المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الإنترنت تختطف صغارنا .. فكيف نحميهم من أخطارها؟


المعلم
22-08-2013, 15:29
بعد أن كان الآباء يعرفون أصدقاء أبنائهم ويستطيعون تحديد الأماكن المسموح بذهابهم لها وتنظيم علاقاتهم بالآخرين.. أصبح للأبناء الآن أصدقاء رقميون يقضون أوقاتهم معهم أكثر من الأصدقاء التقليديين، غير أن هوياتهم وأعمارهم الحقيقية، بل وأهدافهم، لايمكن الجزم بها. من هنا يطرح سؤال إجباري على كل أب: كيف تحمي أبناءك من هذا الخطر الخفي؟

أسفرت الثورة التقنية مع تدني مستوى رقابة الأهل عن بنية أخلاقية هشة ووعي حضاري متداع وانتهاك فج وسافر لخصوصيات الآخرين، لذا بات لزامًا علينا كمربين ومختصين أن نعيد التوازن لعلاقة الأبناء بآبائهم التي اختلت نتيجة لجهل الكثير من الآباء بأخطار (الانغماس غير المسؤول) في التقنيات المختلفة.

إن التوعية بأخطار الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي ليست حكرًا على عالمنا العربي والمسلم، بل على النقيض تمامًا فدول متقدمة مثل بريطانيا على سبيل المثال تدرس في مدارسها مواضيع تتعلق بالمواطنة الرقمية Digital Citizenship.

وترسم مواضيع المواطنة الرقمية حدودًا واضحة للأطفال والمراهقين للطريقة الصحيحة لاستخدام الإنترنت دون تعريض أنفسهم للأخطار، وكيف يمكن أن يكونوا مواطنين صالحين باستخدامهم للتقنية دون انتهاك لحريات أو خصوصيات الآخرين والتي يجرمها القانون.

وفي أستراليا وأميركا وفرنسا حملات إعلانية تلفزيونية موجهة للآباء والأبناء للتوعية بأخطار الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي.



اختطاف

لم يأت هذا الاهتمام عبثًا أو محاولة لتقييد حريات الأطفال والمراهقين، إنما استجابة لإحصاءات ودراسات مستمدة من مراكز الخدمة الاجتماعية ومراكز الشرطة، التي دلت في كندا على تزايد حالات اختطاف الأطفال بين 4 و11 سنة، والمتعلقة بتعرفهم على أشخاص عن طريق الإنترنت أو إدلائهم بمعلومات خاصة تدل عليهم في مواقع التواصل الاجتماعي.

وبلغ عدد الأطفال المخطوفين في أميركا في عام (2002م) 80 ألف طفل بمعدل ألفي طفل يوميًا تحت سن الـ18، تشكل الحالات المرتبطة بتعرف المختطف على الطفل عن طريق الإنترنت 10% منها، وتشكل الفتيات نسبة عالية من هؤلاء الأطفال.

كما دل آخر إحصاء من مركز أبحاث الجريمة ضد الأطفال في أميركا على ارتفاع معدل تعرض الأطفال لمحتوى جنسي عن طريق الإنترنت، حيث يتعرض طفل من أصل خمسة أطفال لمحتوى جنسي، خصوصًا عن طريق البريد الإلكتروني ومواقع التواصل الاجتماعي، حيث يرسل للطفل مقاطع أو يطلب منه المشاركة في حوار لا أخلاقي أو إعطاء معلومات عن نفسه. ويترصد المتحرشون بالأطفال كما دلت الدراسة بمن أعمارهم مابين 14 و17 عامًا.

الأرقام والإحصاءات المثيرة للمخاوف أجريت في دول متقدمة تولي اهتمامًا كبيرًا لرعاية الأطفال نفسيًا وتربويًا وتقدم برامج متخصصة في مدارسها لتوعيتهم من أخطار الاستخدام غير المنضبط للإنترنت.

وأثبتت الدراسات ومنها دراسة قام بها المركز الوطني الأمريكي للأطفال المفقودين والمستغلين أن نسبة متزايدة من الآباء يستخدمون برامج الحماية على حواسيبهم المنزلية، فنسبة 90% من الآباء المشاركين في الدراسة على علم ومعرفة بالطرق الصحيحة لتوعية وضبط استخدام أطفالهم للإنترنت من خلال الأجهزة المختلفة.



تربية أم رعاية؟

ومن هذا المنطلق يبرز لنا سؤال مهم لا بد من طرحه وهو إذا كان هذا ما يحدث في الدول المتقدمة فما هو الحال لدينا؟ واضعين في عين الاعتبار تميزنا بالتكتم على مشكلاتنا وقلة الدراسات الاجتماعية التي تركز على مثل هذه الجوانب.

نتيجة هذا الاهتمام لمثل هذه المواضيع في الدول الغربية والمتقدمة، فإن جميع النصائح والتعليمات المقدمة في هذا المقال استقيت من مصادر أجنبية، ولم يتم إطلاقًا الاستعانة بمصادر بحثية عربية، ما يظهر أن الاعتقاد السائد بأن الغرب يعطي حرية مطلقة للصغار وأن التربية تقوم على حماية الأطفال حتى من آبائهم ما هو إلا اعتقاد خاطئ.

ومن المفارقات أن يكون هذا هو وضعنا في عالمنا العربي عامة وفي السعودية خاصة، حيث يسود تقديم الرعاية لأطفالنا في المأكل والمشرب والملبس والاهتمام بالدراسة وتوفير الاحتياجات والكماليات فيما تنقصنا المعرفة بالتربية الواعية المسؤولة.

ما يقدمه غالبنا لأطفالهم رعاية وليست تربية تنتج شخصيات مسؤولة وملتزمة اجتماعيًا، ولا أدل على ذلك مما أفرزه الانفتاح والاستخدام غير المنضبط للإنترنت، فالمتابع لها يتأكد بما لا يدع مجالًا للشك أننا نعاني من مشكلة أخلاقية وتدهور مريع في القيم والمبادئ واحترام الحريات هذا فضلًا عن تداعي القيم الدينية.



جدران النار

هناك الكثير من الأخطار التي ربما يتعرض لها مستخدم الإنترنت - بغض النظر عن عمره - وخبرته وتشمل هذه الأخطار التعرض لسرقة المعلومات الشخصية والإصابة بالفيروسات الإلكترونية والتعرض للاختراق نتيجة لاستخدام مواقع مشاركة الملفات وتلقي البريد الإلكتروني الدعائي والاطلاع على محتوى جنسي.

ولا يمكن تجاهل العنف اللفظي الذي يكثر في مواقع الإنترنت نتيجة لتحرر الأشخاص من القيود المجتمعية والتخفي خلف أسماء مستعارة تتيح لهم حسب ظنهم الاعتداء على الآخرين لفظيًا دون أن تلحقهم مساءلة.

أول ما يمكن فعله كخطوة أولى لحماية نفسك وأسرتك من أخطار الإنترنت استخدام برنامج مضاد للفيروسات anti virus وبرنامج جدار ناري fire wall لحماية الحاسب من الاختراقات والفيروسات.

أما الخطوة الثانية فهي استخدام برنامج (حماية عائلية) يمكنك من تحديد المواقع المسموح لأطفالك بزيارتها وتحديد المعلومات التي لا يسمح لأبنائك بإعطائها أو كتابتها مثل أسمائهم وأسماء مدارسهم و تواريخ ميلادهم وأرقام الهواتف أو أي معلومة ربما تدل عليهم، كما أن بعض البرامج تقدم معلومات للأهل عن نشاط أبنائهم على الإنترنت وتراقب حوارات الأبناء للبحث عن بعض الكلمات المفتاحية التي قد تدل على تعرض الطفل للعنف اللفظي والتنمر أو حتى الانسياق في حديث لا أخلاقي.

لكن الاحتياطات السابقة لا تعني إهمال خطوة مهمة تتمثل بتوعية الأبناء وتثقيفهم وتبيان جميع الاحتمالات الممكنة دون أن تخفي عنهم شيئًا، خشية لفت نظرهم لأمور يجهلونها، أو لثقة زائدة بأطفالك، فالأطفال الآن يسمون عند علماء الاجتماع (الأطفال الرقميين) أي أنهم ولدوا في عصر التقنية ولا يستطيعون تخيل العالم دونها، فضلًا عن كون سماع هذه المعلومات من آبائهم خير لهم من سماعها من أصدقائهم وهم يشجعونهم عليها.



استشارة الكبار

في حالة الاحتياج لتزويد الموقع ببعض المعلومات الشخصية يجب على الأطفال الرجوع للأب أو الأم قبل ذلك ويجب الانتباه وقراءة سياسة الخصوصية الخاصة بالموقع قبل تزويدهم بأي معلومة لتعرف الطريقة التي سيتم استخدام فيها المعلومات.

ويجب عليك محادثة أبنائك باستمرار عن أنشطتهم على الإنترنت والاهتمام بأصدقائهم الإلكترونيين بالقدر نفسه الذي تبديه لأصدقائهم الحقيقيين.

أخيرًا، علم أبناءك ألا يكتبوا شيئًا ليسوا على استعداد لقوله وجهًا لوجه أمام الناس، ولهذا فإنه من المهم أن يعرفوا أن أخلاق الفرد ومبادئه لا تتغير بتغير وسيلة التواصل مع الآخرين.



في تسجيل عرض على موقع «يوتيوب» للرئيس الأمريكي باراك أوباما وهو يزور مدرسة ثانوية أمريكية يسأله طالب يبلغ من العمر 16 سنة قائلًا: «أرغب بأن أكون في يوم من الأيام رئيسًا مثلك فما هي نصيحتك لي؟» فرد عليه أوباما بعد لحظة تفكير قصيرة: «كن حذرًا مما تكتبه على الفيسبوك فما تكتبه الآن وأنت مراهق قد يستخدم ضدك وأنت رجل».

أضف في مفضلة الحاسب محركات البحث الخاصة بالأطفال، فهذا المحركات تبحث عن الكلمات المفتاحية في المواقع المختلفة ولا تعرض للطفل إلا المناسب منها للأطفال ومن هذه المحركات:

www.sp.askkids.com

www.kidsclick.org

www.kids.yahoo.com

www.kidrex.org

كما يمكنك تعديل إعدادات الأمان في محرك جوجل ليحجب النتائج التي لا تتناسب مع إعداداتك.

خدعة الحذف

لا يوجد ما يسمى بحذف الصفحة أو الصورة أو التغريدة، فما يحدث في الواقع هو إلغاء قدرة الوصول لها، لكنها لا تزال موجودة في خوادم الموقع.

وحالما تكتب شيئًا في الإنترنت سواء في مواقع التواصل الاجتماعي أو المنتديات أو حتى مدونتك الخاصة، فإن صاحب الموقع سيكون لديه نسخة وجوجل سيقوم بحفظ الموقع لمساعدته في القيام بعمليات البحث وأرشيف الإنترنت Internet Archive سيقوم بدوره بحفظ نسخة، وإذا كان ما حذفته تغريدة في موقع تويتر فسيكون لها نسخة محفوظة في مكتبة الكونجرس Library of Congress.

كن أول المشتركين

قبل أن تسمح لأبنائك باستخدام الإنترنت يجب أن تتقن استخدامه أولًا. إن جهل الآباء يشجع الأبناء على استغفالهم وإيصال صورة خاطئة لما يقومون به على الإنترنت، فعلى سبيل المثال لا تسمح لأبنائك بفتح حسابات في تويتر أو انستغرام قبل أن تشترك بنفسك في هذه المواقع وتعرف طريقة استخدامها وإعدادات الخصوصية المتاحة فيها.



لا تتردد

لا تتردد أبدًا بتنفيذ عقوباتك التي قد تشمل الحرمان من استخدام الإنترنت لفترة، مصادرة الأجهزة الإلكترونية أو حذف صفحة ابنك في مواقع التواصل الاجتماعي.

إن تجاوز القوانين يتساوى فيه الصغير والكبير من الأبناء ولا تتردد أبدًا في مصادرة الهاتف الذكي لابنك أو ابنتك المراهقة إذا بدر منهم ما يسيء، فالقاعدة هنا كما يقول المثل الإنجليزي: «من الأفضل أن تكون آمنًا على أن تكون آسفًا» .
بقلم : د. أفنان العبيد
المصدر: http://www.mohyssin.com/forum/showthread.php?t=9926

Aboujaber85
22-08-2013, 20:02
أضيف إلى هذا الموضوع النصائح الهامة التالية:

1) استخدام الطفل أو المراهق للحاسوب الأسري ( و حذار أن يكون للطفل أو المراهق حاسوبه الشخصي)

2) وضع الحاسوب الأسري في الصالون مثلا و ليس في غرفة الأطفال

3) استعمال برنامج للتحكم الأبوي (Parental Control)

4) استعمال برنامج لحجب المواقع الإباحية (Anti Porn)

أخيرا: المصاحبة و المراقبة للطفل عند استعماله للانترنت