المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الاغذية المغيرة وراثيا


anime
21-10-2012, 19:57
مقدمة
ها نحن، إذ ندخل القرن الحادي والعشرين، نرى بأن التموين الغذائي العالمي يخضع لتحولات سريعة ومتتالية. وللمرة الأولى عبر ملايين السنين، أصبح الإنسان والحيوان يتناولان أطعمة وأغذية غير طبيعية؛ أغذية لم تكن طوال تلك السنين تدخل في التموين الغذائي للبشرية. لقد قام الإنسان في الفترة الأخيرة بتغيير التركيب الأساسي للكائنات الحية، وخصوصاً تلك التي تُستخدَم كغذاء بشري وحيواني. وبتعبير علمي، قام الإنسان بتغيير التركيب الجيني للنباتات والأغذية المختلفة عن طريق استخدام تقنيات الهندسة الوراثية genetic engineering. كما أنه توجد محاولات لتعديل الجينات البشرية ونقل أعضاء معدَّلة أو محوَّرة جينياً ما بين الإنسان والحيوان – وهي تغييرات التي لم تشهد الطبيعة لها مثيلاً منذ نشأتها وتطورها.
إن الأغذية المهندَسة وراثياً Genetically Engineered Foods انطلقت بشكل غير منظور لتحل محل الأغذية الطبيعية في الأسواق وفي عالم التجارة. واليوم، قد تضم معظم الأغذية المكدَّسة على رفوف المتاجر وفي المطاعم، وحتى في محلات بيع الأغذية الطبيعية أطعمة وأغذية محوَّرة وراثياً.
ومن الجدير بالذكر أن الأغذية الحديثة (المعدَّلة وراثياً) لم تخضع بعد لدراسات وتجارب تبين أثرها على صحة الإنسان وعلى البيئة على المدى البعيد!! – حيث توجد وجهات نظر عديدة حول الموضوع وتُعقَد المؤتمرات العالمية لبحث مختلف نواحيه، آخرها المؤتمر العالمي الذي عُقِد في سياتل في الولايات المتحدة الأمريكية في تشرين الأول 1999 والذي لم يخرج الباحثون منه بأية نتائج ملموسة أو توصيات محددة لوقف أو استمرار العمل في هذا المجال.
ومن جهة أخرى، لا يعلم المواطن المستهلك شيئاً عن ماهية هذه الأغذية ومن يقوم بإنتاجها وهل لها تأثير على صحة الإنسان وعلى البيئة بشكل عام؟ وما هو السبيل لتجنب آثارها الضارة؟!
*
ما هي الجينات وما هي وظيفتها؟!
الجينات (أو الموَرِّثات، كما يسميها بعضهم) هي أجزاء دقيقة جداً في خلايا الكائن الحي مسؤولة عن الخواص المميِّزة لكل كائن حيّ على حدة. والجينات هي المكان الذي يتم فيه خزن جميع المعلومات عن كل عملية كيميائية-حيوية تجري داخل الكائن الحي. وموقعها على الحمض النوويDNA الذي يشكل سلسلة مكونة من أعداد لا تحصى من الجينات التي تحمل الصفات الوراثية للكائنات الحية. الـ DNA إذن هو الطبعة الأصلية blueprint أو البصمة الوراثية، وهو أساس بناء جميع الكائنات الحية. والجينات مهمة أيضا من حيث موقعها في سلسلة DNA، سواء بالنسبة لموقعها في الكروموسومات، أو بالنسبة لمكانها في الخلية أو في جسم الكائن أو في المحيط الفسيولوجي لها أو النشوئي بشكل عام.
إن المادة الوراثية الكلية (الجينوم Genome) للإنسان تحتوي على أكثر من مئة ألف جين (مورِّث gene)، ربما تشكل نحو 5 % من حوالى 3,5 بليون زوج من القواعد النتروجينية المكونة لسلسلةDNA في الجينوم البشري الفردي. ومعظم هذه السلسلة غير مترجمة وتقع ما بين الجينات نفسها وسميت "المباعِدة" spacer، أي التي تترك مواقع فارغة، وتسمى أيضاً "حشوة" الـDNA أو الرَّمَم Junk DNA. وهذه المواقع الفارغة يمكن استخدامها في شكل ما جديد (Mark V. Bloom, Ph.).
إن الأجزاء الكبرى (غير المترجمة) من سلسلة DNA، وربما 99 % منها في بعض الجينومات، تظهر وكأن ليس لها أي عمل محدد، أو أنها لا تحقق أية غاية وليس لها أي هدف سوى مضاعفة وتكرار نفسها على مدى بقية الجينوم. لذا فهي تسمى أيضا أجزاء سلسلة DNA الأنانية (Mae-Wan Ho, Prof.) (53، 54) (2).
كيف يتم تعديل الأغذية؟
لقد توصل العلماء إلى أساليب يستطيعون بواسطتها التصرف بالجينات من حيث فصلها وتركيبها وإعادة بناء سلسلة DNA كما يشاؤون> يصبح عندها الكائن الحي الذي تم تغيير سلسلته الوراثية كائناً معدَّلاً وراثياً genetically modified (GM)، أو بعبارة أخرى، كائناً مغيَّراً وراثياً Genetically Altered (GA). وبطرق معينة وفي ظروف المختبرات، يتم قطع الجين الذي تم اختياره من أحد الكائنات (وهذا الجين يحمل صفة معينة يراد نقلها إلى كائن حي آخر) وغرسه في سلسلة DNA لكائن حي آخر (ليست لديه تلك الصفة). وهناك عدة طرق مستخدمة حتى هذا الوقت لهذه الغاية (Glausisuz, 1996) (18، 19) نذكر منها:
أولاً. استخدام أنواع معينة من الفيروسات تسمى Retroviruses، وهي عبارة عن فيروسات تعمل على تحويل الحمض النوويRNA إلى الحمض النووي DNA بواسطة إنزيمReverse Tran******ase، وباستخدام كائنات أخرى تسمى Retrotransposons.
ثانياً. إطلاق الجينات بواسطة مسدس خاص يحتوي على غاز الهليوم غير المشتعل عن طريق رصاصة من الذهب تحمل الجين المطلوب نقله، وتسمى هذه الطريقة بـ الباليستية balistics وتستخدم بشكل خاص على القمح والأرز.
ثالثاً. استخدام الليبوسومات Liposomes، وهي عبارة عن جسيمات دهنية مفرغة.
رابعاَ‎ً. استخدام بكتيريا من التربة تسمى Agrobacterium tumefactions.
خامساً. استخدام خلايا نباتية تسمى البروتوبلاست Protoplasts.
وهذه الطرق والأساليب قائمة على تطوير أو تغيير النبات بمعاملة خلية واحدة فقط أو نسيج نباتي وزراعته لإنتاج النبتة المطلوبة. وهكذا يتم تغيير أو تبديل نوعية النباتات والمحاصيل الزراعية المختلفة التي تشكل أساس الغذاء والطعام للإنسان والحيوان.
ماذا حققت الهندسة الوراثية وعملية نقل الجينات؟
لقد أسهم العلم الحديث في تقديم فوائد ومنافع جمَّة للمجتمع. فالتكنولوجيا الجديدة، كالصناعة الحيوية Biotech industry، وخصوصاً الهندسة الوراثية، لها أبعاد إيجابية عديدة. فعلى سبيل المثال، يستخدَم الحمض النوويDNA حالياً على نطاق واسع في مجالات عدة، منها الطب والقضايا الجنائية، كتحليل الدم وسوائل الجسم، والإسهام بشكل فعال في تحرير وإطلاق سراح أعداد لا حصر لها من أفراد كانوا متَّهمين بجرائم لم يرتكبوها. وبشكل مماثل أيضاً، تأخذ الهندسة الوراثية مجراها في حل مشاكل تخص الأبوَّة والأنساب في المحاكم، وذلك على أسس الفحص الجيني. بالإضافة إلى فوائدها في الإناسة Anthropology وعلم الآثار Archeology وفي مجال التعدين في استخراج الذهب والنحاس وغيرهما من المعادن، وذلك بتطوير واستخدام كائنات محوَّرة وراثياً. وأيضاً في مجال تنقية قنوات تصريف الزيوت والمياه لإبطال تأثير الملوِّثات الخطرة. كما يتم استخدام بعض الكائنات المعدَّلة وراثياً في امتصاص الإشعاعات المختلفة. كما تم تطوير بكتيريا معدَّلة وراثياً من أجل استخدامها لتحويل النفايات والفضلات بهدف إنتاج الوقود وحقول اقتصادية أخرى.
وماذا عن النباتات المعدَّلة وراثياً وعن الأغذية المنتَجَة منها؟
في عام 1992 أعلنت إدارة الغذاء والدواء الأمريكيةUS FDA أن التشريعات الخاصة بالأغذية المهندَسة وراثياً سوف لا تختلف عن التشريعات الموضوعة للأغذية التقليدية. لقد أحدثت صناعة الأغذية الحيوية Biofoods industry تحولات في الزراعة الأمريكية، بحيث لم تعد تخضع في الواقع لأية أنظمة أو قوانين أو لأي إشراف أو مراقبة، ولا حتى لأي اهتمام بالرأي العام وبالأضرار التي تحيط بكل ذلك.
ولما تبصَّرت الجهات المختلفة في الولايات المتحدة الأمريكية، كالمؤسسات العلمية والبيئية والدينية وإدارات الصحة العامة، وأخذت تزِن الأمور المتعلقة بهذا الأمر، بدعم من المزارعين المتضررين والذين يزرعون على أسس طبيعية، ومن مستهلكي الأغذية الطبيعية، أصبحت الصناعة الحيوية نوعاً ما تتراجع وتنسحب (1). وفي خضمّ هذه التغيرات والمؤثرات المتتالية، الاجتماعية منها والاقتصادية والسياسية، غدت عملية الإشارة إلى بعض المواد الغذائية أمراً لا بد منه لبيان نوعيتها من حيث إنها معدَّلة وراثياً أم غير معدَّلة!
وقد بدأ الاهتمام في الآونة الأخيرة بالموضوع وقامت مجلات وصحف رئيسية معروفة[1] (http://maaber.50megs.com/third_issue/genetic_manipulate_food.htm#_ftn1) بتغطيته من جوانب عديدة أيضاً، وخصوصاً من الجوانب ذات العلاقة بالحرب التجارية، التي لاحت في الأفق ما بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي في هذه القضية.
إن معظم دول العالم، وبشكل خاص الدول الأوروبية، بدأت بمراقبة التكنولوجيا الجديدة في محاولات للحد من النشاطات غير المرغوب فيها. نذكر بهذا الخصوص مرض جنون البقر الوبائي الذي بسببه دعت جمعية الطب البريطانية إلى موراتوريوم – اتخاذ قرار رسمي بتعليق نشاطات إنتاج محاصيل وتطوير أغذية معدَّلة وراثياً وبشكل تجاري لحين إجراء دراسات وأبحاث وافية ومكثفة عليها وعلى أثرها على الصحة والبيئة.
ولقد دعا نادي سييرا Sierra Club ومنظمة الاتحاد الوطني للأحياء البرية National Wildlife Federation واتحاد المستهلكين Consumers Union ومؤسسات أخرى ذات اهتمام بالموضوع إلى وقف مثل هذه الأعمال. إضافة إلى أن العلماء يحذرون من زيادة العواقب المتعلقة بأمراض مختلفة، كأمراض الحساسية وأمراض نقص المناعة والسرطان وغيرها من الأمراض والعلل التي قد يسببها تناول أغذية معدَّلة وراثياً.
إن الأمر لدى حكومات بعض الدول لا يستدعي وضع ملصقات أو علامات تدل المواطنين على ماذا يبتاعون من المتاجر وماذا يأكلون في بيوتهم أو في المطاعم أو ماذا يزرعون في مزارعهم وفي حدائقهم المنزلية!
ما هي الدول التي تتعامل مع الأغذية المغيّرة وراثياً؟
إن الولايات المتحدة الأمريكية هي على رأس قائمة الدول الأكثر تطوراً في العلوم الحياتية وبالتحديد في الهندسة الوراثية، ومن أوائل الدول المنتِجة والمصنعة لهذا النوع من الأغذية.
لقد صارت أعداد لا تحصى من المنتجات الغذائية المغيَّرة وراثياً مستَخدَمة في مختلف أرجاء العالم. وفيما يلي جدول يبين الدول التي تُستَخدم فيها المحاصيل التي خضعت لتعديل جيني وأعداد هذه المحاصيل:
عدد المحاصيل المحوَّرة وراثياً
الدولة
50
الولايات المتحدة الأمريكية
30
كندا
22 صنفاً من 6 محاصيل
اليابان
9
الاتحاد الأوروبي
3
الأرجنتين
3
المكسيك
2 (القطن والقرنفل)
أوستراليا
1
البرازيل
1
جنوب أفريقيا
1 (القطن)
الصين

تشير التقديرات بأن حوالى 360 مليون دونم من أراضي الولايات المتحدة الأمريكية مزروعة بمحاصيل مغيَّرة وراثياً. وهذا يشمل حوالى 55 % من فول الصويا و40 % من القطن و35 % من الذرة و 5 % من البطاطا.
وهناك شركات عديدة ومؤسسات مختلفة تتعامل مع الهندسة الوراثية، منها ما تنطبق على نتائج أعمال شركات منتِجة، ومنها شركات مميَّزة تقوم بإنتاج نباتات أو أغذية معدَّلة وراثياً بالتعامل المباشر معها؛ ومن أكبرها شركة مونسانتو Monsanto Company الأمريكية المشهورة بإنتاج وبيع المواد الكيميائية والهرمونات المختلفة. وفيما يلي أسماء للشركات والمؤسسات التي تتعامل بأشكال مختلفة مع هندسة الجينات : -
الشركات والمؤسسات التي تتعامل مع الهندسة الوراثية وتتطبق نتائجها
نورد فيما يلي أسماء الشركات العالمية التي تتعامل مع الهندسة الوراثية (6):
Agritope Ecogen, Plant Genetic Systems, Asgrow, Hoechst / AgrEvo Research Seeds, Calgene, Monsanto, Rhone Merieux, Ciba-Geigy, Mycogen, Rhone Poulenc, DeKalb, Northrub King, Sandoz, DNA Plant Tech, Novartis, Zeneca, Dupont, Petro Seed, Cornell Univ., Hawaii Univ.

anime
21-10-2012, 19:59
الرد؟؟؟؟؟؟؟