المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فضفضة عن الله


acheref02
27-06-2007, 12:38
مجدي الهلالي
الوظيفة : طبيب وداعية مصري
موضوع الحوار : فضفضة عن الله



محررة الحوارات : هبة زكريا

الاسم : منى جابر الطيب - السودان
الوظيفة : مدير تنفيذي

السؤال الأول

أعرفك من خلال الإصدارات البسيطة العميقةالمعرفة بادوية الأمةودائها.إعلاميا غير معروف لدى الشباب المسلم عبرالقنوات الفضائيةلنأخذ العلم والمعرفةعن الله من صدرك

الإجابة :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
نسأل الله عزوجل الثبات ، وأن يغفر لنا مالا تعلمون ، ويجعلنا أحسن مما تظنون.
فمن سعادة المرء أن يعلم ما الذي يفسد عليه عمله ويشوش عليه عقله وينسيه ربه ونفسه.


السؤال الثاني


الاسم : أحمد علي - مصر

الوظيفة : فنان

لبعض الناس رأي أنه لا تدرج تطبيق في الحلال والحرم أثناء تربية النفس
ولكن ماذا يفعل الإنسان إذا وجد أن الواجبات التي عليه كثرت وهمته لا تسمح بأن يؤديها كما يجب خاصة وأن البعض يرى بعض الأشياء التي قد لا أرها أنا واجبا واجبة مثل الصلاة في المسجد وقراءاة القرآن يوميا وتلاوة الأذكار يوميا وهكذا فما رأي فضيلتكم
وكيف يمكن لإنسان يرى نفسه أنه ابتعد كثيرا ومرغ في التراب ولكن لا يجد الهمة التي تساعده للوصول للسماء مرة أخى

الإجابة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
القوة الدافعة التي تدفع العبد للقيام بالواجبات المختلفة بتلقائية هي قوة الإيمان ، فكلما زاد الإيمان في القلب تحسنت الأعمال بصورة تلقائية ، وكلما نقص الإيمان ضعفت الهمة وازداد التثاقل إلى الأرض لذلك لابد من الاهتمام بأعمال القلوب وزيادة الإيمان في القلب أولا إن أردنا سلوكا صحيحا ومستمراً.
أما إذا قفزنا على أعمال الجوارح وجاهدنا أنفسنا لأداء الأعمال دون البدء بالإيمان فلن ننجح النجاح المطلوب.
تأمل معي قوله تعالى ( ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب )
وقوله صلى الله عليه وسلم ( اللهم أقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معاصيك ).

وبخصوص السؤال الثاني:
من أراد العودة إلى الله فعليه أن يلح على الله في طلب العودة إليه وأن يداوم على ذلك فالإمداد على قدر الاستعداد ، ولا يوجد قلب مهما كان قاسيا ليس فيه أمل ويستعصي على الحياة مرة أخرى ، فالله عزوجل يحيي الأرض بعد موتها وكذلك القلوب شريطة أن نظهر له حاجتنا الماسة لذلك ..
أخي .. كن مع الله كالطفل مع أبيه عندما يريد منه شيئاً ما فتجده يلح ويلح حتى يقوم بإحضار طلبه . والله المستعان. الإجابة


السؤال الثالث


الاسم : محمد
الوظيفة :

الإخوة/القائمين على موقع إسلام اون لاين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.إخوانى الأعزاء إنى أشكو ذنوبى إنها تقف عائقا أمامي في السير إلى الله تعالى الأمرالذى يجعلنى أشعر بالإحباط وخصوصا عندما أقوم بواجب فى أداء مهامى فىالعمل الذى أنا مكلف به فعندالإنجازأشعر بسعادة كبيرة وأتحدث بماأنجزته لمن حولى وهنا أشعر بأنى خسرت العمل لأنى تكلمت به لمن حولى وقديكون دخل عليه الرياء وقد يحبط عملى فما هو الحل ؟ أفيدونا جزاكم الله خيراً والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


الإجابة


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: يقول صلى الله عليه وسلم: "مثل الذي يعلم الناس الخير وينسى نفسه كمثل الفتيلة تضيء لغيرها وتحرق نفسها ".
فلابد لنا - أخي الحبيب - من زاد دائم نتزود به وإلا صار كل منا كالشمعة يحرق نفسه بنفسه ، ولا عذر لأحد في ترك نفسه وعدم الاهتمام بقلبه . فأنا وأنت لسنا أكثر انشغالا من أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ، فقد جاءه ضيف فتركه في مكان الاستقبال بمنزله وتأخر عليه مدة من الزمن ثم دخل عليه وقال له: معذرة لقد كنت في قضاء وردي.

وعندما نترك أنفسنا بدون زاد وطال علينا الأمد في ذلك فستقسو قلوبنا ، وسننسى الله فينسينا أنفسنا ، فتسيطر علينا تلك الأنفس وتجعلنا نتحرك ونتكلم من أجل نيل حظوظها والزاد المطلوب لكل مسلم ينقسم إلى ثلاثة أقسام: زاد علمي لتنمية عقله وتوسيع مداركه فيعرف به زمانه ، وزاد إيماني يمد القلب دوما بالإيمان ومن ثم تزداد القوة الدافعة للقيام بالأعمال الصالحة وترك المعاصي.
وزاد نفسي من محاسبة للنفس وتربيتها على التواضع وأن ترى الناس جميعا أفضل منها وأن يكون المرء عند نفسه صغيراً .
وهذا كل يوم والله المستعان.


السؤال الرابع


الاسم : عابد - مصر
الوظيفة : طالب
بداية أخبرك يا دكتور أني أحبك في الله
وأسأل الله عز وجل أن يبارك فيك وفي علمك ووقتك وينفع بك


الإجابة



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فلقد تعرضنا بفضل الله عزوجل للإجابة عن مثل هذا السؤال في سؤال الأخ محمد ونضيف بعون الله :
أن أفضل معين يقوم بزيادة الإيمان وإحياء القلب ، والتذكرة الدائمة بأهدافنا وغايتنا في الحياة وإمدادنا بالوقود الدافع للقيام بالأعمال الصالحة هو القرآن وعندما نتحدث عن القرآن فإننا لا نقصد تلك القراءة الباردة التي نقرؤها حيث نجد أغلبنا يمسك المصحف وهمه الانتهاء من أكبر قدر من الآيات دون أن يٌعمل عقله فيما يقرأ ودون أن يتأثر قلبه بها ، ومن ثم لا نجد أثراً يذكر للقرآن في حياتنا رغم اهتمامنا الملحوظ به.
فالله عزوجل وصف القرآن بأنه روح ( وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا ) وأنه شفاء لما في الصدور وهدى ورحمة وتذكرة وتبصرة ، وعندما لا نستشعر روح القرآن وتذكرته وشفائه عند قراءته فالعيب فينا نحن وليس في القرآن ( أفي الله شك ).
من هنا نقول بأن من يريد أن يعود لسابق عهده مع الله فإنه يحتاج إلى روح جديد والقرآن جاهز لبث تلك الروح شريطة أن نقبل عليه فنقرأه بترتيل وبصوت حزين وأن نُعمل عقولنا فيما نقرأ فنفهم الآيات ولو فهماً إجمالياً فيتعانق التأثر مع الفهم فينشأ الإيمان ( أيكم زادته هذه إيمانا ).
وثق أخي بأنك لو داومت على ذلك كل يوم بحد أدنى ساعه متواصلة لعدت أفضل وأحسن مما كنت وبدأت العلاقة بالله عزوجل في التحسن وانطلقت في رحلة السير إليه سبحانه وتعالى. والله المستعان.


السؤال الخامس


الاسم : Nada
الوظيفة: Researcher

سيدي الفاضل
انا أحب الله و أقول له في دعائي يا ربي أنا احبك يا رب أحبني فأنا أود أعلم كيف ينعكس إيجابيا حبي لله في حياتي كمسلمة و مؤمنة و في حياتي بصفة عامة شكرا جزيلا للإجابة و جزاكم الله عنا خيلرا عن هذه الصفحة التي تمدنا بكل ما نحتاج


الإجابة


بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
اعلمي أختي السائلة بأن حب الله لك سبق حبك له ..
فأين كان حبك له قبل وجودك أما حبه لك فقد كان منذ الأزل. أختارك من بني آدم لتنالي التكريم ، واختارك مسلمة واختارك واختارك.
فالله عزوجل يحبنا ويريد لنا الخير ( إن الله بالناس لرؤوف رحيم ).
تأملي معي قوله تعالى ( هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور وكان بالمؤمنين رحيما ).

وتأملي التعقيب القرآني على هلاك أصحاب القرية في سورة يس ( يا حسرة على العباد ) فالقضية ليست في حب الله لنا بل في حبنا لله ، ونقطة البداية في طريق المحبة هي المعرفة ، فالطريق إلى معاملة الله بحب حقيقي إنما يكون بقدر معرفة جوانب حبه لنا ، ونعمه المتواصلة علينا ومدى رحمته ولطفه بنا وحلمه علينا.
فكلما زادت المعرفة زادت المحبة شريطة أن تكون معرفة مؤثرة يمتزج بها العقل مع القلب فتنشئ الإيمان فتتحسن المعاملة تبعا لذلك .

وأفضل وسيلة لتنمية حب الله والتعرف على جوانب حبه لنا هي: القرآن ، حيث أفاض القرآن في الحديث عن الله الودود ، والله المنعم ، والله الوهاب ، والله الرحيم ، والله الحليم ، والله اللطيف ...
ومع القرآن يأتي التفكر في نعم الله المتوالية علينا وكذلك الذهاب إلى أماكن أصحاب الاحتياجات الخاصة لاستشعار عظيم فضل الله علينا.
وكذلك كثرة حمد الله ، ومناجاته بنعمه ( الحمد لله الذي وهب لي على الكبر إسماعيل وإ**** ).
وكذلك تحبيب الناس في الله عزوجل ( ياداود أحبني وحبب خلقي في ).
وكلما استخدمنا مثل هذه الوسائل زاد الحب في القلب ، وكلما زاد الحب في القلب ظهرت الآثار العظيمة ومن أهمها: الشوق إلى الله والأنس به والتلذذ بذكره والتضحية من أجله والمسارعة إلى مرضاته والاكتفاء به ( وكفي بالله وليا وكفى بالله نصيرا ).
وهذه الآثار لا يمكن تكلفها بل هي انعكاس وثمار لتمكن حب الله في القلب والله المستعان.


السؤال السادس


الاسم : عبدالله أبو علي
الوظيفة :

السؤال الأول : هل يمكن أن يوجد حب الله في قلب شخص .. مع أنه يأتي بأفعال نحسبها سيئة .. مثل الاستماع إلى الأغاني .. وعدم المواظبة على الصلاة .. والشتم والقذف.. لا أقصد كالعوام ولكنهم أناس مثقفون وملتزمون دينيا..
السؤال الثاني : كيف السبيل إلى حب الله عز وجل وكيف أعرف أن الله يحبني .. وأني أحبه .. أستغفر الله العظيم ..
جزاك الله خيرا كثيرا


الإجابة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
حب الله موجود في قلوب جميع المسلمين ، ولكن الحب الدافع للقيام بالأعمال التي ترضي الله وترك الأعمال التي يبغضها يختلف من شخص لآخر ، بمعنى أننا جميعا نحب الله ونحب أنفسنا ونحب أهلينا وأولادنا وأموالنا .
والمطلوب أن يكون حب الله هو صاحب النسبة الغالبة على كل هذه المحاب ( والذين آمنوا أشد حبا لله ) ، ( ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما .. الحديث ).

فعندما نجد الشخص يأتي بأفعال يبغضها الله وبصورة دائمة فإن هذا معناه أن حب الله ليس بالدرجة التي تدفعه لترك هذه الأفعال ، ومن ثم فإن عليه أن يبدأ بقلبه فينمي حب الله فيه بالوسائل التي ذكرت في الإجابة على سؤال الأخ عابد ، وبغيرها والله المستعان.


السؤال السابع؟


الاسم : **** - الأردن

الوظيفة : مهندس

ماذا تعني بالفضفضه عن الله ؟


الإجابة


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فالمقصود بـ ( الفضفضة عن الله ) هو الحديث عن الله والتعرف عليه قدر المستطاع ، فكلما تعرفنا على الله تحسنت علاقتنا به ، فالمعاملة على قدر المعرفة .

وكما يقول الإمام أبو حامد الغزالي بأن الإمان الشافعي يعرفه خادمه بأنه عالم كبير ، وكذلك يعرفه تلميذه المزني أنه عالم كبير ، ولكن معرفة تلميذه تختلف كثيراً عن معرفة خادمه ، ومن ثم تختلف المعاملة بين الإثنين للإمام.
تأمل معي قوله تعالى ( لأنتم أشد رهبة في صدورهم من الله ذلك بأنهم قوم لا يفقهون ) فلو كانو يعرفون الله حق المعرفة لكان الله أشد رهبة في صدورهم منكم.
وكذلك قوله تعالى ( سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها).
فسماهم القرآن بالسفهاء لأنهم لا يعرفون الله حق المعرفة فلو عرفوه ما سألوا هذا السؤال لأن ( قل لله المشرق والمغرب ).
ولكن المعرفة العقلية وحدها لا تكفي لإنشاء الإيمان بالله وتحسين المعاملة معه والعلاقة به ، بل لابد من معرفة بالعقل وتأثر بالقلب فيمتزج الفكر والعاطفة فينشأ الإيمان. والله المستعان.


السؤال الثامن


الإسم : نهى
الوظيفة :

السلام عليكم ،ارجو ان تتسع صدروكم لسؤالي وألا تغضبوا فأنا اتعذب من مجرد التفكير في أنني من الممكن أن اكون علي عتبات الكفر حيث أنني أخشي الله وأبكي من مخافته ولكن كلما تقربت منه زادت وساوسي وهي عبارة عن تطاول عليه سبحانه في فكري تأتيني في ثانية وأعوذبالله منها فاخشي أن أكون كفرت ،فأبتعد عن العبادات فتزول الوساوس ،إني تعبانة وخائفة هل هي وساوس شيطان أم نفس ضالة؟ وماذا أفعل في أي من الحالتين أفيدوني بسرعة أرجوكم جعل الله ذلك في ميزان حسناتكم ،تحياتي


الإجابة


بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فما يحدث للأخت السائلة ماهو إلا من عمل الشيطان ، فكلما اقترب العبد من ربه ازدادت حرب الشيطان عليه ، ومن أخطر أبوابه تلك الوساوس التي تعاني منها ، وعندما تقومي بترك العبادات فهذا ما يتمناه ويريده الشيطان . فهو يبدأ بالوسوسة فإن استجبت للوساوس دخل عليك من باب أنك كيف تفكرين في هذه الأمور وبالتالي فلا يصح لك أن تكوني من أهل الإسلام وأهل الطاعات وهكذا حتى يبعدك ( إن الذين تولو منكم يوم التقى الجمعان إنما استذلهم الشيطان ببعض ما كسبوا ).

لذلك فإن الحل يبدأ بالاستعانة الصادقة الحارة بالله عزوجل أن يصرف عنا الشيطان وأن لا نتجاوب مع وساوسه وأن نعلم أن تلك الوساوس من مظاهر الإيمان وليس العكس بمعنى أن الشيطان لا يأتي للعاصي بمثل ذلك ، وأن نجتهد في التعرف على الله ومدى حبه لنا كما ذكرنا في الإجابات السابقة. والله المستعان .

السؤال التاسع

الاسم : karima هولندا
الوظيفة : ربة بيت
السلام عليكم ماذا تقصدون بهذا العنوان: فضفضة عن الله؟


الإجابة


تمت إجابته من قبل أخي الكريم الإجابة


السؤال العاشر

الاسم : سمير-مصر
الوظيفة :

أخوتي الكرام في موقعكم الكريم مشكلتي بدأت منذ حوالي الشهر، فقد توقفت عن الصلاة والدعاء لله عز وجل،لأنني قد أحسست بأن الله لا يتقبل مني لا دعائي ولا صلاتي والسبب أنني منذ عام ونصف تقريبا أتعرض لمصائب من النادر أن يتعرض لها شاب في عمري وقد كنت وما زلت أتقبلها بكل إيمان ظناً مني بأنها اختبار من رب العالمين ولكن هذا الامتحان قد طال وصبري قد نفذ، لا أقول بأنني لم أعد أؤمن أو أن إيماني تبخر ،أبداً والحمد لله ولكنني أشعر بأن الله عز وجل يرفض توبتي ويرفض دعائي وأشعر بكثير من الحسرة عندما أرى زملاء لي يجاهرون بالفواحش ورزقهم ميسر وأمورهم ميسرة وأنا والله كل أموري معسرة ولا تتيسر إلا بعد أن أعاني الأمرين وأبكي دماً بدل الدموع ،بماذا تنصحوني ؟ فقد بدأت أفقد الأمل وأشعر بأن الموت أريح، أعلم بأن هذا خطأ لكن هذا ما بدأت أشعر به وأشد ما يؤلمني بأن كل ما آمنت به لم يعد حقيقة فليس كل من جد وجد وليس كل من طلب العلا سهر الليالي وليس لكل مجتهد نصيب.


الإجابة



الإجابة


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

اعلم أخي الحبيب أن مراد الله عزوجل أن يدخل جميع الناس الجنة ( ولا يرضى لعباده الكفر ) ، وأنه أشد شوقاً إلى عباده منهم إليهم ، ولو علم العاصي مدى شوق الله لتوبته لمات خجلاً وحياء من الله عزوجل ولأننا لا ندرك هذه الحقيقة ولا نعيش في أجوائها لذلك ترانا في غفلة عن الله ، وعن العودة إليه وعن فعل ما يرضيه وترك ما يغضبه ومع ذلك فالله الودود لا يتركنا هكذا فيعامل كل واحد بما ينفعه ويدفعه إليه فهناك عباد لا يصلح حالهم مع الفقر لذلك ييسر الله لهم أرزاقهم ، وهناك عباد لا يصلح حالهم مع الغنى لذلك يمنع الله عنهم الرزق الوفير ، وكذلك الصحة.. ( ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض ولكن ينزل بقدر إنه بعباده خبير بصير ).

لتبقى المشكلة في تعاملنا نحن مع العطاء والمنع الإلهي ، فيسيء بعضنا الظن بالله ويتسخط على أقداره مع أن كل أقدار الله خير للعبد فالذي رُزق ببنات فقط فإن هذا هو أفضل وضع له ، ونفس الأمر ينطبق على من رزق أولاد فقط ، أو لم يرزق أو ..
فالله عزوجل أحن علينا من أمهاتنا وآبائنا ، ويكفي في هذا أنه اختزن تسعة وتسعين رحمة ليوم القيامة وجعل جزءاً واحداً في الدنيا وذلك لشدة حاجتنا إلى رحمته في هذا اليوم..
وأعلم أخي أن الشيطان يريد منا أن نتوقف عن العمل ونسيء الظن بالله حتى يسهل عليه الإجهاز علينا.

وتذكر أن أهل البلاء في الآخرة من المؤمنين لهم وضع خاص يتمناه أهل العافية.
وأنصح نفسي وإياك بالإكثار من تلاوة القرآن بفهم وتأثر وصوت حزين مرتل فستجد القرآن يسكب داخلك السكينة والطمأنينة وستفاجأ بأنك لست وحدك المبتلى بل سبقك الكثير ممن هم أشد منك بلاءاً واعلم بأن أعظم بلاء هو البعد عن الله - والله المستعان.


السؤال الحادي عشر


الاسم : ليلى - الجزائر
الوظيفة :

السلام عليكم
اختي مؤمنة جدا بالله منذ صغرها. لكنها مؤخرا اصيبت بمرض وسواس الشك بالوجود الله و العياذ بالله و هي حاليا تعالج عند الطبيب النفسي. و الحمد لله هناك تحسن لكنها مازالت في داخلها اسئلة عن حقيقة وجود الله سبحانه و تعالى و عن قدرته عز و جل.

من فضلك يا دكتور هل من الممكن ان تقول لها بعض الكلمات ليزيد ايمانها و تشفى فنحن في البيت نظل نقنعها و نبين لها دلائل قدرة الله تعالى و هي تتجاوب معنا و الحمد لله.

جزاك الله خيرا و السلام عليكم.


الإجابة


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

لو أكثرت أختك من قراءة القرآن بفهم وتأثر وبصوت حزين مرتل لزالت تلك الوساوس.. لماذا ؟!
أولاً: القرآن يبدأمع الإنسان من أول سؤال: هل للكون إله؟ ويثبت ذلك من الناحية العقلية ثم ينتقل إلى السؤال الثاني: من هو هذا الإله؟ ما اسمه ؟! وما هو الدليل العقلي المادي على ذلك ؟

ثانياً : وهل هناك شركاء مع الله؟ فيثبت بالدليل العقلي المادي بأن الله هو إله هذا الكون وأنه وحده لا شريك له.. هذا من الناحية العقلية أما من الناحية الإيمانية فالقرآن إذا ما تعامل معه القارئ بطريقة صحيحة وقراءته بفهم وترتيل وصوت حزين فإنه ينشئ الإيمان في القلب فيزداد الإطمئنان والإيمان بالله.

ثالثاُ: القرآن يعرفنا بالشيطان ووساوسه وكيفية التعامل معه ..
وأنا على يقين جازم بأن اختك لو تعاملت مع القرآن بهذا الشكل لسبقتكم جميعا إلى الله ، ولزالت جميع وساوسها ، وعاشت في أهدأ حال وأهنأ بال . والله المستعان. الإجابة


السؤال الثاني عشر


الاسم : حائر- كائن أرضي
الوظيفة:

الجنة والنار ، النعيم والجحيم ، معان تعلمنا إياها الأديان والشرائع ، وتحدثنا عنها الملل والمذاهب ، فالجنة للمؤمنين الأخيار ، والنار للكافرين الأشرار ... ولكن السؤال يظل قائماً ... أين الإيمان وأين الكفر؟ أين الخير وأين الشر؟ إن كل دين يعد أتباعه بالنعيم ، ومخالفيه بالجحيم ... ويظل السؤال : لماذا يعاقبنا الله على أمور نسبية محضة ؟ إن تسعة وتسعين بالمائة من أولئك الذين يرميهم دين بالكفر ، هم أرقى الخلق إيماناً عند أديان أخرى ... وتسعة وتسعين بالمائة من أولئك الذين ندعوهم أشراراً ، هم أخير الخلق عند غيرنا ...

لماذا يعاقب الله ملحداً كافح واستمات تحصيلاً للحقيقة حتى قاده اجتهاده للمسيحية؟ ولا يعاقب مسلماً جاهلاً أحمقاً لم يكلف نفسه حتى عناء النظر لمجرد أنه ولد في أرض مسلمة؟ وذات السؤال يوجه لكل دين ... لماذا يعاقب الله نصرانياً كافح واجتهد وتنقل بين مذاهب الإسلام حتى مات رافضياً ... ولا يعاقب سنياً أحمقاً جاهلاً لم يحرك ساكناً تحصيلاً للحقيقة لمجرد أنه ولد في بلد سنية ؟ إن هتلر الذي توعدته البشرية بجهنم من دون الله كان يؤمن أنه المصلح الأعظم ! وكان يؤمن بأنه محرر الشعوب وناشر العدالة السماوية ! ... ولكل قارئ في سيرته رؤية لهذا الجانب ... حتى أنه أهلك ملايين البشر وقتل نفسه وأغرق إمبراطوريته في بحار الدماء استماتة ودفاعاً عما كان يراه عدالة السماء !!! والحلفاء الذين أبادوا أضعاف ما أباد المحور ، توعدت البشرية أمواتهم بالجنة ولقبتهم بالشهداء !!! لمجرد أن النصر كان حليفهم ... ولو أن المحور انتصر لذهب شهداء الحلفاء إلى الجحيم !!! إنها مسألة اعتباطية ... وسخافة دنيئة ... لماذا تتناقض المعايير؟ وتتعارض الأسس؟ لماذا يدخل الجنة المتبع الأحمق الذي لم يحرك ساكناً تحصيلاً للحقيقة؟ ويدخل النار المجتهد المستميت الذي مات على ضلالة؟ وكيف بعد ذلك يكون الإله حكيماً عادلاً ، رحيماً كريماً ؟ أين علوية السماء؟ وأين صدق المرسلين؟ سؤال حير التائهين ... لمن الجنة؟ ولمن النار؟ ... إن لم تكن للمؤمن والكافر ، الخيّر والشرير ... فلمن؟ هل الجنة نصيب المجتهدين على أي عقيدة ماتوا؟ والنار نصيب المتخلفين ولو على الهدى ماتوا؟ ... لم تذكر ديانة شيء من ذلك !!! ... كل يعد الأتباع بالجنة ... والمخالفين بالنار ... أم أن الجنة للمؤمن أياً كانت طريقته ولو باطلاً؟ والنار للمعاند لعقيدته أياً كانت طريقته ولو حقاً؟ كلها أمور متناقضة !!! فلو أن الجنة لمن مات على الحق والعكس بالعكس ... لأصبح الإله ظالماً ... لأنه قيد العقول بحتمية التباين ... ولو كانت نصيب المجتهدين ... لكان الإله أيضاً ظالماً ... لأنه سيكافئ من أنكره ولعنه لمجرد أنه اجتهد ... ويعاقب المؤمن به والموحد لأنه أطمأن إليه ... ولو كانت نصيب المؤمن أياً كانت طريقته ... لأصبح أيضاً ظالماً ... لأنه سيكافئ من أكثر الإفساد لأنه طريقه ... ويعاقب الذي انخلع عن شر كان يفعله لأنه خالف طريقه ... ولماذا لم يضع الله حلاً للمسألة من البداية ، بدلاً من تركنا نتخبط يمنة ويسرة ... وبدلاً من تركنا نتفلسف في أمور متناقضة ؟ يعلم الله أني ما أردت إلا يقيناً ... وثباتاً ... وأني لست مكابراً ولا معانداً ... لذلك أحببت استشارتكم معاشر الأخيار ... يا رب العالمين ... اهدنا للحق ... ثم يا أهل الدين والعلم ... أجيبونا ... محتار ...


الإجابة


إن كان الله عزوجل لا يحب عباده ولا يريد لهم الخير :
فلماذا يمهلهم وهو يراهم على المعاصي والفجور والإلحاد.
لو قُدِّر لك أن تصعد إلى السماء وترى الناس على ظلمهم ومعك القوة التي تمكنك من عقابهم دون أدنى إيذاء أو مسائلة لك ، فكم من الوقت ستتحمل ظلم العباد وفجورهم ، ولكن الإله الحليم يرى هذا كله ويحلم ويصبر لعلهم يعودوا إليه ( ولولا كلمة سبقت من ربك لكان لزاما وأجل مسمى ) ، ( وربك الغفور ذو الرحمة لو يؤاخذهم بما كسبو لعجل لهم الغذاب ).

وإن كان الله لا يحب عباده ولا يريد لهم الخير فلماذا يرزقهم ويمدهم بأسباب الحياة وإن كان الله لا يحب عباده فلماذا يخبرنا بأنه سبحانه قد سبقت رحمته غضبه ، وأنه قد اختزن تسعة وتسعين جزءاً من رحمته ليوم القيامة .

فإن قلت ولماذا النار ، ولماذا يعذب الناس ؟
اعلم أن الطالب الذي يذاكر ويعاني من المذاكرة ويخاف من الامتحان تنتابه مثل هذه الأسئلة ، فالامتحان هو سبب هذا البلاء لكنه بعد الامتحان وظهور النتيجة تجد حاله مختلفا.
بمعنى أن الغنم بالغرم فلو كنا مثل بقية المخلوقات ( حجر - شجر ) لتمنينا أن نكون من أبناء آدم حيث التكريم ، والخدمة ، والتسخير ، والجنة ..

أما بالنسبة للنار فأعظم ستر يهتكه العبد هو الشرك بالله ، فلو تصورت رجلا يقوم بخدمة رجل ويلبي له كل طلباته ويغدق عليه بالأموال والخدمات ثم يقوم هذا الرجل بشكر رجل آخر ويتجاهل من يُنعم عليه ، ألا ترى أن ذلك جحودا؟ ولله المثل الأعلى فالشرك ظلم عظيم يستحق به العبد العقوبة ومع ذلك يصبر الله على العبد ويحلم عليه مرات ومرات لعله يتوب أو يعود إلى رشده ..

واعلم أن التخويف بالنار هدفه الأساسي أن نرتدع فنستقيم ( لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل ذلك الذي يخوف الله به عباده يا عباد فاتقون ) واعلم أن ما ذكر في سورة يس من تكذيب أصحاب القرية للمرسلين واستمرارهم في ذلك وكبرهم وعنادهم هو الذي استدعى عقوبتهم، لذلك كان التعقيب القرآني ( يا حسرة على العباد ) فالله عزوجل يتأسف عليهم.

فإن قلت ولماذا خلقنا الله عزوجل؟ فلقد خلقنا ليكرمنا ويدخلنا الجنة ( والله يدعو إلى الجنة والمغفرة بإذنه ) والذي لا يدخل الجنة هو الذي يأبى دخولها ( كلكم يدخل الجنة إلا من أبى )

وأنصحك أخي بالقرآن فستجد فيه إجابات شافية لكل أسئلتك شريطة أن تعمل عقلك فيم تقرأ وتقرأه بصوت حزين مرتل فالقرآن يثبت صحة الإدعاء بأنه الرسالة الأخيرة من السماء ، وأنه ينسخ جميع الرسالات السابقة ويثبت صحة ادعاء أنه من عند الله ، ويعرفنا بربنا معرفة إيمانية تبث فينا الثقة والطمأنينة وتدفعنا لدعوة الناس إلى الله.
واعلم أن أمة الإسلام مقصره تقصيراً شديداً في دعوة غيرها إلى هذا النور العظيم ، وإن كان هذا لا ينفي تقصير الآخرين في بحثهم عن الحق . والله أعلم.

btisty
27-06-2007, 13:59
وتأملي التعقيب القرآني على هلاك أصحاب القرية في سورة يس ( يا حسرة على العباد ) فالقضية ليست في حب الله لنا بل في حبنا لله ، ونقطة البداية في طريق المحبة هي المعرفة ، فالطريق إلى معاملة الله بحب حقيقي إنما يكون بقدر معرفة جوانب حبه لنا ، ونعمه المتواصلة علينا ومدى رحمته ولطفه بنا وحلمه علينا.

تأملوا معي هذه الجملة
و خصوصا : القضية ليست في حب الله لنا بل في حبنالله
كيف لنا ألا نحب من رزقنا بعافيتنا و بصرنا و أولادنا و أهلنا و مالنا و عقلنا و .......
لا يمكن أن نحصي نعم الله علينا
فكيف لا نحبه ؟

بارك الله فيك أخي على الموضوع الهادف و مفيد
اللهم اجعل حبك راسخا في قلوبنا

http://www4.0zz0.com/2007/06/14/10/21684162.gif

قطرات الندى
29-06-2007, 11:23
جزاك الله خيرا...أخي ...على هذه الفتاوى ...الجد قيمة...



جعلها الله في ميزان حسناتك...




و وفقك لما يحبه و يرضاه لك...