما

خالد السوسي
14-06-2009, 15:47
ما لا يحصل عندك لا تنفيه عن غيرك، رؤية الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم عطاء الهي غير ممنون،وما كان عطاء ربك محضورا.
نعم كما يقول علماء التربية: كلام العشق يطوى ولايروى، ورؤيته صلى الله عليه وسلم سواء يقظة او مناما لا تزيد في التشريع ولا تنقص منه لان الدين مكتمل، ولا نبني عليها حكما.
لكن السؤال الذي يجب ان أطرحه انا وانت وكل مؤمن محب للجناب الشريف والشخص الكريم على الله، وهو: ما حضي من رؤيته صلى الله عليه وسلم؟ وما السبيل ليكون الرسول صلى الله عليه وسلم حاضرا في قلبي وعقلي وعبادتي ... ؟


اخي الفاضل اسماعيل هذا كلام مبهم وغير جلي وحبذا لو وضحته ...
اما قولكم "عطاء إلهي" فالمرجو إمدادي بدليل واحد أو نموذج واحد لشخص ما رأى النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته يقظة
********************
اما قولكم ماحظي من رؤيته صلى الله عليه وسلم فحتما تقصدون رؤيته يوم يقوم الناس لرب العالمين ويوم يرد المسلمون حوضه فيسقيهم منها شربة لا يظمأون بعدها ابدا

اللهم اجعلني واياكم وجميع المسلمين من هؤلاء

وتقبلوا فائق تقديري وامتناني ومودتي

استدراك :عفوا اخي الفاضل هناك خطا في كتابتكم لعبارة محضورا فالصحيح محظورا

**************************

خالد السوسي
14-06-2009, 15:55
اللهم صلي على الحبيب محمد واله واصحابه
اخي خالد هذه وجهة نظر من لم ير ولم يسمع .وهناك فتاوى كثيرة جدا لكبار علماء الامة حول مسألة امكانية رؤية النبي صلى الله عليه وسلم يقظة .ونعم إن كان ادعاء رؤية النبي يقظة من اهل التصوف فعدم رؤيته من الوهابية .
والشكر الجزيل لك اخي اسماعيل فقد صدقت حين قلت كلام العشق يطوى ولا يروى
والله اعلم

اخي الكريم charie المرجو منكم لو سمحتم إمدادي ببعض هاته الفتاوي لكبار العلماء الذين اشرت إليهم حتى اكون على بينة من امري

أما قولكم "فعدم رؤيته من الوهابية" فيمكنني ان اقدم لكم ادلة لعلماء مغاربة يؤكدون ان رؤيته صلى الله عليه وسلم يقظة قول باطل وغير صحيح

وحبذا اخي لو تفضلتم وشرحتم لي مامعنى هذه الوهابية الغريبة حتى نزداد بصيرة وفهما وجزاكم الله خيرا وكثّر الله من أمثالكم

وارجو قبول فائق احترامي ومودتي وتقديري

خالد السوسي
14-06-2009, 15:57
جزاكم الله خيرا إخواني الافاضل
الغندور سعيد
أم حمزة
فاطمة -الزهراء
و
sport01
وبارك الله فيكم ووفقكم واعانكم وسدد خطاكم وحفظكم من كل سوء ومكروه
وارجو ان تتقبلوا فائق تقديري وامتناني واحترامي

المعتصم بحبل الله
14-06-2009, 18:42
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

جزاكم الله خيرا وبارك فيكم أخي وصديقي العزيز : خالد

ونفع بكم الإسلام والمسلمين

امين يارب

==//==//==//==//==//==
أخي : خالد

هناك عدة أحاديث صحيحة في هذا الشأن . إلا أن اليقظة هنا ربما والله أعلم :

+أنه سيراه في الآخرة يوم القيامة في اليقظة .
+أو سيشفع له يوم القيامة .

=+=+=+=+=+

- من رآني في المنام فسيراني في اليقظة ، ولا يتمثل الشيطان بي
الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 6993
خلاصة الدرجة: [صحيح]

- من رآني في المنام فسيراني في اليقظة . أو لكأنما رآني في اليقظة . لا يتمثل الشيطان بي
الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: المسند الصحيح - الصفحة أو الرقم: 2266
خلاصة الدرجة: صحيح

أم محمد أمين
14-06-2009, 19:21
أتفق معك أخي khalid_agadir (http://www.************/vb/member.php?u=7500) فيما قلته وفيما ستقوله.لذا لن أتدخل وسأكتفي بمتابعة إدارتك للنقاش.
أتمنى أن يوفى هذا الموضوع حقه.

خالد السوسي
15-06-2009, 09:49
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

جزاكما الله خيرا اخي الفاضل أحمد وأختي الكريمة ام محمد امين وبارك الله فيكما
وعودة للحديثين اللذين أوردتها أخي الغالي أحمد فقد قرأت مؤخرا بحثا ممتعا عنهما جمع فيه صاحبه فوائد جمة وقيمة لو سمحتم فسأدرجه كاملا نظرا لأهميته

خالد السوسي
15-06-2009, 10:07
http://hajisqssu.jeeran.com/v135.gif




الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:


فهذا بحث حديثي أسقط فيه "بعون الله تعالى" استدلال الصوفية واحتجاجهم بحديث البخاري ((فسيراني في اليقظة)) في أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يحضر بعد موته بجسده وروحه يقظة لدى أوليائهم ومشايخهم.
والشبهة التي يشبهون بها على الناس سببها سقط لعبارة من متن الحديث في صحيح البخاري، وأصلها أن أحد رواة الحديث شك في لفظة فأوردها على احتمالين، حيث قال في حديث: من رآني في المنام فسيراني في اليقظة أو فكأنما رآني في اليقظة. فسقطت العبارة الثانية في رواية الإمام البخاري فكانت منها هذه الشبهة. والراجح فيها أنها من سهو القلم سواء كانت من الإمام البخاري "رحمه الله" أو من شيخه في السند عبدان، والله أعلم.

أما بالنسبة للشك في الرواية فهو من ابن شهاب الزهري أو من أبي سلمة والراجح الأول، كما سيظهر في مخطط أسانيد الحديث لاحقاً، ولا نقول كما قال أحدهم: إن الرواية الوحيدة على الجزم جاءت من رواية البخاري، وغيرها على الشك. بل نقول: إن رواية البخاري تعرضت لسقط، وبقية الروايات كما في مسلم وأبي داود وأحمد جاءت على التمام، لأنه من المستحيل أن ينقل عبدان شيخ البخاري رواية الجزم ـ فسيراني في اليقظة ـ وأن يروي أربعة عن شيخ عبدان الشك في الرواية، ويأتي الجميع بنفس اللفظ المشكوك فيه ((فسيراني في اليقظة، أو فكأنما رآني في اليقظة)) بل معناه يقتضي أن الأربعة يروون الشك عمن فوقهم، وهو شيخ عبدان أو من فوقه، والراوي عبدان قصر في روايته فلم يأت بلفظ الشك،

ومما يزيد الأمر وضوحاً وثقة بما أقول أن لفظة الشك ((فسيراني في اليقظة أو فكأنما رآني في اليقظة)) جاءت من رواية شيخ، شيخ، شيخ عبدان في السند عند الإمام أحمد (5ـ360) وهو ابن أخي محمد بن شهاب الزهري عن عمه، وهذا يقطع بكون رواية عبدان قد وقع فيها السقط والحمد لله رب العالمين.


أولاًـ من المفيد تقديم روايات الحديث:


حدثنا عبدان أخبرنا عبد الله عن يونس عن الزهري حدثني أبو سلمة أن أبا هريرة قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:

(( من رآني في المنام فسيراني في اليقظة ولا يتمثل الشيطان بي )). البخاري. رقم (6592)


حدثنا موسى قال حدثنا أبو عوانة عن أبي حصين عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

(( تسموا باسمي ولا تكتنوا بكنيتي، ومن رآني في المنام فقد رآني فإن الشيطان لا يتمثل في صورتي )). البخاري. رقم (110)


حدثنا معلى بن أسد حدثنا عبد العزيز بن مختار حدثنا ثابت البناني عن أنس رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:
(( من رآني في المنام فقد رآني فإن الشيطان لا يتخيل بي ورؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة )). البخاري. رقم (6594)


حدثنا خالد بن خلي حدثنا محمد بن حرب حدثني الزبيدي عن الزهري قال أبو سلمة قال أبو قتادة رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم: (( من رآني فقد رأى الحق )). البخاري. رقم (6595)


حدثنا عبد الله بن يوسف حدثنا الليث حدثني ابن الهاد عن عبد الله بن خباب عن أبي سعيد الخدري سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول:

(( من رآني فقد رأى الحق فإن الشيطان لا يتكونني)). البخاري.رقم (6596)


حدثنا أبو الربيع سليمان بن داود العتكي حدثنا حماد يعني بن زيد حدثنا أيوب وهشام عن محمد عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

(( من رآني في المنام فقد رآني فإن الشيطان لا يتمثل بي )). مسلم. رقم (2266)
حدثني.... وحرملة قالا أخبرنا بن وهب أخبرني يونس عن بن شهاب حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن أن أبا هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
(( من رآني في المنام فسيراني في اليقظة أو لكأنما رآني في اليقظة لا يتمثل الشيطان بي )).مسلم. رقم (2266)


حدثنا أحمد بن صالح ثنا عبد الله بن وهب قال أخبرني يونس عن بن شهاب قال أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن أن أبا هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (( من رآني في المنام فسيراني في اليقظة أو لكأنما رآني في اليقظة ولا يتمثل الشيطان بي )). أبو داود. رقم (5023)


حدثنا يعقوب حدثني ابن أخي بن شهاب عن محمد بن شهاب حدثني أبو سلمة ابن عبد الرحمن بن عوف أن أبا هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

(( من رآني في المنام فسيراني في اليقظة أو فكأنما رآني في اليقظة لا يتمثل الشيطان بي )). مسند الإمام أحمد (5ـ306).


وحدثني محمد بن حاتم حدثنا روح حدثنا زكريا بن إ**** حدثني أبو الزبير أنه سمع جابر ابن عبد الله يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( من رآني في النوم فقد رآني فإنه لا ينبغي للشيطان أن يتشبه بي )). مسلم. رقم (2268)


حدثنا يعلى ويزيد قالا أنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

(( من رآني في المنام فقد رأى الحق ان الشيطان لا يتشبه بي )). مسند الإمام أحمد.(2ـ261)


حدثنا محمد بن بشار حدثنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا سفيان عن أبي إ**** عن أبي الأحوص عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(( من رآني في المنام فقد رآني فإن الشيطان لا يتمثل بي )). الترمذي. رقم (2276)


حدثنا محمد بن يحيى ثنا سليمان بن عبد الرحمن ثنا سعدان بن يحيى بن صالح ثنا صدقة بن أبي عمران عن عون بن أبي جحيفة عن أبيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
(( من رآني في المنام فكأنما رآني في اليقظة إن الشيطان لا يستطيع أن يتمثل بي )). ابن ماجه. رقم (3904)


حدثنا محمد بن يحيى ثنا أبو الوليد قال أبو عوانة ثنا عن جابر عن عمار هو الدهني عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(( من رآني في المنام فقد رآني فإن الشيطان لا يتمثل بي )). ابن ماجه. رقم (3905)


أنا الشيخ أبو بكر أحمد بن علي الطريشي قال : أنا القاسم هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري اللالكائي قال : أنا محمد بن عبد الرحمن البغوي، أنا عبد الله بن محمد البغوي، قال : أنا سويد بن سعيد، قال : أنا إسماعيل بن جعفر، عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
((من رآني في المنام، فقد رآني في اليقظة، فإن الشيطان لا يتمثل بي)) اعتقاد أهل السنة للالكائي.



حدثنا وكيع عن سفيان عن أبي حصين عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
((من رآني في المنام فقد رآني في اليقظة فإن الشيطان لا يتمثل على صورتي)) مسند الإمام أحمد. (3608)


حدثنا محمد بن فضيل ثنا عاصم بن كليب حدثني أبي نه سمع أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

(( من رآني في المنام فقد رآني فإن الشيطان لا يتمثل بي )). مسند أحمد. (2ـ232)


حدثنا حسين بن محمد ثنا خلف يعني بن خليفة عن أبي مالك الأشجعي عن أبيه طارق ابن أشيم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( من رآني في المنام فقد رآني )). مسند أحمد. (3ـ472)
أخبرنا الحسين بن عبد الله القطان قال حدثنا هشام بن عمار قال حدثنا أنس بن عياض قال حدثنا يونس بن يزيد عن الزهرى عن أبى سلمة عن أبى هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

(( من رآني في المنام فقد رأى الحق )). صحيح ابن حبان. رقم (6051)
حدثنا أبو مروان العثماني قال ثنا عبد العزيز بن أبي حازم عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(( من رآني في المنام فقد رآني فإن الشيطان لا يتمثل بي)). ابن ماجه. (3901).
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، وأبو زكريا بن أبي إ**** المزكي، قالا: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، أخبرنا بحر بن نصر الخولاني، أخبرنا ابن وهب، أخبرنا يونس عن ابن شهاب أخبرنا أبو سلمة قال: سمعت أبا هريرة، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

(( من رآني في المنام، فسيراني في اليقظة، أو لكأنما رآني في اليقظة، ولا يتمثل الشيطان بي )). البيهقي، دلائل النبوة. (7ـ45).


حدثنا أحمد بن أبي عبيد الله السليمي البصري حدثنا يزيد بن زريع حدثنا سعيد عن قتادة عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( الرؤيا ثلاث فرؤيا حق ورؤيا يحدث بها الرجل نفسه ورؤيا تحزين من الشيطان فمن رأى ما يكره فليقم فليصل وكان يقول يعجبني القيد وأكره الغل القيد ثبات في الدين وكان يقول: من رآني فإني أنا هو فإنه ليس للشيطان أن يتمثل بي)) سنن الترمذي رقم (2206)


حدثنا أبو القاسم عبد الله بن إبراهيم بن عبد الله الأكفاني القطيعي، شيخ بغداد، ثنا محمد بن عزيز الأيلي، ثنا سلامة بن عقيل قال: قال ابن شهاب: وحدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن، أن أبا هريرة، رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ((من رآني في المنام فسيراني في اليقظة، أو فكأنما رآني في اليقظة، ولا يتمثل الشيطان بي)) معجم ابن المقرئ. رقم (964).
تنويه: سلامة بن عقيل في هذا السند، يروي هذا الحديث عن عمه بواسطة كتاب له فيه مرويات الزهري، كما هو واضح في ترجمته في كتاب تهذيب التهذيب.


حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرق، ثنا عمرو بن عثمان، ثنا محمد بن حرب، عن محمد بن الوليد الزبيدي، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من رآني في المنام فسيراني في اليقظة، أو كأنما رآني في اليقظة)) مسند الشاميين للطبراني. رقم (1712)


مما تقدم معنا يتكون لنا مُشَجَّرُ أسانيد حديث أبي هريرة







(1) عبدان، ابن وهب، يونس، ابن شهاب، أبو سلمة، أبو هريرة: فسيراني في اليقظة.
(2) حرملة، ابن وهب، يونس، ابن شهاب، أبو سلمة، أبو هريرة: فسيراني في اليقظة، أو فكأنما رآني في اليقظة
(2)سليمان، ابن وهب، يونس، ابن شهاب، أبو سلمة، أبو هريرة: فسيراني في اليقظة، أو فكأنما رآني في اليقظة
(3) أحمد، ابن وهب، يونس، ابن شهاب، أبو سلمة، أبو هريرة: فسيراني في اليقظة، أو فكأنما رآني في اليقظة
(9) بحر ، ابن وهب، يونس، ابن شهاب، أبو سلمة، أبو هريرة: فسيراني في اليقظة، أو لكأنما رآني في اليقظة
(4) ابن أخي ابن شهاب، ابن شهاب، أبو سلمة، أبو هريرة: فسيراني في اليقظة، أو فكأنما رآني في اليقظة
(5) سلامة بن عقيل، ابن شهاب، أبو سلمة، أبو هريرة: فسيراني في اليقظة، أو فكأنما رآني في اليقظة
(6) محمد بن الوليد، ابن شهاب، أبو سلمة، أبو هريرة: فسيراني في اليقظة، أو كأنما رآني في اليقظة
(15) عبد الرحمن بن يعقوب، أبو هريرة: فقد رآني في اليقظة.
(14) أبو صالح، أبو هريرة: فقد رآني في اليقظة.
(7) كليب بن شهاب، أبو هريرة: فقد رآني فإن الشيطان لا يتمثل بي
(2) محمد بن سيرين، أبو هريرة: فقد رآني فإن الشيطان لا يتمثل بي
(8) أبو صالح، أبو هريرة: فقد رآني فإن الشيطان لا يتمثل في صورتي
(11) عبد الرحمن بن يعقوب، أبو هريرة: فقد رآني فإن الشيطان لا يتمثل بي
(10) محمد بن عمرو، أبو سلمة، أبو هريرة: فقد رأى الحق
(12) أنس بن عياض، يونس، ابن شهاب، أبو سلمة، أبو هريرة: فقد رأى الحق
(13) محمد بن سيرين، أبو هريرة: فإني أنا هو فإنه ليس للشيطان أن يتمثل بي

1ـ البخاري (6592)، 2ـ مسلم (2266)،
3ـ أبو داود (5023)، 4ـ مسند أحمد (5ـ306)،
5 ـ معجم ابن المقرئ ( 3ـ 18)، 6ـ مسند الشاميين للطبراني (5 ـ357)
7ـ مسند أحمد (2ـ232)، 8ـ البخاري (110)،
9ـ البيهقي، دلائل النبوة (7ـ45) 10ـ مسند أحمد (2ـ261)،
11ـ ابن ماجه (3901)، 12ـ ابن حبان (6051)،
13ـ سنن الترمذي (8ـ243) 14ـ مسند أحمد (8ـ143)،
15ـ اعتقاد أهل السنة للالكائي (4ـ471)،


وبهذا يظهر لنا أن أربعة تابعوا عبدان في الرواية عن شيخه عبد الله بن وهب، وذكروا عبارة الشك، كذلك فإن ابن أخي محمد بن شهاب الزهري، وسلامة بن عقيل، محمد بن الوليد الزبيدي، قد تابعوا يونس في الرواية عن ابن شهاب الزهري، ويونس المتابع هنا هو شيخ شيخهم لهؤلاء الخمسة: عبدان، وحرملة، وسليمان، وأحمد، وبحر، وعليه يظهر جلياً تقديم رواية الأربعة على رواية عبدان.
هذا كله فضلاً عن الأربعة من التابعين الذين تابعوا أبا سلمة في الرواية عن أبي هريرة رضي الله عنه.
وفضلاً عن تسعة من الصحابة رووا هذا الحديث وهم أنس بن مالك، كما في صحيح البخاري (6594)، وعبد الله بن عباس، كما في سنن ابن ماجه (3905)، وجابر بن عبد الله، كما في صحيح مسلم (2266)، وأبو جحيفة، كما في سنن ابن ماجه (3904)، وطارق بن أشيم، كما في المسند (3ـ472)، وعبد الله بن مسعود، كما في سنن الترمذي (2276)، وأبو سعيد الخدري، كما في صحيح البخاري (6596) وعبد الله بن عمرو كما في معجم الطبراني (20ـ93)
كما أن عبارات أحاديث الصحابة التسعة كما قدمت موافقة والحمد لله للمعنى الذي سقط من رواية البخاري، وفيه أراد النبي صلى الله عليه وسلم، أن يبين أن صورته التي يرى عليها في المنام هي عين صورته بأبي هو وأمي.
وقد أتى الصحابي أبو جحيفة وعبد الله بن عمرو رضي الله عنهم، بنفس اللفظ الذي أشرت إلى صوابه، فقالا: ((من رآني في المنام فكأنما رآني في اليقظة)) كما في سنن ابن ماجه (3904)، وكما في معجم الطبراني (20ـ93) وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (7ـ181): رجاله ثقات. فظهر هنا وبشكل قاطع أنه المعنى المراد، والحمد لله على توفيقه.
وبهذا أكتفي برد لفظة (( فسيراني يقظة )) رواية لأنها لم تثبت كما هو ظاهر بحال، علماً أن هناك من العلماء من تكلف وحاول أن يردها دراية كونها لم تظهر له حقيقتها والله أعلم.
http://hajisqssu.jeeran.com/v135.gif


وهنا ليس على سبيل الرد دراية بل من أجل تبين ضلال هذه المسألة كي نعرف أين يمشي بنا الفكر الصوفي، فأقول:

إن القول في أن النبي محمداً صلى الله عليه وسلم يحضر يقظة، ينبني عليه القول بالرجعة بعد الموت كما تزعم بعض الفرق الضالة، وهذا الذي أقوله ليس توقعاً بل حدث كما في كتاب لأحدهم يزعم أنه كان سنياً ثم تشيع، والذي نقل عن السيوطي مسألة حضور النبي صلى الله عليه وسلم يقظة، من كتابه الحاوي للفتاوي (2ـ473) تحت عنوان: تنوير الحلك في إمكان رؤية النبي والملك، ثم احتج صاحب الكتاب على أهل السنة والجماعة الذين لا يقولون بالرجعة. !!!!!
وهنا تبيين آخر لمدى خطورة إخراج النبي محمد عليه الصلاة والسلام عن بشريته التي فيها نص صريح قطعي الثبوت قطعي الدلالة، وهو قول ربنا جل وعلى {قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي} سورة الكهف الآية (110). فأقول:
أولاً ـ إن في هذا مخالفة شرعية لمخالفة ظاهر القرآن بغير حجة شرعية، ومن المعلوم أن الأصل في النصوص ظاهرها، كما في علم أصول الفقه.
ثانياً ـ إن فيها هدماً لنبوة محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، وذلك أن صدق نبوته عليه الصلاة والسلام أساسها على أنه كان يخبر عن ربه تعالى ثم يُثبت صدقه بكونه تحدثُ منه وعلى يده أمور خارقة للعادة لا يستطيعها البشر، فمثلاً من يقول أن محمداً عليه الصلاة والسلام يحضر يقظة معه هو بذلك يخالف نصوصاً قرآنية حيث قال ربنا جل وعلى {إنك ميت وإنهم ميتون}، {وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإيْن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم} آل عمران (144) {قل سبحان ربي هل كنت إلا بشراً رسولا} الإسراء (93) {قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي} الكهف (110).
وهنا لي مثال يقرب هذا الذي أقوله للأفهام : فلو أننا كنا مجتمعاً من الغنم بدلاً من أن نكون من البشر وجاءنا رجل من البشر يضحك ويتكلم ويمشي على اثنتين هل يكون هذا عندنا أمراً خارق للعادة ؟!!!. بالطبع نعم، لأنه كائن من غير جنسنا وليس لنا الصفة المشتركة معه ، وكذلك ينتج لدينا في تصويرنا النبي عليه الصلاة والسلام في هذا، فكم سمعنا من البعض أن النبي صلى الله عليه وسلم ليس له ظل أو خيال لأنه مخلوق من نور، وكم سمعنا منهم عن حضوره عدة مجالس في وقت واحد وخاصة الموالد حيث يحضر بزعمهم ثم يقفون على أقدامهم أدباً مع حضوره وينشدون طلع البدر علينا، وكم سمعنا منهم عن كون جبريل عليه السلام لما أراد أن ينظر إلى ربه الذي يتلو عليه القرآن من وراء الحجاب، فلما كشف الحجاب وجد محمداً عليه الصلاة والسلام، فقال جبريل له: أمنك وإليك، وكم سمعنا منهم أن أول ما خلق الله نور النبي محمد عليه الصلاة والسلام، بل أكثر من ذلك فقد تبجح أحدهم بأن من زعم أن محمداً عليه الصلاة والسلام ولد كما تخرج الأولاد من أمهاتهم فإنه يخشى على إيمانه.
وهؤلاء الذين يقولون بحضوره يقظة عندهم، نقول لهم: لو كان لديكم أدنى معرفة في علوم الحديث لعرفتم مدى سخف كلامكم لأن مضمونه بإجماع العلماء الذين عرّفوا الصحابي أن مشايخكم الذين تدعون أنهم التقوا بالنبي صلى الله عليه وسلم يقظةً قد أصبحوا صحابة وأنتم بالتالي أصبحتم تابعين لالتقائكم بهم، وهلم جرا، وعليه فإن كل العلماء من أمثال أحمد بن حنبل وعلي ابن المديني ويحيى بن معين والرازيان والبخاري ومسلم والترمذي وأبي داود وآلاف غيرهم ممن تكلم في علم الجرح والتعديل أغبياء ضلال ـ والعياذ بالله من هذا ـ لأنهم لم يذكروا واحداً فقط تقع عليه هذه الرتبة التي تدعون من بين عشرات الألوف ممن روى أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.


وأقول أيضاً أين كان النبي عليه الصلاة والسلام من الحضور يقظة في أوقات كادت وكانت الأمة تذبح: يوم السقيفة يوم وقع الخلاف بين الصحابة من يخلفهم، ويوم وقعة الجمل يوم ذبح فيه المبشرون بالجنة من الصحابة، وكاد أن يهتك فيه ستر أزواج النبي محمد صلى الله عليه وسلم،
ويوم وقعة صفين يوم ذبحت الصحابة يوم اختلف علي مع معاوية رضي الله عنهما وشرخت الأمة نصفين،



أين كان النبي عليه الصلاة والسلام من الحضور يقظة مع علماء هذه الأمة من فقهاء ومحدثين عندما كانوا يختلفون في مسائل الفقه فالشافعي مثلاً يجتهد ويقول قولاً وأبو حنيفة يجتهد ويقول عكسه، وعمر بن الخطاب كما في البخاري (5266) يخطب على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول: ثلاث وددت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يفارقنا حتى يعهد إلينا عهداً: الجد والكلالة وأبواب من أبواب الربا.
سبحان الله عمر الخليفة الراشدي ومن على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ أي بحضور الصحابة ـ ولم يكن لواحد منهم هذا المقام المزعوم لدى ( أولياء ) عصرنا مع رسول الله ليحضر عندهم يقظة ويخبرهم بما ينقصهم من أخبار وأحكام.!!!
وكذا المحدثون يقطعون الصحراء من أجل سماع الحديث وتدوينه، كل هذا والنبي صلى الله عليه وسلم الرؤوف بأمته يضن عليهم بالحضور إليهم لحقن دمائهم، ولإرشادهم، ثم يحضر في الزوايا والتكايا عند هؤلاء الجهلة؛ ليخبرهم أن فلانة ستتزوج، وأن الأخرى سوف تحمل بولد، وأن هذا الزواج ليس فيه وفاق ....
فأين يمشي بنا هؤلاء، والله إنهم معاول هدم في هذا الدين، اللهم اكفناهم على النحو الذي تريد وكيف ما تريد، والحمد لله رب العالمين.


http://hajisqssu.jeeran.com/v135.gif

انتهى البحث كما نقلته

أم محمد أمين
15-06-2009, 10:21
...............

المعتصم بحبل الله
15-06-2009, 17:38
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته

جزاكم الله خيرا وبارك في علمكم ونفع بكم الاسلام والمسلمين .

نعم : أخي خالد

لما ذكرت الحديثين الأولين الصحيحين لم أقصد أنه سيراه في اليقظة بل قلت :

إن اليقظة هنا ربما والله أعلم :

+أنه سيراه في الآخرة يوم القيامة في اليقظة .
+أو سيشفع له يوم القيامة .

==========

بورك تحليلك و قلمك أخي الكريم في موازين حسناتكم إن شاء الله

خالد السوسي
15-06-2009, 20:57
جزاكم الله خيرا اخي الغالي احمد وكثّر الله من امثالكم وحفظكم ورعاكم وأدام افراحكم ومسراتكم وجنبكم كل سوء ومكروه ويسر كافة اموركم

وتقبلوا فائق تقديري وامتناني ومودتي

amine al oumma
16-06-2009, 11:53
بسم الله الرحمن الرحيم
جزى الله خيرا الأحباب على ما أدلوا به من آراء وتحليلات علمية وشرعية، لكن سأطرح عليكم سؤالا بسيطا، الموضوع الذي أثاره أخي الكريم
(خالد أكدير) له أهميته، لكن هل هو موضوع عام؟؟ بالطبع لا، فهويخص طائفة معينة؟؟؟ لذا أحبتي كان حري بنا أن نتكلم في مواضيع عن الحبيب صلى الله عليه وسلم، وكيف نصل إلى محبته حقا؟؟؟ كيف نتخلق بشيمه وأخلاقه؟؟؟ بدل أن نتحدث عن الرؤيا في الأحلام، كيف نجعل رؤيته في الواقع بالاقتداء به والتعامل بالجليل من معاملاته.... هذا هو المطلوب ، ربما حسب نظري.
جزاكم الله خيرا.

aboukhaoula
17-06-2009, 19:08
أنا اتساءل لماذا عندما يأتي شخص ما بفتاوى لكبار العلماء يرمى بالوهابي فما هو عيب الوهابية ؟ أليست أفضل من الصوفية التي تدعو الى التمسح بالقبور؟
جزاك الله خيرا أخي خالد فقد أوجزت و نفعت , نعم الفتوى تلك

خالد السوسي
19-06-2009, 13:51
وأنتم من أهل الجزاء والفضل والكرم وشكرا جزيلا لكم اخي الفاضل ابو خولة لدعائكم الكريم ووتواجدكم المميز وبارك الله فيكم ووفقكم واعانكم وسدد خطاكم.

ويعلم الله أنني ما اردت بالموضوع نقاشا ولا جدالا وإنما توضيح التباس حصل لدى العديد من الناس بسبب انتشار بعض المذاهب والطرق التي تتخذ من الخرافات والقبورية والشعوذة واللهو والرقص دينا والتي تحاول جاهدة طمس انوار السنة والافتراء على أهلها تعالى الله عما يقولون ويقررون ويفترون علوا كبيرا..

حجوبي بوشتى
19-06-2009, 14:08
الرؤى من سنة الحبيب المصطفى فقدكان الحبيب المصطفى يطلب من صحابتة قص الرؤى .ورؤية الحبيب فقد روي عنة انه قال من رآني في المنام فقد رآني حقا .اما رؤية المصطفى يقضة فهذا من من الله تعالى لأوليائه الصالحين وقد تبت هذا عبر التاريخ ...هذه الأمور لامجال للعقل المعاشي ان يدرك ذلك بل هي امور غيبية

خالد السوسي
19-06-2009, 14:12
بسم الله الرحمن الرحيم
جزى الله خيرا الأحباب على ما أدلوا به من آراء وتحليلات علمية وشرعية، لكن سأطرح عليكم سؤالا بسيطا، الموضوع الذي أثاره أخي الكريم
(خالد أكدير) له أهميته، لكن هل هو موضوع عام؟؟ بالطبع لا، فهويخص طائفة معينة؟؟؟

لا أدري ماذا تقصد اخي الغالي بطائفة معينة واذا لم تكن هذه عقيدة كل مسلم فمن تلك الطائفة ياترى ..
فمن يعتقد رؤية الرسول الكريم عليه افضل الصلوات وازكى التسليم يقظة فقد خالف إجماع أهل السنة والجماعة وهي خاصة بأهل البدعة

يقول ابن حزم في «مراتب الإجماع»(ص176) في الرد على من اعتقد رؤيته صلى الله عليه وسلم يقظة :
"واتفقوا أن محمداً عليه السلام وجميع أصحابه لا يرجعون إلى الدنيا إلا حين يبعثون مع جميع الناس"


لذا أحبتي كان حري بنا أن نتكلم في مواضيع عن الحبيب صلى الله عليه وسلم، وكيف نصل إلى محبته حقا؟؟؟ كيف نتخلق بشيمه وأخلاقه؟؟؟هذا عين الصواب وصلب الحقيقة امين الامة وجزاكم الله كل خير وبارك الله فيكم ونفعنا بعلمكم




بدل أن نتحدث عن الرؤيا في الأحلام، كيف نجعل رؤيته في الواقع بالاقتداء به والتعامل بالجليل من معاملاته.... هذا هو المطلوب ، ربما حسب نظري
جزاكم الله خيرا.

لقد تطرقتُ الى موضوع رؤيته يقظة وليس رؤيته في المنام فرؤيته في المنام حقيقة وثابتة ومزية كبيرة
ولكن رؤيته يقظة كذب وافتراء وقول على الله بغير علم

*************************************************

وجزاكم الله خيرا أخي الغالي امين الامة وبارك الله فيكم ووفقكم واعانكم وسدد خطاكم ويسر كافة اموركم

خالد السوسي
19-06-2009, 14:16
واضيف هذه الفائدة القيمة التي قراتها للقرطبي رحمه الله

"اختلف في معنى الحديث فقال قوم هو على ظاهره فمن رآه في النوم رأى حقيقته كمن رآه في اليقظة سواء، وهذا قول يُدرك فساده بأوائل العقول، ويلزم عليه أن لا يراه أحد إلا على صورته التي مات عليها، وأن لا يراه رائيان في آن واحد في مكانين وأن يحيا الآن ويخرج من قبره ويمشي في الأسواق ويخاطب الناس ويخاطبوه ويلزم من ذلك أن يخلو قبره من جسده فلا يبقى من قبره فيه شيء، فيزار مجرد القبر ويسلم على غائب، لأنه جائز أن يُرى في الليل والنهار مع اتصال الأوقات على حقيقته في غير
قبره، وهذه جهالات لا يلتزم بها من له أدنى مسكة من عقل"

amine al oumma
19-06-2009, 17:13
لا أدري ماذا تقصد اخي الغالي بطائفة معينة واذا لم تكن هذه عقيدة كل مسلم فمن تلك الطائفة ياترى ..
فمن يعتقد رؤية الرسول الكريم عليه افضل الصلوات وازكى التسليم يقظة فقد خالف إجماع أهل السنة والجماعة وهي خاصة بأهل البدعة

يقول ابن حزم في «مراتب الإجماع»(ص176) في الرد على من اعتقد رؤيته صلى الله عليه وسلم يقظة :
"واتفقوا أن محمداً عليه السلام وجميع أصحابه لا يرجعون إلى الدنيا إلا حين يبعثون مع جميع الناس"

هذا عين الصواب وصلب الحقيقة امين الامة وجزاكم الله كل خير وبارك الله فيكم ونفعنا بعلمكم

لقد تطرقتُ الى موضوع رؤيته يقظة وليس رؤيته في المنام فرؤيته في المنام حقيقة وثابتة ومزية كبيرة
ولكن رؤيته يقظة كذب وافتراء وقول على الله بغير علم

*************************************************

وجزاكم الله خيرا أخي الغالي امين الامة وبارك الله فيكم ووفقكم واعانكم وسدد خطاكم ويسر كافة اموركم



جزاكم الله خيرا، أخي خالد.
بخصوص الطائفة المقصودة أنهم المتصوفة أو قل بعضهم هو الذي يثير هذا الموضوع، لذا فعامة المسلمين برءاء من الرؤية يقظة لسيد الخلق صلى الله عليه وسلم.
وعن رؤيته يقظة لقد حورت المعنى وجعلته يرتبط بالسعي إلى الالتزام بسلوكياته وأخلاقه ومعاملاته حتى تظهر وتلمس في شخصياتنا وواقعنا ومجتعنا وهذا لا يتحقق إلا بالتربية ثم التربية ثم التربية.
مرة أخرى أشكرك جزيل الشكر على حسن الاقتباس والتحاور.

خالد السوسي
19-06-2009, 17:30
الرؤى من سنة الحبيب المصطفى فقدكان الحبيب المصطفى يطلب من صحابتة قص الرؤى .ورؤية الحبيب فقد روي عنة انه قال من رآني في المنام فقد رآني حقا .اما رؤية المصطفى يقضة فهذا من من الله تعالى لأوليائه الصالحين وقد تبت هذا عبر التاريخ ...هذه الأمور لامجال للعقل المعاشي ان يدرك ذلك بل هي امور غيبية

اخي الغالي حجوجي انا لا اتكلم عن الرؤى في هذا الموضوع وانما اتكلم عن رؤية النبي صلى الله عليه وسلم يقظة وبما انكم اكدتم انها قد تبثت عبر التاريخ فارجو منكم اعطائي اسما واحد فقط لاحد هؤلاء الاولياء الصالحين الذين اشرتم اليهم حتى نكون على بينة من امرنا وجزاكم الله خيرا وفي انتظار امدادي بهذا الاسم ارجو ان تتقبلوا فائق التقدير والامتنان............

خالد السوسي
19-06-2009, 17:32
جزاكم الله خيرا، أخي خالد.
بخصوص الطائفة المقصودة أنهم المتصوفة أو قل بعضهم هو الذي يثير هذا الموضوع، لذا فعامة المسلمين برءاء من الرؤية يقظة لسيد الخلق صلى الله عليه وسلم.
وعن رؤيته يقظة لقد حورت المعنى وجعلته يرتبط بالسعي إلى الالتزام بسلوكياته وأخلاقه ومعاملاته حتى تظهر وتلمس في شخصياتنا وواقعنا ومجتعنا وهذا لا يتحقق إلا بالتربية ثم التربية ثم التربية.
مرة أخرى أشكرك جزيل الشكر على حسن الاقتباس والتحاور.

العفو اخي الفاضل وبارك الله فيكم اخي الغالي امين الامة وكثر الله من امثالكم وزادكم من فضله وكرمه وجزاكم الله كل خير

أم محمد أمين
20-06-2009, 23:38
....................

أبو المعالي
21-06-2009, 00:03
كان بودي لو أنك اقتصرت بوسم من أجاز رؤية الحبيب صلى الله عليه و سلم بالخطأ بدل وسمه بالضلال فهذا أسلم لك دنيا و آخرة و أقرب إلى الإنصاف العلمي .
ويعلم الله أنني ما اردت بالموضوع نقاشا ولا جدالا وإنما توضيح التباس حصل لدى العديد من الناس بسبب انتشار بعض المذاهب والطرق التي تتخذ من الخرافات والقبورية والشعوذة واللهو والرقص دينا والتي تحاول جاهدة طمس انوار السنة والافتراء على أهلها تعالى الله عما يقولون ويقررون ويفترون علوا كبيرا..
فممن قال بإمكانية الرؤيا يقظة الإمام السيوطي . و ألف في ذلك كتابا أسماه تنوير الحلك . فهل تصفه كذلك بالأوصاف التي أغذقتها أعلاه . أم تكتفي بالقول أنه أخطأ . و بالتالي تتلمس طريق الإنصاف و العدل مع المخالف .
و إن وسمته بالخطأ . أفلا يسعك من غيره ما وسعك منه .
أم هو استرخاص أعراض المسلمين .
نصيحتي لك اخي الكريم أن تتعلم من سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم الرحمة بامته . و لا تشهر سيفك على كل من خالفك الرأي . و لتكن وسيلتك في الخلاف الكلمة الرفيقة الرقيقة .
أما التهجم و رمي الناس بالضلال فهو متيسر للجميع . و ما تعيشه امتنا من تمزق يجعلنا نفكر الف مرة قبل أن نقدم على ما يزيدها تمزقا .
تحيتي إليك .
ملاحظة : منذ مدة و انا لا أريد التدخل في الموضوع . و لكن بما أنه أخذ مسار القذف آثرت أن أتدخل موجها و ليس طرفا .
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .

خالد السوسي
21-06-2009, 12:08
أخي الفاضل ابو المعالي

اشهدكم واشهد الله انني مااردت قذفا او طعنا او تنقيصا لاحد وانما جمعت اقوال اهل العلم في المسالة وذكرت الراجح منها والقول الصحيح الذي عليه اغلب علماء المسلمين والذي يخلص في الاخير ان رؤيته صلى الله عليه وسلم يقظة مستحيلة وغير ممكنة


ورجوعا الى ماتفضلتم بذكره من كون الامام السيوطي رحمه الله قد اشار الى مسالة امكانية رؤيته يقظة فازيدكم ايضا ان ابن حجر الهيتمي في «الفتاوى الحديثية» (ص217) قد اشار الى هذه المسالة كذلك اضاقة الى مجموعة من اقوال اخرى وكل قد اختلف في بيان كيفية هذه الرؤية

وساحاول فيما يلي تقريب الصورة لكم وارجو ان تتدبروا في كل ما ساضعه هنا

1/ قال الإمام محمد بن إسماعيل الصنعاني رحمه الله في كتابه « الإنصاف في حقيقة الأولياء وما لهم من الكرامات والألطاف » بعد ذكره لبعض أقوال الصوفية المخالفة للشريعة: ( فإن لم يكن هذا القول من أقوال أهل الجنون وإلا فلا جنون في الأكوان، وأعجب من هذا قول السيوطي: (أن من كرامة الولي أن يرى النبي صلى الله عليه وسلم ويجتمع به في اليقظة ويأخذ عنه ما قسم من مذاهب ومعارف).

2/ أما الرواية التي استدل بها من اشار الى امكانية رؤيته فهذا سندها ومتنها:

قال البخاري رحمه الله: حدثنا عبدان أخبرنا عبد الله عن يونس عن الزهري حدثني أبو سلمة أن أبا هريرة قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «من رآني في المنام فسيراني في اليقظة ولا يتمثل الشيطان بي» ] «البخاري» (كتاب التعبير) (12/383) مع «الفتح» حديث رقم 6993[.

والكلام على الاستدلال بهذه الرواية من عدة أوجه:

الوجه الأول: من حيث مخالفتها لروايات أصحاب أبي هريرة رضي الله عنه:
جاء هذا الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه من خمسة طرق، أربعة منها تخالف تلك الرواية، وتفصيلها على النحو التالي:

الطريق الأولى:

عن أبي صالح ذكوان السمان عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً: «تسموا باسمي ولا تكنوا بكنيتي ومن رآني في المنام فقد رآني ولا يتمثل الشيطان في صورتي». ]رواه البخاري في «صحيحه» كتاب الأدب، حديث رقم 6197، مع «الفتح»، وأحمد (1/400)، (2/463)

الطريق الثاني:

عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً: «من رآني في المنام فقد رآني فإن الشيطان لا يتمثل بي».]رواه مسلم في «صحيحه» (15/24) مع «شرح النووي»، وأحمد (2/411)، (2/472)

الطريق الثالث:
عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه([10]) عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً بمثل اللفظ السابق. ]رواه ابن ماجه (كتاب الرؤيا) حديث رقم 3901

الطريق الرابع:

عن عاصم بن كليب عن أبيه([12]) عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً بمثل اللفظ السابق. ]رواه أحمد (2/232، 342)

الطريق الخامس:

عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف عن أبي هريرة.
ورواه عن أبي سلمة اثنان:
أ- محمد بن عمرو بن علقمة الليثي. ولفظه: «من رآني في المنام فقد رأى الحق فإن الشيطان لا يتشبه بي» كلفظ الجماعة.]رواه أحمد (2/261)[.
ب- محمد بن شهاب الزهري، واختُلف على الزهري في لفظ الحديث:

- فرواه محمد بن عبد الله بن مسلم بن شهاب عنه بلفظ الشك: «من رآني في المنام فسيراني أو فكأنما رآني في اليقظة لا يتمثل الشيطان بي».]رواه أحمد (5/306)
.
وتابعه سلامة بن عقيل على الرواية بالشك.]الخطيب «تاريخ بغداد»(10/284)
.
ورواه يونس بن يزيد عن الزهري، واختُلف على يونس في لفظ الحديث كذلك.

- فرواه عبد الله بن وهب عن يونس بالشك كما رواه ابن أخي ابن شهاب وسلامة بن عقيل عن الزهري باللفظ السابق.]رواه مسلم (كتاب الرؤيا) (15/24 مع «شرح النووي »)، وأبو داود (4/444-445)

- ورواه أنس بن عياض عن يونس بلفظ: « من رآني في المنام فقد رأى الحق» كلفظ الجماعة.]رواه ابن حبان (7/617)
.
- ورواه عبد الله([20]) بن المبارك عن يونس باللفظ المخالف لكل الطرق السابقة عن أبي هريرة: « من رآني في المنام فسيراني في اليقظة» ] «البخاري»(كتاب التعبير) (12/383) مع «الفتح» حديث رقم 6993
.
ولم يقتصر هذا اللفظ للرواية على مخالفة الطرق الأخرى لأصحاب أبي هريرة رضي الله عنه، بل خالف جميع الألفاظ التي وردت عن جمع من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ممن روى هذا الحديث.


الوجه الثاني: من حيث مخالفتها لروايات الصحابة الآخرين:
روى حديث رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم في المنام جمع من الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين بألفاظ متقاربة ومعان متوافقة، وتفصيل ذلك على النحو التالي:

اللفظ الأول:رواه أنس بن مالك وجابر بن عبد الله، وأبو سعيد الخدري، وابن عباس وابن مسعود، وأبو جحيفة مرفوعاً:« من رآني في المنام فقد رآني».

اللفظ الثاني: رواه أبو قتادة وأبو سعيد الخدري رضي الله عنهما مرفوعاً: «من رآني فقد رأى الحق».

اللفظ الثالث: رواه جابر رضي الله عنه مرفوعاً: «من رآني في النوم فقد رآني ».] «صحيح مسلم» (كتاب الرؤيا) (15/26) مع شرح النووي)
.
فظهر من هذين الوجهين أن الرواية التي استدل بها القوم جاءت مخالفة لجميع ألفاظ من روى هذا الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه، بل جاءت مخالفة لجميع ألفاظ من روى هذا الحديث من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ونتيجة لهذا الاختلاف ولكون الرواية في «صحيح البخاري» أخذ أهل العلم يتأولون معناها ويذكرون لها أجوبة لتتوافق مع روايات الجمهور.

الوجه الثالث: أجوبة العلماء عن ذلك اللفظ المشكل:

ذكر ابن حجر في «فتح الباري» (12/385) ملخصاً لتلك الأجوبة بقوله:

وحاصل تلك الأجوبة ستة:

- أحدها: أنه على التشبيه والتمثيل، ودل عليه قوله في الرواية الأخرى: «فكأنما رآني في اليقظة».

- ثانيها: أن معناها سيرى في اليقظة تأويلها بطريق الحقيقة أو التعبير.

- ثالثها: أنه خاص بأهل عصره ممن آمن به قبل أن يراه.

- رابعها: أنه يراه في المرآة التي كانت له إن أمكن ذلك، وهذا من أبعد المحامل.

- خامسها: أنه يراه يوم القيامة بمزيد خصوصية لا مطلق من يراه.

- سادسها: أنه يراه في الدنيا حقيقة ويُخاطبه، وفيه ما تقدم من الإشكال.

الوجه الرابع: ما يرد على القوم من الإشكال على المعنى الذي قالوا به:

والإشكال الذي أشار إليه ابن حجر رحمه الله ذكره بعد قوله: (ونُقل عن جماعة من الصالحين أنهم رأوا النبي صلى الله عليه وسلم في المنام ثم رأوه بعد ذلك في اليقظة وسألوه عن أشياء كانوا منها متخوفين فأرشدهم إلى طريق تفريجها فجاء الأمر كذلك. قلت - أي ابن حجر- : وهذا مشكل جداً ولو حُمل على ظاهره لكان هؤلاء صحابة ولأمكن بقاء الصحبة إلى يوم القيامة، ويُعَكَّرُ عليه أن جمعاً جماً رأوه في المنام ثم لم يُذكر عن واحد منهم أنه رآه في اليقظة وخبر الصادق لا يتخلف. وقد أشتد إنكار القرطبي([29]) على من قال: من رآه في المنام فقد رأى حقيقته ثم يراها كذلك في اليقظة). ]«فتح الباري»(12/385).

والإنكار الذي أشار إليه ابن حجر هو قول القرطبي: (اختلف في معنى الحديث فقال قوم هو على ظاهره فمن رآه في النوم رأى حقيقته كمن رآه في اليقظة سواء، وهذا قول يُدرك فساده بأوائل العقول، ويلزم عليه أن لا يراه أحد إلا على صورته التي مات عليها، وأن لا يراه رائيان في آن واحد في مكانين وأن يحيا الآن ويخرج من قبره ويمشي في الأسواق ويخاطب الناس ويخاطبوه ويلزم من ذلك أن يخلو قبره من جسده فلا يبقى من قبره فيه شيء، فيزار مجرد القبر ويسلم على غائب، لأنه جائز أن يُرى في الليل والنهار مع اتصال الأوقات على حقيقته في غير
قبره، وهذه جهالات لا يلتزم بها من له أدنى مسكة من عقل).

وممن أنكر على القوم رؤيتهم للنبي صلى الله عليه وسلم يقظة القاضي أبوبكر بن العربي قال كما في «فتح الباري» (12/384) : (وشذ بعض القدرية فقال: الرؤية لا حقيقة لها أصلاً وشذ بعض الصالحين فزعم أنها تقع بعيني الرأس).

الوجه الخامس: اضطراب مقالات القوم في كيفية الرؤية:

فلما اشتد الإنكار على هؤلاء القائلين برؤيته صلى الله عليه وسلم في الدنيا بعد وفاته يقظة لا مناماً، اضطربت مقالاتهم في كيفية تلك الرؤيا فمنهم من أخذته العزة بالإثم فنفى الموت عن النبي صلى الله عليه وسلم بالكلية وزعم أن موته صلى الله عليه وسلم هو تستره عمن لا يفقه عن الله.

- ومنهم من زعم أنه صلى الله عليه وسلم يحضر كل مجلس أو مكان أراد بجسده وروحه ويسير حيث شاء في أقطار الأرض في الملكوت وهو بهيئته التي كان عليها قبل وفاته. ]عمر الفوتي «رماح حزب الرحيم» (1/210) بهامش «جواهر المعاني»[.
- ومنهم من زعم أن له صلى الله عليه وسلم مقدرة على التشكل والظهور في صور مشايخ الصوفية. ]عبد الكريم الجيلي «الإنسان الكامل»(2/74-75)[.

وفريق لان بعض الشيء:

- فمنهم من زعم أن المراد برؤيته كذلك يقظة القلب لا يقظة الحواس الجسمانية. (الشعراني «الطبقات الكبرى» نقلاً عن محمد المغربي الشاذلي.

- ومنهم من قال إن الاجتماع بالنبي صلى الله عليه وسلم يكون في حالة بين النائم واليقظان.]الشعراني «الطبقات الصغرى» (ص89).
- ومنهم من قال إن الذي يُرى هي روحه صلى الله عليه وسلم .(محمد علوي المالكي «الذخائر المحمدية» (ص259)، «القرب والتهاني في حضرة التداني شرح الصلوات» لفؤاد الفرشوطي (ص25)).

وعليه فبعد أن ظهر تفرد تلك الرواية التي استدل بها القوم عن روايات الجمهور، وتلك الاحتمالات التي تأولها أهل العلم في المراد بمعناها، وتلك الإشكالات والإنكارات التي وردت على المعنى الذي قصده القوم، واضطراب مقالاتهم في كيفية تلك الرؤيا، بكل ذلك يسقط استدلالهم بها، والقاعدة المشهورة في ذلك: إذا ورد على الدليل الاحتمال بطل به الاستدلال) انتهى كلام الشيخ الصادق بن محمد بن إبراهيم – جزاه الله خيراً-.

كما رد الشيخ محمد أحمد لوح - حفظه الله - في كتابه العجاب «تقديس الأشخاص في الفكر الصوفي»(2/39-52) على من يستدل بقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من رآني في المنام فسيراني في اليقظة» على إمكانية رؤية النبي صلى الله عليه وسلم يقظة بقوله:

( أما رواية: «من رآني في المنام فسيراني في اليقظة» لابد من إلقاء ضوء كاشف على الحديث رواية ودراية حتى نعرف قدر هذا اللفظ الذي استدل به أولئك على إمكانية رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في اليقظة:

1- أما الحديث فقد رواه اثنا عشر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أو يزيد، مما يدل على شيوعه واستفاضته.

2- أن ثمانية من أئمة الحديث المصنفين اهتموا بهذا الحديث فأخرجوه في كتبهم مما يؤكد اهتمامهم به وفهمهم لمدلوله. ومع ذلك لم يبوب له أحد منهم بقوله مثلاً: باب في إمكان رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في اليقظة، ولو فهموا منه ذلك لبوبوا به أو بعضهم على الأقل؛ لأنه أعظم من كل ما ترجموا به تلك الأبواب.

3- أن المواضع التي أخرجوا فيها هذا الحديث بلغ موضعاً، ومع كثرة هذه المواضع لم يرد في أي موضع لفظ « فسيراني في اليقظة» بالجزم إلا في إحدى روايات البخاري عن أبي هريرة.

أما بقية الروايات فألفاظها: «فقد رآني» أو «فقد رأى الحق» أو « فكأنما رآني في اليقظة» أو «فسيراني في اليقظة أو فكأنما رآني في اليقظة» بالشك.

وبالنظر في ألفاظ الحديث ورواياته نجد ملاحظات على لفظ «فسيراني في اليقظة» لا ريب أنها تقلل من قيمة الاستدلال بها وهذه الملاحظات هي:

أولاً: أن البخاري أخرج الحديث في ستة مواضع من صحيحه: ثلاثة منها من حديث أبي هريرة، وليس فيها لفظ «فسيراني في اليقظة» إلا في موضع واحد.
ثانياً: أن كلا من مسلم (حديث رقم 2266)، وأبي داود (حديث رقم 5023)، وأحمد (5/306)، أخرجوا الحديث بإسناد البخاري الذي فيه اللفظ المذكور بلفظ «فسيراني في اليقظة. أو لكأنما رآني في اليقظة» وهذا الشك من الراوي يدل على أن المحفوظ إنما هو لفظ «فكأنما رآني» أو «فقد رآني» لأن كلا منهما ورد في روايات كثيرة بالجزم وليس فيها شيء شك فيه الراوي.
وعند الترجيح ينبغي تقديم رواية الجزم على رواية الشك.

ثالثاً: إذا علمنا أنه لم يرد عند مسلم ولا عند أبي داود غير رواية الشك أدركنا مدى تدليس السيوطي حين قال في «تنوير الحلك»: (وتمسكت بالحديث الصحيح الوارد في ذلك: أخرج البخاري ومسلم وأبو داود عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من رآني في المنام فسيراني في اليقظة ولا يتمثل الشيطان بي ») فأوهم أن مسلماً وأبا داود أخرجا الحديث برواية الجزم، وأغفل جميع روايات البخاري الأخرى التي خلت من هذا اللفظ.

رابعاً: ذكر الحافظ ابن حجر في «الفتح» (12/400) أنه وقع عند الإسماعيلي في الطريق المذكورة «فقد رآني في اليقظة» بدل قوله: «فسيراني».
وهذه الأمور مجتمعة تفيد شذوذ هذا اللفظ، ولعل الحافظ ابن حجر أشار إلى ذلك ضمناً حين قال: (وشذ بعض الصالحين فزعم أنها تقع - يعني الرؤية- بعيني الرأس حقيقة).
ونقل عن المازري قوله: (إن كان المحفوظ «فكأنما رآني في اليقظة» فمعناه ظاهر).
هذا ما يتعلق بالحديث رواية، وإن تعجب فعجب استدلال هؤلاء بهذا اللفظ الشاذ على تقرير إمكان رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في اليقظة ووقوعها مع اتفاقهم على: أن حديث الآحاد لا يحتج به في العقيدة.
أما ما يتعلق به دراية فنقول: لو فرضنا أن هذا اللفظ «فسيراني» هو المحفوظ فإن العلماء المحققين لم يحملوه على المعنى الذي حمله عليه الصوفية.
قال النووي في شرحه (15/26): (فيه أقوال: أحدها: أن يراد به أهل عصره، ومعناه: أن من رآه في النوم ولم يكن هاجر يوفقه الله للهجرة ورؤيته صلى الله عليه وسلم في اليقظة عياناً.
وثانيها: أنه يرى تصديق تلك الرؤيا في اليقظة في الدار الآخرة؛ لأنه يراه في الآخرة جميع أمته.
وثالثها: أنه يراه في الآخرة رؤية خاصة في القرب منه وحصول شفاعته ونحو ذلك).
ونقل الحافظ ابن حجر هذه الأقوال بعدما ذكر القول بحمله على الرؤية بالعين المجردة وحكم على القائلين به بالشذوذ.
وجملة القول أن إدعاء إمكان رؤيته صلى الله عليه وسلم في اليقظة ووقوعها مذهب ضعيف مرجوح وذلك من وجوه:

الوجه الأول: اختلاف القائلين به في المقصود بالرؤية، وهل هي رؤية لذاته صلى الله عليه وسلم على الحقيقة، أو رؤية لمثال لها، نقله السيوطي في «تنوير الحلك» ضمن «الحاوي للفتاوى» (2/263).

ثم قال: (الذين رأيتهم من أرباب الأحوال يقولون بالثاني، وبه صرح الغزالي فقال: ليس المراد أنه يرى جسمه وبدنه بل يرى مثالاً له).
ثم نقل عن ابن العربي واستحسن قوله: (رؤية النبي صلى الله عليه وسلم بصفته المعلومة إدراك على الحقيقة ورؤيته على غير صفته إدراك للمثال) ثم قال السيوطي: (ولا يمتنع رؤية ذاته الشريفة بجسده وروحه؛ وذلك لأنه صلى الله عليه وسلم وسائر الأنبياء أحياء ردت إليهم أرواحهم بعد ما قبضوا وأذن لهم بالخروج من قبورهم والتصرف في الملكوت العلوي والسفلي)!!.
أقول: إذا كان أرباب الأحوال الذين رآهم السيوطي - على كثرتهم - يقولون إن النبي صلى الله عليه وسلم لا يرى بروحه وجسمه بل يرى مثال له فقط، فكيف يدافع السيوطي عنهم ويخالفهم في الوقت نفسه؟

الوجه الثاني: أنهم اختلفوا أيضاً هل هذه الرؤية تكون بالقلب أو بالبصر؟
أشار السيوطي إلى ذلك ثم اضطرب اضطراياً شديداً حين قال في نفس المصدر: (أكثر ما تقع رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في اليقظة بالقلب ثم يترقى إلى أن يرى بالبصر) فإلى هنا يبدو أنه قصد الجمع بين القولين، ثم قال: (لكن ليست الرؤية البصرية كالرؤية المتعارفة عند الناس من رؤية بعضهم لبعض، وإنما هي جمعية حالية وحالة برزخية وأمر وجداني …).

الوجه الثالث: أن بعض كبار الصوفية ينفي وقوع رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في اليقظة.
فيقول أبو القاسم القشيري في«الرسالة القشيرية» (باب رؤيا القوم) (ص368): (وقال بعضهم: في النوم معان ليست في اليقظة، منها: أنه يرى المصطفى صلى الله عليه وسلم والصحابة والسلف الماضين في النوم ولا يراهم في اليقظة) اهـ.

وقد يقول قائل: إن هذا نقله القشيري عن بعضهم ولا ندري هل هم من الصوفية أو من غيرهم؟
والجواب:
أ- أن القشيري نفسه من كبار الصوفية وقد نقل العبارة وأقرها.
ب- أنه لا ينقل في رسالته مثل هذا الكلام إلا عن الصوفية، حيث ذكر في مقدمة
كتابه أنه إنما يذكر سير شيوخ التصوف وآدابهم ... وما أشاروا إليه من مواجيدهم،
وأكده في الخاتمة.

الوجه الرابع: أن هذه العقيدة مخالفة لإجماع أهل السنة والجماعة وهي خاصة بأهل البدعة، قال ابن حزم في «مراتب الإجماع»(ص176): (واتفقوا أن محمداً عليه السلام وجميع أصحابه لا يرجعون إلى الدنيا إلا حين يبعثون مع جميع الناس).

الوجه الخامس: أنه يلزم من القول بإمكان رؤيته في اليقظة ووقوعها لوازم باطلة قد ذكرتها أثناء نقل أقوال أهل العلم في هذا الموضوع.
وأخيراً: نقل السيوطي عن بعض أهل العلم احتجاجه على حياة الأنبياء بأن النبي صلى الله عليه وسلم اجتمع بهم ليلة الإسراء في بيت المقدس.
ومقصده أن ما دام هذا ممكناً في حق النبي صلى الله عليه وسلم معهم فيمكن أن يكون جائزاً في حق أولياء أمته معه، فيرونه في اليقظة.

والجواب على هذه الشبهة أن يقال:
أولاً: ليس النزاع في حياة الأنبياء في قبورهم ولا في اجتماع النبي صلى الله عليه وسلم بهم ليلة الإسراء ولا صلاته بهم إماماً، فإن ذلك كله ثابت رواية، فيجب على جميع المؤمنين التصديق به.
ثانياً: أن مما يجب أن يعلم أن حياة الأنبياء في قبورهم حياة برزخية لا نعلم كيف هي، وحكمها كحكم غيرها من المغيبات، نؤمن بها ولا نشتغل بكيفيتها، ولكننا نجزم بأنها مخالفة لحياتنا الدنيا.
ثالثاً: أن الذي أخبرنا بأنه اجتمع بالأنبياء ليلة الإسراء هو الصادق المصدوق الذي يجب على كل مؤمن أن يصدقه في كل ما أخبر به من المغيبات دقيقها وجليلها، ولذا آمنا بما أخبرنا به واعتقدناه عقيدة لا يتطرق إليها شك إن شاء الله تعالى.
أما من جاءنا بخبر وقوع رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في اليقظة فمجموعة من الدراويش خالفت الكتاب والسنة والإجماع والمعقول، فلم يجز - ولا أقول فلم يجب - أن نصدقهم في دعواهم تلك.
بل وجب على كل موحد ذاب عن حمى التوحيد أن يردها بما استطاع لأنه باب يؤدي فتحه إلى ضلال عظيم وخراب للأديان والعقول ويفتح باب التشريع من جديد، ولا حول ولا قوة إلا بالله. والله أعلم) . انتهى كلام الشيخ محمد أحمد لوح جزاه الله خيراً بتصرف.

ولمزيد من الفائدة انظر كتاب «المصادر العامة للتلقي عند الصوفية عرضاً ونقداً» للشيخ صادق سليم صادق (ص405-430) وكتاب «تقديس الأشخاص في الفكر الصوفي» للشيخ محمد أحمد لوح (2/36-52)، وكتاب «خصائص المصطفى بين الغلو والجفاء» تأليف الصادق بن محمد بن إبراهيم، وكتاب «رؤيا الرسول صلى الله عليه وسلم يقظة ومناماً ضوابطها وشروطها » للشيخ الأمين الحاج محمد أحمد.

***********************************

وللحديث بقية ان شاء اللله تعالى

وارجو ان تتقبلوا اخي الكريم ابو المعالي فائق تقديري واحترامي ومودتي

أبو المعالي
21-06-2009, 14:06
أخي الفاضل ابو المعالي

اشهدكم واشهد الله انني مااردت قذفا او طعنا او تنقيصا لاحد وانما جمعت اقوال اهل العلم في المسالة وذكرت الراجح منها والقول الصحيح الذي عليه اغلب علماء المسلمين والذي يخلص في الاخير ان رؤيته صلى الله عليه وسلم يقظة مستحيلة وغير ممكنة


ورجوعا الى ماتفضلتم بذكره من كون الامام السيوطي رحمه الله قد اشار الى مسالة امكانية رؤيته يقظة فازيدكم ايضا ان ابن حجر الهيتمي في «الفتاوى الحديثية» (ص217) قد اشار الى هذه المسالة كذلك اضاقة الى مجموعة من اقوال اخرى وكل قد اختلف في بيان كيفية هذه الرؤية

وساحاول فيما يلي تقريب الصورة لكم وارجو ان تتدبروا في كل ما ساضعه هنا

1/ قال الإمام محمد بن إسماعيل الصنعاني رحمه الله في كتابه « الإنصاف في حقيقة الأولياء وما لهم من الكرامات والألطاف » بعد ذكره لبعض أقوال الصوفية المخالفة للشريعة: ( فإن لم يكن هذا القول من أقوال أهل الجنون وإلا فلا جنون في الأكوان، وأعجب من هذا قول السيوطي: (أن من كرامة الولي أن يرى النبي صلى الله عليه وسلم ويجتمع به في اليقظة ويأخذ عنه ما قسم من مذاهب ومعارف).

2/ أما الرواية التي استدل بها من اشار الى امكانية رؤيته فهذا سندها ومتنها:

قال البخاري رحمه الله: حدثنا عبدان أخبرنا عبد الله عن يونس عن الزهري حدثني أبو سلمة أن أبا هريرة قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «من رآني في المنام فسيراني في اليقظة ولا يتمثل الشيطان بي» ] «البخاري» (كتاب التعبير) (12/383) مع «الفتح» حديث رقم 6993[.

والكلام على الاستدلال بهذه الرواية من عدة أوجه:

الوجه الأول: من حيث مخالفتها لروايات أصحاب أبي هريرة رضي الله عنه:
جاء هذا الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه من خمسة طرق، أربعة منها تخالف تلك الرواية، وتفصيلها على النحو التالي:

الطريق الأولى:

عن أبي صالح ذكوان السمان عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً: «تسموا باسمي ولا تكنوا بكنيتي ومن رآني في المنام فقد رآني ولا يتمثل الشيطان في صورتي». ]رواه البخاري في «صحيحه» كتاب الأدب، حديث رقم 6197، مع «الفتح»، وأحمد (1/400)، (2/463)

الطريق الثاني:

عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً: «من رآني في المنام فقد رآني فإن الشيطان لا يتمثل بي».]رواه مسلم في «صحيحه» (15/24) مع «شرح النووي»، وأحمد (2/411)، (2/472)

الطريق الثالث:
عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه([10]) عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً بمثل اللفظ السابق. ]رواه ابن ماجه (كتاب الرؤيا) حديث رقم 3901

الطريق الرابع:

عن عاصم بن كليب عن أبيه([12]) عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً بمثل اللفظ السابق. ]رواه أحمد (2/232، 342)

الطريق الخامس:

عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف عن أبي هريرة.
ورواه عن أبي سلمة اثنان:
أ- محمد بن عمرو بن علقمة الليثي. ولفظه: «من رآني في المنام فقد رأى الحق فإن الشيطان لا يتشبه بي» كلفظ الجماعة.]رواه أحمد (2/261)[.
ب- محمد بن شهاب الزهري، واختُلف على الزهري في لفظ الحديث:

- فرواه محمد بن عبد الله بن مسلم بن شهاب عنه بلفظ الشك: «من رآني في المنام فسيراني أو فكأنما رآني في اليقظة لا يتمثل الشيطان بي».]رواه أحمد (5/306)
.
وتابعه سلامة بن عقيل على الرواية بالشك.]الخطيب «تاريخ بغداد»(10/284)
.
ورواه يونس بن يزيد عن الزهري، واختُلف على يونس في لفظ الحديث كذلك.

- فرواه عبد الله بن وهب عن يونس بالشك كما رواه ابن أخي ابن شهاب وسلامة بن عقيل عن الزهري باللفظ السابق.]رواه مسلم (كتاب الرؤيا) (15/24 مع «شرح النووي »)، وأبو داود (4/444-445)

- ورواه أنس بن عياض عن يونس بلفظ: « من رآني في المنام فقد رأى الحق» كلفظ الجماعة.]رواه ابن حبان (7/617)
.
- ورواه عبد الله([20]) بن المبارك عن يونس باللفظ المخالف لكل الطرق السابقة عن أبي هريرة: « من رآني في المنام فسيراني في اليقظة» ] «البخاري»(كتاب التعبير) (12/383) مع «الفتح» حديث رقم 6993
.
ولم يقتصر هذا اللفظ للرواية على مخالفة الطرق الأخرى لأصحاب أبي هريرة رضي الله عنه، بل خالف جميع الألفاظ التي وردت عن جمع من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ممن روى هذا الحديث.


الوجه الثاني: من حيث مخالفتها لروايات الصحابة الآخرين:
روى حديث رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم في المنام جمع من الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين بألفاظ متقاربة ومعان متوافقة، وتفصيل ذلك على النحو التالي:

اللفظ الأول:رواه أنس بن مالك وجابر بن عبد الله، وأبو سعيد الخدري، وابن عباس وابن مسعود، وأبو جحيفة مرفوعاً:« من رآني في المنام فقد رآني».

اللفظ الثاني: رواه أبو قتادة وأبو سعيد الخدري رضي الله عنهما مرفوعاً: «من رآني فقد رأى الحق».

اللفظ الثالث: رواه جابر رضي الله عنه مرفوعاً: «من رآني في النوم فقد رآني ».] «صحيح مسلم» (كتاب الرؤيا) (15/26) مع شرح النووي)
.
فظهر من هذين الوجهين أن الرواية التي استدل بها القوم جاءت مخالفة لجميع ألفاظ من روى هذا الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه، بل جاءت مخالفة لجميع ألفاظ من روى هذا الحديث من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ونتيجة لهذا الاختلاف ولكون الرواية في «صحيح البخاري» أخذ أهل العلم يتأولون معناها ويذكرون لها أجوبة لتتوافق مع روايات الجمهور.

الوجه الثالث: أجوبة العلماء عن ذلك اللفظ المشكل:

ذكر ابن حجر في «فتح الباري» (12/385) ملخصاً لتلك الأجوبة بقوله:

وحاصل تلك الأجوبة ستة:

- أحدها: أنه على التشبيه والتمثيل، ودل عليه قوله في الرواية الأخرى: «فكأنما رآني في اليقظة».

- ثانيها: أن معناها سيرى في اليقظة تأويلها بطريق الحقيقة أو التعبير.

- ثالثها: أنه خاص بأهل عصره ممن آمن به قبل أن يراه.

- رابعها: أنه يراه في المرآة التي كانت له إن أمكن ذلك، وهذا من أبعد المحامل.

- خامسها: أنه يراه يوم القيامة بمزيد خصوصية لا مطلق من يراه.

- سادسها: أنه يراه في الدنيا حقيقة ويُخاطبه، وفيه ما تقدم من الإشكال.

الوجه الرابع: ما يرد على القوم من الإشكال على المعنى الذي قالوا به:

والإشكال الذي أشار إليه ابن حجر رحمه الله ذكره بعد قوله: (ونُقل عن جماعة من الصالحين أنهم رأوا النبي صلى الله عليه وسلم في المنام ثم رأوه بعد ذلك في اليقظة وسألوه عن أشياء كانوا منها متخوفين فأرشدهم إلى طريق تفريجها فجاء الأمر كذلك. قلت - أي ابن حجر- : وهذا مشكل جداً ولو حُمل على ظاهره لكان هؤلاء صحابة ولأمكن بقاء الصحبة إلى يوم القيامة، ويُعَكَّرُ عليه أن جمعاً جماً رأوه في المنام ثم لم يُذكر عن واحد منهم أنه رآه في اليقظة وخبر الصادق لا يتخلف. وقد أشتد إنكار القرطبي([29]) على من قال: من رآه في المنام فقد رأى حقيقته ثم يراها كذلك في اليقظة). ]«فتح الباري»(12/385).

والإنكار الذي أشار إليه ابن حجر هو قول القرطبي: (اختلف في معنى الحديث فقال قوم هو على ظاهره فمن رآه في النوم رأى حقيقته كمن رآه في اليقظة سواء، وهذا قول يُدرك فساده بأوائل العقول، ويلزم عليه أن لا يراه أحد إلا على صورته التي مات عليها، وأن لا يراه رائيان في آن واحد في مكانين وأن يحيا الآن ويخرج من قبره ويمشي في الأسواق ويخاطب الناس ويخاطبوه ويلزم من ذلك أن يخلو قبره من جسده فلا يبقى من قبره فيه شيء، فيزار مجرد القبر ويسلم على غائب، لأنه جائز أن يُرى في الليل والنهار مع اتصال الأوقات على حقيقته في غير
قبره، وهذه جهالات لا يلتزم بها من له أدنى مسكة من عقل).

وممن أنكر على القوم رؤيتهم للنبي صلى الله عليه وسلم يقظة القاضي أبوبكر بن العربي قال كما في «فتح الباري» (12/384) : (وشذ بعض القدرية فقال: الرؤية لا حقيقة لها أصلاً وشذ بعض الصالحين فزعم أنها تقع بعيني الرأس).

الوجه الخامس: اضطراب مقالات القوم في كيفية الرؤية:

فلما اشتد الإنكار على هؤلاء القائلين برؤيته صلى الله عليه وسلم في الدنيا بعد وفاته يقظة لا مناماً، اضطربت مقالاتهم في كيفية تلك الرؤيا فمنهم من أخذته العزة بالإثم فنفى الموت عن النبي صلى الله عليه وسلم بالكلية وزعم أن موته صلى الله عليه وسلم هو تستره عمن لا يفقه عن الله.

- ومنهم من زعم أنه صلى الله عليه وسلم يحضر كل مجلس أو مكان أراد بجسده وروحه ويسير حيث شاء في أقطار الأرض في الملكوت وهو بهيئته التي كان عليها قبل وفاته. ]عمر الفوتي «رماح حزب الرحيم» (1/210) بهامش «جواهر المعاني»[.
- ومنهم من زعم أن له صلى الله عليه وسلم مقدرة على التشكل والظهور في صور مشايخ الصوفية. ]عبد الكريم الجيلي «الإنسان الكامل»(2/74-75)[.

وفريق لان بعض الشيء:

- فمنهم من زعم أن المراد برؤيته كذلك يقظة القلب لا يقظة الحواس الجسمانية. (الشعراني «الطبقات الكبرى» نقلاً عن محمد المغربي الشاذلي.

- ومنهم من قال إن الاجتماع بالنبي صلى الله عليه وسلم يكون في حالة بين النائم واليقظان.]الشعراني «الطبقات الصغرى» (ص89).
- ومنهم من قال إن الذي يُرى هي روحه صلى الله عليه وسلم .(محمد علوي المالكي «الذخائر المحمدية» (ص259)، «القرب والتهاني في حضرة التداني شرح الصلوات» لفؤاد الفرشوطي (ص25)).

وعليه فبعد أن ظهر تفرد تلك الرواية التي استدل بها القوم عن روايات الجمهور، وتلك الاحتمالات التي تأولها أهل العلم في المراد بمعناها، وتلك الإشكالات والإنكارات التي وردت على المعنى الذي قصده القوم، واضطراب مقالاتهم في كيفية تلك الرؤيا، بكل ذلك يسقط استدلالهم بها، والقاعدة المشهورة في ذلك: إذا ورد على الدليل الاحتمال بطل به الاستدلال) انتهى كلام الشيخ الصادق بن محمد بن إبراهيم – جزاه الله خيراً-.

كما رد الشيخ محمد أحمد لوح - حفظه الله - في كتابه العجاب «تقديس الأشخاص في الفكر الصوفي»(2/39-52) على من يستدل بقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من رآني في المنام فسيراني في اليقظة» على إمكانية رؤية النبي صلى الله عليه وسلم يقظة بقوله:

( أما رواية: «من رآني في المنام فسيراني في اليقظة» لابد من إلقاء ضوء كاشف على الحديث رواية ودراية حتى نعرف قدر هذا اللفظ الذي استدل به أولئك على إمكانية رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في اليقظة:

1- أما الحديث فقد رواه اثنا عشر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أو يزيد، مما يدل على شيوعه واستفاضته.

2- أن ثمانية من أئمة الحديث المصنفين اهتموا بهذا الحديث فأخرجوه في كتبهم مما يؤكد اهتمامهم به وفهمهم لمدلوله. ومع ذلك لم يبوب له أحد منهم بقوله مثلاً: باب في إمكان رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في اليقظة، ولو فهموا منه ذلك لبوبوا به أو بعضهم على الأقل؛ لأنه أعظم من كل ما ترجموا به تلك الأبواب.

3- أن المواضع التي أخرجوا فيها هذا الحديث بلغ موضعاً، ومع كثرة هذه المواضع لم يرد في أي موضع لفظ « فسيراني في اليقظة» بالجزم إلا في إحدى روايات البخاري عن أبي هريرة.

أما بقية الروايات فألفاظها: «فقد رآني» أو «فقد رأى الحق» أو « فكأنما رآني في اليقظة» أو «فسيراني في اليقظة أو فكأنما رآني في اليقظة» بالشك.

وبالنظر في ألفاظ الحديث ورواياته نجد ملاحظات على لفظ «فسيراني في اليقظة» لا ريب أنها تقلل من قيمة الاستدلال بها وهذه الملاحظات هي:

أولاً: أن البخاري أخرج الحديث في ستة مواضع من صحيحه: ثلاثة منها من حديث أبي هريرة، وليس فيها لفظ «فسيراني في اليقظة» إلا في موضع واحد.
ثانياً: أن كلا من مسلم (حديث رقم 2266)، وأبي داود (حديث رقم 5023)، وأحمد (5/306)، أخرجوا الحديث بإسناد البخاري الذي فيه اللفظ المذكور بلفظ «فسيراني في اليقظة. أو لكأنما رآني في اليقظة» وهذا الشك من الراوي يدل على أن المحفوظ إنما هو لفظ «فكأنما رآني» أو «فقد رآني» لأن كلا منهما ورد في روايات كثيرة بالجزم وليس فيها شيء شك فيه الراوي.
وعند الترجيح ينبغي تقديم رواية الجزم على رواية الشك.

ثالثاً: إذا علمنا أنه لم يرد عند مسلم ولا عند أبي داود غير رواية الشك أدركنا مدى تدليس السيوطي حين قال في «تنوير الحلك»: (وتمسكت بالحديث الصحيح الوارد في ذلك: أخرج البخاري ومسلم وأبو داود عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من رآني في المنام فسيراني في اليقظة ولا يتمثل الشيطان بي ») فأوهم أن مسلماً وأبا داود أخرجا الحديث برواية الجزم، وأغفل جميع روايات البخاري الأخرى التي خلت من هذا اللفظ.

رابعاً: ذكر الحافظ ابن حجر في «الفتح» (12/400) أنه وقع عند الإسماعيلي في الطريق المذكورة «فقد رآني في اليقظة» بدل قوله: «فسيراني».
وهذه الأمور مجتمعة تفيد شذوذ هذا اللفظ، ولعل الحافظ ابن حجر أشار إلى ذلك ضمناً حين قال: (وشذ بعض الصالحين فزعم أنها تقع - يعني الرؤية- بعيني الرأس حقيقة).
ونقل عن المازري قوله: (إن كان المحفوظ «فكأنما رآني في اليقظة» فمعناه ظاهر).
هذا ما يتعلق بالحديث رواية، وإن تعجب فعجب استدلال هؤلاء بهذا اللفظ الشاذ على تقرير إمكان رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في اليقظة ووقوعها مع اتفاقهم على: أن حديث الآحاد لا يحتج به في العقيدة.
أما ما يتعلق به دراية فنقول: لو فرضنا أن هذا اللفظ «فسيراني» هو المحفوظ فإن العلماء المحققين لم يحملوه على المعنى الذي حمله عليه الصوفية.
قال النووي في شرحه (15/26): (فيه أقوال: أحدها: أن يراد به أهل عصره، ومعناه: أن من رآه في النوم ولم يكن هاجر يوفقه الله للهجرة ورؤيته صلى الله عليه وسلم في اليقظة عياناً.
وثانيها: أنه يرى تصديق تلك الرؤيا في اليقظة في الدار الآخرة؛ لأنه يراه في الآخرة جميع أمته.
وثالثها: أنه يراه في الآخرة رؤية خاصة في القرب منه وحصول شفاعته ونحو ذلك).
ونقل الحافظ ابن حجر هذه الأقوال بعدما ذكر القول بحمله على الرؤية بالعين المجردة وحكم على القائلين به بالشذوذ.
وجملة القول أن إدعاء إمكان رؤيته صلى الله عليه وسلم في اليقظة ووقوعها مذهب ضعيف مرجوح وذلك من وجوه:

الوجه الأول: اختلاف القائلين به في المقصود بالرؤية، وهل هي رؤية لذاته صلى الله عليه وسلم على الحقيقة، أو رؤية لمثال لها، نقله السيوطي في «تنوير الحلك» ضمن «الحاوي للفتاوى» (2/263).

ثم قال: (الذين رأيتهم من أرباب الأحوال يقولون بالثاني، وبه صرح الغزالي فقال: ليس المراد أنه يرى جسمه وبدنه بل يرى مثالاً له).
ثم نقل عن ابن العربي واستحسن قوله: (رؤية النبي صلى الله عليه وسلم بصفته المعلومة إدراك على الحقيقة ورؤيته على غير صفته إدراك للمثال) ثم قال السيوطي: (ولا يمتنع رؤية ذاته الشريفة بجسده وروحه؛ وذلك لأنه صلى الله عليه وسلم وسائر الأنبياء أحياء ردت إليهم أرواحهم بعد ما قبضوا وأذن لهم بالخروج من قبورهم والتصرف في الملكوت العلوي والسفلي)!!.
أقول: إذا كان أرباب الأحوال الذين رآهم السيوطي - على كثرتهم - يقولون إن النبي صلى الله عليه وسلم لا يرى بروحه وجسمه بل يرى مثال له فقط، فكيف يدافع السيوطي عنهم ويخالفهم في الوقت نفسه؟

الوجه الثاني: أنهم اختلفوا أيضاً هل هذه الرؤية تكون بالقلب أو بالبصر؟
أشار السيوطي إلى ذلك ثم اضطرب اضطراياً شديداً حين قال في نفس المصدر: (أكثر ما تقع رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في اليقظة بالقلب ثم يترقى إلى أن يرى بالبصر) فإلى هنا يبدو أنه قصد الجمع بين القولين، ثم قال: (لكن ليست الرؤية البصرية كالرؤية المتعارفة عند الناس من رؤية بعضهم لبعض، وإنما هي جمعية حالية وحالة برزخية وأمر وجداني …).

الوجه الثالث: أن بعض كبار الصوفية ينفي وقوع رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في اليقظة.
فيقول أبو القاسم القشيري في«الرسالة القشيرية» (باب رؤيا القوم) (ص368): (وقال بعضهم: في النوم معان ليست في اليقظة، منها: أنه يرى المصطفى صلى الله عليه وسلم والصحابة والسلف الماضين في النوم ولا يراهم في اليقظة) اهـ.

وقد يقول قائل: إن هذا نقله القشيري عن بعضهم ولا ندري هل هم من الصوفية أو من غيرهم؟
والجواب:
أ- أن القشيري نفسه من كبار الصوفية وقد نقل العبارة وأقرها.
ب- أنه لا ينقل في رسالته مثل هذا الكلام إلا عن الصوفية، حيث ذكر في مقدمة
كتابه أنه إنما يذكر سير شيوخ التصوف وآدابهم ... وما أشاروا إليه من مواجيدهم،
وأكده في الخاتمة.

الوجه الرابع: أن هذه العقيدة مخالفة لإجماع أهل السنة والجماعة وهي خاصة بأهل البدعة، قال ابن حزم في «مراتب الإجماع»(ص176): (واتفقوا أن محمداً عليه السلام وجميع أصحابه لا يرجعون إلى الدنيا إلا حين يبعثون مع جميع الناس).

الوجه الخامس: أنه يلزم من القول بإمكان رؤيته في اليقظة ووقوعها لوازم باطلة قد ذكرتها أثناء نقل أقوال أهل العلم في هذا الموضوع.
وأخيراً: نقل السيوطي عن بعض أهل العلم احتجاجه على حياة الأنبياء بأن النبي صلى الله عليه وسلم اجتمع بهم ليلة الإسراء في بيت المقدس.
ومقصده أن ما دام هذا ممكناً في حق النبي صلى الله عليه وسلم معهم فيمكن أن يكون جائزاً في حق أولياء أمته معه، فيرونه في اليقظة.

والجواب على هذه الشبهة أن يقال:
أولاً: ليس النزاع في حياة الأنبياء في قبورهم ولا في اجتماع النبي صلى الله عليه وسلم بهم ليلة الإسراء ولا صلاته بهم إماماً، فإن ذلك كله ثابت رواية، فيجب على جميع المؤمنين التصديق به.
ثانياً: أن مما يجب أن يعلم أن حياة الأنبياء في قبورهم حياة برزخية لا نعلم كيف هي، وحكمها كحكم غيرها من المغيبات، نؤمن بها ولا نشتغل بكيفيتها، ولكننا نجزم بأنها مخالفة لحياتنا الدنيا.
ثالثاً: أن الذي أخبرنا بأنه اجتمع بالأنبياء ليلة الإسراء هو الصادق المصدوق الذي يجب على كل مؤمن أن يصدقه في كل ما أخبر به من المغيبات دقيقها وجليلها، ولذا آمنا بما أخبرنا به واعتقدناه عقيدة لا يتطرق إليها شك إن شاء الله تعالى.
أما من جاءنا بخبر وقوع رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في اليقظة فمجموعة من الدراويش خالفت الكتاب والسنة والإجماع والمعقول، فلم يجز - ولا أقول فلم يجب - أن نصدقهم في دعواهم تلك.
بل وجب على كل موحد ذاب عن حمى التوحيد أن يردها بما استطاع لأنه باب يؤدي فتحه إلى ضلال عظيم وخراب للأديان والعقول ويفتح باب التشريع من جديد، ولا حول ولا قوة إلا بالله. والله أعلم) . انتهى كلام الشيخ محمد أحمد لوح جزاه الله خيراً بتصرف.

ولمزيد من الفائدة انظر كتاب «المصادر العامة للتلقي عند الصوفية عرضاً ونقداً» للشيخ صادق سليم صادق (ص405-430) وكتاب «تقديس الأشخاص في الفكر الصوفي» للشيخ محمد أحمد لوح (2/36-52)، وكتاب «خصائص المصطفى بين الغلو والجفاء» تأليف الصادق بن محمد بن إبراهيم، وكتاب «رؤيا الرسول صلى الله عليه وسلم يقظة ومناماً ضوابطها وشروطها » للشيخ الأمين الحاج محمد أحمد.

***********************************

وللحديث بقية ان شاء اللله تعالى

وارجو ان تتقبلوا اخي الكريم ابو المعالي فائق تقديري واحترامي ومودتي


جزاك الله خيرا عن هذه النقول . التي تؤكد ان الأمر هو من قبيل المختلف فيه . الذي يعذر بعضنا بعضا عليه .
و كما أسلفت أن نسبة المخالف إلى الخطأ أولى من نسبته إلى الضلال : حفظا لأواصر الأخوة الواجب الحفاظ عليها .
النصيحة واجبة و الدفاع عن الرأي مقبول . ما دام كل ذلك في إطار الأخلاق النبوية السامية .
خصوصا إذا كان القائل بأمر هذه الرؤيا من اكابر العلماء أو من الصالحين .
هذا هو رأيي في الموضوع و لا زلت أحاول ألا أدخل في هذا النقاش باعتباري طرفا . لأنني أرى ألا طائل تحته .
و ارى أن تنصب جهودنا على محاربة مظاهر التغريب التي تعاني منها أمتنا . و أنصار الشذوذ و المطبعين معه . و الهجمة الصهيونية و الأمريكية على أمتنا .
ألمس منك اخي حماسا كبيرا للدفاع عن السنة و أهلها . لكن هذا الحماس يفقد بوصلته أحيانا ليتحول إلى قذف .
فأرجو منك ان تلتزم النقاش العلمي الرصين و تتجنب التعويم و التعميم .
رجائي الوحيد هو ان تسحب اتهامك للقائلين بموضوع الرؤية يقظة انهم يحاولون إطفاء نور السنة و غيرها من الاتهامات الجزافية . أقول هذا خوفا عليك يوم لقاء الله أن تلقى الله بعمل صالح من صيام و زكاة .... ثم يأتي من قذفتهم بكلامك يطلبون حقهم منك .
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .

أبو المعالي
21-06-2009, 14:15
و إليك هذه الفتوى من موقع إسلام أون لاين . حاول فيها المفتي أن يلتزم الوسط دون إفراط أو تفريط
http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?pagename=IslamOnline-Arabic-Ask_Scholar/FatwaA/FatwaA&cid=1122528606262
و اعلم اخي أنني لا أحاول إقناعك بضد ما تعتقده . بقدر ما أحاول أن أبين لك أن الأمر من المختلف فيه . الذي يجب ألا يشتد فيه النكير إلى الدرجة التي وصلت إليها .
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .

smile
21-06-2009, 14:28
وهل هناك شخص واحد عبر التاريخ الاسلامي رأى النبي صلى الله عليه وسلم يقظة؟

حتما لا

أبو نهيلة
21-06-2009, 14:50
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. بارك الله في أخينا khalid_agadir ونفع به. امض فيم أنت فيه فانك على الجادة .

smile
21-06-2009, 15:07
إن محاولة المخالفين التمسح برسالة "تنوير الحلك في إمكان رؤية النبي والملك"، والاستدلال بها محاولة فاشلة؛ لأن السيوطي - على سعة اطلاعه رحمه الله - لم يذكر دليلا واحدا على هذا الأمر - لا صحيحا ولا ضعيفا - اللهم تأويله للحديث الآنف الذكر.

وليعلم هؤلاء المروجون لرسالته؛ أن الحجة في كتاب الله وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقط، أما كلام العلماء فيؤخذ منه ويرد، والعصمة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

وكما قيل؛ لكل عالم هفوة ولكل جواد كبوة.

ثم إن الناظر في مؤلفات السيوطي يجد أن "معظمها تلخيص لما يقرأ، وتبويب لما يطالعه، فهي تخلو من الأصالة والإبداع، وتغيب شخصيته العلمية في خضم الأقوال التي ينقلها، وكأنه تأثر بسمة عصره، فالإنسان ابن بيئته، ومن أمثلة ذلك أنه صنف رسائل ساير فيها ما شاع في عصره، كالأفكار الصوفية التي ليس لها عين ولا أثر في دين الله ولكنها توافق العامة، وهذه الطامة" [من ترجمة الشيخ سليم الهلالي للسيوطي، مقدما بها تحقيق كتابه الزجر بالهجر: ص 14].


إن ادعاء رؤية النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقظة؛ مستحيل شرعا لأنه صلى الله عليه وآله وسلم قد مات، فادعاء حياته بعد موته وقبل يوم القيامة زخرف من القول وزور، ومخالفة صريحة لقوله تعالى: {إنك ميت وإنهم ميتون}.

إن هذا القول مصادم لصريح المعقول.



ولا يشكل على ذلك أن الأنبياء أحياء في قبورهم وكذلك الشهداء، ولا ما ورد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم من أنه ترد عليه روحه حتى يرد السلام على من سلم عليه، فإن تلك حياة برزخية تختلف عن هذه الحياة، ولذا يقتصر في التعامل معها على ما وردت به نصوص الشرع.

فلو ظهر النبي صلى الله عليه وآله وسلم للصحابة؛ لكان منقذا من فتن كبيرة، ومع ذلك لم يحصل هذا الأمر فكيف يترك النبي صلى الله عليه وآله وسلم الظهور لأفضل الناس وأجلهم بعده رضي الله عنهم، ويترك أعظم المصالح المتمثلة في جمع كلمة المسلمين وتوحيد صفهم، ثم يظهر في آخر الزمان لأناس رموا منهج القرآن والسنة خلفهم ظهريا؟!

وهذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه - على علو كعبه وجلالة قدره وشرف منزلته - يقول: (ثلاث وددت أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم يفارقنا حتى عهد إلينا بهن عهدا ننتهي إليه؛ الجد، والكلالة، وأبواب من أبواب الربا) [رواه البخاري برقم 5588، ومسلم برقم 2322].

فلو كان عليه السلام ظاهرا لأحد في يقظته لظهر لعمر، ولأزال عنه الحزن الذي اعتراه بسبب عدم معرفته لتلك الأحكام.

ولذلك لم يدع أحد من الصحابة، ولا من التابعين، ولا من القرون الثلاثة الفاضلة، ولا من العلماء المحققين؛ رؤية النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقظة، فلا خير في قوم يظنون أنفسهم بالغي منزلة قصر عن الوصول إليها خيرة هذه الأمة.

ورحم الله إمام دار الهجرة حيث قال لمن أراد أن يحرم قبل الميقات: (وأي فتنة أعظم من أن ترى أنك سبقت إلى فضيلة قصر عنها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم) [الاعتصام: ج 1/ص 174].

وأي فتنة أعظم من أن يظن القوم أنهم سبقوا إلى فضيلة قصر عنها صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

وقال رحمه الله: (لن يأتي آخر هذه الأمة بأهدى مما كان عليه أولها) [الاعتصام: ج 1/ص 349].

ومعلوم عند أهل الاختصاص - كما نص عليه الحافظ في النخبة وغيره - أن من لقي النبي صلى الله عليه وآله وسلم مؤمنا به ومات على الإسلام؛ فهو صحابي، ولو سلم بهذا الادعاء "لكان هؤلاء صحابة، ولأمكن بقاء الصحبة إلى يوم القيامة" [فتح الباري: ج 12/ص 481].



قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (وكل من رأى نبيا بعين رأسه فما رأى إلا خيالا) [الفرقان: ص 138]، انظر تفصيل القول في هذه القضية في مجموع الفتاوى [ج 27/ص 391 – 393].

خالد السوسي
21-06-2009, 17:37
اخي الفاضل ابو المعالي الامر لا خلاف فيه وواضح باذن الله فلا يمكن رؤيته صلى الله عليه وسلم ولم يثبت ان احدا ما قد رآه يقظة فلاداعي لاثارة الخلاف في مسالة اتفق جل علماء الامة فيها
اما تلك الفتوى التي اوردتها فصاحبها مجهول ولا نعرف مصدرها اوالادلة التي اعتمد عليها

ولزيادة الفائدة وتتمة لما ادرجته مؤخرا اسمحوا لي اخي الفاضل ان ادرج هذه المناظرة القيمة حول ادعاء الشيخ التجاني رؤية النبي صلى الله عليه وسلم يقظة والتي دارت بين عالمين مغربيين جليلين وارجو ان تقراها بتبصر ودون عاطفة او اتباع لرأي

الطرف الاول في المناظرة هوالشيخ العلامة تقي الدين الهلالي رحمه الله والذي كان تيجانيا ومتعصبا لطائفته وشيوخه قبل ان يمُن الله عليه باتباع طريق السنة بفضل الله ثم بفضل مناظرته للشيخ العلامة محمد بن العربي العلوي رحمه الله تعالى (وهو الطرف الثاني في المناظرة)

وقد رواها الشيخ تقي الدين الهلالي في كتابه القيم الهدية الهادية الى الطائفة التيجانية كما يلي:

قال الشيخ ( محمد بن العربي العلوي) أريد أن أناظرك في مسألة واحدة إن ثبتت ثبتت الطريقة كلها، وإن بطلت بطلت الطريقة كلها،
قلت ما هي؟
قال: ادعاء التجاني أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يقظة لا مناماً، وأعطاه هذه الطريقة بما فيها من الفضائل فإن ثبتت رؤيته للنبي صلى الله عليه وسلم يقظة وأخذه منه الطريقة فأنت على حق وأنا على باطل والرجوع إلى الحق، وإن بطل ادعاؤه فأنا على حق وأنت على باطل فيجب عليك أن تترك وتتمسك بالحق. ثم قال: تبدأ أنت أو أبدأ أنا؟ فقلت: ابدأ أنت، فقال: عندي أدلة كل واحد منها كاف في إبطال دعوى التجاني. قلت: هات ما عندك وعلي الجواب، فقال:
الأول: إن أول خلاف وقع بين الصحابة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم كان بسبب الخلافة؛ قالت الأنصار للمهاجرين منا أمير ومنكم أمير، وقال المهاجرون: إن العرب لا تذعن إلا لهذا الحي من قريش. ووقع نزاع شديد بين الفريقين حتى شغلهم عن دفن النبي صلى الله عليه وسلم فبقي ثلاثة أيام بلا دفن صلاة الله وسلامه عليه فكيف لم يظهر لأصحابه ويفصل النزاع بينهم ويقول الخليفة فلان فينهي النزاع؟ كيف يترك هذا الأمر العظيم لو كان يكلم أحداً يقظة بعد موته لكلم أصحابه وأصبح بينهم، وذلك أهم من ظهوره للشيخ التجاني ألف ومائتي سنة، ولماذا ظهر؟ ليقول له أنت من الآمنين، ومن أحبك من الآمنين، ومن أخذ وردك يدخل الجنة بلا حساب ولا عقاب هو ووالده وأزواجه لا الحفدة، فكيف يترك النبي صلى الله عليه وسلم الظهور يقظة والكلام لأفضل الناس بعده في أهم الأمور ويظهر لرجل لا يساويهم في الفضل ولا يقاربهم لأمر غير مهم فقلت له:
إن الشيخ رضي الله عنه قد أجاب عن هذا الاعتراض في حياته فقال: إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يلقى الخاص للخاص والعام للعام في حياته، أما بعد وفاته فقد انقطع إلقاء العام للعام وبقي إلقاء الخاص للخاص لم ينقطع بوفاته وهذا الذي ألقاه إلى شيخنا من إعطاء الورد والفضائل هو من الخاص للخاص. فقال أنا لا أسلم في أن الشريعة خاصاً وعاماً لأن أحكام الشرع خمسة وهذا الورد وفضائله إن كان من الدين فلا بد أن يدخل في الأحكام الخمسة لأنه عمل أعد الله لعامله ثواباً؛ فهو إما واجب أو مستحب ولم ينتقل النبي صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى حتى بين لأمته جميع الواجبات والمستحبات. وفي صحيح البخاري عن علي بن أبي طالب أنه قيل له هل خصكم رسول الله صلى الله عليه وسلم معشر أهل البيت بشيء فقال: والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ما خصنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء إلا فهماً يعطاه الرجل في كتاب الله، وإلا ما في هذه الصحيفة ففتحوها فإذا فيها العقل وفكاك الأسير وألا يقتل مسلم بكافر فكيف لا يخص النبي صلى الله عليه وسلم أهل بيته وخلفاءه بشيء ثم يخص رجلاً في آخر الزمان بما يتنافى مع أحكام الكتاب والسنة. فقلت: إن الشيخ عالم بالكتاب والسنة وفي جوابه مقنع لمن أراد أن يقنع. قال احفظ هذا.
الثاني: اختلاف أبي بكر مع فاطمة الزهراء رضي الله عنهما على الميراث فلا يخفى أن فاطمة طلبت من أبي بكر الصديق رضي الله عنه حقها من ميراث أبيها واحتجت عليه بأن إذا مات هو يرثه أبناؤه، فلماذا يمنعها من ميراث أبيها، فأجابها أبو بكر الصديق بأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: نحن معاشر الأنبياء لا نورث، ما تركنا صدقة. وقد حضر ذلك جماعة من الصحابة فبقيت فاطمة الزهراء مغاضبة لأبي بكر حتى ماتت بعد ستة أشهر بعد وفاة أبيها صلى الله عليه وسلم. فهذا حبيبان لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنه قال: فاطمة بضعة مني يسؤني ما ساءها، أو كما قال عليه الصلاة والسلام وصرح بأن أبا بكر الصديق أحب الناس إليه، وقال ما أحد أمنّ علي في نفس ولا مال من أبي بكر الصديق رواه البخاري. وهذه المغاضبة التي وقعت بين أبي بكر وفاطمة، تسوء النبي صلى الله عليه وسلم، فلو كان يظهر لأحد بعد وفاته لغرض من الأغراض لظهر لأبي بكر الصديق وقال له: إني رجعت عما قلته في حياتي فأعطها حقها من الميراث، أو لظهر لفاطمة وقال لها يا ابنتي لا تغضبي على أبي بكر فإنه لم يفعل إلا ما أمرته به فقلت له ليس عندي من الجواب إلا ما سمعت قال احفظ هذا.
الثالث: الذي وقع بين طلحة والزبير وعائشة من جهة، وعلي بين أبي طالب من جهة أخرى واشتد النزاع بينهما حتى وقعت حرب الجمل، في البصرة فقتل فيها خلق كثير من الصحابة والتابعين وعقر جمل عائشة فكيف يهون على النبي صلى الله عليه وسلم سفك هذه الدماء ووقوع هذا الشر بين المسلمين بل بين أخص الناس به، وهو يستطيع أن يحقن هذه الدماء بكلمة واحدة، وقد أخبر الله سبحانه وتعالى في آخر سورة التوبة برأفته ورحمته بالمؤمنين وأنه يشق عليه كل ما يصيبهم من العنت، وذلك في قوله تعالى: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم} فقلت له ليس عندي من الجواب إلا ما سمعت وظهوره وكلامه للشيخ التجاني فضل من الله، والله يؤتي فضله من يشاء. قال احفظ هذا وفكر فيه.
الرابع: خلاف علي مع الخوارج وقد سفكت فيه دماء كثيرة، ولو ظهر النبي صلى الله عليه وسلم لرئيس الخوارج وأمره بطاعة إمامه لحقنت تلك الدماء، فقلت الجواب هو ما سمعت، فقال لي: احفظ هذا وفكر فيه، فإني أرجو أنك بعد التفكير ترجع إلى الحق.
الخامس: النزاع الذي وقع بين معاوية وعلي، وقد قتل في الحرب التي وقعت بينهما خلق كثير، منهم عمار بن ياسر، فكيف يترك النبي صلى الله عليه وسلم الظهور لأفضل الناس بعده وفي ظهوره هذه المصالح المهمة من جمع كلمة المسلمين وإصلاح ذات بينهم وحقن دمائهم، وهو خير المصلحين بقوله تعالى: {وأصلحوا ذات بينكم} وقوله تعالى: {إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم} ثم يظهر للشيخ التجاني في آخر الزمان لغرض غير مهم وهو في نفسه غير معقول لأنه مضاد لنصوص الكتاب والسنة.
فلم يجد عندي جواباً غير ما تقدم ولكني لم أسلم له فقال فكر في هذه الأدلة وسنتباحث في المجلس الآخر، فعقدنا بعد هذا المجلس سبعة مجالس كل منها كان يستمر من بعد صلاة المغرب إلى ما بعد العشاء بكثير. وحينئذ أيقنت أنني كنت ضلال، ولكن أردت أن أزداد يقيناً فقلت له (من معك من العلماء هنا في المغرب على هذه العقيدة وهي أن مسألة في العقائد أو في الفروع يجب أن نعرضها مع قصر باعنا وقلة اطلاعنا على كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فما ظهر لنا أنه موافق لهما قبلناه وما ظهر لنا أنه مخالف رددناه) فقال لي يوافقني على هذا أكبر مقدم للطريقة التجانية في المغرب كله وهو الشيخ الفاطمي الشرادي، فكدت أكذبه لأن المشهور في جميع أنحاء المغرب أن هذا الرجل من كبار العلماء، وهو أكبر مقدم للطريقة التجانية، ولم أقل أكبر شيخ لأن الشيخ التجاني لا يبيح أن يكون شيخاً للطريقة سواه، لأن تلقيبه بالشيخ قد يفهم منه أنه يجوز لغيره أن يتصرف في أوراد الطريقة وفضائلها وعقائدها وذلك ممنوع لأن الذي أعطى هذه الطريقة هو النبي صلى الله عليه وسلم يقظة لا مناماً كما تقدم والمتلقي الأول لها هو الشيخ أحمد التجاني والنبي صلى الله عليه وسلم سماه شيخاً لهذه الطريقة، وكل ناشر للطريقة وملقن لأورادها يسمى مقدماً فقط فالطريقة لها مصدر واحد وشيخ واحد ولا يجوز تعدد المصدر ولا تعدد الشيخ حسبما في كتب الطريقة.

مع الشيخ الفاطمي الشرادي:

فتوجهت إلى الشيخ الفاطمي رحمه الله وكان الوقت ضحى وقد أوصاني شيخنا محمد بن العربي ألا أسأله إلا في خلوة فوجدت عنده جماعة فانصرف بعضهم وجاء آخرون وبقيت عنده أنتظر أن أخلو به حتى صلينا الظهر وجاء الغداء فلم أستطع أن أخلو به وكان ثلاثة ممن كانوا في مجلسه حاضرين فقلت له إن الشيخ محمد بن العربي العلوي يقول يجب علينا أن نعرض جميع المسائل أصولاً وفروعاً على كتاب الله وسنة رسوله فما وافق في نظرنا القاصر قبلناه وما خالف رددنا ولو قال به الإمام مالك أو الشيخ أحمد التجاني، فأشار إلي بيده يستمهلني، وكان جلوسي عنده قد طال فانصرفت إلى مدرسة الشراطين حيث كنت نازلاً قبل لقائي بالشيخ العلوي، وفي ذلك اليوم بعد صلاة العشاء جاءني بواب المدرسة وقال لي إن الشيخ الفاطمي الشرادي أرسل إليك عبده وبغلته يطلب أن تزوره فتعجبت كثيراً لأمرين، أحدهما أن الوقت ليس وقت زيارة، وثانيهما أنه لم تجر العادة أن كبار العلماء الطاعنين في السن، يبعثون الدابة للركوب إلا لمن هو مثلهم في السن والعلم وأنا شاب فركبت البغلة وسار العبد أمامي حتى وصلت إليه وسلمت عليه فرد أحسن رد ورحب بي وقال لي يا ولدي أنا رجل كبير طاعن في السن ليس لي قدرة على القتال، أما سيدي محمد بن العربي العلوي فهو شاب مستعد للقتال وأنت سألتني أمام الناس عن مسألة مهمة لا يسعني أن أكتم جوابها، ولا أستطيع أن أصرح به أمام الناس، فأعلم أن ما قال لك سيدي محمد بن العربي العلوي هو الحق الذي لا شك فيه، وقد أخذت الطريقة القادرية وبقيت فيها زماناً، ثم أخذت الطريقة الوزانية وبقيت فيها زماناً، ثم أخذت الطريقة التجانية والتزمتها حتى صرت مقدماً فيها فلم أجد في هذه الطرائق فائدة، وتركتها كلها ولم يبق عندي من التصوف إلا طلب الشيخ المربي على الكتاب والسنة علماً وعملاً، ولو وجدته لصاحبته وصرت تلميذاً له، وأنت تريد أن تسافر إلى الشرق فإن ظفرت بشيخ مرب متخلق بأخلاق الكتاب والسنة علماً وعملاً فاكتب إلي وأخبرني به حتى أشد الرحال إليه فازددت يقيناً بالنتيجة التي وصلت إليها في مناظرتي مع الشيخ العلوي. ولو كان عندي من العلم مثل ما عندي الآن لقلت له إن ضالتك المنشودة هي أقرب إليك من كل قريب فإن هذا الشيخ الذي تطلبه وتريد أن تشد الرحال إليه ولو بعدت الدار وشط المزار هو أنت نفسك. بشرط أن يكون عندك العزم التام على العمل بالكتاب والسنة وطرح التقليد جانباً كيفما كان الأمر فجزاهم الله خيراً وتغمدهما برحمته.

مع الشيخ عبدالعزيز بن إدريس:

وبعد ذلك بعشرين سنة اجتمعت مع الشيخ عبدالعزيز بن إدريس من علماء تطوان وهو أحد تلامذة الشيخ الفاطمي فذكرت له الحكاية السالفة فقال لي وأنا أيضاً وقع لي ما يشبه هذا فإني بعد إتمام دراستي في جامع القرويين ذهبت إليه وهو أفضل شيوخي فقلت له أيها الشيخ أريد أن أرجع إلى وطني تطوان فأريد أن تزودني بدعائك الصالح وأن تلقنني ورد الطريقة التجانية، فقال لي يا أسفي عليك، أنت تحفظ كتاب الله وقد درست العلوم الإلهية التي تمكنك من فهم كتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ولم يكفك ذلك كله حتى تطلب الهدى في غيره، والطريقة لا شيء فعليك بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فكشف الله عني بفضله ظلام الشرك والبدعة، وفتح لي باب التوحيد والاتباع فله الحمد والمنة نسأله أن يثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة إنه الهادي إلى الصراط المستقيم

(الهدية الهادية من ص7-21) انتهى منه بلفظه.


وتقبلوا سيدي الفاضل فائق تقديري واحترامي ومودتي

أبو المعالي
21-06-2009, 22:26
بعيدا عن الرأي و الرأي الآخر : أنا قلت أن المسألة خلافية : أن تقتنع برأي الطرف الآخر أو لا تقتنع . هذا أمر مرده إليك . أما أن تجعل من الأمر ذريعة للهجوم و رمي الطرف الآخر بكونه محاول لإطفاء نور السنة و غيرها من الاتهامات الجزافية . فهذا هو الأمر الذي جعلني أتدخل . فموضوعك نشر منذ مدة و لم اتدخل . لأنني أعتبر أن الأمر ليس من اولويات النقاش . أرجو ان تفهمني جيدا قبل أن تحاول مرة اخرى . زيادة النقول التي تدعم بها وجهة نظرك .
تحيتي إليك .

خالد السوسي
22-06-2009, 11:15
اخي الفاضل ابو المعالي لا اظنك تعتقد في قرارة نفسك ان المسالة خلافية وان كنت تعتقد ذلك فارجو ان تعطيني اسم شخص واحد عبر التاريخ الاسلامي منذ وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم الى الان شاهد الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام يقظة وأنا متأكد واقسم انك لن تستطيع ذلك لان الامر كما اشرت آنفا مستحيل ولايمكن

انتظر اسما واحدا من فضلكم

وشكرا جزيلا لكم وبارك الله فيكم ووفقكم واعانكم وسدد خطاكم

خالد السوسي
22-06-2009, 15:34
اخي الكريم ابو المعالي الخلاف الذي تعتقده ليس في مسألة الرؤية بل في فهم حديث البخاري الذي قدمت تخريجه ورواياته سابقا فهناك من اخذ بالروايات التي فيها الشك واعتمد عليها ليؤكد امكانية رؤيته صلى الله عليه وسلم يقظة ولكنه لو علم بالرويات الصحيحة لغير رايه ولأكد استحالة هذه الرؤية

اما مسألة ان هناك من راى رسول الله صلى الله عليه وسلم يقظة وهناك من لم يره فهذا ليس بخلاف ولكنه عناد وكذب وافتراء لأنه لا دليل لمن قال برؤيته يقظة وانما قاله مجموعة من الصوفية ومن ساندهم واغتر بهم والذين يكذبون على الناس وينشرون اباطيلهم وخرافاتهم

وارجو ان تتقبلوا اخي الفاضل فائق تقديري وامتناني واجو صادقا ان تتبين لكم المسالة جليا فالامر واضح ان شاء الله تعالى

أبو المعالي
22-06-2009, 18:37
اخي الكريم ابو المعالي الخلاف الذي تعتقده ليس في مسألة الرؤية بل في فهم حديث البخاري الذي قدمت تخريجه ورواياته سابقا فهناك من اخذ بالروايات التي فيها الشك واعتمد عليها ليؤكد امكانية رؤيته صلى الله عليه وسلم يقظة ولكنه لو علم بالرويات الصحيحة لغير رايه ولأكد استحالة هذه الرؤية

اما مسألة ان هناك من راى رسول الله صلى الله عليه وسلم يقظة وهناك من لم يره فهذا ليس بخلاف ولكنه عناد وكذب وافتراء لأنه لا دليل لمن قال برؤيته يقظة وانما قاله مجموعة من الصوفية ومن ساندهم واغتر بهم والذين يكذبون على الناس وينشرون اباطيلهم وخرافاتهم

وارجو ان تتقبلوا اخي الفاضل فائق تقديري وامتناني واجو صادقا ان تتبين لكم المسالة جليا فالامر واضح ان شاء الله تعالى


الخلاف أخي الكريم واقع و إن كنت لم تتبينه فيجب عليك مراجعة الأمر : فالإمام السيوطي كا ذكرت لك هو من مناصري الجواز . و هذا ما لا يمكن ان تنفيه .
2- انت ترمي الصوفية بالكذب على الناس و هذا اتهام عام يدخل فيما نبهتك له من التعميم و التعويم : جيث أن الطائفة المشار إليها جمعت الصالح و ضده : فكان فيها أمثال الإمام الجنيد و الجيلاني و ابن عطاء الله السكندري و غيرهم من ائمة الهدى و انتسب لهم من كان على غير الجادة . فكيف تجمعهم في سلة واحدة؟ : لعمري هذا هو الإفك المبين . و قد نبهتك أعلاه إلى عدم المجازفة برمي الناس بالباطل و ان تسلك مسلك البحث العلمي المتوازن و لكنك اخي مررت على كلامي مرور الكرام .
أحبني أخي الكريم جوابا مباشرا : هل قال الإمام السيوطي بجواز رؤية النبي صلى الله عليه و سلم ام لا ؟
2- هل سيكون الأمر عندك مختلفا : إذا قال لك الرائي ان هذه الرؤية ليست حقيقية أي ليست لنفس الذات الشريفة بل رؤية مثالية يقوى واردها عليه حتى يغلب عليه حال اليقظة ؟ أم ان الأمر عندك سيان :
أرجو أن تقتصر في الرد على ما ذكرت لك و تختصر .
و جزاك الله خيرا .

خالد السوسي
23-06-2009, 18:23
اخي الفاضل ابو المعالي يبدو انكم لم تفهموا ما بينته لكم من ان الخلاف ليس فيمن قال بامكانية رؤيته صلى الله عليه وسلم كحال الامام السيوطي والذي اوافقكم القول في كونه قال وصرح يامكانية رؤيته عليه الصلاة والسلام يقظة استنادا على رواية معينة للحديث الذي قدمتم لكم مجموعة من طرق رواياته التي قدمتها آنفا واسمحوا لي باعادة نقلها لكم كما قراتها :

أما رواية: «من رآني في المنام فسيراني في اليقظة» لابد من إلقاء ضوء كاشف على الحديث رواية ودراية حتى نعرف قدر هذا اللفظ الذي استدل به أولئك على إمكانية رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في اليقظة:
1- أما الحديث فقد رواه اثنا عشر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أو يزيد، مما يدل على شيوعه واستفاضته.
2- أن ثمانية من أئمة الحديث المصنفين اهتموا بهذا الحديث فأخرجوه في كتبهم مما يؤكد اهتمامهم به وفهمهم لمدلوله. ومع ذلك لم يبوب له أحد منهم بقوله مثلاً: باب في إمكان رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في اليقظة، ولو فهموا منه ذلك لبوبوا به أو بعضهم على الأقل؛ لأنه أعظم من كل ما ترجموا به تلك الأبواب.
3- أن المواضع التي أخرجوا فيها هذا الحديث بلغ (44) موضعاً، ومع كثرة هذه المواضع لم يرد في أي موضع لفظ « فسيراني في اليقظة» بالجزم إلا في إحدى روايات البخاري عن أبي هريرة.
أما بقية الروايات فألفاظها: «فقد رآني» أو «فقد رأى الحق» أو « فكأنما رآني في اليقظة» أو «فسيراني في اليقظة أو فكأنما رآني في اليقظة» بالشك.
وبالنظر في ألفاظ الحديث ورواياته نجد ملاحظات على لفظ «فسيراني في اليقظة» لا ريب أنها تقلل من قيمة الاستدلال بها وهذه الملاحظات هي:
أولاً: أن البخاري أخرج الحديث في ستة مواضع من صحيحه: ثلاثة منها من حديث أبي هريرة، وليس فيها لفظ «فسيراني في اليقظة» إلا في موضع واحد.
ثانياً: أن كلا من مسلم (حديث رقم 2266)، وأبي داود (حديث رقم 5023)، وأحمد (5/306)، أخرجوا الحديث بإسناد البخاري الذي فيه اللفظ المذكور بلفظ «فسيراني في اليقظة. أو لكأنما رآني في اليقظة» وهذا الشك من الراوي يدل على أن المحفوظ إنما هو لفظ «فكأنما رآني» أو «فقد رآني» لأن كلا منهما ورد في روايات كثيرة بالجزم وليس فيها شيء شك فيه الراوي.
وعند الترجيح ينبغي تقديم رواية الجزم على رواية الشك.
ثالثاً: إذا علمنا أنه لم يرد عند مسلم ولا عند أبي داود غير رواية الشك أدركنا مدى تدليس السيوطي حين قال في «تنوير الحلك»: (وتمسكت بالحديث الصحيح الوارد في ذلك: أخرج البخاري ومسلم وأبو داود عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من رآني في المنام فسيراني في اليقظة ولا يتمثل الشيطان بي ») فأوهم أن مسلماً وأبا داود أخرجا الحديث برواية الجزم، وأغفل جميع روايات البخاري الأخرى التي خلت من هذا اللفظ.
رابعاً: ذكر الحافظ ابن حجر في «الفتح» (12/400) أنه وقع عند الإسماعيلي في الطريق المذكورة «فقد رآني في اليقظة» بدل قوله: «فسيراني».
وهذه الأمور مجتمعة تفيد شذوذ هذا اللفظ، ولعل الحافظ ابن حجر أشار إلى ذلك ضمناً حين قال: (وشذ بعض الصالحين فزعم أنها تقع - يعني الرؤية- بعيني الرأس حقيقة).
ونقل عن المازري قوله: (إن كان المحفوظ «فكأنما رآني في اليقظة» فمعناه ظاهر).
هذا ما يتعلق بالحديث رواية، وإن تعجب فعجب استدلال هؤلاء بهذا اللفظ الشاذ على تقرير إمكان رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في اليقظة ووقوعها مع اتفاقهم على: أن حديث الآحاد لا يحتج به في العقيدة.
أما ما يتعلق به دراية فنقول: لو فرضنا أن هذا اللفظ «فسيراني» هو المحفوظ فإن العلماء المحققين لم يحملوه على المعنى الذي حمله عليه الصوفية.
قال النووي في شرحه (15/26): (فيه أقوال: أحدها: أن يراد به أهل عصره، ومعناه: أن من رآه في النوم ولم يكن هاجر يوفقه الله للهجرة ورؤيته صلى الله عليه وسلم في اليقظة عياناً.
وثانيها: أنه يرى تصديق تلك الرؤيا في اليقظة في الدار الآخرة؛ لأنه يراه في الآخرة جميع أمته.
وثالثها: أنه يراه في الآخرة رؤية خاصة في القرب منه وحصول شفاعته ونحو ذلك).
ونقل الحافظ ابن حجر هذه الأقوال بعدما ذكر القول بحمله على الرؤية بالعين المجردة وحكم على القائلين به بالشذوذ.
وجملة القول أن إدعاء إمكان رؤيته صلى الله عليه وسلم في اليقظة ووقوعها مذهب ضعيف مرجوح وذلك من وجوه:
الوجه الأول: اختلاف القائلين به في المقصود بالرؤية، وهل هي رؤية لذاته صلى الله عليه وسلم على الحقيقة، أو رؤية لمثال لها، نقله السيوطي في «تنوير الحلك» ضمن «الحاوي للفتاوى» (2/263).
ثم قال: (الذين رأيتهم من أرباب الأحوال يقولون بالثاني، وبه صرح الغزالي فقال: ليس المراد أنه يرى جسمه وبدنه بل يرى مثالاً له).
ثم نقل عن ابن العربي واستحسن قوله: (رؤية النبي صلى الله عليه وسلم بصفته المعلومة إدراك على الحقيقة ورؤيته على غير صفته إدراك للمثال) ثم قال السيوطي: (ولا يمتنع رؤية ذاته الشريفة بجسده وروحه؛ وذلك لأنه صلى الله عليه وسلم وسائر الأنبياء أحياء ردت إليهم أرواحهم بعد ما قبضوا وأذن لهم بالخروج من قبورهم والتصرف في الملكوت العلوي والسفلي)!!.
أقول: إذا كان أرباب الأحوال الذين رآهم السيوطي - على كثرتهم - يقولون إن النبي صلى الله عليه وسلم لا يرى بروحه وجسمه بل يرى مثال له فقط، فكيف يدافع السيوطي عنهم ويخالفهم في الوقت نفسه؟
الوجه الثاني: أنهم اختلفوا أيضاً هل هذه الرؤية تكون بالقلب أو بالبصر؟
أشار السيوطي إلى ذلك ثم اضطرب اضطراياً شديداً حين قال في نفس المصدر: (أكثر ما تقع رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في اليقظة بالقلب ثم يترقى إلى أن يرى بالبصر) فإلى هنا يبدو أنه قصد الجمع بين القولين، ثم قال: (لكن ليست الرؤية البصرية كالرؤية المتعارفة عند الناس من رؤية بعضهم لبعض، وإنما هي جمعية حالية وحالة برزخية وأمر وجداني …).


اريد منكم فقط تأكيد او نفي رؤيته صلى الله عليه وسلم يقظة من طرف انسان معين

اما قولكم انني ارمي الصوفية بالكذب فاظن انكم لم تفهموا معنى كلمة مجموعة وهي ليست ككلمة كل فالاسماء التي اوردتموها كالجنيد وغيرهم من ائمة الهدى لاخلاف بيننا في صلاحهم وورعهم وتقواهم وانما قصدت مجموعة من الدجالين المفترين الذين يزعمون انهم يقرأون في اللوح المحفوظ او انهم تلقوا تشريعات من طرف النبي صلى الله عليه وسلم كامثال التيجاني وابو المواهب الشاذلي والحلاج وابن عربي وغيرهم كثير في العصور الاخيرة وفي عصرنا ايضا وخصوصا من شيوخ الزوايا والطرق الصوفية

واختم مقالي هذا انني لا اريد قذفا لاحد ولا سبا ولا شتما وانما انقل ماقاله اهل العلم على نماذج معينة من المفترين على الناس والمضللين لهم وما اكثرهم عبر التاريخ الاسلامي وحاشا لله ان يكون الامام جلال الدين السيوطي ومثله من ائمة الخير والهدى من هؤلاء

ولا اخفيكم سرا اخي الفاضل انني اسعى جاهدا لكي اوضح لكم فكرة واحدة وهي استحالة رؤيته صلى الله عليه وسلم يقظة في الحياة الدنيا ام رؤيته في المنام او في الدار الاخرة فهذه منحة ونعمة كبيرة اسال الله العظيم رب العرش العظيم ان يرزقني واياكم اياها ويجمعني معكم تحت ظل عرش الرحمن يوم لا ظل الا ظله

والاختلاف بيننا لا يفسد للود قضية بل اصرح لكم انكم اخي في الله واحبكم فيه

اخوكم خالد

smile
23-06-2009, 21:05
لقد اتفق الصحابة رضوان الله عليهم على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مات الموتة الدنيا، فغسلوه وكفنوه وصلوا عليه ودفنوه كما يدفنون غيره من الأموات، واتفقوا على أن قبره معروف، كان في حجرته التي كان يسكنها في حياته،

فهؤلاء الذين يعتقدون رؤية النبي صلى الله عليه وسلم يقظة في الدنيا، وحضوره معهم، ويتواعدون على الاجتماع في منزل أحدهم، ويتركون الصلاة في المسجد لاعتقاد أنه يحضر معهم، كل هؤلاء من أهل الخرافات، فلا يجوز الانخداع بهم، ولا تصديقهم، لأن هذه الأقوال ظنية وكذب يريدون بها أن يموهوا على أتباعهم من العامة حتى يعتقدوا صدقهم،

وقد أخبر الله تعالى بموته كما في قوله تعالى: "إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ"، ومن مات فإنه لا يبعث إلا في يوم القيامة، وحياة الأنبياء في هذه الدنيا أكمل من حياة الشهداء، ولكنها حياة برزخية، ليست كحياتهم قبل الوفاة، والأحكام في البرزخ على الأرواح، فهي التي تصعد وتذهب، وتجيء وتعذب وتنعم.

والله أعلم.

smile
23-06-2009, 21:17
وبالنسبة الى لفظة فسيراني يقظة المختلف عليها

فقد قال النووي في كتابه شرح صحيح الامام مسلم

" فيه أقوال :

أحدها : أن يراد به أهل عصره ، ومعناه : أن من رآه في النوم ولم يكن هاجر يوفقه الله للهجرة ورؤيته صلى الله عليه وسلم في اليقظة عياناً .

وثانيها : أنه يرى تصديق تلك الرؤيا في اليقظة في الدار الآخرة ؛ لأنه يراه في الآخرة جميع أمته .

وثالثها : أنه يراه في الآخرة رؤية خاصة في القرب منه وحصول شفاعته ، ونحو ذلك .

" شرح مسلم " ( 15 / 26 ) .

أبو المعالي
23-06-2009, 22:01
اخي الفاضل ابو المعالي يبدو انكم لم تفهموا ما بينته لكم من ان الخلاف ليس فيمن قال بامكانية رؤيته صلى الله عليه وسلم كحال الامام السيوطي والذي اوافقكم القول في كونه قال وصرح يامكانية رؤيته عليه الصلاة والسلام يقظة استنادا على رواية معينة للحديث الذي قدمتم لكم مجموعة من طرق رواياته التي قدمتها آنفا واسمحوا لي باعادة نقلها لكم كما قراتها :

أما رواية: «من رآني في المنام فسيراني في اليقظة» لابد من إلقاء ضوء كاشف على الحديث رواية ودراية حتى نعرف قدر هذا اللفظ الذي استدل به أولئك على إمكانية رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في اليقظة:
1- أما الحديث فقد رواه اثنا عشر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أو يزيد، مما يدل على شيوعه واستفاضته.
2- أن ثمانية من أئمة الحديث المصنفين اهتموا بهذا الحديث فأخرجوه في كتبهم مما يؤكد اهتمامهم به وفهمهم لمدلوله. ومع ذلك لم يبوب له أحد منهم بقوله مثلاً: باب في إمكان رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في اليقظة، ولو فهموا منه ذلك لبوبوا به أو بعضهم على الأقل؛ لأنه أعظم من كل ما ترجموا به تلك الأبواب.
3- أن المواضع التي أخرجوا فيها هذا الحديث بلغ (44) موضعاً، ومع كثرة هذه المواضع لم يرد في أي موضع لفظ « فسيراني في اليقظة» بالجزم إلا في إحدى روايات البخاري عن أبي هريرة.
أما بقية الروايات فألفاظها: «فقد رآني» أو «فقد رأى الحق» أو « فكأنما رآني في اليقظة» أو «فسيراني في اليقظة أو فكأنما رآني في اليقظة» بالشك.
وبالنظر في ألفاظ الحديث ورواياته نجد ملاحظات على لفظ «فسيراني في اليقظة» لا ريب أنها تقلل من قيمة الاستدلال بها وهذه الملاحظات هي:
أولاً: أن البخاري أخرج الحديث في ستة مواضع من صحيحه: ثلاثة منها من حديث أبي هريرة، وليس فيها لفظ «فسيراني في اليقظة» إلا في موضع واحد.
ثانياً: أن كلا من مسلم (حديث رقم 2266)، وأبي داود (حديث رقم 5023)، وأحمد (5/306)، أخرجوا الحديث بإسناد البخاري الذي فيه اللفظ المذكور بلفظ «فسيراني في اليقظة. أو لكأنما رآني في اليقظة» وهذا الشك من الراوي يدل على أن المحفوظ إنما هو لفظ «فكأنما رآني» أو «فقد رآني» لأن كلا منهما ورد في روايات كثيرة بالجزم وليس فيها شيء شك فيه الراوي.
وعند الترجيح ينبغي تقديم رواية الجزم على رواية الشك.
ثالثاً: إذا علمنا أنه لم يرد عند مسلم ولا عند أبي داود غير رواية الشك أدركنا مدى تدليس السيوطي حين قال في «تنوير الحلك»: (وتمسكت بالحديث الصحيح الوارد في ذلك: أخرج البخاري ومسلم وأبو داود عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من رآني في المنام فسيراني في اليقظة ولا يتمثل الشيطان بي ») فأوهم أن مسلماً وأبا داود أخرجا الحديث برواية الجزم، وأغفل جميع روايات البخاري الأخرى التي خلت من هذا اللفظ.
رابعاً: ذكر الحافظ ابن حجر في «الفتح» (12/400) أنه وقع عند الإسماعيلي في الطريق المذكورة «فقد رآني في اليقظة» بدل قوله: «فسيراني».
وهذه الأمور مجتمعة تفيد شذوذ هذا اللفظ، ولعل الحافظ ابن حجر أشار إلى ذلك ضمناً حين قال: (وشذ بعض الصالحين فزعم أنها تقع - يعني الرؤية- بعيني الرأس حقيقة).
ونقل عن المازري قوله: (إن كان المحفوظ «فكأنما رآني في اليقظة» فمعناه ظاهر).
هذا ما يتعلق بالحديث رواية، وإن تعجب فعجب استدلال هؤلاء بهذا اللفظ الشاذ على تقرير إمكان رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في اليقظة ووقوعها مع اتفاقهم على: أن حديث الآحاد لا يحتج به في العقيدة.
أما ما يتعلق به دراية فنقول: لو فرضنا أن هذا اللفظ «فسيراني» هو المحفوظ فإن العلماء المحققين لم يحملوه على المعنى الذي حمله عليه الصوفية.
قال النووي في شرحه (15/26): (فيه أقوال: أحدها: أن يراد به أهل عصره، ومعناه: أن من رآه في النوم ولم يكن هاجر يوفقه الله للهجرة ورؤيته صلى الله عليه وسلم في اليقظة عياناً.
وثانيها: أنه يرى تصديق تلك الرؤيا في اليقظة في الدار الآخرة؛ لأنه يراه في الآخرة جميع أمته.
وثالثها: أنه يراه في الآخرة رؤية خاصة في القرب منه وحصول شفاعته ونحو ذلك).
ونقل الحافظ ابن حجر هذه الأقوال بعدما ذكر القول بحمله على الرؤية بالعين المجردة وحكم على القائلين به بالشذوذ.
وجملة القول أن إدعاء إمكان رؤيته صلى الله عليه وسلم في اليقظة ووقوعها مذهب ضعيف مرجوح وذلك من وجوه:
الوجه الأول: اختلاف القائلين به في المقصود بالرؤية، وهل هي رؤية لذاته صلى الله عليه وسلم على الحقيقة، أو رؤية لمثال لها، نقله السيوطي في «تنوير الحلك» ضمن «الحاوي للفتاوى» (2/263).
ثم قال: (الذين رأيتهم من أرباب الأحوال يقولون بالثاني، وبه صرح الغزالي فقال: ليس المراد أنه يرى جسمه وبدنه بل يرى مثالاً له).
ثم نقل عن ابن العربي واستحسن قوله: (رؤية النبي صلى الله عليه وسلم بصفته المعلومة إدراك على الحقيقة ورؤيته على غير صفته إدراك للمثال) ثم قال السيوطي: (ولا يمتنع رؤية ذاته الشريفة بجسده وروحه؛ وذلك لأنه صلى الله عليه وسلم وسائر الأنبياء أحياء ردت إليهم أرواحهم بعد ما قبضوا وأذن لهم بالخروج من قبورهم والتصرف في الملكوت العلوي والسفلي)!!.
أقول: إذا كان أرباب الأحوال الذين رآهم السيوطي - على كثرتهم - يقولون إن النبي صلى الله عليه وسلم لا يرى بروحه وجسمه بل يرى مثال له فقط، فكيف يدافع السيوطي عنهم ويخالفهم في الوقت نفسه؟
الوجه الثاني: أنهم اختلفوا أيضاً هل هذه الرؤية تكون بالقلب أو بالبصر؟
أشار السيوطي إلى ذلك ثم اضطرب اضطراياً شديداً حين قال في نفس المصدر: (أكثر ما تقع رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في اليقظة بالقلب ثم يترقى إلى أن يرى بالبصر) فإلى هنا يبدو أنه قصد الجمع بين القولين، ثم قال: (لكن ليست الرؤية البصرية كالرؤية المتعارفة عند الناس من رؤية بعضهم لبعض، وإنما هي جمعية حالية وحالة برزخية وأمر وجداني …).


اريد منكم فقط تأكيد او نفي رؤيته صلى الله عليه وسلم يقظة من طرف انسان معين

اما قولكم انني ارمي الصوفية بالكذب فاظن انكم لم تفهموا معنى كلمة مجموعة وهي ليست ككلمة كل فالاسماء التي اوردتموها كالجنيد وغيرهم من ائمة الهدى لاخلاف بيننا في صلاحهم وورعهم وتقواهم وانما قصدت مجموعة من الدجالين المفترين الذين يزعمون انهم يقرأون في اللوح المحفوظ او انهم تلقوا تشريعات من طرف النبي صلى الله عليه وسلم كامثال التيجاني وابو المواهب الشاذلي والحلاج وابن عربي وغيرهم كثير في العصور الاخيرة وفي عصرنا ايضا وخصوصا من شيوخ الزوايا والطرق الصوفية

واختم مقالي هذا انني لا اريد قذفا لاحد ولا سبا ولا شتما وانما انقل ماقاله اهل العلم على نماذج معينة من المفترين على الناس والمضللين لهم وما اكثرهم عبر التاريخ الاسلامي وحاشا لله ان يكون الامام جلال الدين السيوطي ومثله من ائمة الخير والهدى من هؤلاء

ولا اخفيكم سرا اخي الفاضل انني اسعى جاهدا لكي اوضح لكم فكرة واحدة وهي استحالة رؤيته صلى الله عليه وسلم يقظة في الحياة الدنيا ام رؤيته في المنام او في الدار الاخرة فهذه منحة ونعمة كبيرة اسال الله العظيم رب العرش العظيم ان يرزقني واياكم اياها ويجمعني معكم تحت ظل عرش الرحمن يوم لا ظل الا ظله

والاختلاف بيننا لا يفسد للود قضية بل اصرح لكم انكم اخي في الله واحبكم فيه

اخوكم خالد


هذا هو المقصود الأول و الأخير من تدخلي أن نفهم ان الخلاف حول مسألة معينة لا يكون طريقا لرمي الناس بما لا يليق . و بالتالي أعتبر أن الهدف المنشود قد تحقق . أما مسألة الرؤية قلا أريد ان اخوض فيها .
حسبي منك ان تتذكرني وسائر المسلمين - بدون استثناء - بدعوة خالصة إلى الرب الجليل أن يجمعنا جميعا على الحق و بالحق . و ان يلم شعتنا و ان يلهمنا إلى ما يرضيه عنا .
آمين .

خالد السوسي
24-06-2009, 10:36
جزاكم الله خيرا اخي ابو المعالي واسأل الله العظيم باسمائه الحسنى وصفاته العلى ان يبارك لكم في وقتكم وعملكم ويزيدكم من فضله وكرمه ومنّه ويرفع درجاتكم ويختم لنا جميعا بالحسنى ويحفظنا فوق الارض وتحت الارض ويوم العرض.

وتقبلوا فائق امتناني وتقديري ومودتي

فاطمة 8
26-06-2009, 11:15
صلى الله على سيدنا محمد،واله وصحبه وسلم.

الفاروق
30-06-2009, 19:02
جزاكم الله كل حير على النقول وأسأل الله التوفيق للحق إنه ولي ذلك والقادر عليه