المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نحو ثقافة دينية تقبل الاختلاف :المعتزلة الحلقة 1


أبو منال و فردوس
07-06-2011, 22:38
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية طيبة لجميع رواد منتدى دفاتر
من العنوان : نحو ثقافة دينية تقبل الاختلاف
سوف أضع بين أيديكم بحوثا سبق لي انجازها في تاريخ العقيدة
وسأنشرها تباعا بمنتدى دفاتر للمهتمين ولمأسسة ثقافة دينية
تقبل الاختلاف ولا تجتث الاخر مهما كانت أفكاره ولكننا نناقش أفكاره بعلمية
وكذلك لنعرف ما كان للمسلمين من ثقافة دينية في القرون الاولى من الاسلام
أول بحث سأنشره حول فرقة المعتزلة
المعتزلة
مقدمة: المعتزلة مدرسة فكريّة عقليّة ، أعطت للعقل القسط الأوفر والسّهم الأكبر حتّى فيما لا سبيل له للقضاء فيه ، ولها من نتائج الفكر والمعرفة ما شهد له التأريخ ، ودلّت عليه كتب القوم و رسائلهم الباقية. وما نقله عنهم خصومهم و أعداؤهم. وباختصار ، إنّه مذهب فكري كبير يزخر بمعارف حول المبدأ والمعاد ، وبأنظار عقليّة أو تجريبيّة حول صحيفة الكون. وسنحاول في هذا البحث تقريب المفهوم و التعرف على آرائهم وعقيدتهم.
المبحث الأول : تعريف المعتزلة لغة واصطلاحا: الاعتزال لغة: مأخوذ من اعتزل الشيء وتعزله بمعنى تنحى عنه، ومنه تعازل القوم بمعنى تنحى بعضهم عن بعض، وكنت بمعزل عن كذا وكذا أي: كنت في موضع عزلة منه، واعتزلت القوم أي فارقتهم، وتنحيت عنهم، ومنه قوله تعالى: {وَإِنْ لَّمْ تُؤْمِنُوا لِي فَاعْتَزِلُونِ} [الدخان: 21]. أراد إن لم تؤمنوا بي، فلا تكونوا علي ولا معي. وعلى ذلك: فالاعتزال معناه: الانفصال والتنحي، والمعتزلة هم المنفصلون. هذا في اللغة 1. أما المعتزلة في الاصطلاح: فهو اسم يطلق على فرقة ظهرت في الإسلام في أوائل القرن الثاني، وسلكت منهجا عقليا متطرفا في بحث العقائد الإسلامية ، وهم أصحاب واصل بن عطاء الغزال الذي اعتزل عن مجلس الحسن البصري 2 .
المبحث الثاني: أصل تسمية المعتزلة:
لقد اختلف الباحثون في أصل هذه التسمية، وسنعرض أهم الآراء في ذلك، وما ورد على كل رأي من اعتراض، ثم نبين الرأي الأقرب للصواب. -اعتزالهم عن علي في محاربة مخالفيه: قال أبو محمّد الحسن بن موسى النوبختي من أعلام القرن الثالث في كتابه « فرق الشيعة » عندالبحث عن الأحداث الواقعة بعد قتل عثمان: « فلمّا قُتِل بايع الناس عليّاً فسمّوا الجماعة ، ثمّ افترقوا بعد ذلك و صاروا ثلاث فرق: فرقة أقامت على ولايته ، وفرق

1- القاموس المحيط/لسان العرب.2- التعريفات للجرجاني.
خالفت عليّاً وهم طلحة والزبير و عائشة ، وفرقة اعتزلت مع سعد بن مالك وهو سعدبن أبي وقّاص ، وعبدالله بن عمر بن الخطّاب ، ومحمّد بن مسلمة الأنصاري ، واُسامة بن زيد بن حارثة الكلبي مولى رسول اللّه صلَّى الله عليه و آله و سلَّم فإنّ هؤلاء اعتزلوا عن علي ( عليه السلام ) وامتنعوا عن محاربته والمحاربة معه بعد دخولهم في بيعته والرضا به. فسمّوا المعتزلة ، وصاروا أسلاف المعتزلة إلى آخر الأبد ، وقالوا: لا يحلّ قتال عليّ ولاالقتال معه.
وذكر بعض أهل العلم أنّ الأحنف بن قيس التميمي اعتزل بعد ذلك في خاصّة قومه من بني تميم لا على التديّن بالاعتزال. ولكن على طلب السلامة في القتل و ذهاب المال وقال لقومه: اعتزلوا الفتنة أصلح لكم ». وذكر 1 نصر بن مزاحم المنقري أنّ المغيرة بن شعبة كان مقيماً بالطّائف لم يشهد صفّين. فقال معاوية: يا مغيرة: ما ترى؟ قال: يا معاوية لو وسعني أن أنصرك لنصرتك ، ولكن عليّ أن آتيك بأمر الرجلين ( أبي موسى الأشعري وعمرو بن العاص ) فركب حتّى أتى دومة الجندل ، فدخل على أبي موسى كأنّه زائر له ، فقال: يا أبا موسى! ما تقول فيمن اعتزل هذا الأمر و كره الدماء؟ قال: اُولئك خيار الناس خفّت ظهورهم من دمائهم و خمصت بطونهم من أموالهم. ثمّ أتى عمراً فقال: يا أبا عبدالله ! ما تقول فيمن اعتزل هذا الأمر وكره الدماء؟
فقال: اُولئك شرّ الناس لم يعرفوا حقّاً ولم ينكروا باطلا 3. غير أنّ شيوخ المعتزلة يردّون هذه الرواية ولا يقيمون لها وزناً. بل يقول البلخي: « ومن الناس من يقول سمّوا معتزلة لاعتزالهم عليّ بن أبي طالب في حروبه ، وليس كذلك ، لأنّ جمهور المعتزلة بل أكثرهم إلاّ القليل الشاذّ منهم يقولون إنّ عليّاً ( عليه السلام ) كان على صواب ، وإنّ من حاربه فهو ضالّ و تبرّأوا ممّن لم يتب عن محاربته ولا يتولّون أحداً ممّن حاربه إلاّ من صحّت عندهم توبته منهم ، و من كان بهذه الصفة فليس بمعتزل عنه ( عليه السلام ) ولا يجوز أن يسمّى بهذا الاسم » 3 .
2ـ اعتزالهم عن الحسن بن علي:
وهناك رواية اُخرى تدلّ على أنّ تسميتهم بهذا اللّقب لاعتزالهم عن الحسن بن عليّ و معاوية ، نقله الملطي ( المتوفّى عام 373 ) في « التنبيه والردّ » واستحسنه الكوثري 4

1- فرق الشيعة.للنوبختي.2- وقعة صفين .3- فضل الاعتزال.4ـ تعليق « تبيين كذب المفتري » ص 10.
يقول الملطي:« وهم سمّوا أنفسهم معتزلة وذلك عندما بايع الحسن بن عليّ معاوية وسلّم إليه الأمر اعتزلوا الحسن بن علي و معاوية و جميع الناس ، وذلك أنّهم كانوا من أصحاب علي ولزموا منازلهم ومساجدهم وقالوا نشتغل بالعلم والعبادة و سمّوا بذلك معتزلة».
3 ـ اعتزال عامر عن مجلس الحسن البصري: وهناك رواية ثالثة رواها ابن دريد يتحدّث عن بني العنبر قال: « ومن رجالهم في الإسلام عامر بن عبدالله يقال له عامر بن عبد قيس ، وكان عثمان بن عفّان كتب إلى عبدالله بن عامر أن يسيّره إلى الشام ، لأنّه يطعن عليهم وكان من خيار المسلمين وله كلام في التوحيد كثير ، وهو الّذي اعتزل الحسن البصري فسمّوا المعتزلة».1.
4 ـ اعتزال واصل عن مجلس الحسن البصري: قد عرفت أنّ حكم مرتكب الكبيرة قد أوجد ضجّة كبيرة في الأوساط الإسلاميّة في عصر عليّ وبعده ، حيث عدّ الخوارج مرتكب الكبيرة كافراً ، كما عدّه غيرهم مؤمناً فاسقاً ، وعدّت المرجئة من شهد بالتوحيد والرسالة لساناً أو جناناً مؤمناً. وقد أخذت المسألة لنفسها مجالاً خاصّاً للبحث عدّة قرون. وكان للمسألة في زمن الحسن البصري دويّ خاصّ. نقل الشهرستاني أنّه دخل واحد على الحسن البصري فقال: يا إمام الدين! لقد ظهرت في زماننا جماعة يكفّرون أصحاب الكبائر ، والكبيرة عندهم لا تضرّ مع الإيمان ، بل العمل على مذهبهم ليس ركناً من الإيمان ، ولا يضرّ مع الإيمان معصية ، كما لا تنفع مع الكفر طاعة وهم مرجئة الاُمّة فكيف تحكم لنا في ذلك اعتقاداً؟ فتفكّر الحسن في ذلك و قبل أن يجيب ، قال واصل بن عطاء: أنا لا أقول إنّ صاحب الكبيرة مؤمن مطلقاً ولا كافر مطلقاً ، بل هو في منزلة بين المنزلتين لا مؤمن و لا كافر. ثمّ قام و اعتزل إلى اسطوانة المسجد يقرّر ما أجاب به على جماعة من أصحاب الحسن ، فقال الحسن: اعتزل عنّا واصل ، فسمّي هو وأصحابه: معتزلة. 2. قد نقل اعتزال واصل حلقة الحسن جماعة كثيرة ، فنقلها المرتضى في أماليه ج 1 ص 167 ، والبغدادي في الفرق بين الفرق ص 118 ، والشهرستاني في الملل و النحل ج 1 ص 48 ، وابن خلكان في وفيات الأعيان ج 6 ص 8 ، والمقريزي في خططه ج 2 ص 346. وهذا هو القول الأرجح .-اعتزال مجلس الحسن البصري-.
1-فضل الاعتزال - المحقق: فؤاد سيد-2-الملل والنحل

5 ـ الاعتزال عن القولين السائدين في ذلك العصر:
وهناك رأي خامس في تسميتهم بالاعتزال يظهر من شيخ المعتزلة أبي القاسم البلخي يقول: « والسبب الّذي له سمّيت المعتزلة بالاعتزال، أنّ الاختلاف وقع في أسماء مرتكبي الكبائر من أهل الصّلاة ، فقالت الخوارج: إنّهم كفّار مشركون وهم مع ذلك فسّاق ، وقال بعض المرجئة: إنّهم مؤمنون لإقرارهم بالله و رسوله و بكتابه و بما جاء به رسوله وإن لم يعملوا به ، فاعتزلت المعتزلة جميع ما اختلف فيه هؤلاء وقالوا نأخذ بما اجتمعوا عليه من تسميتهم بالفسق وندع ما اختلفوا فيه من تسميتهم بالكفر والإيمان والنفاق و الشّرك ، قالوا: لأنّ المؤمن وليّ الله ، والله يجبّ تعظيمه و تكريمه وليس الفاسق كذلك ، والكافر والمشرك و المنافق يجب قتل بعضهم و أخذ الجزية من بعض ، وبعضهم يعبد في السرّ إلهاً غير الله ، وليس الفاسق بهذه الصفة. قالوا: فلمّا خرج من هذه الأحكام ، خرج من أن يكون مسمّى بأسماء أهلها وهذا هو القول بالمنزلة بين المنزلتين أي الفسق منزلة بين الكفر والإيمان ».1 و يظهر هذا من البغدادي أيضاً قال: « ومنها اتّفاقهم على دعواهم في الفاسق من اُمّة الإسلام بالمنزلة بين المنزلتين وهي أنّه فاسق لا مؤمن ولا كافر ، ولأجل هذا سمّاهم المسلمون « معتزلة » لاعتزالهم قول الاُمّة بأسرها ».2.
6 ـ جعل الفاسق معتزلاً عن الإيمان والكفر:
يقول المسعودي في مروجه ، قال في بيان الأصل الرابع من الاُصول الخمسة: « وأمّا القول بالمنزلة بين المنزلتين وهو الأصل الرابع ، فهو أنّ الفاسق المرتكب للكبائر ليس بمؤمن ولا كافر ، بل يسمّى فاسقاً على حسب ما ورد التّوقيف بتسميته وأجمع أهل الصّلاة على فسوقه ».« وبهذا الباب سمّيت المعتزلة ، وهو الاعتزال ، وهو الموصوف بالأسماء والأحكام مع ما تقدّم من الوعيد في الفاسق من الخلود في النار ».3 .
1 ـ باب ذكر المعتزلة من مقالات الاسلاميين للبلخي ص 115. 2-الفرق بين الفرق.3-مروج الذهب.
وسوف أنشر الحلقات تباعا ان شاء الله
تحياتي والسلام عليكم

أبو منال و فردوس
17-06-2011, 11:52
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

المبحث الثالث: أئمة المعتزلة:1 ـ واصل بن عطاء:أبو حذيفة واصل بن عطاء مؤسس الاعتزال ، المعروف بالغزّال. يقول ابن خلّكان: « كان واصل أحد الأعاجيب ذلك أنّه كان ألثغ ، قبح اللثغة في الرّاء فكان يخلّص كلامه من الرّاء ولايُفطَن لذلك ، لاقتداره على الكلام وسهولة ألفاظه.. »1. كان واصل صموداً في عقيدته ، تمكّن من إنفاذ الدعاة إلى الآفاق ، فرّق أصحابه في البلاد حتّى يكونوا دعاة إلى طريقه. فبعث عبدالله بن الحارث إلى المغرب ، فأجابه خلق كثير ، وبعث إلى خراسان حفص بن سالم ، فدخل « ترمذ » ولزم المسجد حتّى اشتهر ، ثمّ ناظر جهماً فقطعه ، وبعث القاسم إلى اليمن ، وبعث أيّوب إلى الجزيرة ، وبعث الحسن بن ذكوان إلى الكوفة ، وعثمان الطّويل إلى أرمينية.2 ويقول عنه صاحب سير أعلام النبلاء: «واصل بن عطاء البليغ الأفوه أبو حذيفة المخزومي مولاهم البصري الغزال وقيل ولاؤه لبني ضبة مولده سنة ثمانين بالمدينة وكان يلثغ بالراء غينا فلاقتداره على اللغة وتوسعه يتجنب الوقوع في لفظة فيها راء كما قيل وخالف الراء حتى احتال للشعر وهو وعمرو بن عبيد رأسا الاعتزال طرده الحسن عن مجلسه لما قال الفاسق لا مؤمن ولا كافر فانضم إليه عمرو واعتزلا حلقة الحسن فسموا المعتزلة ..... وقيل لواصل تصانيف وقيل كان يجيز التلاوة بالمعنى وهذا جهل قيل مات سنة إحدى وثلاثين ومئة وقيل عرف بالغزال لترداده إلى سوق الغزل ليتصدق على النسوة الفقيرات، جالس أبا هاشم عبد الله بن محمد بن الحنفية ثم لازم الحسن وكان صموتا طويل الرقبة جدا وله مؤلف في التوحيد وكتاب المنزلة بين المنزلتين».3
2- عمرو بن عبيد: (ت80ه)
الشخصيّة الثانية للمعتزلة بعد واصل بن عطاء هو عمرو بن عبيد وكان من أعضاء حلقة الحسن ، مثل واصل ، لكنّه التحق به بعد مناظرة جرت بينهما في مرتكب الكبيرة.
يقول السيّد المرتضى في أماليه: « يكنّى أبا عثمان مولى لبني العدوية من بني تميم. قال الجاحظ: وهو عمرو بن عبيد بن باب. و « باب » نفسه من سبي كابل من سبي عبدالرحمان بن سمرة ، وكان باب مولى لبني العدوية قال: وكان عبيد شرطيّاً ، وكان عمرو متزهّداً ، فكان إذا اجتازا معاً على الناس قالوا هذا أشرّ الناس ، أبو خير الناس ، فيقول عبيد: صدقتم هذا إبراهيم وأنا تارخ ». 4 وقد روى السيّد في أماليه و غيره من أرباب المعاجم قصصاً في زهده وورعه. روى ابن المرتضى عن الجاحظ أنّه قال: صلّى عمرو أربعين عاماً صلاة الفجر بوضوء المغرب. وحجّ أربعين حجّة ماشياً ، وبعيره موقوف على من أحصر ، وكان يحيي اللّيل بركعة واحدة ، ويرجِّع آية واحدة.5

1- وفيات الاعيان.2-أمالي المرتضي..3- سير أعلام النبلاء للذهبي.4- أمالي المرتضي للسيد المرتضى.5- نفس المصدر.

3 -ـ أبو الهذيل العلاّف (http://aqedaty.net/Desktop/%D8%B8%E2%80%A6%D8%B8%E2%80%9E%D8%B8%D9%BE%D8%B7%C 2%A7%D8%B7%DA%BE%20%D8%B7%C2%AC%D8%B7%C2%A7%D8%B8% E2%80%A1%D8%B7%C2%B2%D8%B7%C2%A9%20%D8%B8%E2%80%9E %D8%B8%E2%80%9E%D8%B8%E2%80%A6%D8%B8%CB%86%D8%B8%E 2%80%9A%D8%B7%C2%B9/%D8%B7%C2%A7%D8%B8%E2%80%9E%D8%B7%C2%AC%D8%B7%C2%A 7%D8%B8%E2%80%A1%D8%B7%C2%B2%D8%B7%C2%A9%20%D8%B8% E2%80%A0%D8%B8%E2%80%A1%D8%B7%C2%A7%D8%B7%C2%A6%D8 %B8%D9%B9%D8%B7%C2%A7/%D8%B7%DA%BE%D8%B8%E2%80%A6%20%D8%B8%E2%80%A0%D8%B 8%E2%80%9A%D8%B8%E2%80%9E%D8%B8%E2%80%A1%20%D8%B8% E2%80%9E%D8%B8%E2%80%9E%D8%B8%E2%80%A6%D8%B8%CB%86 %D8%B8%E2%80%9A%D8%B7%C2%B9/%D9%85%D8%B5%D8%A7%D8%AF%D8%B1%20%D9%84%D8%AF%D8%B 1%D8%A7%D8%B3%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B0%D8% A7%D9%87%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B3%D9%84%D8 %A7%D9%85%D9%8A%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%84%D9%84%20%D9%88%D8%A7%D9%8 4%D9%86%D8%AD%D9%84%20-%20%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%A8%D8%AD%D8%A7%D9%86%D9%8 A%20-%20%D9%88%D9%88%D8%B1%D8%AF/almelal-wa-alnahal-3/almelal-wa-alnahal-3/almelal-wa-alnahal-3/index.html):ت135ه

أبو الهذيل محمّد بن الهذيل العبدي ـ نسبة إلى عبدالقيس ـ وكان مولاهم وكان يلقّب بالعلاّف ،لأنّ داره في البصرة كانت في العلاّفين قال ابن النّديم: « :كان شيخ البصريّين في الاعتزال و من أكبر علمائهم وهو صاحب المقالات في مذهبهم و مجالس و مناظرات. »1 قال المبِّرد: « ما رأيت أفصح من أبي الهذيل والجاحظ ، وكان أبو الهذيل أحسن مناظرة. شهدته في مجلس وقد استشهد في جملة كلامه بثلاثمائة بيت...وفي مجلس المأمون استشهد في عرض كلامه بسبعمائة بيت » قال ابن خلّكان: « ولأبي الهذيل كتاب يعرف بالميلاس و كان « ميلاس » رجلاً مجوسياً و أسلم ، وكان سبب إسلامه أنّه جمع بين أبي الهذيل وبين جماعة من الثنويّة ، فقطعهم أبو الهذيل فأسلم ميلاس عند ذلك »34- النظام:ت160هإبراهيم بن سيّار بن هانئ النظّام

النظّام: هو الشخصيّة الثالثة للمعتزلة ومن متخرّجي مدرسة البصرة للاعتزال

قال ابن النديم: يكنّى أبا إ**** ، كان متكلّماً شاعراً أديباً.4 وقال الشريف المرتضى: « كان مقدّماً في علم الكلام ، حسن الخاطر ، شديد التدقيق والغوص على المعاني ، وإنّما أدّاه إلى المذاهب الباطلة الّتي تفرّد بها واستشنعت منه ، تدقيقه وتغلغله وقيل: إنّه مولى الزياديين من ولد العبيد و إنّ الرّق جرى على أحد آبائه »5وذكره القاضي عبدالجبّار في « طبقات المعتزلة » وقال: « إنّه من أصحاب أبي الهذيل و خالفه في أشياء »6.

روي أنّه كان لا يكتب ولا يقرأ وقد حفظ القرآن والتوراة والانجيل والزبور وتفسيرها مع كثرة حفظه الأشعار والأخبار واختلاف النّاس في الفتيا.7

مع أنّه كثر اللّغط والصّياح حول آراء النظّام فطبع الحال يقتضي أن يكون له عشرات المؤلّفات ، غير أنّه لم يصل من أسماء مؤلّفاته إلينا أزيد ممّا يلي:1-فهرست ابن النديم.2- نفس المصدر.3- وفيات الأعيان.4 الفهرست.5- أمالي المرتضى..6-فضل الاعتزال وطبقات المعتزلة.7-المنية والأمل ، لابن المرتضى. 1 ـ التّوحيد ـ العالم ـ الجزء ـ كتاب الردّ على الثنويّة. 1

ومن أراد أن يرجع إلى متفرِّداته إن صحّت النّسبة ـ فليرجع إلى « الملل والنحل » للشهرستاني ، فإنّه جمعها تحت ثلاث عشرة مسألة ، مع النزاهة و رعاية أدب البحث ، خلافاً للبغدادي.5- أبو علي محمّد بن عبدالوهّاب الجبّائي:ت235ههو أحد أئمّة المعتزلة في عصره ، وإماماً في كلامه و يعرّفه ابن النديم في فهرسته بقوله: « هو من معتزلة البصرة ، ذلّل الكلام و سهّله و يسّر ما صعب منه ، وإليه انتهت رئاسة البصريّين في زمانه ، لا يدافع في ذلك. وأخذ عن أبي يعقوب الشحّام. ورد البصرةو تكلّم مع من بها من المتكلّمين ، وصار إلى بغداد ، فحضر مجلس أبي...الضّرير و تكلّم فتبيّن فضله و علمه ، وعاد إلى العسكر ومولده سنة 235 هـ وتوفّي سنة 303 هـ »2وقال ابن خلّكان: « إنّه أحد أئمّة المعتزلة ، كان إماماً في علم الكلام ، وأخذ هذا العلم عن أبي يوسف يعقوب بن عبدالله الشحّام البصري رئيس المعتزلة بالبصرة في عصره. له في مذهب الاعتزال مقالات مشهورة و عنه أخذ الشيخ أبو الحسن الأشعري علم الكلام وله معه مناظرة روتها العلماء »3.6 ـ أبو هاشم الجبائي:ت277ه عبدالسلام بن محمّد بن عبدالوهّاب بن أبي عليّ الجبائي ، قال الخطيب: « شيخ المعتزلة و مصنّف الكتب على مذاهبهم. سكن بغداد إلى حين وفاته»4

وقال ابن خلّكان: « المتكّلم المشهور ، العالم بن العالم ، كان هو وأبوه من كبار المعتزلة ولهما مقالات على مذهب الاعتزال ، وكتب الكلام مشحونة بمذاهبهما واعتقادهما. وكان له ولد يسمّى أبا عليّ و كان عامّياً لا يعرف شيئاً. فدخل يوماً على الصاحب بن عبّاد فظنّه عالماً فأكرمه ورفع مرتبته. ثمّ سأله عن مسألة ، فقال: « لا أعرف نصف العلم » ، فقال له الصاحب: « صدقت يا ولدي ، إلاّ أنّ أباك تقدّم بالنصف الآخر»5

وقال القاضي نقلاً عن أبي الحسن بن فرزويه أنّه بلغ من العلم ما لم يبلغه رؤساء علم الكلام. وذكر أنّه كان من حرصه يسأل أبا عليّ ( والده ) حتّى يتأذّى منه ، فسمعت أبا عليّ في بعض الأوقات يسير معه لحاجة وهو يقول لا تؤذنا و يزيد فوق هذا الكلام.

1-الفرق بين الفرق و مقالات الاسلاميين.2-فهرست ابن النديم.3-وفيات الاعيان.4-تاريخ بغداد.5- وفيات الاعيان. وكان يسأله طول نهاره ما قدر على ذلك ، فاذا جاء اللّيل سبق إلى موضع مبيته لئلاّ يغلق أبو عليّ دونه الباب ، فيستلقي أبو عليّ على سريره ، ويقف أبو هاشم بين يديه قائماً يسأله حتّى يضجره ، فيحوّل وجهه عنه ، فيتحوّل إلى وجهه ، ولا يزال كذلك حتّى ينام ، وربّما سبق أبو عليّ فأغلق الباب دونه. قال: ومن هذا حرصه على ما اختصّ به من الذكاء ، لم يتعجّب من تقدّمه
1. كان أبو هاشم أحسن الناس أخلاقاً و أطلقهم وجهاً ، واستنكر بعض الناس خلافه مع أبيه ( في المسائل الكلاميّة ) وليس خلاف التابع للمتبوع في دقيق الفروع بمستنكر ، فقد خالف أصحاب أبي حنيفة إياه. 7 ـ قاضي القضاة عبد الجبّار ( ت نحو 324 ه ): هو عبدالجبّار بن أحمدبن عبدالجبّار الهمداني الأسدآبادي ، الملقّب بقاضي القضاة ولا يطلق ذلك اللّقب على غيره. قال الخطيب: « كان ينتحل مذهب الشافعي في الفروع و مذاهب المعتزلة في الاُصول ، وله في ذلك مصنّفات و ولي قضاء القضاة بالري و ورد بغداد حاجّاً وحدّثبها

وقال: مات عبدالجبّار بن أحمد قبل دخولي الري في رحلتي إلى خراسان و ذلك في سنة 415»2. وترجمه الحاكم الجشمي ( المتوفّى عام 494 هـ ) في كتاب « شرح عيون المسائل » وعدّه من الطبقة الحادية عشرة من طبقات المعتزلة وقال: « يعدّ من معتزلة ، البصرة من أصحاب أبي هاشم لنصرته مذهبه»

قرأ على أبي إ**** بن عيّاش أوّلاً ، ثمّ على الشيخ أبي عبدالله البصري 3

1- طبقات المعتزلة للقاضي.2-تاريخ بغداد.3-كلاهما من الطبقة العاشرة من طبقات المعتزلة