المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مراحل التربية الذهبية..


skaro1011
29-01-2008, 17:10
r4t


هناك خطأ شائع يتردد بين المسلمين، يدمر الأجيال المسلمة ويجعلها فارغة
ضائعة، وهو توهم الوالدين بأن ولدهما ما زال صغيراً، ولا ينبغي إثقاله بشيء
من التربية والتعليم، وله أن يلعب فقط، ويتمتع بسنوات الطفولة قبل أن تثقله
الحياة بهمومها، مع أن سنوات الطفولة التي يضيعها هؤلاء الآباء والأمهات هي
المرحلة الذهبية للتربية، وهي مصنع المستقبل.


جهل الوالدين بالتربية


ويجهل كثير من الآباء والأمهات التربية عامة والتربية الإسلامية خاصة، لذلك يلغون
دور التربية تماماً، وينتظرون الصبي حتى البلوغ فيلزمونه بالصلاة، فإذا لم يصلَّ بدأت
المشكلات بينه وبين والده، ويطلبون من البنت أن تحتجب عند بلوغها، وحين تمتعض
الفتاة من الحجاب لا تجد أمامها سوى الضرب، مع أن التدرج والتربية من أكثر معالم
السيرة النبوية والتربية الإسلامية وضوحاً.. وأمر الأولاد بالصلاة لسبع قبل أن تفرض عليهم عند البلوغ، دليل واضح على أهمية التربية والتدريب المبكر، من أجل ترسيخ السلوك الإسلامي عند الناشئة.


أهمية الطفولة المبكرة

تتجلى أهمية الطفولة المبكرة «مرحلة ما قبل التمييز، أو مرحلة ما قبل المدرسة» ،
حين نعلم أن الطفولة الإنسانية أطول من أي طفولة في الكائنات الحية، كما تتميز
الطفولة الإنسانية بالصفاء والمرونة والفطرية، وتمتد زمناً طويلاً يستطيع المربي خلاله أن يغرس في نفس الطفل ما يريد، وأن يوجهه حسبما يرسم له من خطة،
ويستطيع أن يتعرف بإمكاناته فيوجهه حسبما ينفعه، وكلما تدعم بنيان الطفولة
بالرعاية والإشراف والتوجيه، كانت الشخصية أثبت وأرسخ أمام الهزات المستقبلية التي ستعترض الإنسان في حياته و بالتالي تترسخ الملامح الأساسية لشخصيته المقبلة، فيصبح من الصعوبة إزاحة بعض هذه الملامح مستقبلاً سواء كانت سوية أو غير سوية، وتقول مارغريت ماهلر:
«إن السنوات الثلاث الأولى من حياة كل إنسان تعتبر ميلاداً آخر. واتفق فرويد
ويونغ وإدلر وألبورت «مدرسة التحليل النفسي» على أن السنوات الأولى
هي مرحلة الصياغة الأساسية التي تشكل شخصية الطفل.
ولأن الله جعل الوالدين مسؤولين عن عقيدة الطفل فإنه جعل الطفل يتلقى من والديه
فقط طيلة طفولته المبكرة، وجعله يرى والديه مثلاً أعلى في كل شيء حسن فلا يصدق غيرهما،وذلك ليحصن الله عز وجل الطفل من التأثيرات القادمة من خارج الأسرة
في الطفولة المبكرة، كما جعل الله سبحانه وتعالى الطفل يعتمد على والديه
في كل شيء خلال هذه المرحلة، وهذا يساعدهما على تنفيذ المهمة الموكلة إليهما.

التربية بالعادة

يقول الشيخ محمد قطب: ومن وسائل التربية التربية بالعادة أي تعويد الطفل على
أشياء معينة حتى تصبح عادة ذاتية له، يقوم بها من دون حاجة إلى توجيه،
ومن أبرز أمثلة العادة في منهج التربية الإسلامية شعائر العبادة وفي مقدمتها
الصلاة، فهي تتحول بالتعويد إلى عادة لصيقة بالإنسان لا يستريح حتى يؤديها.
وليست الشعائر التعبدية وحدها هي العادات التي ينشئها منهج التربية الإسلامية،
ففي الواقع كل أنماط السلوك الإسلامي.
وتكوين العادة في الصغر أيسر بكثير من تكوينها في الكبر، ذلك أن الجهاز
العصبي الغض للطفل أكثر قابلية للتشكيل، أما في الكبر فإن الجهاز العصبي
يفقد كثيراً من مرونته

the teacher
29-01-2008, 18:29
شكرا على المعلومات المفيدة..بارك الله فيك..