المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عذاب و معاناة.... أسرة التعليم بالعالم القروي


nasim111
16-12-2012, 20:05
http://www6.0zz0.com/2012/12/16/19/867979578.jpg

تعيش أسرة التعليم وخصوصا بالعالم القروي وبالتحديد بالمناطق الجبلية ذات التضار...
يس الوعرة ، والمناخ القاسي , متاعب كثيرة وهي تقوم بمهمة التدريس بأعلى مدارس المغرب
"نكابد الأمرين في سبيل القيام بمهامنا في ظل ظروف غير ملائمة، شأننا في ذلك شأن ساكنة المنطقة المغلوبة على أمرها" يقول رجل تعليم .القواسم مشتركة لأن الجميع يعيش في نفس البيئة" ويسترسل " لقضاء حاجياتي أضطر في أحسن الأحوال إيجاد لنفسي مكانا في إحدى الشاحنات المهترئة التي يتساوى فيها بني البشر ببني الحيوان ، وتبتدأ المعاناة مع المنعرجات وطول المسافة التي تصل إلى 90 كلم تقريبا,تكاد الطريق أن لا تنتهي ، حيث تتربص بك الموت في أي لحظة (الله يستر)".
لا إنارة بالمدارس و لا بالدواوير إذ يلجأ المعلم للوسائل التقليدية من شموع و قنينات غاز ، هذا فضلا عن انعدام المياه الصالحة للشرب ، ولسد الحاجيات يضطررجال التعليم لقطع مسافات طويلة لجلب مياه بديلة غير معالجة ، بالإضافة إلى حرمان المدارس من الشبكة الهاتفية التي تزيد من عزلة المقيمين بالمنطقة .
إن البنية الجغرافية والمناخية القاسيتين تزيد من تعقيد مهمة التدريس بهذه المناطق القاسية وخاصة في فصل الصقيع ، إذ يصل الحصار الطبيعي بفعل الثلوج على هذه البقاع إلى أكثر من ثلاثة أشهر ، يكون رجل التعليم مضطرا للعيش على الرغيف والشاي والبطاطس إن وجدت لسد رمقه ، مشاكل يستعصي حلها و مواجهتها يضيف استاذ آخربحكم غياب شبه تام للإمكانيات والتحفيزات لصد قساوة الطبيعة ولعل أهم هذه المصاعب إشكالية التنقل الذي يكون في حال تساقط الثلوج مستحيلا " فنقبع في أماكننا ،فإن كنا في مقرات عملنا بالبادية استقررنا هناك وقد يدوم ذلك شهرا أو شهرين "نتا وزهرك" ، وإن كنا بمنازل ذوينا في العطل أو أثناء التسويق ننتظر حتى تذوب الثلوج و تفتح الطرق والمسالك لنعود إلى عملنا بواسطة الشاحنات أو الدواب".
أحيانا حسب معاينة ميدانية لهول هذه المعاناة يتوجب على رجل التعليم السير على الأقدام لمسافات طويلة قد تفوق 40 كلم (صدق أو لاتصدق) ، كذلك يعرف المعلمون بهذه المنطقة نقصا في حطب التدفئة ،هذه المادة الحيوية التي تعتبر من ضروريات الحياة اليومية والتي لايمكن الإستغناء عنها أبدا، دون نسيان مشكل المؤونة ، إذ لايوجد بالدواوير محلات لبيع المواد المعيشية ، وإن وجدت في الدواوير الأخرى والتي تبعد بعشرات الكيلومترات ، فإنها لاتفتح أبوابها بانتظام ، ولاتتوفر على جميع المتطلبات من المواد الغذائية مما يستوجب على رجل التعليم جلبها من الأسواق وبكميات كبيرة يصعب نقلها بسبب انعدام الطرق ووسائل النقل بشكل دائم.
التدريس بالعالم القروي صعب،مضني مرهق للجسم والعقل والمزاج ، بل عند رجال التعليم بمثابة عذاب فعلي ، عذاب التنقل وعذاب البرد الذي ينخر المفاصيل ويؤدي للموت في بعض الأحيان أو للجنون أو الإستقالة من الوظيفة.
أما حالات المدارس فتدعو إلى إلتفاتة موضوعية لكون أغلبية أقسامها غير صالحة ومتداعية للسقوط على رؤوس المعلمين والتلاميذ وخصوصا أثناء التساقطات الثلجية ،لتبقى النتائج السلبية على مسيرة التعليم بهذه المنطقة والتي لا يعرف قساوتها إلا من يعيش بقربها من تلاميذ وأطرتعليمية وساكنة قروية
بقلم : عزالدين كايز