المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إمتحان التفتيش:العقبات وخارطة الطريق


التربوية
15-07-2011, 16:55
يكن الإخوة المدرسون المجتازون لمباراة التفتشي مؤخرا على صعيد الجهة الشرقية يدركون أن يكون امتحان هذه السنة أكثر سخونة من مناخ وجدة نفسها . فقد تفاجأ المترشحون للسنة الثانية على التوالي بالنهج الجديد الذي أصرت الوزارة على اعتماده في انتقاء المفتش المستقبلي .نهج يعتمد بالأساس على:
_غياب رؤية منسجمة مع التوجهات الكبرى لمنظومة التربية والتكوين .فكيف نهلل ونطبل لمقاربة الكفايات ولا نتوقف عن تحميل المدرس مسؤولية أجرأتها في الفصول الدراسية بينما نراهن على اختيار مفتشين أكفاء بأسئلة لا تستهدف في جلها سوى اختبار قدرة الذاكرةعلى استحضار المعلومات .أليس أفضل أسلوب لفرز المفتش الكفء هو جعله يصدم بوضعيات مشكلة ؟
_لم يعد ضروريا أن يكون المفتش عاشق كتاب أو “ملتهم ” حروف ،ولم يعد مهما أن يمتلك مهارات التحليل والنقد والمساءلة والبحث،فجل الاسئلة كانت ذات طابع مغلق (باستثناء مادة قضايا التربية والتكوين : المعامل 1).في المادة الأولى الأسئلة لا تتيح مجالات للمناورة والتميز ويكفي المترشح الإطلاع على الوثائق التربوية الوطنية(الدليل البيداغوجي ،دليل الحياة المدرسية …)و يكون كذلك مطلعا على طرق إعداد مشروع مؤسسة …
المادة الثانية أثارت غيظ الكثيرين وضربت مبدأ المساواة وتكافؤ الفرص في الصميم ،بوضع المترشحين المعربين أمام الأمر الواقع وإجبارهم على الإجابة عن أسئلة بلغة ما درسوها يوما في أقسامهم ،وأسئلة في مادة الرياضات مقتبسة من مقررات الثانوي الإعدادي .ألم يكن من الأفيد إختبار المترشح في ديداكتيك الرياضيات الخاص بالمستويات المدرسة بالإبتدائي خصوصا أن إسم المادة هو بيداغوجية التخصص؟الإشكال لا يكمن في تعقيد الاسئلة وإنما الغرض منها ومدى جدواها ،ألا يؤدي ذلك إلى جعل المترشحين الذين لم يسعفهم الحظ هذه السنة إلى التضحية بوقت ثمين من أجل مراجعة مقررات وقواعد خاصة بسلك ليس لهم به صلة؟ لقد اتضحت النوايا هذه المرة بعد تكرار صيغة الإمتحان للمرة الثانية على التوالي وأصبح مؤكدا أن الوزارة لا تريد مفتشين مثقفين قادرين على تجاوز أدوارهم التقليدية من زيارات بوليسية للفصول الدراسية ودورات تكوينية لا تسمن ولا تغني من جوع ،والدفع بهذا الإطار المهم نحو الإنخراط الفعال والمساهمة في إصلاح منظومة التربية والتكوين وإعطاء ديناميكية جديدة لمحرك الإصلاح.
_السلك الإبتدائي تدريسا وتفتيشا هو المعادلة الصعبة في أي إصلاح تربوي.لكنه للأسف هو القطاع الذي ما زال يفتقر إلى الرؤى والأفكار السديدة .فهل من الحكمة الإستغناء عن إطار المفتش المعرب ؟وهل يستطيع المفتش المزدوج بغض النظر عن كافة مهامه الأخرى التمكن من ديداكتيك عدد كبير من المواد (أكثر من 16مادة)،علما أن مهمته في هذا المجال تتجاوز التمكن إلى الإبداع واقتراح بدائل في حالة ما واجه المدرس صعوبات …وهل منطقيا ومعقولا وعادلا أن نحمل المفتش هذا الحمل الثقيل(إسوة بمرؤوسه المعلم ) في حين أن زملاءه في الثانوي الإعدادي والتاهيلي تقتصر مهمتهم على التمكن من مادة وحيدة فقط ؟
بعد هذه التجارب في اجتياز امتحان التفتيش خرج الكثير من المترشحين بفكرة مفادها أن النجاح في هذا الإمتحان ممكن شرط العمل ببعض الوصايا مثل:
_لا تتعب نفسك في القراءات”الماورائية” والمتعمقة ،ويكفيك الإطلاع على الوثائق التربوية الرسمية
التمكن من قواعد الرياضيات لمستويات الثانوي الإعدادي.
_التمكن من ديداكتيك اللغة الفرنسية والقدرة على الكتابة الجيدة بهذه اللغة .
أخيرا فقد استحييت من ذكر الشرط الأهم .ولا أريد أن أذكره لأن مجرد التفكير فيه فهو برهان على أنك عالة على التعليم والمجتمع ،وأنك مجرد ورم من الأورام الخبيثة التي تنهك وتنهش جسد المنظومة التربوية ..(نتمنى أن يكون ما يروج خاطئا)
رشيد أوخطو
الشرق التربوي
14-7-2011

maimouni
17-07-2011, 08:49
De bonnes remarques, mais quant à leur degré de pertinence, je ne saurais répondre. Allah isahhal 3l jami3.